اطبع هذه الصفحة


 تجديد المراكز

اللجنة التربوية بموقع المسلم

 
[هذه الورقة ستفيدك _بإذن الله_ فيما يلي:
1- أهم فرص المراكز.
2- أهم العلل الإدارية التنظيمية للمراكز.
3- أفكار تنظيمية وتربوية لتجديد المراكز...
كما يمكن الاستفادة من مضامينها الفكرية في أي نشاط تربوي مشابه.
مهما كان هنا من نقد – فهي معالجة صريحة ستدفع محبي المراكز الصيفية للأمام]

الحمد لله الذي أنعم علينا، وأحسن إلينا، اللهم لولا أنت ما اهتدينا، ولا تصدقنا ولا صلينا.
اللهم صل على محمد وبعد،،
لقد ساهمت المراكز الصيفية في توسع الحركة الدعوية أفقياً بشكل خاص، وعمودياً بنوع ما، ومع هذا فإنا نعيش حالة فقر في الدراسات حول المراكز الصيفية؛ سواء من حيث الناحية الشرعية/أو التنظيمية/أو البرامج؛ حتى حركة النقد والاقتراح المؤصل المكتوب -المنشور طبعاً - قد أصابها الجفاف –وإن كان هناك نوع انفتاح بعد انتشار الإنترنت-، وتتبين أهمية المراكز الصيفية وأهمية الكتابة عنها بأمور:
1- نجاحات المراكز –النسبية- في أزمنة وأمكنة متعددة.
2- الأعداد الهائلة المنضمة إليه.
3- تميز الطبقة المنضمة إليه بموافقتها على جو العام للصلاح، أو كونها من الصالحين أو الحلقات التي حازت على قدر من التربية وتملك قدراً من التوجه.
4- استجلابه لأهم/ وأكبر فئة عمرية في المجتمع- فئة الشباب؛ وعلى طبقات عمرية مختلفة، ومن الجنسين.
5- إمكانية اتساع نشاطه إلى خارج المركز؛ ووصوله إلى المجتمع عموماً بمختلف طبقاته.
6- الوقت الثمين؛ من حيث المدة ومن حيث التفرغ من الدراسة.
7- كونه قناة رسمية للأنشطة الدعوية.
8- انعدامُ وجودِ مراكزٍ بدعيةٍ منافسة.
9- طول السنين التي تعايشت فيها المراكز مع الصالحين؛ ومرورها على أجيال متعاقبة، وخبرات متعددة؛ مما يستلزم زيادة الاهتمام.
وهذا الأمور التسعة التي تدل على الأهمية لم تذكر هنا عبثاً؛ بل يمكن الاستفادة من بعض هذه النقاط في جعلها منطلقات لبناء أهداف المركز وبرامجه؛ من مثل النقاط 1 – 6.

مشكلة:

[تنبيه: نظراً لقلة الإحصاءات الدقيقة –وغير الدقيقة!- فإن عامة هذه النظرات مبنية على الكتابات النقدية القليلة والتجارب الشخصية والمطالعة الفردية والمشاورات مع آخرين في مراكز أخرى – مع التنبيه إلى أن هذه المشاكل والأمثلة الموجودة لا تعني مركزاً بعينه]
مع كل ما سبق من أهمية المراكز فإننا نعاني من مشاكل:
1- قلة الكتابات في هذا المجال –كما سبق-؛ مما يسبب تكراراً للأخطاء في الأبواب الشرعية والتنظيمية.
2- ضعف البرامج العامة، وتكرارها، واستجرارها للماضي؛ وكما يقول بعضهم: "من المؤسف جداً أن نجد أن عمر كثيرٍ من برامج المراكز الصيفية يساوي عمر وجود المراكز نفسها!, فهل جف ماء التجديد؟"؛ خاصة أن المجتمع الآن يتغير بصورة مذهلة سواء في الرغبات أو الطبائع أو التصورات؛ ولا بد أن تسبق المجتمع لا أن تلاحقه؛ فضلاً عن أن تقف مكانك!
3- قلة المراكز الصيفية نسبياً وعدم استيعابها للأعداد الراغبة؛ فضلاً عن تطلعاتهم المختلفة.
4- تهرب كثير من الطلاب -من الطبقة المتميزة وغيرها- عن المشاركة في المركز قصداً؛ وإن وجد إقبالٌ فهو من جهة: إقبال نسبي لقلة المراكز بالنسبة لأعداد الشباب، وأحياناً من جهة:حداثة الطالب بطبيعة المراكز، وأحياناً من جهة: إحسانهم الظن بأنها هذه السنة ليست كالعام!-.
5- تهرب كثير من المشرفين عن المشاركة أو برودهم في ذلك.
6- ضعف الأثر والنقص في تحقيق الأهداف، وتنقضي بعض المراكز ولا تجد لها "بصمة" تربوية في قلوب أعضائها.
إنها آثار (الشيخوخة).. شيخوخة المراكز.. ولهذا كان لا بد من تجديد المراكز.

