اطبع هذه الصفحة


كيف نجمع تبرعات؟


المال هو وقود أي عمل خيري مؤسسي يساهم في تنمية المجتمع، وبدونه قد يكون صعبا أن يمارس هذا العمل دوره على النحو المأمول، غير أن تدفق الأموال من المتبرعين إلى المشروعات الخيرية ليس أمرا سهلا، إنما يحتاج إلى جهد منظم من طالب التبرع، حيث يقوم بإقناع المتبرع بمشروعه لكي يموله سواء أكان هذا المتبرع فردا أو مؤسسة.

كما أن عليه معرفه القوانين الحاكمة للتبرعات والتي تختلف من دولة لأخرى، إضافة لمعرفة معلومات دقيقة عن المتبرع وتوجهاته، خاصة في ظل ظروف التضييق الدولي على عملية التبرعات وربطها بما يسمى بـ "الإرهاب" أحيانا بعد أحداث 11 سبتمبر 2001.

إن جمع التبرعات في العالم العربي والإسلامي سواء من خلال المؤسسات أو الأفراد أضحت مهارة تحتاج إلى تعلم وفن؛ فلنستكشف معا بعضا من هذه المهارة لنساعد الراغبين في تنمية المجتمع.

قواعد طلب التبرع
تزداد فرص المنظمة بالحصول على هذا الدعم إذا ما قامت بالإعداد والتحضير السليمين قبل تقديم طلب الدعم. وفي إطار التحضير الجيد لطلب الدعم على المنظمة أن تقوم بالمهمات التالية:

1- اختيار المشروع، حيث على المنظمة أن تختار مشروعا (تربية أيتام، دعم قرية معينة، مساعدة طلاب،...) يؤدي تنفيذه إلى تحقيق أهدافها وأغراضها، وأن يقدّم هذا المشروع خدمات تحتاجها الفئات المستفيدة من نشاطات المنظمة. فأي جهة ممولة تهتم بأن يكون المشروع الذي ستموله يرتبط بشكل وثيق بتوجهات المنظمة التي قدمته.

وللتأكد من ذلك، على المنظمة أن تبحث من خلال هيئتها الإدارية والعاملين فيها مدى ارتباط المشروع الذي تسعى إلى البحث عن تمويل له مع رسالتها ورؤيتها وأهدافها والفائدة التي تستفيد منها الفئات المستهدفة من تطبيق هذا المشروع.

2- ماذا ستفعل المنظمة بالأموال؟
من الأمور التي تسهل حصول المنظمة على الدعم المالي هو وضوحها في تحديد المجالات التي سيتم إنفاق المال فيها، بمعنى أن على المنظمة أن تحدد كافة الجوانب المتصلة بالمشروع والتي ستقوم بإنفاق المال بها، مثلاً سيكون هناك ثلاثة أنشطة في المشروع تحتاج إلى دعم أو أن تنفيذ المشروع يحتاج إلى شراء عدد من أجهزة الكمبيوتر وغير ذلك. وبشكل عام كلما كانت المنظمة دقيقة في التحديد كان موقفها أفضل في طلب الدعم.

3- إعداد مقترح المشروع:
بعد الانتهاء من الخطوتين السابقتين سيكون قد تشكل لدى المنظمة رؤية واضحة حول المشروع والإجراءات والنشاطات التي تندرج في إطاره؛ وهو ما يسهل عملية إعداد مقترح بالمشروع يتضمن كافة النقاط التي تناولتها المنظمة في الخطوتين السابقتين.

وتكمن أهمية مقترح المشروع في أنه يعطي للجهة الداعمة صورة شاملة عن المشروع وعن إجراءاته والنشاطات التي يسعى لتنفيذها والنتائج المتوقعة منها.

4- البحث عن ممول:
نعم، البحث عن ممول هو آخر مهمة تقوم بها المنظمة التي تسعى إلى دعم أحد مشاريعها؛ فكل الإجراءات السابقة هي نفسها التي ستقود إلى تحديد الممول (أو مجموعة من الممولين) الذي من الممكن أن يدعم المشروع.

