اطبع هذه الصفحة


الجمعيات الخيرية الإسلامية في ظل الأحداث الراهنة


بادحدح: اكتشف الاستعمار أهمية الأوقاف التي كانت تمول الدعوة والتعليم في العالم الإسلامي
الجمعيات الخيرية المسيحية جمعت في أمريكا وحدها في عام 1996م ( 200 ) مليار دولار فلماذا لا يسألونها كيف أنفقت هذه الأموال
عدنان باشا: طلبت من المجلس العالمي للدعوة والإغاثة تشكيل جبهة سميتها جبهة الحقيقة تقوم بمقاضاة كل من يلقي التهم جزافا
السامرائي: التأثيرات طالت العمل الخيري في الخارج وبالنسبة للمركز الإسلامي في اليابان أقول لكم بصراحة نحن في أزمة

( الجمعيات الخيرية الإسلامية في ظل الأحداث الراهنة ) (2/1)

العدد (544) السنة الثانية ـ الأربعاء 13 محرم 1423هـ الموافق 27 مارس 2002م
جدة: خالد المحاميد

تقوم الجمعيات الخيرية الإسلامية بدور كبير في مساعدة فقراء المسلمين في مختلف بقاع الأرض، وبعد الهجوم الذي تعرضت له الولايات المتحدة الأمريكية في 11 سبتمبر الماضي، تنادت جهات دولية عديدة وتحت دعوى تجفيف منابع الإرهاب إلى اتهام بعض الجمعيات الخيرية الإسلامية، وحمل الإعلام الأوروبي والأمريكي على الجمعيات الإسلامية والسعودية منها على وجه الخصوص، حيث توجد عدد من الجمعيات الخيرية التي تقدم الدعم والمساندة للمسلمين المادية للمسلمين في الملمات والكوارث وتنتشر أعمال هذه الجمعيات فيما يقارب 100 دولة من دول العالم.
الوطن دعت عدداً من قيادات المؤسسات والهيئات الإغاثية، وطرحت عليهم عدداً من المحاور التي تتعلق بطبيعة عملها وبالحملة الإعلامية الموجهة ضد العمل الخيري الإسلامي...