أسباب المشكلة:
لكل مشكلة مما سبق أسباب متظافرة؛ وليس من الصواب أن نسطح المشكلة ونختزلها في موقف أو كلمة؛ ولكن يمكن ذكر بعض الأسباب التي تخفى كثيراً.. مع تجاوز الأشياء الظاهرة لئلا يطول الكلام..
تنبيه: قد يكون كثيرٌ من الأسباب يتجه للإدارة.. وهذا شيء طبعي، ليس لأنهم هم المقصرون وحدهم؛ ولكن لأنهم في الواجهة أولاً، والإصلاح من طريقهم أسهل، ثم الغلطة الواحدة منهم ليست كغيرهم، ثم لأنهم تصدروا لهذا فليتحملوا النقد فأجرهم من عندهم الله، ثم في الحقيقة المطلوب منهم هو زيادة الجهد –مع الجهد الذي قدموه جزاهم الله خيراً-.. وأخيراً فإن الإدارة الصادقة هي التي تتعرف على أخطائها.. ولا تظن أن الناس -مهما حمستهم- سيتحمسون مثلك تماماً ويخملون المسئولية فعلاً؛ نعم.. سيتفاعلون؛ ولكن العاقل يعلم أنه لا بد لأيِّ عمل من رجل يتصدى له، ويبذل ما لا يبذل غيره.. ولا بد أن تكون هي القيادة..فتلك ضريبتها.. والأجر من الله.

لن نجحد يدها.. ولا أظنها بحاجة لأن أمدحها.. ولسنا بحاجة إلى الكلام الطويل بأنها وأن لها.. فهذا معروف.. ولكن ليتحملونا قليلاً.. وليجعلوا نقدنا من جملة ابتلاءاتهم..! على كلٍّ أطلنا؛ فمن أسباب المشكلة –بغير ترتيب-:
1- التقليد؛ فقد يعيش أمين المركز وشركاؤه في ذكريات لمراكز صيفية ناجحة قبل سنين -أيام الشباب!-؛ ويريدون تطبيقها في هذا المركز، أو يعيشون نوع منافسة وتقليد لمراكز نجحت هنا وهنا حين طبقت برنامجاً أو أسلوباً؛ فتتم عملية القص واللصق،، يشبه هذا:

2- عدم إدراك طبيعة المجتمع؛ فالمجتمع يتغير، رغبات الشباب تتغير، والأشياء التي كانت تجتذب الشباب سابقاً ليس هي التي تجتذبهم الآن؛ فمثلاً؛ الهوس الرياضي الذي كان يدفع كثيراً من الشباب إلى دخول المراكز نظراً لتوفرها فيه ليست هي التي تدفعهم الآن؛ أولاً لخفوت صوت هذا الهوس، وثانياً لتوفر المنشآت الرياضية في غير ما مكان، فضلاً عن الأكثرين يلجون المركز وليسوا من أهل الهوس الرياضي، ومع هذا يستمر النمط السابق لجذبهم كروياً إن لم يزد، وقس على ذلك برامج أخرى ومسابقات..

3- تزاحم الأهداف، فالمركز يسعى إلى نفع الحلقات وطلاب الحلقات وإلى جذب الطلاب غير المستقيمين وإلى تدريب المشرفين وإلى التأثير في المجتمع، فيأتي أمين المركز وشركاؤه وكل من له صوت؛ يأتي بأهدافه التي يسعى إلى تحقيقها عبر هذا المراكز، وبالطبع؛ فإن الإعداد للمركز يتم غالباً قبل بدء المركز بوقت قصير والاجتماعات قليلة والجميع مشغول؛ فليس هناك وقت للمشاورة والدارسة والتحقق من الآراء، بل تتم تنفيذ الاقتراحات حسب قوة الشخصية!(1)، فتخرج برامج المركز وهي خليط متنافر من الأفكار والبرامج والتوجهات والصِّبَغ (وسيأتي علاج هذه المشلكة في الحلول)، ومن أسباب تزاحم الأهداف:

4- الشمولية الوهمية، ونعني بها أن المركز قد يسعى إلى وهم الشمولية؛ فيريد أن يحقق لكل واحد حصة متكافئة من الأنشطة الاجتماعية والرياضية والحاسوبية وغيرها، فتكثر البرامج العامة وتقل البرامج الفردية والاختيارية والمخصَّصة، وهذا قصور من جهتين: الأولى أنه يسبب سطحية المستوى والعرض نظراً لأنه لا يمكن الإيغال في التخصص أمام رغبات غير تامة، والثانية أنه يسبب مللاً ونفوراً من المركز نظراً لأن الطالب يلاقي برامج مفروضة عليه هو لا يرغبها أو لا تناسبه، فينتج عن هذا وهذا ضعف الأثر وضعف الإقبال.

5- التنافس المقيت المميت، فحماس المركز –في نظر بعضهم- يتكئ على التقييم، ولهذا فإن بعض المراكز انهارت معنوياً بسبب غياب مشرف التقييم!، مع أن نجاح المركز لا يعتمد على التقييم، بل الحماس والتفاعل الصادق لا يأتي من التقييم -ولا ينبغي أصلاً أن يأتي من التقييم!-، بل إن كثيراً من المراكز عاشت في دوامة من التنافس المذموم وحصول مواقف من البغضاء والسباب والعتاب والتذمر بين الأسر أو مع الإدارة بسبب هذا التقييم السقيم –والأمثلة متداولة-، وأظن أن المركز الذي لا يملك برامج تحمس الطلاب وتفعلهم إلا عن طريق التقييم هو مركز فاشل ولو نجح ظاهراً.. والكلام عنه من ناحية شرعية في غير هذا المكان.