فبعد الانتهاء من إعداد مقترح المشروع سيكون من السهل على المنظمة أن تبحث عن الممولين الذين يقع هذا المشروع ضمن اهتمامهم ومجالات تخصصهم، كما سيكون لدى المنظمة تصوُّر تقريبي حول حجم التمويل الذي تحتاجه، وبالتالي عليها أن تبحث عن جهات تمويلية تقدم دعما ماليا قريبا من الحجم المتوقع لموازنة المشروع.

من هو المتبرع؟
يذهب بعض المتخصصين في مجال العمل الخيري إلى أن قطاعات المجتمع الأربعة، التي هي القطاع الأسري بما فيه الأفراد، والقطاع الخاص، والقطاع غير الربحي، والقطاع الحكومي، تشكل مصادر خصبة لتنمية الموارد المالية للجمعيات والمؤسسات الأهلية.

ويعد القطاع الأسري والأفراد المصدر الرئيس لأغلبية التبرعات في العالم العربي والإسلامي، حيث يميل الأفراد إلى التبرع غالبا بصفتهم كأعضاء أسرة. وأبرز مصادر التمويل المرتبطة بالأفراد والأسر هي: زكاة المال، وزكاة الفطر، والصدقات والتبرعات النقدية، والتبرعات العينية، والأوقاف، والوصايا.

أما متى تطلب التبرع فبعض المنظمات تقدم طلبات التبرع في نهاية كل سنة، وبعضها الآخر يقدم هذه الطلبات على مدار السنة، ولا نستطيع الوصول إلى توقيت مثالي لتقديم طلبات التبرع، ولكن من المفضل ألا يتم طلب التبرع إلا إذا توفرت لديك صورة واضحة عن مشروع نشاط تخطط المنظمة لتنفيذه؛ فعلى ضوء ذلك بإمكانك وضع خطة لجمع التبرعات وتنفيذها.

وسائل جمع التبرع
نظرا لأن الأفراد هم الفئة الأكثر أهمية في مسألة التبرعات في العالمين العربي والإسلامي؛ لذا فإن الوصول لهم يحتاج إلى وسائل عدة أبرزها ما يلي:

1- الاتصالات الشخصية المباشرة، وهي التي تحدث وجها لوجه، وهي الأكثر فعالية؛ حيث إن هناك العديد من الأسئلة التي قد يطرحها المانح، والتي تجد لها إجابة في اللقاء مع المستفيد.

2- حملات طرق الباب Knock at the Door. ، حيث يتم ومن خلال المتطوعين طرق أبواب المواطنين ودعوتهم للمشاركة في التبرع لغايات وأهداف معينة.

3- التبرع من خلال الحملات في الشوارع والأسواق، حيث يقومون بالوقوف عند إشارات السيارات ومفترق الطرق ويجمعون بحصالاتهم ما يجود به المتبرعون.

4- الخطابات الشخصية التي تأخذ الصفة الشخصية البحتة التي يجب إعدادها بدقة متناهية، وتجيب عن جميع الأسئلة التي يمكن أن يطرحها المانح.

5- الاتصالات التليفونية التي تنقل رسالة المؤسسة ببساطة ويسر وتأخذ صفة غير رسمية مع الجهة، سواء أكان فردا أم أسرة، ويتم فيها طلب الدعم والمساندة منهم.

6- المناسبات الخاصة: كالأعياد أو في رمضان، أو المناسبات التي أصبحت متعارفا عليها أو عيد الأم، أو يوم كبار السن وخلاف ذلك، حيث يتم إعداد ترتيب للاتصال بالمانحين.

