اطبع هذه الصفحة


من شباب المراكز الصيفية إلى ( عيسى العوشن ) .. رسالة جوابية

 
إلى الأخ : عيسى بن سعد العوشن ...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،

وقد وصلت لنا رسالتك ، ونشكر لك مقدما حرصك ونصحك ، ونسال الله أن يهدينا للحق والرشاد

وكنا يا عيسى ولا زلنا بإذن الله ، لم تزدنا الأيام إلا ثباتا على الأمر ، وقوة في الحق ، وعلى استعداد لبذل النفس والنفيس في سبيل نصرة الدين ، فكل جليل لأجله يهون ، وسنظل بإذن الله على هذا الأمر لن نحيد ولن نميل ، سنظل على العهد الذي كنا عليه – وكنت معنا عليه – وليس العهد الذي صرت إليه الآن

نعم كنا ولا زلنا ننشد سويا ( لبييك إسلام البطولة كلنا نفد الحمى ) وننشد ( في سبيل الله ما أحلى المنون ) ، ونرى أن الجهاد والاستشهاد فريضة الأمة ومصدر عزها ، ومعين قوتها وثباتها ..

لكننا ونحن ننشد ونشدو لم نكن يخطر ببالنا أن التضحية والفداء ستكون ضد احد إخوتنا من رجال الأمن !

أو أن فداءنا سيكون بقتل عشرات المسلمين لأجل الانتقام من بعض المشركين !

ولم نفكر أن جهادنا سيكون بنقض عهود أهل الإسلام !

ولم نتخيل أن صدق عواطفنا ، وغلبة غيرتنا ، ستدعونا إلى أن ننفصل عن جميع الأمة ، ونخالف جمهور علماءها ، ونرمي كل مخالفينا بالنفاق والخور وموالاة أعداء الله !

ولعلك نسيت يا أخانا أننا ونحن نشدو ونتغنى بنصر الإسلام ، وبذل دماءنا في سبيل نصرة أهله ، كنا في نفس الوقت نتعلم مكانة العلم والعلماء ونتلو دوما ( فأسالوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون ) ، وكنا نتواصل مع العلماء بالاتصال والمكاتبة والاستضافة ، ونسألهم عن دقائق الطهارة والصلاة وأحكام الحج والنكاح ، فما الذي تغير حتى نسيناهم تماما ، فنسألهم في دقائق الأمور ، ونهملهم في أمور الدماء والتكفير والمواثيق والملمات التي لا يسلم من أثارها احد !

وقد كنا – وأنت معنا – نذكر فضائل علماءنا ، وجميل سيرهم ، وعاطر أخبارهم ، ونجثو ركبنا ننهل من علمهم ، ونعب من معين معارفهم ، ونتعبد الله بحبهم والتقرب إليهم ونرى فيهم الصدق والنقاء ، فكيف تغير هذا كله ليصبح أولئك العلماء الأطهار ما هم إلا زمرة من المنافقين المداهنين الذي لا يحملون للأمة هما ، ولا يقدمون لها شيا ، وهمومهم لا تتعدى مطامعهم ومناكحهم !

كان من اقل العدل والإنصاف أن يبقى خلافك معهم خلافا اجتهاديا ، دائرا في مساحة الاجتهاد والخلاف السائغ ، وان الكل يبحث عن الحق ويبتغي الوصول إليه ، لكنا نستغرب أن تجعل الخلاف معهم إنما هو خلاف مع منافقين ، يتبعون أسلافهم الذين تخلفوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ممن خلدوا للدنيا ، ورغبوا عن الآخرة !!

إن الجميع يتفق معك على الألم والحسرة على واقع إخواننا المسلمين ، ونتفق جميعا على وجوب مناصرتهم بكل ما نستطيع ، ومناظر إخواننا المنكوبين في كل مكان تقطع قلوبنا ، وتحرق أفئدتنا ، ولسنا بحاجة إلى المزيد من التذكير بهذه الجراح ، فالحسرة والألم قد بلغا منتاه على واقع إخواننا .. وكلنا جميعا نتفق معك أيضا على أننا لا بد أن نقدم شيئا لهم ، ولا بد أن نبذل ما نستطيع لنصرتهم ، ولا يكفينا التألم والتحزن إن لم نقدم شيئا .