6- المخالفات الشرعية في المركز، سواء كانت بسبب نقص التقوى والورع أو بسبب نقص العلم؛ أو كليهما!، وتفصيل هذه المخالفات ليس هنا، وهذه المخالفات تلقي بظلمتها على المركز، فتنزل عليها الوحشة!، وتزداد الوحشة حين تتم المخالفات الشرعية تحت شعار: مصلحة الدعوة!؛ فإنها ظلمة مضاعفة وجهل مركب.

7- طول المركز، فقد تمتد في بعض المراكز إلى شهرين؛ مما يسبب تكلفة مالية ووقتية وذهنية وبرنامجية، ويسبب نفوراً أو انقطاعاً للمشرفين، كما أن من المشاهد تطاير الطلاب في آخر أسبوع، ومن الأسباب طبيعة الملل الإنسانية، وتغير الزمن؛ فإن نشاطات المركز أصبح تتوفر في أماكن أخرى يجدها الطالب في المدرسة والحلقة وغير ذلك.. تغير الزمن والناس وولت تلك السنين!، حتى (المستجدون) -الذين أغرقناهم بالترويح واقتحمنا لأجلهم الشبهات بحجة مصلحة الدعوة- قد ملُّوا لأنهم لم يتعودوا هذه الأجواء، أو سافروا مع أهليهم، وحتى الذين عادوا: فإنهم قد أحسوا بشيء من الانقطاع فصعبت عليهم العودة، فنأتي في نهاية المركز وليس في أيدينا منهم إلا الواحد بعد الواحد.

8- تأخر الإعداد، مما يسبب أولاً ضعف الإتقان وثانياً انعدام المشاورة الكافية –والاستعاضة بالشورى الصورية-، وثالثاً كثرة الأعمال الارتجالية، ورابعاً الضغط النفسي، وخامساً كثرة المفاجآت، كما يسبب نوعاً من الاجترار للبرامج السابقة، يدخل في ذلك:

9- تأخر الأخبار، وربما تنقضي الاختبارات الدراسية وطلاب الجامعة لا يعلمون في أي لجنة وضعوا –فضلاً عن أن يكون لهم اختيار تام!-، مع أن الأخبار المبكرة (لها أثر كبير يؤدي إلى إتقان التنفيذ، إذ الداعية يظل يفكر فيما يتعلق بالأمر الذي سينفذه بعد مدة تفكيراً متواصلاً ويصطاد الخواطر التي تأتيه حوله؛ حتى إذا جابهه وبدأ التنفيذ: بدأ بتصور واضح، ولكن إذا نفذه بعد انقداح الفكرة في ذهنه بمدة قليلة فإن صورة الأمر ستظل ناقصة عنده؛ لقصر وقت التفكير التمهيدي؛ فيهمل بعض الفوائد نسياناً ولقلة الاستعداد والتهيؤ ولطبيعة الارتجال) كما يقول بعضهم.

10- ضعف القيادات: وليس المقصود أن كل مركز يفشل فهو بسبب قيادته؛ يكذب من قال هذا، وقد تقرر في علم الأصول أن جواب الشرط أعم من فعله؛ فقد تكون القيادة قوية ولكن يفشل المركز لخذلان معاونيها أو لظروف اجتماعية، والمقصود أنه قد نبتلى بضعف القيادة؛ فإن كان (الجود من الموجود) فالشكوى إلى الله؛ وعلينا أن نتعاون في رفع مستوى القيادة، فالرأس مركز الآفات كما يقولون؛ هذه بالفعل مشكلة مؤثرة، ولها أسباب نذكر منها:

