اطبع هذه الصفحة


هكذا يدعمون العمل الخيري والتطوعي

عيسى قدومي


قطاع الأعمال الخيرية هو أسرع القطاعات نمواً في اقتصاد الولايات المتحدة ويزداد هذا النمو مع استمرار اهتمام الحكومة لتحسين فاعلية المؤسسات الخيرية، وذلك بتقديم الخدمات الإشرافية والإرشادية لها، وتشجيع التحالفات التي تقوم بها تلك المؤسسات للحصول على فرص جديدة لزيادة تمويل مشاريعها وتخفيض مصاريفها، وتلك بعض البيانات التي تعكس حجم المنظمات والهيئات في الولايات المتحدة:

- عدد المنظمات غير الربحية في الولايات المتحدة يصل إلى 1.5 مليون منظمة، ثلثاها منظمات خيرية، و48% ومنها قائمة على أساس ديني.
- يبلغ إجمالي المبالغ المعطاة للمنظمات غير الربحية في الولايات المتحدة 174 مليار دولار يأتي 77.3% منها عن طريق الأفراد - طبقاً للتقرير السنوي للاتحاد الأمريكي لجمع الأموال للأعمال الخيرية في عام 1999م -.
- وبلغ حجم التبرعات في عام 2002م ما يعادل 212 مليار دولار، 83% منها لأغراض دينية، وهذا غير ميزانيات مجلس الكنائس العالمي.
- 90 مليون متطوع في جميع الأعمال الدينية والإغاثية والإنسانية، بواقع 5 ساعات أسبوعياً في التطوع في جميع التخصصات.
- تضم رابطة الجامعات غير الربحية حوالي 100 جامعة أمريكية منها تخصصات للعمل غير الربحي وتخصصات في العمل الخيري الدقيق.
- وعدد المجالس والهيئات الأهلية المستقلة التي تشرف على الأعمال الخيرية في أمريكا يتجاوز الألف هيئة لمساعدة المانحين على العطاء بحكمة للمنظمات الخيرية. توفر للمانحين المعلومات الكافية التي تمكنهم من تحديد الجهة التطوعية التي تناسب أهدافهم.
- أما في الكيان اليهودي فيوجد أكثر من -35000- منظمة غير ربحية، وهي تفوق منظمات العالم العربي والإسلامي وجمعياته مجتمعين.
- وبلغت ميزانية المشروعات التي تدخل في هذا الإطار 11 مليار دولار في سنة واحدة، ويشكل الدعم الحكومي معظم موارد تلك المنظمات حيث وصل الدعم الحكومي إلى 65%.

وتعمل أمريكا ودول أوروبا وبعض دول آسيا على دعم القطاع الخيري شريكاً للقطاع الحكومي والتجاري في عمليات التنمية، فللقطاع الخيري جامعاته ومراكز بحوثه ودراساته ومستشفياته وشركاته الاستثمارية ومدارسه ليقوم بكبح جماح طغيان القطاع الحكومي وسد ثغراته والحد من جشع القطاع الخاص التجاري وطمعه >بوصفه عملية توازن<.

أما في عالمنا العربي والإسلامي فإن نظرة الكثيرين على العمل الخيري ومؤسساته لا تتعدى كونها نوعاً من >الاستجداء< - الطراره - وهذه النظرة لها انعكاساتها السلبية على تقييم الخدمات التي تقدمها المؤسسات الخيرية والتطوعية وتقديرها. ولهذا لا بد من تغيير نظرة الناس إلى العمل الخيري باعتباره خدمة تقدمها الهيئات للمتبرعين متحملة مسؤولية وضع التبرعات حيث ينبغي أن توضع. وأن انتشار المؤسسات الخيرية والتطوعية أصبح من المقاييس التي يقاس بها تقدم المجتمع وتطوره إذ يساهم في بناء التكافل الاجتماعي وتنمية القدرات الكامنة في أفراد المجتمع وتفعيله، وزيادة مساحة التعاون والتراحم والتعاطف بين الناس.

---------
مجلة الفرقان العدد رقم: 383 التاريخ: 3/13/2006

 

العمل الخيري