ونتفق معك أيضا على فرضية الجهاد وأهميته وضرورته فهو من المعلوم من الدين بالضرورة . فنتمنى أن تدرك هذا جيدا ، فإخوانك شباب المراكز الصيفية لا ينقصهم شي هذا ، وكانوا ولا زالوا يعتنون بهموم العالم الإسلامي ، ويتابعون ويربون الشباب على هذه القضايا المهمة

حين تدرك هذا جيدا ستتجلى لك بوضوح أكثر ، محور الخلاف ، وفيصل النزاع ، الذي يرفضه شباب المراكز الصيفية ، وستعرف أن القضية ليس صراعا بين مجاهدين ومنافقين ، وليس حلبة بين صادقين وخونة

أن الأعمال التي تدعونا إليها ، أعمالا تتضمن أمورا كبارا ، وقضايا خطيرة ، وملمات عظام ، فهي تتضمن تكفيرا للدولة ، وتنزيلا لحكم التكفير على أعيانها ، ثم إعلانا للخروج ، ونقضا للعهود والمواثيق ، وسفكا للدماء ، وحتما سيجري فيها قتل المسلمين المتترسين ، وستدار معارك مع رجال الأمن المسلمين ، وسيترتب عليها إتلاف ممتلكات ومباني ، هذا إضافة إلى الآثار الأخرى المترتبة عليها والمفاسد الكبرى التي ستسير عليها الأوضاع ..

إن هذه القضايا الكبار ، تحتاج إلى مجموعة كبيرة من العلماء ، والى بحوث ودراسات متخصصة من لجان شرعية متعددة ، تحرر وتقرر ، فكيف يتعامل مع هذه القضايا الكبار من غير الرجوع إطلاقا لأحد من العلماء والاكتفاء ببعض الأسماء القليلة والتي لا تزال في مقتبل طلب العلم ..!

ثم أن عودة المجاهدين من أفغانستان ، وبدأ العمليات في هذه البلاد ، لم يفصل بينها إلا شهور يسيرة ، يصعب فيها جدا أن تحرر هذه القضايا فيها ، هذا لو سلمنا أن الفترة هذه كانت مجالا للبحث الشرعي من قبل علماء متخصصين !

إن التألم لواقع إخواننا المسلمين لا يصح إن يدعونا إلى إعمال تزيد الألم ألما ، وتزيد الجرح فتقا ، وهو تماما ما كان من هذه العمليات ، فهي تسببت في قتل مجموعة من الأمريكان والبريطان وغيرهم ، في مقابل قتل مثلهم وأكثر منهم من المسلمين المتترسين ، ورجال الأمن ، وحراس المجمعات ، والمارة ، وتدمير الكثير من المباني والممتلكات التي يملكها مسلمون ، إلى نقض عهود كثير من الكفار ، وما تبع ذلك من تشويه لصورة الإسلام ، وتشويه لصورة الجهاد ، وتضييق كامل وتام على كل الحركات الجهادية في كل أنحاء العالم !

ولا يخفى عليك أن هذه العمليات قد أوقفت الدعم الشعبي لإخواننا المسلمين في كل أنحاء العالم ، وتوقفت كثير من البرامج والإعانات المتعددة ، ومنها إعانة المجاهدين في كل مكان ، وما هذه بأول بركات هذه العمليات ..!

ولا تنس ما جرته هذه الأحداث من تقصد وتعمد ضرب مبنى حكومي ، يرتاده مسلمون ، وفي قلب الشارع الإسلامي ، فزهقت نفوس مسلمة ثمرة لهذه العمليات ، وحتى لو لم تتبناها ، فهي نتاج لهذه العمليات ، ولا ندري عن الخط الذي تسير عليه هذه العمليات فقد تلجأها الضرورة إلى انتهاج هذه الوسائل هذا كله ليس في كافر ولا معاهد بل في مسلم معصوم قد لعن الله من تعمد قتله ، وحكم بخلوده في النار ، وعصمة دم المسلم من القضابا الكلية القطعية المعلومة من الدين بالضرورة ، ألا تستحق هذه الحرمة أن نتمهل قليلا في أعمالنا ،ونتروى يسيرا في اجتهاداتنا ، ونعطي لغيرنا من أهل العلم مجالا لان نستفيد ونشاورهم فيها .

وكيف نأتي لحكم خلافي ، مستفاد من القياس ، ونستله من حقيقته لنضرب به في وجه النصوص القطعية المتواترة في حرمة دم المسلم !

مع مراعاة أن الصورة هنا في بلد إسلامي امن ، يعيش المسلم بأمان ، والأماكن التي تضرب أماكن لا تخلو من مسلم زائر أو مار أو لديه حاجة من هنا وهناك ، ولا تسلم من وجود كفار لا علاقة لهم بالحرب والقتال ، فكيف نهمل كل هذه الأرواح المعصومة لأجل أن نزيل منكرا ، فنقتل بسببه معصومين ، وندمر ممتلكات المسلمين ، بخلاف الكفار في دار الحرب حين يكونون مجتمعين في مكان ، فان من كان بقربهم هو المفرط ، والمقصر ، وهو شي لا يتصور في بلد ليس في حرب قائمة .