الخيرية مسلك وعبادة في الإسلام
يعتبر العمل الخيري الإسلامي بعمومه تقديم عون ومساعدة لكل محتاج ومن التواصي بالبر والتعاون عليه، فما مرجعية الأعمال الخيرية الإسلامية؟ حول هذا المحور تحدث المنتدون وهذه إجاباتهم:
الدكتور عبد الوهاب نور ولي..
إن الأمة الإسلامية ارتبطت منذ اليوم الأول للدعوة بوحدة الأخوة، فالمسلم للمسلم كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا، وفي القرآن والسنة فيض من الحث على عمل الخير، كما أن تاريخ الأمة الإسلامية عامر بالأعمال الخيرة، ولدينا مئات المشاهد والمواقف منذ العهد النبوي، وحتى عصرنا الحالي تنبئ كلها عن أريحية المسلم واندفاعه لمساعدة شقيقه المسلم، وحتى غير المسلم إذا ما كان في محنة أو مصيبة.
الدكتور عدنان خليل باشا
إن الخيرية هي مسلك وعبادة يتقرب بها الإنسان إلى خالقه، وقد أعلى من شأن العمل الخيري في الإسلام بكثير من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية، فالمسلم لا يريد من العمل الخيري سوى أن يرضي به وجه الله عز وجل، وهو جزء من عبادته.
علي بن عمر بادحدح
من ناحية تعتبر الزكاة ركناً من أركان الإسلام ولا يتم إسلام المرء من دونه، وتصرف الزكاة على المحتاجين في أعمال الإغاثة والمساكين والغارمين وأبناء السبيل، وكل أنواع العمل الإغاثي مشمولة في الزكاة، ومن الناحية الفقهية تدخل الزكاة في إطار واقع ما ينصر به الدين وتعلى به رايته، ولدى المسلمين وجوه كثيرة من الإنفاق على أعمال الخير فهناك الكفارات التي فيها إنفاق من مال وطعام وعتق الرقاب، وقد اندفع بعض المسلمين إلى التبرع بكل ما لديهم للعمل الإغاثي وعند ذلك أوصى الرسول صلى الله عليه وسلم بالثلث وقال (الثلث والثلث كثير)، ولدينا أيضاً الصدقات الجارية، كما أن لدينا السنن والمستحبات التي فيها الكثير من الإنفاق، وقد أمر النبي المسلمين بالصدقة حتى ولو بشق تمرة، والمقصود هو عمومية مشاركة المسلمين في التخفيف عن المسلمين، إن أكبر قوتين في العمل الإسلامي وهما الدعوة والتعليم كانا مرتبطين بالعمل الخيري، وقد اكتشف الاستعمار من قبل هذه القوة وأول مافعله في البلدان الإسلامية المستعمرة هو انقضاضه على الأوقاف التي كانت تمول الدعوة والتعليم.
الدكتور صالح مهدي السامرائي
إن طبيعة الأعمال الخيرية تهدف إلى رفع الأذى عن المسلمين، سواء كان هذا الأذى نتيجة للكوارث الطبيعية أو نتيجة للحروب أو نتيجة لوضع اجتماعي، فالمسلمون كانوا ينشدون مجتمعاً مثالياً قائماً على التآخي والتراحم، حتى إن بعضهم أوقف وقفاً من أجل تخفيف المعاناة عن الخدم الذين يكسرون الصحون، لرفع العقوبة.
الدكتور عبد العزيز تركستاني
العمل الخيري سر الإنسان المسلم الذي يصعب شرحه بالكلمات، لأنه شيء في القلب، ولا يمكن لهذا العمل أن يتوقف إلا إذا وضعت قوانين تقننه أو رقابة تؤثر عليه.
زكي رحيمي
طبيعة العمل الخيري تتجلى بوضوح في أمر رباني في قوله تعالى: (والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله أولئك سيرحمهم الله) وعليه فإن العمل الخيري واجب إسلامي في إطار التكافل بين الأفراد في الدولة أو المجتمع الواحد، من حق كل فرد أن يعيش حياته بحرية وكرامة والتحرر من الحاجة والفقر بفرض حق معلوم من أموال القادرين ليصرف لذوي الحاجات المختلفة، وفضلاً عما تقدم فهو الشعور بالمسؤولية الإيمانية الإسلامية تجاه المجتمع الإنساني بالتكاتف والتعاون وفي العمل الخيري إحياء للنفس البشرية ومحافظة عليها من قهر الفقر والعوز والحاجة.
المهندس عبد العزيز حنفي
إن نفس الإنسان المسلم عموماً مجبولة على الخير، وفي المملكة هناك ملاحظة جديرة بالاهتمام، فنحن نلحظ أسلوب التربية الذي يدفع بالأبناء لحب الخير، ومنذ الصغر يتعود أبناؤنا على العطاء، كما أن نظام التطوع مفتوح في المملكة للجميع، ونحن في جمعيات تحفيظ القرآن نقوم قبل كل شيء بالتركيز على تعليم الطلبة حسن الخلق وحب الآخرين، وليس في ما نعلمه إلا كل خير للإسلام والمسلمين.
زكي رحيمي
إذا تحدثنا بلغة الأرقام، فإن برامج حكومة المملكة العربية السعودية بلغت مستوى عالياً من الإنفاق على الأعمال الإغاثية والأعمال الخيرية من مساعدات وغيرها فحتى عام 1997م قدمت المملكة نحو (90) مليار ريال كمنح ومعونات مالية لا ترد وهي ترعى 350 مؤسسة تعليمية في أنحاء متفرقة من العالم، وإذا أخذنا مثلاً على استجابة حكومة المملكة وشعبها لإغاثة المسلمين فيكفي أن نذكر أنه في عام 2000 انطلقت حملة تبرعات للإخوة الفلسطينيين فجمعت خلال ما يزيد على 10 أيام 150 مليون ريال
والمثال الثاني وهو لا يزال قريباً من الذاكرة فقد قاد خادم الحرمين الشريفين حملة التبرعات إلى أفغانستان وجمعت في يومها الأول 4ـ5/8/1422 (135) مليون ريال وكان خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد وسمو النائب الثاني في مقدمة المتبرعين.
ما طبيعة الاتهامات الموجهة إلى المؤسسات الخيرية الإسلامية وهل تؤثر الإجراءات الدولية الجديدة على عمل ونشاط هذه المؤسسات؟
الدكتور عبد الوهاب نور ولي
هذا الموضوع مهم للغاية، ويحتاج إلى تركيز، فبعض وسائل الإعلام الغربية بدأت تتطرق إلى العمل الخيري الإسلامي ودوره في دعم الإرهاب وللأسف جرت خلف هذا الإعلام المعادي وسائل إعلام عربية وإسلامية. ما اعتقده هو أن التهم ليست موجهة إلى الجمعيات الخيرية بذاتها ولكنها موجهة للإسلام كدين، هم يريدون توجيهنا إلى كيف نعبد الله وما هو الكتاب الذي نقرأه، لأنهم بدؤوا يحددون ما هو الصحيح وما هو الخطأ في هذا الدين، ونحن لابد أن ننتبه إلى هذه النقطة.
زكي رحيمي
لا أتصور أن يتأثر العمل الإسلامي الخيري بمثل هذه الاتهامات، لأن هذا العمل يأتي من عقيدة الإسلام نفسه، بل إن أحد أهم مصادره هي الزكاة، وهي ركن من أركان الإسلام المفروضة، ولا خوف على هذه المؤسسات طالما هي تعمل تحت الشمس، وتستظل بمبادئ الشريعة الإسلامية، وأعتقد أن من واجب وسائل الإعلام العربية والإسلامية التصدي لهذه الاتهامات، وترد عليها بقوة وبمنطق إسلامي واضح حيث اتضح أن الغرب يجهل الكثير عن الإسلام، فاللوبي الصهيوني والصهيونية العالمية تحاولان انتهاز هذه الفرصة للنيل من الإسلام والمسلمين.