7- الدعوة للتبرع بوساطة الإعلان بوسائل الإعلام المختلفة، ويتطلب ذلك اعتماد وسائل ذكية لافتة للانتباه في الإعلان بالإضافة إلى البساطة. ومن أمثلة ذلك الإعلان الذي كان يبث من أحد التلفزيونات العربية لجمعية ترعى المعوقين، وكان يحمل عبارة بسيطة تشير إلى أن عمل الجمعية في مجال الإعاقة، يعقبه عبارة واحدة: "وأنا أيضا لي نصيب من زكاتكم". ومثال آخر لمؤسسة تطوعية كانت تقوم ببناء مستشفى للسرطان، وكان الإعلان الذي يبث في وسائل الإعلام من صحافة وإذاعة وتلفزيون يحمل عبارة بسيطة هي: "نحن نقوم ببناء مركز للسرطان، ساعدونا لإتمامه".

8- الدعوة للإسهام في تغطية نفقات الخدمة، كما هو الحال في الدعوة لكفالة اليتيم، أو تغطية تكاليف علاج مريض أو تغطية نفقات تعليم طالب جامعي، أو تكاليف رعاية طالب معاق.

وليس هناك من حدود لمثل هذا الإسهام الذي يلاقي صدى في الوطن العربي، على أساس أنه أسلوب مباشر لتقديم الخدمة ومعرفة الغاية التي من أجلها يقدم الدعم.

9- الحفلات السنوية التي تقيمها المنظمات التطوعية التي يدعى إليها الميسورون والمقتدرون والمهتمون بعمل الخير. وتقام في العادة في إحدى القاعات الكبرى، حيث يجتمع الجميع ويقدمون تبرعا للجمعية بالإضافة إلى رسوم المشاركة. وهناك حفلات أخرى، بالإضافة إلى الحفلات السنوية كأن يكون ذلك حفل إفطار تقشفيا، وقد تأتي الحفلة السنوية ضمن مفهوم موائد الخير الذي يتم فيه تبرع الأغنياء لإقامة موائد إفطار في رمضان للفقراء والمحتاجين.

10- مقترحات المشاريع خاصة عندما تقوم المنظمة التطوعية بتقديم المقترحات المتعلقة بطلب تبرع لإنشاء مشروع أو تكملته، أو تشغيل مشروع طبي أو تعليمي أو اجتماعي. وقد أصبح إعداد المشاريع وصياغتها من أهم الوسائل المعتمدة خاصة من المنظمات المانحة لتقديم الدعم أو مواصلته والمتعلقة بتنفيذ المشاريع الخيرية.

11- الاشتراكات ورسوم العضوية التي تعد ضمن الدخول التي تعتمدها المؤسسة التطوعية في تأمين دخل لإدامة أعمالها، وزيادة الاشتراكات ضرورة ماسة؛ حيث إن قاعدة العضوية المتسعة تسهم من خلال هذه العضوية في الوصول إلى العديد من المانحين والراغبين في الإسهام في دعم أعمال الخير.

12- الأسواق الخيرية والبازارات التي تقيمها المنظمات التطوعية بهدف تسويق منتجاتها كإحدى الوسائل المتاحة لجمع التبرعات.

13- المعارض الفنية، وهي لا تختلف عن الأسواق الخيرية والبازارات، ويسهم في العادة الفنانون برسوماتهم وأعمالهم الفنية بحيث يخصص العائد لأعمال المنظمة التطوعية.

14- بطاقات المناسبات؛ حيث تلجأ المنظمة التطوعية إلى طباعة بطاقات للمناسبات كالأعياد والمناسبات الوطنية وتقوم ببيعها بحيث تعود واردات هذا البيع على أعمال المنظمة.

15- دكاكين وأسواق الخير التي تلجأ إليها المنظمات التطوعية خاصة في المناسبات التي من أهمها شهر رمضان المبارك؛ فتقوم المنظمة بتسويق منتجاتها أو الاستفادة من الذين يشاركون في عرض بضائعهم في هذه الأسواق، وتكون الفوائد التي تحققها هذه الأسواق في الغالب كبيرة.

16- الاستقطاعات الشهرية؛ حيث يتم دعوة الراغبين في دعم المنظمة إلى تخصيص مبالغ معينة من رواتبهم يتم اقتطاعها شهريا من الراتب مباشرة، وتحويلها إلى المنظمة التطوعية.

