يا رُبَّ راميَــةٍ سَهمـاً بِلا وَتَــرِ *** أَدْمَـتْ فُـؤاديَ لَم
تَرحِـم و لَم تُجِرِ
نادَمْـتُـها زَمَنـاً و البَـدْرُ ثالِثُنــا *** يَحْـدُو مَـرَاكِبَنـا
ليلاً إلى السحَـرِ
لو غابَ في فَلَكٍ عن ناظِري و سَرى *** فَهِلالُهـا أبَداً ما غـابَ عن
نَظَـري
قد كُنتُ مُلتَمِسـاً في وَصلِهـا أمَلـي *** أسعى لأُحْـرِزَهُ في مَطلَـعِ
العُمُـرِ
حتَّـى ذُهِلتُ عن الأحبـابِ أذْهَلَنـي *** ما بات يُحـدِقُ بالأعرابِ مِن
خَطَـرِ
دارَتْ عليهِـم مِنَ الأحـداثِ دائِـرةٌ *** جَعَلَــتْ مآثِرَهُـم في
النَّـاسِ كالعِبَرِ
و الكـونَ مُستهجِنـاً أمسى يُسائلُنـا *** ما بالُ أُمَّتِكُـم تمشـي علـى
عَثَرِ ؟
ألليـهـودِ كيانٌ بـاتَ يَدْهَـمُـكُـم *** و العُـربُ من حولهِ حِلفٌ بِلا
أَثَـرِ؟
وَأَدوا قضيَّـتّهُـم إذ سالَمـوا هُـوداً *** سَلْ أهْـلَ مَدريدٍ يأتـوكَ
بالخَـبَـر
و للصليـبِ أيـادٍ كّـمْ تُـسيِّـرُنـا *** مِـنْ خَلـفِ طاغيـةٍ بالوُدِّ
مُستَتِـر
باعَ المِبـادِئَ و استوفـى مُقابِـلَهـا *** عَـرْشاً تَكلَّلَ بالياقـوتِ و
الــدُرَرِ
أهوَ التعـاوُن و التنسيقُ ما زَعمـوا؟ *** أم الصـداقةُ بينَ الخَـبِّ و
الغُـرَرِ؟
وَيـحَ العُروبةِ هل تحظـى بسُؤْدَدِها *** بقَـرار مَحْكَمـةٍ و بيـانِ
مُـؤتَمَـرِ
أيْـنَ القضيَّـةُ قد كانـتْ تُجَمِّـعُنـا *** و الحَـقُّ يحفِزُنـا كَيْ
نَحظَ بالظَفَرِ ؟
أينَ المَبَـادئُ قد كنَّـا نُـردِّدُهــا ؟ *** يومـاً و نُلقِمُ من يأباهـا
بالحَـجَرِ ؟
بالسيـف نسطُرُهـا و دِمـاؤُنا مَـدَدٌ *** و الجَمـعُ مؤتَلِفٌ صفوٌ مِـنَ
الكَـدَرِ
في الكَـوْنِ نَنْثُرُها و الأرضِ نَبذُرُها *** فتعُـودُ مُترَعـةً بالزَهرِ
و الثَمَــرِ
إنَّ المبَـادِئَ لا تهوي و إن سقطـتْ *** أُمَـمٌ فدَعـكَ مِن الأوْهـامِ و
ادَّكِـرِ
يا صـاحِ و التمسَـنْ بَعثـاً لأمَّتِنـا *** إنْ كُنتَ مِن عُجمٍ أو كُنتَ
من مُضَـرِ
بالفَجْـرِ فألاً فما خانَتْـكَ طائفـــةٌ *** في عَيْنِهـا أنتَ ! أنتَ
البأسُ فلتَثُـرِ
حيثُ البُطُـولةُ قد باتَتْ تُسطِّـرُهـا *** شُـوسُ الأماجِِـدِ بالمِقلاعِ
و الحَجَرِ
لا تَخـدَعنِّـي بتصـريـحٍ يُنمِّـقُـهُ *** عِلْـجٌ تَسلَّـطَ فوقَ الخَلقِ
و البَشَـرِ
يُلهي الشعُـوبَ عنِ العَليـا بِبَرْقِيَـةٍ *** فيهـا يُنّـدِّدُ
بالعُـدْوان في خَــوَرِ
لله أزمِنـةٌ ذُقْـنَـا مَـرَارَتَـهـــا *** نشكـو ،و كم نشكو في ساعةِ
الضَجَرِ
ما عـادَ يُؤرقُني شـوقٌ إلى لَيْـلـى *** أو عادَ يُؤنِسُنـي وَصـلٌ من
البَشَـرِ
فَجِـراحُ أمَّتِنـا أمضى مِنَ المُقَــلِ *** في رَمْيِهـا كَبِـدي سهمـاً
بِلا وَتَـرِ