ندوة "الوطن" (الجمعيات الخيرية الإسلامية في ظل الأحداث الراهنة) (2/2)

العدد (547) السنة الثانية ـ السبت 16 محرم 1423هـ الموافق 30 مارس 2002م
جدة : خالد المحاميد

تقوم الجمعيات الخيرية الإسلامية بدور كبير في مساعدة فقراء المسلمين في مختلف بقاع الأرض، وبعد الهجوم الذي تعرضت له الولايات المتحدة الأمريكية في 11 سبتمبر الماضي، تنادت جهات دولية عديدة وتحت دعوى تجفيف منابع الإرهاب إلى اتهام بعض الجمعيات الخيرية الإسلامية، وحمل الإعلام الأوروبي والأمريكي على الجمعيات الإسلامية والسعودية منها على وجه الخصوص، حيث توجد عدد من الجمعيات الخيرية التي تقدم الدعم والمساندة المادية للمسلمين في الملمات والكوارث وتنتشر أعمال هذه الجمعيات فيما يقارب 100 دولة من دول العالم.
الوطن دعت عدداً من قيادات المؤسسات والهيئات الإغاثية، وطرحت عليهم عدداً من المحاور التي تتعلق بطبيعة عملها وبالحملة الإعلامية الموجهة ضد العمل الخيري الإسلامي...