17- الحملات البريدية التي يتم بوساطتها توجيه رسائل متضمنة قسائم يتم تعبئتها ويرفق بها الدعم الذي يقدمه الفرد في حالة رغبته في تقديم الدعم أو التبرع.

18- الحملات الإعلامية للدعوة إلى دعم المنظمة التطوعية، وذلك عبر وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة.

19- المزادات الخيرية؛ حيث يتم في أثناء الحفل السنوي، أو أي مناسبة تقوم بها المنظمة التطوعية، بيع بعض المجوهرات أو الملابس الوطنية أو الشعبية.

20- حصالة الخير وتوضع في الأسواق أو المدارس، وتستهدف جمع التبرعات من الراغبين في ذلك. وقد تم في الأردن توزيع آلاف الحصالات على الأطفال في المدارس ضمن مشروع القرش الخيري، الذي يدعو المواطنين إلى الإسهام يوميا بقرش واحد، على أساس أن القرش هو أصغر فئة في العملة.

21- ترويج الاسم، ويتم ذلك بالإنفاق مع المؤسسات التجارية أو الصناعية بحيث يتم الإشارة إلى المؤسسة التطوعية، وأن جزءا من مبيعات هذه المؤسسة سوف يخصص للعمل الخيري.

22- طابع الخير والكوبونات التي تقوم بطباعتها المنظمة التطوعية، وتعمل على تسويقها لصالحها.

23- المسيرات والمسابقات الرياضية على جميع المستويات أو أي نشاطات أخرى مشابهة.

إن هذه الوسائل ليست هي كل الوسائل المتاحة لجمع التبرعات، بل تلجأ المنظمات التطوعية إلى الإبداع في تنظيم حملات وبأساليب مبتكرة.

------------------
(*) هذا الموضوع محرر بتصرف، وهو نتاج موضوعات منشورة بمركز التميز للمنظمات غير الحكومية بالأردن .


نموذج لمشروع مقترح للتمويل (*)

هذه هي مراحل أو خطوات تمويل أي مشروع خيري، وعليك تنفيذها بدقة إذا أردت الوصول إلى ممول أو مانح لمشروع تنموي.

أولاً: التخطيط Planning :
وينطوي التخطيط على عدة أسئلة عليك الإجابة عليها، وهي:

لماذا: Why
1- لماذا نحتاج لحملة جمع التبرعات؟ Why
2- لماذا نحتاج هذا الحجم من التمويل؟ Why

ما هي: What
1- ما هي الحاجات؟
2- ما هو المشروع الكبير؟
3- ما هي الفكرة من الحملة أو من التمويل؟
4- من هم الفئة المستهدفة من الممولين؟
5- ما هو الاستثمار أو الاستخدام للتمويل؟
6- ما هو المبلغ المقدر أو المطلوب جمعه أو الحصول عليه؟
7- ما هو شعار حملة التبرعات؟

متى: When
1- متى نحتاج لهذا المبلغ؟
2- متى سيتم المباشرة بالحملة؟
3- متى سيتم تنفيذ كل مرحلة؟
4- متى ستنتهي؟

من:Who
1- من ستسأل (لمن سنتوجه)؟
2- من سيحدد المتبرعين؟
3- من سيطلب؟
4- من سيشكل لجنة جمع التبرعات أو لجنة الطلب من الممولين؟
5- من هم المعنيون من الكادر الوظيفي؟

ثانياً: إعداد المشروع المقترح:

يجب أن يكون:
1- مقنعًا.
2- حاجات ملحة.
3- مبنيًّا على مشكلة واضحة.
4- واضح الرؤية والغايات والأهداف.
5- يثير اهتمام الممولين.

دراسة الجدوى
في حالة توفر الأسباب الخمسة المذكورة سابقًا للمشكلة ينبغي على مخطط الحملة أو منمي فحص أو دراسة جدوى نجاح هذه الحملة -من خلال إجراء مقابلة 30 - 40 شخصًا من ممثلي الأفراد أو المؤسسات المستهدفة في الحملة- معرفة رأيهم في هذه القضية ومدى تجاوبهم.