وما ادري لم نرجح قتل المسلمين لأجل وجود الكفار ، ولا نرجح إبقاء الكفار لأجل إخواننا المسلمين ،وقد قال الله تعالى ( لو تزيلوا لعذبنا الذبن كفروا منهم عذابا أليما )

على أن الكافر حتى وان كان حربيا ، حين يعطى عهدا وميثاقا فانه لا يجوز أن يتعرض له ، ودعنا من الكافر الحربي الذي يعمل ضد إخواننا المسلمين ، ما بالنا نرى الدماء التي عاهدنا الله على حمايتها ، وأعطيناها المواثيق وأغلظ العهود أن لا نتعرض لها ، من مصور أو صحفي أو طباخ أو عامل ، جاء من بلده مطمئنا لعهد أهل الإسلام ، وآمنا على نفسه وماله ، فكان نصيبهم أن أرجعناهم امنين سالمين لكن في التوابيت ..!

إن كون الدولة التي ينتمي لها الكافر دولة حربية ، إن هذه لا يسوغ إطلاقا أن يكون سببا في نقض عهده وميثاقه ، فالعهد أصلا لا يعطى إلا لحربي ، خاصة حين يؤمن جانبه ولا يؤذي إخواننا المسلمين ، وان وجد من الكفار الذين قتلوا من يحمل في الجيش المحتل ، ففي الكثير من زهقت أرواحهم من هو يعمل باعمل لا علاقة لها بإيذاء إخواننا من قريب ولا من بعيد ، وقد أعطته الدولة عهدا وميثاقا ، وان لم ترض بهذا العهد فقد أعطاه صاحب الشركة ، وصاحبه في العمل ، قد أعطوه الأمان والميثاق ، فكيف ننكث أيمان أهل الإسلام بعد توكيدها !

ومن المستغرب حقا انك تدعونا في رسالتك إلى إلغاء المصالح العقلية ، مع أن الميزان العقلي من الأصول المعتبرة شرعا ، بل إن قاعدة المصالح والمفاسد من الصول الكلية المتفق عليها ، وقد سطر أعلام الإسلام مقولات عظام في هذه الأمر ، تبين أن أوامر الاستلام كله قائمة على تحقيق أعظم المصلحتين ، ودرأ أعظم المفسدتين وقد نهى الله تعالى عن سب إلهة الكفار ، مع كونه امرأ شرعيا مصلحيا مرتبطا بالبراءة من الطاغوت ، وذلك درأ لمفسدة سب الله تعالى كما قال تعالى ( ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا من غير علم ) ، وقد ترك النبي صلى الله عليه وسلم بناء الكعبة على بنيانه ، ولم يبنها على البنيان الذي يريده لان قريش كانوا حديثي عهد بإسلام ، وترك قتل المنافق الكافر الذي يؤذي النبي والمؤمنين ، مع ظهور عداءه ونفاقه خشية من بعض كلام الناس ، وجوزت الشريعة الإسلامية دفع الزكاة الواجبة إلى الكافر لأجل مصلحة تأليف قلبه أو كف شره ،

بل واتفقت كلمة عامة أهل الإسلام أن المنكر لا يزال بمنكر أعظم منه ، وان المنكر إذا ترتب على إزالته منكر أعظم منه ، فانه لا ينكر ، فما بالك حين نريد أن نزيل منكرا معينا ، فلا نزيله ، ونعقبه بعشرات المنكرات ، وهو ما حصل بالضبط في هذه العمليات الأخيرة ، فقد أريد منها إزالة منكر وترتب عليه من المنكرات ما الله به عليم ، فمراعاة المصالح والمفاسد من الأمور الضرورية المهمة ،

وما أجمل ما قاله الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله ( بل والله الذي لا اله إلا هو لو يعرف الناس الأمر على وجهه لأفتيت بحل دم ابن سليم وأمثاله ووجوب قتلهم كما اجمع على ذلك أهل العلم كلهم لا أجد في قلبي حرجا .. الدرر 8/54 ) فتأمل كيف ترك حكما مجمعا عليه متعلقا بالكفر والردة ، لأجل فهم الناس ومستوى معرفتهم وتمسكهم وهو شي ربما بأقل منه يرمى أهل العلم بالنفاق والمداهنة .

