بسم الله الرحمن الرحيم

مَا أَشْبَهَ اللَّيْلَةَ بِالبَارِحَةِ ... خبرٌ وصورةٌ منذ 38 سنة



مَا أَشْبَهَ اللَّيْلَةَ بِالبَارِحَةِ

مَثَلٌ يُرَدَّدُ عَلَى الأَلْسِنَةِ ، قَدْ يَجْهَلُ كَثِيْرٌ مِنَ النَّاسِ مَعْنَاهُ ، أَفْصَحَ أَبُو الفَضْلِ المَيْدَانِيُّ عَنْهُ فَقَالَ فِي " مَجْمَعِ الأَمْثَالِ " : " أي ما أشبَهَ بعضَ القوم ببعض . يضرب في تساوِي الناس في الشر والخديعة . وتمثل به الحسنُ رضي الله عنه في بعض كلامه للناس .

وهو من بيت أولُه :

كُلُّهُمُ أرْوَغُ من ثَعْلَبٍ * * * مَا أشْبَهَ الَّليْلَةَ بِالبَارِحَهْ

وإنما خص البارحة لقُرْبِهَا منها ، فكأنه قَالَ : ما أشبه الليلة بالليلة ، يعنى أنهم في اللؤم من نصاب واحد ، والباء في " البارحة " من صلة المعنى ، كأنه في التقدير شيء يشبه الليلة بالبارحة ، يُقَال : شبهته كذا وبكذا . يضرب عند تشابه الشيئين " .ا.هـ.

بَعْدَ هَذِهِ المُقَدَّمَةِ ، نَقِفُ مَعْ خَبرٍ نُشِر منذُ ثَمَانٍ وَثَلاَثِيْنَ سَنَةً فِي جَرِيْدَةِ النيويورك تايمز الامريكيه ، يُشْبِهُ تَمَّاماً مَا يَجْرِي فِي العِرَاقِ .

أَتْرُكُكم مَعَ الخَبرِ وَأَقُوْلُ : " مَا أَشْبَهَ اللَّيْلَةَ بِالبَارِحَةِ " .

الولايات المتّحدة متشجعه من تصويت فيتنام : المسؤولين الامريكيين يستشهدون بمشاركة 83% بالانتخابات بالرغم من ارهاب الفيتكونغ( الفيتكونغ هي المقاومه الفيتناميه )

مجزرة قام بها الجنود الامريكيين في قرية ماي لاي في السادس عشر من ابريل عام 1968 وكما هو واضح من الصورة معظم القتلى نساء وأطفال .

من بيتر غروس ، خاص بنيويورك تايمز بتاريخ 4 سبتمبر(ايلول) 1967

واشنطن ، سيبتمبر/ أيلول. 3 - كان المسؤولون الاميركيين مذهولين وسعداء لحجم المشاركه في الانتخابات الرئاسيه الفيتناميه بالرغم من حملة ارهابيي الفيتكونغ لتعطيل الانتخابات.

أستنادا الى تقارير من سايغون (عاصمة فيتنام الجنوبيه) فان 83% من الخمسة ملايين وثمان مئه وخمسين الف ناخب مسجل قد ادلوا باصواتهم يوم امس . جازف العديد منهم بالرغم من التهديدات بالانتقام من قبل الفيتكونغ.

حجم التصويت الشعبي وعدم قدرة الفيتكونغ على تدمير ميكانيكية الانتخابات كانتا الحقيقتين البارزتين في تحليل مبدئي لانتخابات الشعب بناءا على المعلومات الغير مكتمله التي وصلتنا.

بانتظار تقارير مفصله ، لا وزارة الخارجيه ولا البيت الابيض لديهم الاستعداد للتعليق على الانتخابات او انتصار المرشحين العسكريين الملازم جنرال نغيون فان ثيو وهو مرشح للرئاسه ولا رئيس الوزراء نغيون كاو كاي وهو مرشح لنائب الرئيس.

إن وجود انتخابات ناجحه كان منذ فترة طويله ركيزه مهمه في سياسة الرئيس جونسون لتشجيع نمو العمليه الدستوريه في فيتنام الجنوبيه. الانتخابات كانت ذروة التطور الدستوري والتي بدات في يناير(كانون الثاني) 1966. وكان الرئيس جونسون قد اعطى التزامه الشخصي لهذه العمليه عندما التقى رئيس الوزراء كاي والجنرال ثيو في هنولولو( هاواي) في شهر فبراير(شباط).

