صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







على الدعاة التريث في الترحيب بهؤلاء التائبين

عَبْداللَّه بن محمد زُقَيْل
@zugailamm


شدني مقالُ الأخت الفاضلة سامية الشهري - وفقها الله - الذي شخص مرض أدعياء الليبرالية بمحاولة السخرية بأهل الدين "إِن تَسْخَرُواْ مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ" وبمن يطلقون عليهم جملة من الألقاب التي سردتها الأخت سامية في ثنايا مقالها ، وهو أمر ليس بالجديد فقد سخر أقوام من أنبيائهم ، حتى نبينا صلى الله عليه وسلم لم يسلم فرموه بالجنون والسحر وغير ذلك .

حقيقةً منذ قراءتي لتغريدات مستخدمي التقية بزعمهم الرجوع والتراجع كذبا وفذلكة - زعموا - عن الفكر الليبرالي وأنا لم أعلق في صفحتي بتويتر على أيٍّ من تلك التغريدات لأنني وبحكم تجارب سابقة أعلم أن هؤلاء إنما يريدون جمهور التصفيق ، - وقد تحدثت مع أبي أسامة بخصوص هذا الأمر ، وتمنيت أن برنامجه "البيان التالي" موجودا ليكشف لنا خداع هؤلاء - ثم بعد مدة تُكتشف الخديعة التي ظنوا أنهم خدعوا الناس بها ، ونسوا وتناسوا أن الله ذكر في القرآن أشباههم "وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُواْ كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُواْ أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاء أَلا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاء وَلَـكِن لاَّ يَعْلَمُونَ * وَإِذَا لَقُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ قَالُواْ آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْاْ إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُواْ إِنَّا مَعَكْمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ * اللّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ" .

وغاب عنهم أيضا قول الله تعالى : "مَّنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا" ، "فَمَنِ اهْتَدَى فَلِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنتَ عَلَيْهِم بِوَكِيلٍ" ، "فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنَاْ عَلَيْكُم بِوَكِيلٍ" .

وقد أشار أبو أسامة إلى أنموذج في أحد تعليقاته المختصرة إلى حالة من ادعى التوبة ثم تبين أنه مخادع خدع نفسه ولم يخدع الناس ، ولا شك أن المسلم الحريص على هداية الخلق يفرح بتوبة التائب الصادق الذي يعلم الله من سريرته أنه تائب وليس مخداعا للناس ، ولهذه التوبة شروط سردها أهل العلم في كتبهم :

الشرط الأول: الإخلاص.
الشرط الثاني: الندم على ما حصل.
الشرط الثالث: الإقلاع عن المعصية التي تاب منها.
الشرط الرابع: العزم على أن لا يعود.

وأكثر العلماء يقولون : شروط التوبة ثلاثة : الندم ، والإقلاع ، والعزم على أن لا يعود
.
فهل هذه الشروط توفرت مجتمعة في بعض دعاة الليبرالية ممن خدعوا الناس بتوبتهم وطارت المواقع الاجتماعية بها ؟
انظروا إلى الواقع وأنتم تعلمون حقيقة الأمر ، بل بعضهم لازالت تغريداته القديمة عن تمجيد الليبرالية موجودة في صفحته ، فلو كانوا صادقين في توبتهم لحذفوا تلك التغريدات.

ختاما : أعيد وأكرر أن أيّ مسلم صادق يفرح بتوبة التائب ولكن أيضا لا ينبغي الخداع بمن يريدون تحقيق جماهيرية ثم بعدها نتفاجأ بمؤامرة وخديعة نكون نحن الضحية ، فلا بد من التريث والتمهل في زعم هؤلاء للتوبة ، وينبغي أن نتحقق من تحقق شروط التوبة وحتى بعد تحققها لا يدفع بهم لوسائل الإعلام دفعا فالمتربصون بهم ممن كان على فكرهم كثر ، ولديهم طرق وأساليب متعددة في الوقيعة بهم ، والشواهد في هذا الباب كثيرة جدا على أرض الواقع .

وأخيرا الشكر للأخت سامية على مقالها الذي وضع النقاط على الحروف ...


 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
عَبْد اللَّه زُقَيْل
  • مسائل في العقيدة
  • مسائل فقهية
  • فوائد في الحديث
  • فوائد في التفسير
  • فوائد في التاريخ
  • فـتـاوى
  • مشاركات صحفية
  • تـراجــم
  • متفرقات
  • كتب تحت المجهر
  • دروس صوتية
  • الصفحة الرئيسية