أ- المركزية، بسبب طبيعة الشخص المسئول، أو لثقافة المؤسسة التي ينتمي لها عموماً.. ثقافة يتوارثونها، وتجري فيهم (جيناتها) طبقة بعد طبقة، وجيلاً بعد جيل.
ب- تكرار الأسماء -أي في نفس العمل-، وعكسه تقليب الأسماء؛ أي بقاؤهم هم لكن بالتعديل الطفيف في العمل؛ من أسباب ذلك:
ت- قلة الأعداد: أعداد القادة، وكثيراً ما يتم التعلل بها، ومن الممكن تخفيف المشكلة عن طريق: صناعة القيادة الحالية وتنميتها/، واستنبات قيادات مستقبلية/، والتوريث الدعوي وكتابة التجارب/، وتكثيف الجلسات واللقاءات ونقل الخبرات للقيادة المستجدَّة بل وللقيادة القديمة!/، وتقريب الأسماء التي يرتقب تسنُّمها للقيادة فيما بعد وإطلاعها على ما لا يضر من المشاكل الإدارية/، وصقل نظرتها بتفسير القرارات والاستشارة وإسناد المهمات التخطيطية قبل التنفيذية.
ث- استبعاد الرأي الآخر؛ أعني تلك الأسماء المزعجة التي ترى غير رأينا!، إما لاختلاف طريقة تفكيرها، أو لغرامها بالحركة والتغيير حين يكون السكون أحلى ما يكون!!، وإما لاتخاذها القرارات الجريئة وعدم سماع الكلام!.. وما دام الأمر لم يصل للمحرم شرعاً فينبغي الانفتاح عليهم.. صحيح قد يكون هناك مفسدة.. لكن غرامنا بالنوعيات الطيعة التابعة مفسدة هي الأخرى.
ج- عدم الفسح للطبقة التنفيذية بالأفكار واتخاذ القرار؛ بل يحاصر أحياناً بخطوط حمراء تداهمه حتى في تخصصه، نعم؛ قد نسمح له أن يفكر حين لا تكون عندنا أفكار أو وقت للتفكير!! لكن بشرط أن يأتي بأفكاره لمجلس الشورى.. فنرى رأينا فيها.. ويكون صوته في الفكرة التي تعب عليها زمناً مثل صوت أي شخص لم يفكر إلا في هذا المجلس!؛ إذن لقد أصبح أداة تفكير بالنيابة..!
ح- ضعف الاحتواء النفسي.. الذي يصطنع القادة وينميهم.
خ- انشغال العقول المفكرة بالأعمال التنفيذية..، وتسنم غيرهم لمناصب التخطيط؛ نعم قد تضطر لذلك عندما تصطدم بأزمة مراعاة المشاعر! ومراعاة المرحلة العمرية والفئة المرحلية؛ لكن على القيادة مع كل هذا أن تتخذ سياسة ذكية تمكنها من توفير أصحاب التفكير للتخطيط، وإشغال غيرهم بالأعمال التنفيذية، وأردت أن أحذف هذا السبب خشية من أصحاب الظنون!.. لكني تركته ولو تكلموا.. يشبه هذا:
د- انشغال القيادة بأعمال تنفيذية عادية رغبة في زيادة إتقانها، أو لقلة التنفيذيين، مما يقلص نشاطهم وحماسهم وتفكيرهم الذي هو أغلى، نعم.. إعطاء الراحة الزائدة للقيادات قد يسبب الخمول أو العيش في الآراء النظرية.. لكن التوسط حسن.. وتكثير المشرفين التنفيذيين -أو شبه المشرفين!- بقدر المستطاع يريحك، ويعطي فرصة لإبداع القيادات الفكرية.

11- تهرب المشرفين -من الصف الثاني- وبرودهم:وهذا من أسباب المشكلة؛ بل ربما تسربوا في أثناء المركز، وقصروا في مهمتهم، وهذه فرصة سهلة لنا لأن (نشمِّعهم) ونعلق عليهم اللوم، ونتهمهم بضعف الأمانة، واللامبالاة، وضمور التربية، إلى آخر القائمة الطويلة المعروفة الملقاة على الآخرين..وننسى أنفسنا.. على كلِّ؛ لهذا التهرب أسباب منها:
أ- ضعفنا -جميعاً- وقصورنا وتقصيرنا، بسبب الكسل والخمول الذي سرى في حياتنا للأسف.. وقد يكون لتتابع الأحداث وكثرة الفتن واليأس الدعوي..
ب- برود الدافع الإيماني، ونوم الأمانة في القلوب!
ت- ضعف الصِلات الاجتماعية؛ مع الإدارة أو مع المشرفين الآخرين.. فقد يحس المشرف بالغربة النسبية.. التي تؤدي به إلى السفر أو الهجرة!
ث- الإرهاق من تتابع الأعمال؛ فإذا اجتمع عليه الشغل المتتابع، والتعب، والعتاب المقرِّع الذي نضرب به فوق رأسه فهنا قد يختار الراحة والهرب من المركز!..
ج- حاجته إلى الاستفادة العلمية أو العملية أو المالية، حين لا يحصلها في المركز.

12- أسر العادة: إنها "البيروقراطية" في ثوب دعوي، حين نسير في روتين من البرامج والنظرات؛ ودليلنا عليه: إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون!، سيهجم عليك أحدهم حين تقول له: لا حاجة بنا إلى تفعيل دور التقييم!، فكيف لو قلت له: لا حاجة له أصلاً إلا كحاجة المضطر إلى الميتة؟ فضلاً عن طابور طويل من الاقتراحات في تهميش دور الهياكل الفنية والنفقة عليها وفي البرامج الرياضية.. وقد تتضخم هذه الأشياء في الوعي الباطن حتى يظنها ركناً من المركز وشرطاً له يلزم من عدمه العدم!، ويتزايد التشبث بها حتى إن أحد طلبة العلم قال لأحدهم: قد أفتى أهل العلم بتحريم جعل الجوائز على الكرة ونحوها؛ فقال: كيف يكون المركز بلا جوائز؟ ولو كانت محرمة لما فعلها آباؤنا! هكذا.. بلا نظر إلى الدليل الشرعي.. ولا تأمل في الواقع.