ماذا سنتعلم من دراسة الجدوى؟
- مدى تقبل وثيقة المشروع.
- معرفة أهمية الحاجات التي تم تحديدها.
- عناصر الاهتمام لدى الممولين.
- أين يمكن الدعم إن وجد؟
- توفر القيادات التطوعية.
- حجم التبرع.
- من سيعطي؟
- الوقت المناسب.

ثالثًا: القيادات التطوعية:
القيادة التطوعية عنصر مهم من عناصر نجاح جمع التبرعات، وعلى المتطوعين أن يشاركوا في كل مراحل الحملة من مرحلة التخطيط للحملة، وتحديد المشكلة، وتحديد المتبرعين، والطلب من المتبرعين، إلى بناء علاقات طيبة بين المتبرعين والمنظمة.

بدون قيادات تطوعية لا يمكن أن يكون هناك حملة جمع تبرعات لمشاريع كبيرة. أما المؤهلات الواجب توافرها في الهيئة الإدارية ولجنة جمع التمويل، وهي:
- لهم العطاء حسب الحاجات.
- لهم علاقات مهمة ويمكن استخدامها.
- قادر وراغب في الطلب من الآخرين.
- المؤهلات المطلوبة في الرئيس وأعضاء لجنة جمع التبرعات:
أ‌. المساهمة بالتبرع ضمن إمكانياتهم.
ب‌. أن يكون لهم اتصال قوي مع الممولين واستخدام هذا الاتصال.
ج‌. أن يكونا قادرين وراغبين للطلب من الممولين.

والأكثر تأثيرًا من المتطوعين هم:
1- الذين بنفس المستوى الاقتصادي والاجتماعي للمتبرع.
2- رئيس الجمعية أو المنظمة من المفروض أن يستخدم 50% من وقته في استثمار علاقته مع المتبرع.
3- رئيس تنمية الموارد من الخارج.

لجنة جمع التبرعات:
1- هي عبارة عن لجنة تضم 3 - 4 أشخاص من المتطوعين المتميزين في علاقتهم وسمعتهم وقدرتهم على بناء العلاقات واستخدامها مع الممولين.
2- إن الاختيار الموفق لرئيس اللجنة أو المتحدث باسمها هو العنصر الرئيسي في نجاح اللجنة.
3- على أعضاء اللجنة أن يكونوا قادرين على معرفة الناس الذين يتبرعون.
4- لهم اهتمام كبير في الجمعية أو المنظمة.
5- ألا يشاركوا في لجان جمع تبرعات أخرى.
6- يمكن للجنة أن تختار راعيًا للحملة لإعطائها قيمة أو هوية ومصداقية وثقة أمام الجمهور.
7- يمكن أن يتفرع من لجنة تبرعات، مثل:
- اللجنة المالية.
- لجنة التجار.
- لجنة البرامج الفنية... إلخ.

على لجنة التبرعات أن تقوم بـ:
1- إعداد المشروع الذي سيتم جمع الدعم له.
2- إعداد قائمة بالمتبرعين.
3- إعداد قائمة بالمبالغ أو المواد الممكن طلب التبرع بها.
4- التأكد من مقترح المشروع قد تم إنتاجه بشكل جيد، ويمكن أن يكون موجز المقترح على شكل نشرة أو مطوية... إلخ.

بعد ذلك تقوم اللجنة بالنشاطات التالية:
1- البدء بالتبرع من أموالهم الخاصة.
2- ترتيب المستهدفين إلى ثلاث درجات حسب إمكانياتهم، أي ذوي الإمكانيات المالية، الوسطى، دون الوسط.
3- استثمار جميع الفرص المتاحة.
4- طلب التبرع أو أخذ وعد أكيد بالتبرع.
5- أن تكون مستعدة لاستلام التبرع ولتقديم الشكر والتقدير للمتبرع.