ومن هذا اتفق عامة العلماء وانعقد عليه الإجماع ، بحرمة الخروج على الحاكم المسلم الفاسق الظالم ، وهذا الإجماع إنما وقع متأخرا بعد خلاف مسبق اتفقت الأمة بعدها على أن عمليات الخروج كلها بلا استثناء سببت من البلاء على الأمة أضعاف البلاء الموجود، ولو تتبعت تاريخ المسلمين لوجدت أن للعلماء والأئمة مواقف صلبة وقوية في التعامل مع المنكرات ، ولم يكن منهم حث أو دعوة إلى الخروج مع تمكنهم ونفوذهم الذي لا يقارن به من جاء بعدهم ، مع العلم أن بعض الحكام قد كفره بعض العلماء ولم يفتي ولم يدعو إلى الخروج بل ونهى الناس وحذرهم منه ، كموقف الإمام احمد رحمه الله تعالى فقد كان يرى كفر الجهمية ، بل وتكفير المأمون بعينه كما روي عنه ، ومع هذا فكان ينهى عن الخروج وشق الطاعة ، واستسلم للسجن ، وربما استخفى بعضهم وهرب من وجه السلطان ، لكن بدون دعوة إلى خروج أو سفك للدماء .

كنا نتمنى لو فكرت يا أخانا في الخطوة الثانية التي تتبع خطوة إعلان الجهاد هنا ، والهدف الذي تريد أن تسير عليه ، وكيف لنا أن نحققه ، ولا يكفي أن نعلن الجهاد ونبدأ بالقتال لمجرد القتال ، انك حين تعلن القتال هنا فأنت تعلنه مع وجود دولة قوية لها نفوذ وقبول وشرعية ، ومن البدهي أن العمليات ستواجه بقوة من الدولة ، وستقف في وجهها ، وحينها ستكون المعركة مع رجال الأمن لا مع الأمريكان ، وسيكون خصمك أخوك لا عدوك ، وستكون النتيجة انك ستقتله دفعا للصائل ، ثم ستتعمد قتل بعضهم ، ثم ستصل تلقائيا إلى تكفيرهم لمناصرتهم للكفار وبالتالي تعمد القتل المباشر لهم كما وقع في حادثة الوشم ، ونخشى أن تكون من الأمور المعتادة في المستقبل ، وحينها فالأمريكي لن تناله إلا بعض السهام اليسيرة التي تخرج عن طور هذه المواجهة .

وحينها إما أن ينتصر رجال الأمن فيتم سحق المطلوبين ، وإما أن ينتصر المطلوبين وهو يعني تهافت الدولة أو سقوطها ، وفي هذه الحالة قد يمكن الوصول إلى العدو الذي تريده لكن بعد أن تسود الفوضى والهلاك بسبب عدم السلطة ..

ومن البرود بمكان أن يتمنى مسلم سقوط دولة إسلامية أو تفككها أو ضعفها لأجل أخطاء أو تجاوزات وحتى موبقات ومكفرات ، ففي وجود الدولة تحقيق مصالح عليا لجميع المسلمين ، وبها تؤمن الأموال والدماء والأعراض ، وتتحقق المقاصد الشرعية التي أرادها الله تعالى من وحدة الصف واتفاق الكلمة ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واقامة الشعائر الإسلامية والحدود والقضاء ، فأي دين وعقل يمتلكه من لا يبالي بهذه ، ويرى أن حفظ الدين مقدم على حفظ النفس ، فلا هو حفظ الدين ولا حفظ النفس ..!

إن إقامة الحدود وإزالة المنكرات ، هي من مهمات السلطة ، ومن واجبات الحاكم بلا نزاع ، وحتى لو كان الحاكم كافرا أو لا شرعية لولايته ، فان هذا لا يعني أن تكون الأمور سبهللا ، كل يرفع راية ، ويقيم الحدود وينقض المواثيق كما يشاء ، بل لا بد من مرجعية شرعية علمية تتفق عليها الأمة ، أو جمهورها على الأقل ، حتى يمكن لهم إقامة الحدود وتحقيق الواجبات السياسية .

أخيرا .. نرجو من الأخ عيسى أن يراجع نفسه ، ويتأمل في هذه العمليات حق التأمل ، ويقارن بين مصالحها ومفاسدها ، ويدرك أن من يخالفه هنا هم جمهور الأمة ،وكافة علماءها ، ومفكريها ومثقفيها ، ويملكون من الغيرة والعاطفة الصادقة ما تملكه أو أكثر ، ويحسن فيهم الظن ، ويقرا لهم بتجرد .

اللهم رب جبرائيل وميكائيل واسرافيل ، فاطر السماوات والأرض، عالم الغيب والشهادة ، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون اهدنا لما اختلف فيه من الحق بإذنك فانك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم .

نيابة عن شباب المراكز الصيفية
المارقال في 5/5/1425هـ
 

المراكزالصيفية

  • دورات للمشرفين
  • وسائل وأفكار
  • ملفات تنظيمية
  • أنشطة وبرامج
  • المراكز النسائية
  • تبرئة المراكز
  • الألعاب الحركية
  • مسابقات ثقافية
  • استغلال الإجازة
  • الصفحة الرئيسية