13- عدم بناء الأهداف على الحاجة الحقيقية: فالمركز قد يكون له أهداف؛ نعم، لكنها غير محققة لحاجته وغير مناسبة للفئة التي يستقبلها، أو لم يسلك الطريق الموصلة، مثلاً؛ خذ هذه السلسة من الأحداث عن مركز ما:
أ- كان من أهم أهداف المركز المعلنة –إن لم يكن الهدف الرئيس-: استجلاب عدد أكبر من الطلاب، ومن ثم إشراكهم في الحلقات القرآنية (لاحظ أنه من أهم أهداف المركز؛ مع ما يترتب على ذلك من برامج ترويحية وأساليب جذب، أما كونه من ضمن الأهداف الثانوية فهذا شيء آخر – وكونه من أهم الأهداف لا بأس إذا احتيج لذلك؛ لكن:).
ب- مع هذا فإن عامة الحلقات الثانوية كانت تعاني (تخمةً) في الأعداد أصلاً!، وكان استقبالها لطلابها الجدد يتم عادةً خارج وساطة المركز؛ نظراً لأن هناك جهات أخرى للاستقبال (من مثل نشاط المسجد والمدرسة أو أقارب الطلاب ومعارفهم أو عن طريق التحويل من حلقات أخرى).
ت- خاصة وأن هذه الحلقات تطلب في الغالب نوعيات أجود، ونوعيات مستعدةً للمشاركة الجادة معها، فلا تهتم كثيراً بنوعيات المركز الأخرى الجديدة.. التي لن تجد من يصلح لها منها سوى النسبة الضئيلة.
ث- وربما تجولتَ في المركز فلا تكاد ترى إلا شاباً من أهل الحلقات أو ممن رغب في الحلقات قبل المركز ولم يتيسر له، أو هو على الأقل من فئة الصالحين الذي يتيسر لهم دخول الحلقات في كل وقت ولم يرغبوا أو يرغب لهم [بالطبع مع وجود نسبة قليلة لغير من ذكر]
ج- ومع أن المركز غاصٌّ بطلاب الحلقات وأشباههم؛ فإنك ربما وقفت في غرفة الاستقبال في أول المركز؛ فيأتي ولي الأمر ومعه ابنه الذي لم يعرف الحلقات فيعتذر المسئول عن قبول ابنه نظراً لازدحام العدد (بل ربما رأيت المسئول في حالة من سوء الخلق نظراً لضغط العمل، وولي الأمر يستعطفه لقبول ابنه! في منظر محزن)
ح- ومع كثرة الطلاب وكثرة من سبق الاعتذار منهم فإن المركز يكاد يغص من كثرة البرامج الترويحية؛ وكلما قيل لهم شيء قالوا حجتهم:أن البرامج الترويحية هي التي تجلب الطلاب!
خ- ومع هذا التزاحم إلا أن المركز لم يقبل بعض البرامج ولم يستطع تنفيذ بعضها نظراً لتكلفتها المادية، وكانت العلة في تخفيض قيمة اشتراك المركز: هي جلب الطلاب!
د- وينقضي المركز فيلتقي أحد طلابه المتميزين بصاحب أقل منه تميزاً اشترك في دورة مكثفة لتحفيظ القرآن الكريم وقد أنهى نصف القرآن، وبآخر قد أخذ دورات في حاسب وآخر في لغة؛ أما هو فخرج من المركز بعدد من البرامج الترويحية المشتتة بحجة مصلحة الدعوة!، وكأن عليه أن يجلس "ليتروَّح" غير طالب الحلقات.. لأجل مصلحة الدعوة.. فجعل يحدث نفسه ويعزم عليها إن جاءت السنة القادمة فلا دخلت المركز!
ذ- وينقضي المركز؛ فتسأل بعض مشرفي الحلقات، وتنظر إلى الذين دخلوا الحلقات بسبب المركز –أقول بسبب المركز- فلا تجد أحداً؛ فصلاً أن ترى عدداً يوازي تلك الجهود وتلك البرامج وتلك الأساليب التي أقيمت –بحسب صياغة الهدف-: لاستجلاب طلاب إلى الحلقات.
ر- فعلينا أن نعرف؛ ماذا نريد؟ ومن نريد؟ ومن سيأتينا؟ وما الذي يناسبه؟ وما الذي ينفعه؟ وكيف ومتى وأين؟

كل ما سبق يدعونا إلى أمرين: الأمر الأول الحرص على الكتابات المؤصلة في هذا المجال في مختلف العناوين؛ أعني من ناحية شرعية -وهي أولى الأمور في العقل السليم وفي الكلام النظري، ومع ذلك فهي من آخر الأمور في الواقع-، ومن ناحية تنظيمية ومن ناحية دعوية، الأمر الثاني: تطوير المراكز، وبث روح التجديد والحماس.

وهذه النظرات والاقتراحات التي بين يديك؛ إنما هي ورقة في سجل شامل تحتاجه المراكز.. وهي للأسف تصدر من فرد واحد، وهو ضعيف في ذاته وخبرته ونظرته.. لكنه يملك وجهة نظر ويقول ما يراه حقاً..

وما سبق يعطيك زاوية للموضوع، ومعرفة المشكلة بحق نصف العلاج، وبقي النصف الآخر..
ولا بد أن نعالج الموضوع من جذوره؛ فلا يكفي تجديد برنامج أو برنامجين إن لم نجدد عقولنا وتصورنا لطبيعة المجتمع والأحداث وطبيعة المشاركين، نحتاج إلى التحسين والإصلاح، وأعظم من يحسن لك حالك ويصلح بالك هو الله رب العالمين؛ فلا بد أن نعيش حالة من التذكير والقرب من الله واللجأ إليه.. كررها وذكر بها.. وقلها بصدق.
ليتنا نقرأ الأنبياء قراءة واعية، وبعين (مركزية).. نعم لن تجد فيها برامج للمركز!، لكن ستجد المنهج.. ستجد الخطوط العريضة.. ستجد (الاستراتيجيات)، وسيشكل تجديداً حقيقياً للمراكز..