رابعًا: تحديد الممولين:
إذا كنت تعمل كعضو لجنة جمع التبرعات فمن الضروري أن تجري دراسة للتعرف على الأشخاص أو المنظمات الممولة أي دراسة الشخص أو المنظمة التي حددتها لطلب التمويل منه أو منها، ولو أردت تحديد 30 - 50 شركة أوجه ممولة للحصول على التمويل منها عليك أن تختار من قائمة تحتوي 4 أمثال هذا العدد.

هناك مصادر كبيرة للمعلومات، وعليك أن تبدأ بجمع المعلومات من داخل جمعيتك قبل أن تلجأ للمعلومات في الخارج.

مصادر المعلومات خارج المنظمة:
1 - التقارير والنشرات السنوية الصادرة عن المنظمة الأهلية.
2- التقارير السنوية للشركات والمؤسسات.
3- مطبوعات كالأدلة، والنشرات، المجلات، الصحف.
4- البحوث والدراسات والمطبوعات المتوفرة في الحاسوب. عندما تجمع هذه المعلومات أو البحوث عليك أنت تحتفظ بها في سجلاتك وتعمل على تجديدها Updating.

خامسًا: استثمار العلاقات الشخصية:
المبالغ الكبيرة يقدمها الناس أو المنظمات الملتزمة لمنظمتك وليس فقط المهتمة بمشروعك. ولتحقيق هذا، الالتزام عليك استثمار هذه العلاقة مع الناس المستهدفين للتمويل وتفعيل دورهم في الجمعية وجعلهم يشاركونك اهتماماتك وأمانيك.

وهذا النوع من استثمار العلاقات شخصي جدًّا، ويمكن تحقيقه على مستوى مجموعات صغيرة.

أمثلة على استثمار الفرص:
1 - ملخص عن الجمعية.
2- اجتماعات.
3- عشاء.
4- استقبال.
5- يوم مفتوح.
6- مناسبات اجتماعية.
7- الاتصال برسائل، تليفونات، صحافة.
8- استغل كافة المناسبات للتعرف على فئات جديدة من المستهدفين.

سادسًا: طلب التمويل:
1- من المهم أن تتذكر أنه عند طلبك من الممول لدعم مشروع كبير أن تجعل الممول فخورًا بتمويل هذا المشروع. أي بمجرد تقديم المال أن يشعر الممول بالتقدير والرضا النفسي.

2- أن طلب التمويل يجب أن يتم وجهًا لوجه أي مباشرة من الممول. لا كما يحدث أحيانًا؛ إذ إن طالب التمويل يخجل من المقابلة الشخصية خوفًا من الرفض أو الفشل في الإقناع، أو عدم توفر الثقة بين الطالب والممول؛ وهو ما يجعله أحيانًا يكتفي بإرسال رسالة بالبريد إلى المتبرع.

3- تذكر أن المتبرعين يقدمون تبرعهم للناس وليس للمؤسسات، وأن هوية وشخصية طالب التبرع هي الأساس في تحديد قيمة المبلغ المتبرع به.

أ. من الذي سيطلب؟
- أفضل طالبي التمويل هم الناس الذين بادروا بالتبرع.
- طالب التمويل يجب أن يكون متطوعًا معروفًا للمتبرع وبدرجة متساوية اقتصاديًّا واجتماعيًّا.

ب. كم هو المبلغ الذي سيطلبه؟
- قدر قيمة المبلغ الذي يمكن المتبرع أن يقدمه وكم المبلغ المنوي طلبه في الوقت الحاضر.
- قائمة المتبرعين وترتيبهم (حسب قدراتهم ومكانتهم) يجب أن تُعَدّ من قبل لجنة التبرعات، وأن تكون مدروسة حسب المعرفة والبحث الدقيقين.
- حدد مبلغًا حسب قدرة كل ممول، وهذا أسهل لطالب التبرع وللمتبرع. ولا مانع يرغب في أن يسأل بمبلغ كبير لكي يعطيه أهمية أو تقديرًا في نظر الآخرين.
- الناس الأغنياء لديهم مصادر أخرى لمساعدة منظمتك، أي يمكن أن يقدموا شيئًا عينيًّا كاستضافة حفل خيري ودفع تكاليفه أو تقديم تجهيزات للمشروع، أو مواد... إلخ.

