( بنت الازور ) هل بنت الأزور شخصية
وهمية حقا؟؟ أفيدونا مأجورين جزاكم الله خيرا..فأنا و الله أسمع هذا الكلام
لأول مرة..و ماذا عن أخيها ضرار؟؟
الرد الاول :
الأخت : بنت الأزور ، بالنسبة لسؤالك حول كون خولة بنت الأزور هل هي شخصية
وهمية أم حقيقية ؟
قلت : هناك خلاف بين أهل العلم في هذه المسألة ، غير أن هناك من المتأخرين من
ينكر هذه الشخصية و يعدها شخصية وهمية .. بسبب عدم وجود ذكر لها في كتب التراجم
.. و قد ذكرها الواقدي في فتوح الشام .. وترجم لها الزركلي في الأعلام (2/325)
.
أما عن أخيها ضرار ، فقد ثبت وجوده فعلاً ، خاصة أثناء مشاركته في إخماد فتنة
الردة - فتنة مالك بن نويرة - مع خالد بن الوليد رضي الله عنه .. انظري ترجمته
في الإصابة و أسد الغابة و غيرها من كتب التراجم ..
و الموضوع واسع يحتاج إلى تفصيل أكثر ، وأنا الآن بعيد عن مكتبتي و مراجعي ..
لذا أعدك إن شاء الله أن أبحث لك في هذه المسألة بعد عودتي من السفر ..
أخوكم أبو عبد الله الذهبي ..
( بنت الازور ) : بما أن شخصية ضرار بن
الأزور حقيقية, فقد سمعت أنه تعرض للأسر و لم تنقذه إلا أخته أو حاولت
إنقاذه...فهل هذه الحادثة حقيقية؟ و كيف تجمع بين شخصيتين أحدهما وهمية و أخرى
حقيقية؟ و هي بهذه الأهمية في حياة هذا التابعي؟(أعلم أنه لم يقابل الرسول صلى
الله عليه و سلم و إن إسلم في حياته).. و أثابكم الله مقدما..
الرد الثاني :
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، ثم أما بعد :-
كنت في أحد الأيام أقرأ في أحد الكتب فاستوقفني اسم ( خولة بنت الأزور ) ، و
تذكرت عندها أن الفاضلة ( بنت الأزور) قد استفسرت عن هذه الشخصية منذ فترة
طويلة ، أهي شخصية حقيقية أم وهمية ؟؟!! و كنت وقتها مسافراً .. فأجبتها بشكل
مختصر ، و وعدت بالتفصيل بعد العودة إن شاء الله .. و قد نسيت الأمر تماماً حتى
ذلك اليوم .. فأرجو من الفاضلة بنت الأزور أن تسامحني على هذا السهو الغير
مقصود ..
والجواب عن هذا الاستفسار كالتالي :-
ذكرت في ردي السابق أن الواقدي هو الوحيد الذي ذكر خولة بنت الأزور في كتابه
فتوح الشام .. ثم ترجم لها الزركلي في كتابه الأعلام ..
والذي أود أن أبينه :-
أولاً :
إن كتاب فتوح الشام هذا مكذوب على الواقدي وليس
له .. و قد فصل الشيخ مشهور حسن سلمان الحديث حول هذا الموضوع في كتابه القيم :
كتب حذر منها العلماء (2/284-292 ) ، راجعه للأهمية ..
ثانياً :
بالنسبة لشخصية خولة بنت الأزور و قصصها
البطولية مع أخيها ضرار و بالأخص القصة التي تسأل عنها الفاضلة بنت الأزور حول
وقوع ضرار في الأسر و قيام أخته خولة بإنقاذه من الأسر ، لا وجود لها في الواقع
، بل إن خولة هذه لا ذكر لها في كتب التراجم والسير ، بل ولا في كتب اللغة
والأدب ؛ فهي على الراجح شخصية وهمية ، و كل من يثبت عنها شيئاً ؛ إنما يعتمد
على كتاب فتوح الشام المكذوب على الواقدي ، وكتاب شرح ديوان الخنساء ، و شارح
هذا الديوان ، مجهول غير معروف ، و قد اعتمد في سرد بعض الأحداث في شرحه هذا
على كتاب فتوح الشام ، و كتابان هذه حالهما – أخي القارئ – لا يعتمد عليهما .
وقد بحث الأستاذ عبد العزيز الرفاعي هذه المسألة في كتاب ( خولة بنت الأزور ) ،
وخلص إلى ما توصلنا إليه . راجع أيضاً : كتب حذر منها العلماء (2/291) .
و خلاصة الكلام :
إن شخصية خولة بنت الأزور شخصية وهمية لا وجود
لها في الواقع .. بخلاف شخصية أخيها ضرار التي ذكرها أغلب من ترجم للصحابة
والتابعين ، و كل من ترجم و كتب في الطبقات ..
هذا والله أعلم والحمد لله رب العالمين ..
|