أفكار تجديدية:
المنهج مرسوم بالشريعة، وتبقى الأفكار الصغيرة المنبثقة عنها، وأفكار الإصلاح كثيرة يمكن استخراجها من الناس.. وأولى من تستخرج منهم الأفكار: عُمَّار المركز: المشرفون والطلاب؛ ليس من المصلحة أن نعيش حالة من التدابر وكتم الآراء.. نعم؛ قد تقول إدارة المركز يوماً ما: أعطونا اقتراحاتكم، ثم تسكت، وقد يعرض الواحدُ منا رأيه فلا يُسمع له ثم يسكت.. وتموت الأفكار!؛ والخطآن متقابلان، ولذا: لا بد من ملاحقة! ومثابرة في تبليغ الرأي؛ حتى تكوَّن ثقافة مضادة ندفع بها حركة الإصلاح.

وإن كنت أرى أن المسئولية الكبرى على عاتق القيادة؛ أن تزيد اهتمامها بآراء طلابها ومشرفيها، ووضعها على العين بل وفي العين!، فهي بذلك تكسب أفكارهم وولاءهم وتنضج فكرهم: عليها أن تحرث العقول لتستخرج الأفكار، وهذا يكون:1- بزيادة الجلسات/ 2-والتفاعل مع الرأي/ 3-ونهج الصراحة من الجانبين/ 4-والنشر النسبي للآراء والمواقف.. وكل واحدة من هذه الأربع لها تفصيلها.. وبتطبيقها ينفتح باب واسع من التصحيح.

وقد عرض لي أن أكتب أفكاراً في التجديد، ونظراً لاعتيادنا على التسويف –مع المشاغل الاعتيادية- فقد ضاق بي الوقت، فركضت بهذه الأفكار.. نأمل أن تنضج على نار التفكير الهادئة..
على أني تجاوزت أفكاراً مهمة ومؤثرة ولكنها مطروقة في غير هذه الأوراق.. فلم أرد أن أكرر عليك؛ من مثل: الاهتمام بوضع الأهداف، وصياغة البرامج حسب الأهداف، والتبكير في الإعداد، والحرص على توفير الدعم المالي، والاستشارة، وتطوير الدورات، والبرامج الترويحية، والمسابقات المنوعة، وقائمة من البرامج الجديدة في الجوانب العلمية والثقافية والإعلامية والاجتماعية والرياضية والترويحية... وغير ذلك من الأفكار الرئيسة التي ربما وجدتها في غير هذا المكان، فتجاوزناها لنعرض عليك ما نرى أنه لم يأخذ حقه من النظر والدراسة..

فمن الأفكار –بغير ترتيب-:
1) إقامة تجربة في تقصير مدة المركز؛ وفيه فوائد:
أ- توفير الوقت والجهود والمال؛ مما يعكس زيادة في عدد العاملين الجامعيين من جهة قلة أعمال المراكز، وتفاعلهم من جهة إمكانية صبرهم فترة أقل!، وقوة البرامج من جهة ثالثة لقلتها وتوفر المال...
ب- وبقاء لذتها؛ فمن الملاحظ في عدد من المراكز تطاير الطلاب في آخر أسبوع، ومن الأسباب طبيعة الملل الإنسانية، وتغير الزمن؛ فإن نشاطات المركز أصبح تتوفر في أماكن أخرى يجدها الطالب في المدرسة والحلقة وغير ذلك.. تغير الزمن والناس وولت تلك السنين!
ت- قصر وقتها يناسب فكرة جلب المستجدين من جهة عدم تعودهم هذه الأجواء، فإن عدداً منهم يستطيل الوقت؛ كما ينبغي الاهتمام بعوامل مساعدة أخرى يصعب تفصيلها هنا؛ من مثل الدعاية واختيار المشرفين، وتقليل حدة التنافس، والانصراف إلى البرامج العامة، وتكثيف البرامج المبدعة والترويحية والدورات القوية المناسبة للمستجدين، أما طلاب الحلقة المتميزين فيمكن إفادتهم ببعض البرامج الجادة خارج المركز -حتى يخف الضغط؛ كدورات القرآن- أو داخله بحسب الحاجة، ثم إن قصر وقت المركز مناسب لطلاب الحلقات لجعلها فترة ترويحية وليكون هناك متسع في الإجازة للبرامج العلمية والتربوية والترويحية المناسبة لخصوص طلاب الحلقة..

ث- على إنه يمكن إضافة رحلة طويلة –بعد المركز أو في أثناء المركز-؛ رحلة مشتركة أو شبه مشتركة لطلاب المركز.. لتحقيق باقي أهداف المركز، وتعويض قصر الوقت، وللاستفادة من طبيعة الرحلات _كما سيأتي_.

2) الاهتمام بالرحلات داخل المركز وعقبه، فهي مصدر متميز للجلب وترغيب الطلاب/، وهي موسم حافل للتربية/ وهي طريق مختصر للتأخي/ وطريقة سهلة للتعرف على طباعهم وأفكارهم وقدراتهم..، ويمكننا إذا فعَّلنا جانب الرحلات _بعون الله_ أن نحقق في رحلة واحدة جوانب نعجز عن تحقيقها في أيام من المركز..