عدنان خليل باشا
أريد أن أفرق بين ما حدث وبين ما بني على ما حدث، فالذي حدث هو أنه مع اختطاف الطائرات اختطف العمل الإسلامي، ونخشى أنه عندما دمر البرجان دمر معهما العمل الخيري الإسلامي لا قدر الله. نخشى أن ينطبق علينا المثل الذي يقول أكلت يوم أكل الثور الأبيض، نريد أن نعرف ما هي المآخذ على عمل المنظمات الخيرية الإسلامية، وطبيعة التهم الموجهة إليها، فهم لا يفصحون عن شيء، ولذلك طلبت من المجلس العالمي للدعوة والإغاثة تشكيل جبهة سميتها جبهة الحقيقة لتقوم بمقاضاة كل من يلقي التهم جزافاً وبلا دليل، لأن الهدف من هذه التهم هو إلقاء الرعب في نفوس المتبرعين وإحداث بلبلة في الرأي العام وضرب قواعد التبرع فالمتبرع إذا وقر في نفسه أن تبرعاته ستذهب إلى غير ما ارتضاه فإنه سيحجم عن التبرع مرة أخرى.
عبد العزيز تركستاني
بالتأكيد هناك تهم باطلة موجهة إلى العمل الخيري الإسلامي عموماً، وهذا مدفوع بأهداف أبعد من الجمعيات نفسها، ومن الصعب أن تتأثر الأعمال الخيرية داخل المملكة بالإجراءات الدولية، ولكن في اعتقادي أن التأثير سيطال عمل هذه المؤسسات في الخارج، ودعني أضيف أن الجمعيات الخيرية الإسلامية يجب أن تنظم نفسها وتعمل على المستوى الإستراتيجي في التخطيط والبرامج وبناء الكوادر، وبهذا فقد تستطيع أن تواجه المشكلات الطارئة حول أعمالها ونشاطاتها.
علي بن عمر بادحدح
هناك جوانب مهمة فيما يتعلق بالاتهامات والإجراءات، فالحملات مطلقة وغير مقيدة، ولم تحدد طبيعة التهم، وهي على أية حال تهم فضفاضة يلفها الغموض، والغرض منها تخويف عدة أطراف، المتبرع، والمؤسسة، ومتلقي التبرعات، وبالتالي فإنها تحاول أن تقطع الجسور الموصولة بين هذه الأطراف.
النقطة الثانية أننا يجب أن ننظر إلى الأرقام ونتائج العمل الخيري فالأرقام تتحدث عن مبالغ تصرف على بناء مساجد ومعاهد ومستشفيات ومدارس، وتوصيل مياه وحفر آبار، وغذاء وملابس، فما الذي يبقى بعد ذلك من المال لتمويل عمليات إرهاب ضخمة وجبارة.
بالمقابل إذا نظرنا إلى الجمعيات الخيرية المسيحية، فقد جمعت في أمريكا وحدها في عام 1996م ( 200 ) مليار دولار، فلماذا لا يسألون كيف أنفقوا هذه الأموال الضخمة؟ من يمول الجماعات المسيحية المتطرفة؟ من يمول الجيش الجمهوري الايرلندي، وجيش تحرير جنوب السودان، والجيش الأحمر الياباني؟
ثم إذا كان هناك جمعيات خيرية إسلامية تمول الإرهاب لماذا لا يسمون لنا هذه المنظمات ويقدمون الدليل على تورطها وننهي المشكلة فيحاسب من أخطأ، بدلاً من تعميم الاتهامات على جميع المنظمات الخيرية الإسلامية، بالتأكيد هذه الاتهامات ستكون ذات تأثير على العمل الإسلامي الخيري خاصة في الخارج.
صالح مهدي السامرائي
الهجمة على الجمعيات الخيرية الإسلامية مردها إلى تصاعد نفوذ الجاليات الإسلامية في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية، والتي بلغ عددها ما يزيد على (20 ) مليون نسمة، فهم يريدون تخويفهم من الارتباط بالقضايا الإسلامية، وما هذه الهجمة إلا محاولة لبث الرعب في قلوب المسلمين لإبعادهم عن أي دور سياسي محتمل يمكن أن يلعبوه في البلاد التي يعيشون فيها، والحكومات العربية والإسلامية وخاصة حكومة المملكة والشعب السعودي والمنظمات والهيئات الإغاثية واعية تماماً ومتخذة كل الاحتياطات حتى لا يستغل العمل الخيري الإسلامي،
ولكن التأثيرات طالت العمل الخيري في الخارج وتضرر بشكل كبير، وبالنسبة للمركز الإسلامي في اليابان، أقول لكم بصراحة نحن في أزمة.
عبد العزيز حنفي
في الواقع ليس هناك قناعة بهذه الاتهامات وبالنسبة لنا في تحفيظ القرآن نحن عملنا في الداخل، وحكومتنا تعلم عن كل كبيرة وصغيرة في عملنا، فما يهمنا هنا هو موقف الدولة، وسمو وزير الداخلية قال إننا على علم ودراية بالجمعيات الخيرية في المملكة ولن تتأثر هذه الجمعيات بالإجراءات الخارجية، فالوزارة تعرف كيف تجمع الجمعيات أموالها وأين تنفقها، ولا يستطيع أحد أن يجمع أية أموال تبرعات إلا بإذن من وزارة الداخلية، التخوف الوحيد لدينا في الداخل هو أن تتراجع نسبة التبرعات، وأعتقد بأن ميزانيتنا ستتراجع.

