بسم الله الرحمن الرحيم

نشوز الرجل (1)


أشرنا في مقالات سابقة أن بيت النبوة لم يسلم من الاختلاف، فكيف بغيره؟ وحديثنا عن نشوز الرجل، ثم نتبعه بذكر نشوز المرأة ليحصل التساوي في طرح مشكلة النشوز من الطرفين، والله أشار في كتابه إلى علاج قضية نشوز الرجل، وخاصة عند المعددين (أكثر من زوجة)، فالشريعة حرصت أشد الحرص على عدم تفكك الكيان الأسري، واستنفدت جميع الوسائل لمنعه، فالرجل قد يتعالى على زوجته أو يُعرض عنها بسبب كِبر سنها أو دمامتها أو أنه سيتزوج عليها، في هذا الموقف المرأة العاقلة لا تفعل كما يفعله بعض النساء -مع الأسف- بأن تحمل ملابسها وحاجاتها ومباشرة إلى بيت أهلها أو أقاربها، بل لا بد لها من التريث والتعقل في كيفية علاج المشكلة من خلال فقه التعامل بين الزوجين المستمد من الكتاب والسنة.

تعالوا نتأمل الموقف الصحيح من نشوز الرجل، وكيف عالج القرآن والسنة ذلك؟ المرأة قد تضطر للبقاء في عصمة زوجها الناشز لأسباب: إما لا عائل لها إلا الزوج، فهي (مقطوعة من شجرة) كما يعبر العوام، وإما أنها تخشى على أولادها من الضياع، وإما نظرة المجتمع للمطلقة فهي تفضل البقاء في بيت زوجها أولى لها من أن يقال: مطلقة، أو غير ذلك من الأسباب التي لا مجال لحصرها.

نأتي على العلاج الرباني لهذه المشكلة، يقول تعالى: ''وإن امرأة خافت من بعلها نشوزاً أو إعراضاً فلا جناح عليهما أن يصلحا بينهما صلحاً والصلح خير'' (النساء: 128)، وقد فسرت عائشة رضي الله عنها الفقيهة العالمة الآية فقالت: هي المرأة تكون عند الرجل لا يستكثر منها فيريد طلاقها، ويتزوج غيرها فتقول له: امسكني ولا تطلقني، ثم تزوج غيري فأنت في حلٍّ من النفقة عليّ والقسمة لي، فذلك قوله تعالى: ''فلا جناح عليهما أن يصلحا بينهما صلحاً والصلح خير'' (البخاري (5206))، ففي مقابل بقائها مع زوجها تتنازل عن بعض حقوقها كالنفقة أو المبيت، فتصبر وتحتسب والله يجازيها على صبرها.

عرفنا ما يخص المرأة بالنسبة لنشوز زوجها عليها، فما هو الموقف الشرعي من الرجل ؟

هذا ما سنأتي عليه في الأسبوع القادم إن شاء الله تعالى.
 



صورة ضوئية للمقال

رابط المقال فر جريدة المدينة ملحق الرسالة
 

كتبه
عَـبْـد الـلَّـه بن محمد زُقَـيْـل

الصفحة الرئيسة      |      صفحة الشيخ