3) إقامة دورات قرآنية مكثفة؛ تقام فجراً وعصراً في مسجد خارج المركز ولكنه قريب منه؛ بحيث تراعي الدورة ظروف المركز، ويراعي المركز ظروفها؛ فيوفر المركز –أو الدورة- وسيلة النقل، ويعذرون في بعض التأخر من جهة المركز، وتفرَّغ الدورة أحد صباحيات الأسبوع ليتسنى للحلقات إقامة طلعاتهم ونحو ذلك، ومن ثم يتم تشجيع الطلبة المتميزين على الاشتراك فيها.. ويكون في البال أنهما يتعاضدان لنفع الطلاب؛ لا أنهما يتقاتلان على استحواذ الطلاب! وفي هذا حل لعدد كبير من الإشكالات..

4) إقامة دروس علمية مكثفة داخل المركز؛ تفيد الطالب المتميز، خاصة في فترة آخر العصر لأنه وقت لا يشمل برامج رئيسة، مع الحرص التام على الشيخ الملقي وتمكنه في العلم والتعليم.؛ فإن الدروس العلمية وقبلها الدورات القرآنية هي من البرامج التي (تستقطب) لك المتميزين الحريصين من خارج المركز، وتحافظ على من عندك؛ فضلاً عن أنها من أعظم البرامج.

5) الحرص على وضوح البرنامج، أي ترتيب فقراته، ونوع موضوعاته، فإن الطالب والمشرف قبله إذا اتسق أمامهم برنامج المركز خفَّ عليهم، وهذا يكون بتكرار الإعلان الشفوي/ ويكون كذلك بالإعلان التحريري المعلق/، ويكون كذلك بثبات الهيكل العام للبرنامج، بأن يخصص مغرب الأحد مثلاً للمحاضرات العامة ونحوها..

6) فصل المرحلتين المتوسطة والثانوية، ففيه فوائد:
أ- منع الخلطة الضارة.
ب- إشعال الحماس لكثرة الأسر وتقارب السن -مع الوصية الدائمة الدائبة بألا يكون ذلك عن طريق التقييم.. لأسباب شرعية وحقائق عقلية مذكورة في غير هذا الموضع-.
ت- توفير مشرفي اللجان الذي كانوا ينقسمون على مرحلتين.
ث- توحيد القرارات وعدم تصادمها في نفسها، وعدم إشغال الثانوية بقرارات المتوسطة والعكس.
ج- اتساع المعارف من طلاب الحلقات –وتعدد المعارف فضيلة أشبه بالرذيلة-.
ح- تركيز الجهود لبذل أحسن البرامج؛ فبدل أن يبحثوا عن أجود شيخين لمحاضرتين للمرحلتين؛ يكون البحث عن محاضرة واحدة لشيخ واحد، وهكذا بالنسبة للدورات والمسابقات..

7) ولا مانع من اشتراك الطالب المتميز ببرنامج علمي نافع خارج المركز، سواء بتنسيق من المركز أو بجهود فردية لكل حلقة مع طلابها.. فإذا كان الطالب سينتفع فعلاً –أقول فعلاً- فلا يصح أن نسحق مصلحته بحجة المصلحة العامة، خاصة وإن غيابه لن يؤثر كثيراً، بل سيعود لنا بشكل أفضل إذا حصل قرآناً أو علماً.. ولنعتبر على الأقل أنه غاب كما يغيب مسافر أو مشغول بتجارة أو مع أهل..

8) إشاعة الجو الأخوي؛ فإن من أهم مطالب الطلاب –والمشرفين كذلك - تحقيق الراحة النفسية، ويمكن أن يتحقق ذلك بأمور من أهمها الجو الأخوي، وهو أهم عنده من البرامج الترويحية.. فينبغي الحرص على ذلك عن طريق:
أ- إشاعة الأخلاق –بين الطلاب أنفسهم ومع المشرفين-، ونشر الابتسامة، وإقصاء ما يفصم الوداد من الكلمات الجارحة في مشهد أو نشرة أو بتعليقات الإدارة.
ب- والرحلات المخصصة، والمشتركة.
ت- وتدعيم التعارف في الجلسات الأسرية والزيارات والرياضات والدورات.
ث- وتقليم التقييم! وكبت حدته.. يدخل في ذلك: تهبيط روح الخصومة التقليدية بين بعض الأسر، وحث المشرفين على رفع اهتمامات طلابهم، وتلقين الطلاب كلمات الإخاء؛ بل أقترح إلغاء التقييم الجامع، وجعل تقييم خاص لكل برنامج تكون له جائزته الخاصة –إذا كان مما تجوز فيه الجائزة-، ولا نجعل هناك تقييماً لجميع البرنامج.. فهذا أحسن من ناحية شرعية وتربوية وتنظيمية.
ج- والبرامج المشتركة بين أسر المركز.. خارج المركز.
ح- وقبل ذلك ربطهم بالرابط الأقوى: التقوى.

9) دعم المشرفين بمكافأة محددة سلفاً ويكون لها دفتر حضور وتوقيع، فهو يربطهم من جهة، ويحمسهم من جهة، ويخفف عنهم بعض العناء، ويكشف لك الحضور والغياب..