ج. كيف تسأل؟
- اختر الشخص المناسب للمتبرع.
- اكتب رسالة تشكر المتبرع على تبرعه في الماضي.
- اذكر للمتبرع بأنك ترغب في مقابلته لمناقشة إنجازات المنظمة وأهدافها ومشاريعها... إلخ.
- تأكد من أن رسالتك وصلت واطلب تحديد موعد المقابلة الشخصية.
- اطلب تحديد اليوم والمكان والزمان... إلخ.
- حضر قائمة اختيارات من الممكن أن يقوم المتبرع بتمويل أحدها، آخذًا بعين الاعتبار اهتماماته، نوع التبرع الذي يقدمه أو قدمه سابقًا.
قد يرغب المتبرع في أن يكون عضوًا في مجلس الإدارة أو ذكر تبرعه في وسائل الإعلام المتوفر أو اجتماعه مع المؤسسين أو راعي المنظمة.

د. أين تسأل؟
- في بيت الممول أو مكتبه.
- ابحث أين يرغب الممول أن تطلب منه.
- أثناء تناول وجبات الطعام يمكن أن تكون جيدة، ولكن أن يكون تأثيرها كبيرًا.
- لا تطلب أثناء حفل استقبال أو غيره.

هـ. متى تسأل؟
من خلال بحثك عن الممول وخصوصياته يمكنك التعرف على وقت ملائم له وقد يكون، عيد ميلاده مثلاً، الذكرى السنوية لوفاة محب، نهاية السنة المالية، بيع الحصول... إلخ.

سابعًا: الشكر والتقدير للمتبرع:
-إن شكر المتبرع لمشروع كبير يمكن أن يأخذ أشكالاً عدة.
-فمبدئيًّا يجب أن يرسل للمتبرع كتاب شكر رسميًّا تقديرًا لتبرعه.
-اعرف من المتبرع أو من خلال علاقتك الشخصية معه ما هو التقدير الذي يمكن أن يقدم له نظير تبرعه.
-عضو في مجلس الإدارة.
-رئيس فخري.
-الإعلان عن التبرع إعلاميًّا.
-رعاية المشروع.
-تسمية المشروع باسمه أو جزء منه إذا كان بناء مثلاً.

أحيانًا بعض المتبرعين يقدمون تبرعهم تخليدًا ووفاء لصديق أو عزيز متوفى وهذا غالبًا ما يحدث في التبرع لمستشفيات أو مؤسسات دينية... إلخ.

إن أغلب الممولين يرغبون في أن يكون تبرعهم معلنًا عنه وظاهرًا في أماكن بارزة في المشروع.

كما أن الممولين لمشاريع أو مبالغ كبيرة يحبون أن يبقوا على اتصال مع المشروع الذي تم دعمه؛ لذا يجب المحافظة على علاقات طيبة معهم مراعاة ربطهم بالمنظمة أو جمعية كدعوتهم لمناسبات مختلفة تقوم بها الجمعية، حفل عشاء، افتتاح مشروع، تخريج فوج من المنتفعين من خدمات الجمعية أو المنظمة.

إن العناية والتقدير للممول ستساعد في استمرار دعمه للمنظمة والوفاء بمشاريعها وبرامجها، وأن إهمال الممول بعد التبرع لن يعيد التبرع لهذه المنظمة مرة ثانية.

----------------------------
(*) المصدر: مركز التميز للمنظمات غير الحكومية بالأردن، وقد تم الاتفاق مع المركز على نشر المادة.

----------------------------
واقرأ أيضا مراجع مهمة متعلقة بنفس الموضوع:
- د. عبد الله عبد الحميد الخطيب، العمل الجماعي التطوعي، منشورات جامعة القدس المفتوحة 2002، ص 276-279.
- عبد الله أبو العطا، مجموعة المستشارين العرب، ورشة عمل "بناء القدرة المؤسسية للمنظمات غير الحكومية"، 14/17-12-2002، الأردن.

المصدر : اسلام اون لاين
 

العمل الخيري