سبب هذه الانتخابات هو اعطاء الشرعيه لحكومة سايغون والتي تأسست نتيجة الانقلابات وتلاعبات القوى المختلفه منذ شهر نوفمبر(تشرين الثاني) 1963عندما اطاحت الطغمه العسكريه بالرئيس نغو دنه ديم. بعض اعضاء هذه الطغمه لازالوا موجودين, لكن الغالبيه اما عزلوا او طردوا من البلد نتيجة تغير السلطات الحاكمه.

الأهميه لم ينقص من قيمتها
حقيقة ان المصوتين دعموا الجنرالات الذين يحكمون فيتنام الجنوبيه منذ سنتين لاتقلل حسب وجهة نظر الإداره الامريكيه من أهمية أخذ هذه الخطوه الدستوريه.

الأمل هنا هو ان الحكومه الجديده تستطيع ان تناور بالثقه والشرعيه التي طالما افتقدتها سياسة فيتنام الجنوبيه. هذا الامل كان من الممكن ان يتحطم اما عن طريق مشاركه ضعيفه بالانتخابات مما يدل على سخريه واسعه او نقص اهتمام في التطور الدستوري او عن طريق تعطيل الفيتكونغ للانتخابات.

المسؤولين الامريكيين كان ياملون بمشاركة 80% في الانتخابات. هذا كان الرقم في انتخابات سيتمبر(ايلول) للمجلس الانتخابي. 78% من المصوتين المسجلين ادلوا باصواتهم لانتخاب المسؤولين المحليين في الربيع الفائت.

قبل ان تبدأ نتائخ الانتخابات الرئاسيه بالوصول, كان المسؤولين الامريكيين يحذرون من ان نسبة المشاركه بالانتخابات الفيتناميه ممكن ان تكون اقل من 80% لأن اماكن الاقتراع ستفتح ساعتين الى 3 ساعات اقل من انتخابات العام الماضي. نسبة المشاركه والتي بلغت 83% كانت مفاجاه ساره. بالمقارنه, المشاركه بالانتخابات الرئاسيه بالولايات المتحده عام 1964 كان 62% .

الوثائق التي استولي عليها والتحقيقات تشير الى انه في الاسبوع الماضي كان هناك تخوف لدى قادة الفيتكونغ انه لابد من جهد عظيم ليجعلوا الانتخابات عديمة الفائده. بناءا على التقارير الوارده من سايغون فان هذه الجهود لم تنجح .

تعليق :
هذا ماكتبتهُ أكبرُ الصحفِ الامريكيةِ [ النيويورك تايمز ] عن الانتخاباتِ الفيتناميةِ تحت الاحتلالِ الامريكي عام 1967 م .

وواضحٌ من التقريرِ المتفائلِ أنهُ يدعمُ السياسةَ الامريكيةَ هناك . وجريدةُ النيويورك تايمز هي نفسُ الجريدةِ التي كانت تطبلُ لحربِ العراقِ وأسلحةِ الدمارِ الشاملِ بقيادةِ الكاتبةِ اليهوديةِ جوديث ميلير .

وللمعلوميةِ عائلةُ سولزبرغ اليهوديةِ الامريكيةِ تملك صحيفةَ نيويورك تايمز .

بعد هذه الانتخاباتِ صعدت المقاومةُ الفيتناميةُ من عملياتها حتى هزيمةِ وطردِ القواتِ الامريكيه من فيتنام في الثلاثين من ابريل عام 1975 م . وقد بلغت خسائرُ امريكا البشريه 58,226 قتيل و153,303 جريح .

وبلغت خسائرُ الدولِ الأخرى المشاركه للقواتِ الامريكيةِ باحتلالِ فيتنام كالتالي :

كوريا الجنوبيه قرابة 5 الاف قتيل

استراليا 501 قتيل و 3,131 جريح .

نيوزيلاند 38 قتيل و 187 جريح .

تايلاند 351 قتيل .
واعداد غير معروفه من الفلبينيين والكنديين.

مَا أَشْبَهَ اللَّيْلَةَ بِالبَارِحَةِ


عقود من التجارب الأمريكية
فهد عامر الأحمدي

في مناسبات عديدة أجرت الحكومة الأمريكية تجارب سرية على البشر لصالح الأغراض العسكرية والمخابراتية.. وحين أفكر شخصياً في الحوادث التي قرأت أو كتبت عنها أجد أكثر من 72 حادثة أخفت فيها الحكومة حقيقة التجارب التي تجريها عن الضحايا أنفسهم (لعل آخرها مرض حرب الخليج وما حدث في سجن ابو غريب) .

وأول قرار حكومي رسمي بهذا الشأن يعود لعام 1931 حين أنشأ الدكتور كورنيل رودز أول مختبرات متخصصة للحرب البيولوجية والكيميائية.. وأول تجربة تمت في هذه المختبرات (الموجودة حتى اليوم في ولاية ماريلاند) تعريض عدد من الجنود لأشعة نووية بغرض دراسة تأثيرها على البشر!!