10) ومن مكافآت المشرفين: المكافآت المعنوية:
أ- كالمكافأة المعرفية حين يجد دورات خاصة عالية المستوى ذات شهادات.
ب- والمكافأة الشرفية من التشجيع الشفوي وشهادات المركز.
ت- والمكافأة النفسية بحسن التعامل، والثقة بإعطائه المسئولية، والرحلات الخاصة المميزة، والجو الأخوي للمشرفين.

11) تأليف قلوب الجميع؛ أقول:الجميع؛ وقلوب مشرفي المركز قبل طلابه! بحسن الخلق والبشاشة والفزعة لهم.. إنه برنامج هام ينبغي الإعداد له ومتابعته كما نعد لأي برنامج ترويحي أو تربوي، ولا تكفي معرفتنا لذلك؛ بل هو التخطيط والعمل والمواصلة والتذكير والقدوة الحسنة، وبها سنرى آثار أحسن برنامج ترويحي تربوي!

12) الاقتصاد في زخرفة الأجنحة، وليس معنى هذا أن نخرج بصورة مهلهلة مقطعة مرقعة، لكن:لا معنى كذلك أن ننفق ساعات عمرنا وريالات رصيدنا وطاقات طلابنا:- في صناعة الهياكل الفنية العتيقة لأجنحة المركز والأسر، وفي عناء اللف والنشر لأنواع الأقمشة، وفي الجرجرة للأخشاب البالية، وفي الهيلمان الصوري فوق جسد فقير من المعاني، وربما لم يفرغوا منها إلا قبيل نهاية المركز، ثم تكون النهاية المعروفة: المهملات أو المستودعات.. بل نحن أمام قائمة طويلة من الواجبات والنشاطات التي نحتاج إلى تنميتها في الطلاب؛ يكفينا المنظر الهادئ وخير الأجنحة ما قل ودل!!، ولنفرغ نشاطهم فيما ينفع، ومن الخطوات العملية في ذلك:
أ- الاتفاق المسبق على هيكل موحد /أنيق/ اقتصادي لمنظر الأسرة الداخلي..
ب- تهميش التقييم على الأجنحة، للمنع من المبالغة، وإذا خِيف من إهمالهم للمقارِّ فيمكن دفعهم إلى ذلك بتتابع دعوتهم إلى المنظر المقبول، وبربط ذلك بمكافأة كرحلة مجانية.
ت- تحوير النشاط إلى اللوحات ذات الطابع الشرعي، للاستفادة منها خارج المركز؛ كلوحات المساجد واللوحات الثقافية للمدارس..

13) الاهتمام بالإعلام؛ سواء داخل المركز من حيث النشرات–ويقترح توحيدها- ونحو ذلك؛ أو خارج المركز بالتنسيق مع القنوات الإعلامية المختلفة لنقل رحاب أوسع للنشاط الإسلامي، مع الالتزام بالضوابط الشرعية كتجنب التصوير لذوات الأرواح، أو الغناء وأشباه الغناء.

14) وحين تتوافر الإمكانات يوماً ما فمن الممكن تنويع المراكز؛ بحيث يركز بعضها على المستجدين وبعضها على طلاب الحلقات، وهكذا..

هذه أفكار.. تحتاج إلى اقتناع لتكون ثقافة ثم لتكون واقعاً..
والحمد لله رب العالمين.

_______________
(1) لأن الشخص يطرح رأياً ثم يصوت الجميع عليه –المتخصص وغير المتخصص والمتعلق به وغير المتعلق-، ولا بد أن يتأثر التصويت بشخصية صاحب الرأي ومنزلته، بل وأحياناً يتأثر بالوقت المتاح للمناقشة، وهذا ما يمكن أن تسميه "بالشورى الصورية"؛ لأنها شورى بغير مشاورة، ويدخل في ذلك أن أحدهم يكلف ببرنامج؛ فإذا جاء مع المسئولين الآخرين قيل له:ينبغي أن تعرض خطة برنامجك فإن وافق عليه الأغلبية فنعم، وإن رأوا تعديله عدلته..الخ، ويسمون هذا شورى.. بغض النظر هل لهؤلاء المصوتين علاقة بهذا العمل أو لا؟ هل لهم خبرة به؟ هل درسوه؟ هو يرسم خطة متكاملة بثمن من الوقت والتفكير وهم يعدلونه بالمجان، مثاله:ما يقع أحياناً -ووقع- من مشاورات حول أمور تهم الحلقات ويشارك فيها طائفة لا أظن أنهم دخلوا حلقات تربوية أصلاً في حياتهم! والكلام عن الشورى الصورية له موضع غير هذا.. على أنه للأسف هناك من يضع "خطة مسلوقة" لن يتقنها؛ وإنما أتى بها للمجلس لئلا يحاسب، فههنا تحمد الشورى ولو بالصورة.


المصدر : موقع المسلم
 

المراكزالصيفية

  • دورات للمشرفين
  • وسائل وأفكار
  • ملفات تنظيمية
  • أنشطة وبرامج
  • المراكز النسائية
  • تبرئة المراكز
  • الألعاب الحركية
  • مسابقات ثقافية
  • استغلال الإجازة
  • الصفحة الرئيسية