قال مخلد بن الحسين لابن المبارك : " نحنُ
إلى كثيرٍ من الأدبِ أحوجُ منا إلى كثيرٍ من الحديثِ "
كنتُ أبحثُ عن عبارةِ : " نحنُ إلى كثيرٍ من
الأدبِ أحوجُ منا إلى كثيرٍ من الحديثِ " في مُحركاتِ البحثِ في الشبكةِ ،
وبعد البحثِ ظهرت النتيجةُ ، فإذ من ضمنِ نتائجِ البحثِ مقالٌ د . هشام عبد
القادر آل عقدة ، وعنوانه : " مفهومُ الانتماءِ للسُّنَّةِ " ، وهو مقالٌ
طويلٌ نقل في آخرهِ نقولاتٍ لسلفِ الأمةِ ما نحن بحاجةٍ إليه فقال - جزاهُ
اللهُ خيراً :
فمن انتمائنا للسنة أن نكون متأدبين بآدابها وأخلاق حملتها , وهذا من أعظم
المقصود من العلم بالسنة , وللقرآن والسنة آداب لحملتهما , ومَن لازم حملة
القرآن أو السنة فينبغي أن يستفيد من أخلاقهم , كما يستفيد من أعمالهم .
وقد كان الليث بن سعد - رحمه الله - كثيراً ما يقول لأصحاب الحديث : "
تعلَّموا الحِلم قبل العلم " , وقال حبيب بن الشهيد لابنه : " يا بني اصحب
الفقهاء والعلماء وتعلم منهم وخذ من أدبهم ؛ فإن ذلك أحب إليَّ من كثير من
الحديث " ، وقال ابن وهب : " ما تعلمت من أدب مالك أفضل من علمه " , وهذا
يدلك على مدى أدب العلماء وأخلاقهم , فعلم مالك معروف , ومع ذلك كان أدبه
أعظم , فتأمل مدى تفريطنا في هذه الأيام , حيث انفصل العلم كثيراً عن الأدب
والسلوك .
وقال مخلد بن الحسين (المتوفَّى في عام 191هـ) لابن المبارك : " نحن إلى كثير
من الأدب أحوج منا إلى كثير من الحديث " .
يقول ذلك في القرون المفضلة فكيف لو رأى سوء أدبنا في هذا الزمان ؟! .
وقال ابن سِيرين : " كانوا - أي الصحابة - يتعلمون الهدى (أي السيرة والهيئة
والطريقة والسَّمْت) كما يتعلمون العلم " .
وقال بعضهم لابنه : " يا بني لأن تتعلم باباً من الأدب أحب إليَّ من أن تتعلم
سبعين باباً من أبواب العلم " .
وقال أبو حنيفة : " الحكايات عن العلماء أحب إليَّ من كثير من الفقه ؛ لأنها
آداب القوم وأخلاقهم " .
وقال الحسن البصري - رحمه الله - : " إن كان الرجل ليخرج في أدب نفسه السنتين
ثم السنتين " .
وقال ابن المبارك - رحمه الله - : " تعلمت الأدب ثلاثين سنة , وتعلمت العلم
عشرين سنة " .
وعن الحسن قال : " كان طالب العلم يرى ذلك في سمعه وبصره وتخشُّعه " .
ونختم بقول الشافعي - رحمه الله - : " ليس العلم ما حُفظ , العلم ما نَفع " .
لعلِّي بهذا أكون قد ساهمت في تجلية مفهوم الانتماء للسنة والحديث .
والله - تعالى - أعلم , وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
.ا.هـ.
أسألُ اللهَ أن ينفعَ بهذه النقولاتِ ، وأن يجهلَ لها مستقراً في قلوبِكم .
آمين .
رابطُ مقالِ د. هشام عبد القادر آل عقدة :
http://www.almanar.net/issues/10/3.htm
رابط الموضوع