ونظراً لطول القائمة سأختار واحدة أو اثنتين من التجارب المهمة - في كل عقد على حدة - بدءاً من الثلاثينات وحتى التسعينات من القرن العشرين:


ففي عقد الثلاثينات مثلاً تجاهل الجيش إصابة 200 جندي أسود بمرض السيفلس.. فبغرض دراسة تأثير المرض على الجنود أعطي المرضى أدوية منزوعة الفعالية الأمر الذي تسبب بوفاتهم جميعاً عام 1932!

وفي مطلع الأربعينات تم حقن 400 سجين في شيكاغو بجراثيم الملاريا - بدون علمهم - بغرض دراسة المرض.. وفي عام 1942 أجرت وكالة الأسلحة الكيميائية تجارب سرية على 4000 مجند لدراسة تأثير الغازات السامة على الرئتين - بهدف مواكبة التفوق الياباني والنازي في هذا المجال!

وفي عقد الخمسينات نظمت المخابرات الأمريكية مشروعين مهمين؛ الأول يدعى «مكلترا» للبحث في انتاج عقاقير تتيح السيطرة على عقول الآخرين (واستمر لأحد عشر عاماً بدءاً من 1953).. أما المشروع الثاني فهو نشر جراثيم حقيقية فوق خليج تامبا (في عام 1955) لدراسة سرعة ومعدل الاصابة بين البشر!!

وفي منتصف الستينات بدأت المخابرات الأمريكية مشروعاً جديداً يدعى «مكسيرش» لانتاج عقاقير قادرة على تغيير سلوكيات البشر.. وفي عام 1968 قام عملاء المخابرات بحقن مواد كيميائية في انابيب المياه (في واشنطن العاصمة) لدراسة الآثار المحتملة لأي عملية تخريبية من هذا النوع!

وفي عقد السبعينات اعترف الجيش بسعيه لإيجاد أسلحة عرقية تستهدف عرقاً بعينه (اعتماداً على أي تباين محتمل بين الأعراق البشرية).. وفي عام 1978 نظمت وكالة الأغذية والعقاقير تجارب واسعة حول الفيروس الكبدي B اتضح - في النهاية - تركيزها على المشردين والفقراء فقط !

وفي الثمانينات ظهر الإيدز ولاحظ الأطباء تشابه فيروس المرض HIV مع الفيروس الموجود لدى قردة التجارب الخضراء.. هذا التشابه عزز فرضية تسرب الايدز من مختبرات الجيش الأمريكي في ماريلاند - خصوصاً أنه كان موجهاً ضد الشواذ فقط !!

وفي عام 1994 قدم السيناتور جون روكفلر تقريراً يتضمن خمسين عاماً من التجارب السرية التي قام بها الجيش الأمريكي على جنوده هو.. وبعد ذلك بعامين فقط اعترفت وزارة الدفاع بحقن جنودها بمواد كيميائية انتجت في مختبراتها في هيوستن (وسببت ما يعرف بمتلازمة حرب الخليج) !!!
... أما أول فضيحة ظهرت في القرن الواحد والعشرين فهي استعمال سلاح الجو الأمريكي عقاقير قوية تمنع الطيارين - أثناء قصف أفغانستان - من النوم أو فقد التركيز ( وهي قوية لدرجة حاجة الطيار إلى أخذ عقاقير مضادة بغرض النوم في الأيام التالية ) .. أما آخر فضيحة فهي استعمال أمصال جديدة أثناء التحقيق مع نزلاء أبو غريب تفقد السجين قدرته على الكذب أو إخفاء الحقيقة !!

بقي أن أشير إلى أن هذه المعلومات تتضمن نسبة عالية من المصداقية كونها اعتمدت على اعتراف وزير الصحة الأمريكي (أمام الكونجرس عام 1977) بخصوص وجود 239 مدينة ملوثة في أمريكا بسبب التجارب التي قام بها الجيش والمخابرات الأمريكية.. كما اعتمدت أيضاً على التقرير الذي قدمه الجيش الأمريكي نفسه الى الكونجرس عام 1986 واعترف فيه بامتلاكه أسلحة بيولوجية وجرثومية عديدة (شملت: فيروسات حيوانية معدلة ومواد شديدة السمية في ظروف خاصة وعقاقير قادرة على تدمير أو تغيير المورثات البشرية...).

وكما يقولون.. ما خفي كان أعظم

http://www.alriyadh.com/2005/02/01/article35380.html
 

كتبه
عَـبْـد الـلَّـه بن محمد زُقَـيْـل

الصفحة الرئيسة      |      صفحة الشيخ