خاتــمة

من الواضح أن التأثيرات ستطال العمل الخيري الإسلامي بشكل عام هذا ما قاله الدكتور عدنان خليل باشا الأمين العام لهيئة الإغاثة الإسلامية، ولكن هذا فقط على مستوى الإجراءات، وبشكل مؤقت، بينما يستمر تدفق التبرعات على مستواها الأول وربما أكثر بدليل أن حملة التبرعات إلى أفغانستان تجاوزت 135 مليون ريال، ويضيف الدكتور عبد الوهاب نور ولي، إن العمل الإغاثي الإسلامي سيستمر بغض النظر عن الإجراءات الدولية، لأن جمع الزكاة والصدقات والتبرعات، مسألة تتعلق بصميم معتقداتنا الإسلامية، التي لا تخضع لاعتبارات سياسية أو دولية.
وهذا ما يؤكده الدكتور عبد الوهاب نور ولي، قائلاً إن انطلاقتنا هي من قواعد ديننا الإسلامي الحنيف، وبغض النظر عما يحدث في العالم فالمسلمون مطالبون بإخراج زكواتهم وصدقاتهم، وهو أمر ليس موقوفاً على أمر دولة أو ما تقوله دولة، وأرجو من جميع المسلمين خاصة في هذا البلد الكريم أن يفهموا أن ما نخرجه من زكاة وما ننفقه من صدقات ونتواسى به مع إخواننا المسلمين، هو دين نتعبد به.
ويؤكد المهندس عبد العزيز حنفي أنه إذا كانت هناك إجراءات جديدة في العمل الخيري، فهي أن نتأكد من أن أحداً لا يندس في جمعياتنا من أجل الإساءة إلى المسلمين واستغلال اسم الجمعيات الإسلامية في أعمال غير مشروعة.
ويؤثر الدكتور بادحدح الحديث بضرورة وجود عين راصدة لكل الأخطاء الصغيرة التي يمكن أن تحدث، ومعالجتها حتى لا يتم استغلالها من قبل الإعلام الغربي، وذلك يتم بزيادة الشفافية في العمل على المستوى الدولي، حيث لا نعاني من مشكلة داخلية، لأن مجتمعنا ثقة، والمؤتمنون على تبرعاته هم من أهل الثقة أيضاً، كما يجب أن نظهر قوة الأصالة المنهجية، فنحن نمارس العمل الخيري كنوع من أنواع العبادة ولن يتوقف هذا الركن من أركان ديننا لإرضاء أحد.
كما طالب الدكتور بادحدح بإعلام قوي مواز، والتعاطي الإيجابي مع المؤسسات الدولية العاملة في نفس المجالات، ونوه بضرورة توفير حصانة محلية في البلدان التي تعمل بها الجمعيات بحيث نجعل المجتمع نفسه والدولة نفسها تدافع عن هذه المؤسسات.
وأخيراً يقترح الدكتور عدنان خليل باشا والمهندس حنفي والدكتور عبد الوهاب نور ولي بأن تحشد الجهود من الجمعيات الإسلامية لتشكيل جبهة قانونية، سماها الدكتور باشا ( جبهة الحقيقة ) تقوم بمقاضاة كل من يقوم باتهام الجمعيات الخيرية والعمل الخيري الإسلامي.

ملخص الندوة
1- العمل الخيري الإسلامي ضرب من ضروب العبادة ولا يمكن وقفه لأي سبب كان.
2- المؤسسات والجمعيات الخيرية في المملكة العربية الإسلامية هي مؤسسات وجمعيات قامت بعلم ورعاية حكومة المملكة العربية السعودية ودعمها وترفض بشكل مطلق كل التهم الموجهة إليها أو إلى بعضها جملة وتفصيلاً وهي على استعداد لدحض أي تهمة مهما كان شأنها بالحج والبراهين.
3- ضرورة العمل على تعزيز التعاون بين مختلف المنظمات والهيئات والمؤسسات الإسلامية العاملة في مجال الإغاثة الإنسانية.
4- تفعيل عمل المؤسسات والهيئات الإغاثية على المستوى الاجتماعي والمؤسساتي في البلدان التي تعمل فيها بحيث يغدو عملها مكسباً لهذه المجتمعات وضرورة لها تدافع عنه وتحميه
5- الاتهامات الموجهة إلى العمل الإسلامي الخيري اتهامات باطلة ويجب العمل على مقاضاة الحكومات ووسائل الإعلام التي توجه التهم لهذه الجمعيات بدون أدلة.
6- إن محاولة تشويه صورة العمل الخيري الإسلامي يهدف إلى ضرب وحدة المسلمين وتضامنهم وإحداث الفرقة بينهم، ويجب التصدي لهذه المحاولة، بتكثيف الجهد الإعلامي حول عمل هذه المؤسسات وبرامجها وإنجازاتها
7- إن العمل الخيري في المملكة عبر منظماته ومؤسساته، يعمل وفق الشريعة الإسلامية وتحت نظر الجميع وتحت رقابة مالية صارمة، وتنفق الأموال التي تردها من الإعانات والتبرعات بما يرضي وجه الله مراعية احتياج المسلمين الفقراء والمعوزين والمنكوبين في مختلف أنحاء العالم، ويجب العمل على توضيح هذه الحقيقة عبر وسائل الإعلام المختلفة وعبر النشاطات الدعوية على المستويين المحلي والعالمي.


ندوة في صحيفة الوطن السعودية
العدد (544 ) (547 )

 

العمل الخيري