اطبع هذه الصفحة


يا حماة الدين
( إِنِّي تَرَكْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ لاَّ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَهُم بِالآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ ) ( يوسف : 37 )

بدر بن علي بن طامي العتيبي

 
لقد طالعت على مضض ما يذاع الآن في قناة ( إل بي سي ) اللبنانية من مناظرة ( غير عادلة !! ) من الأخ الشيخ ناصر الحنيني - حفظه الله - من جهة ، والضالين المنحرفين : حسن بن فرحان المالكي ! ، ويحيى الأمير - الحقير - ! ، وما تفوها به من المكر والخديعة ضد أصول الدين ، وقواعد الملة ، وثوابت الشريعة ، وما تخفي صدروهم أكبر ! ، إضافة إلى اتصالاتٍ هزيلة تريد عضد مقالة الأحمقين ! فما استطاعت !! .

وفي حقيقة الأمر أن المناظرة - ولله الحمد - أظهرت أمرين مبشرين بالخير ، وهما :
الأول : قوة الحق - مع قلته ولين عبارته أحياناً - على لسان الشيخ ناصر الحنيني ، وصدق بذلك قول الله تعالى : ( بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ ) ( الأنبياء : 18 ) .

الثاني : وهن الباطل وزهوقه على لسان الأحمقين ! ، فظهر مصداق قول الله تعالى : ( كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاء وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ ) ( الرعد : 17 ) ، وقال تعالى : ( قُلْ جَاء الْحَقُّ وَمَا يُبْدِئُ الْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ ) ( فاطر : 49 ) ، فلو رأيتموهما وهما يتخبطان في لتٍّ وعجنٍ ، وارتباكٍ ويُبس الأرياق ، حتى كاد الأحمق يحيى الحقير ! أن يسقط من على كرسيه !! يمنة ويسرة ، وتنتصب القامة منه تارة فزعاً ، وتنثني خيبة وذلة ! ، وما نالوا بغيتهم ولله الحمد والمنة .
وازداد حنق الأحمقين لما أطلقها الشيخ الحنيني - حفظه الله - مدوية أن هؤلاء المنافقين مرروا مذكراتٍ لهيئة الأمم المتحدة وحقوق الإنسان !!! وأعداء الإسلام ينقدون فيها : مناهج الدين ، محرفة مبتورة على ما يشتهي أعداء الإسلام ؟! .
( الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِندَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ العِزَّةَ لِلّهِ جَمِيعًا ) ( النساء :139) .
فكأنما ساقهم بهذه المقالة إلى الموت ! ، فصاح يحيى الحقير وناح !! ، وزاد من حلق المالكي النباح ! ، لأن الشيخ الحنيني وضع يده على جرحهم فألهبه ، واكتشف غُرَزَ الجرابيع !! .
هذا موجز خبر اللقاء ،،

وأعود لأقول :
ليخسأ المالكي ويحيى الحقير ! : وما هم إلا عملاء دخلاء بين المسلمين ، تؤزهم أعداء الإسلام أزاً ، ويمنونهم بالدعم والتأييد ، فما كسروا عدواً ، وأنكروا منكراً ، ولا أسكتوا مبطلاً ، وما سُلّت أقلامهم العوجاء في وجوه : براكين الإعلام وما فيها من المجون ! ، وما برزت نواصيهم في ميدان إحقاق الحق وإبطال الباطل ، والحرب على المسلمين ودينهم ، ولكن ( ... ابْتَغَوُاْ الْفِتْنَةَ مِن قَبْلُ وَقَلَّبُواْ لَكَ الأُمُورَ حَتَّى جَاء الْحَقُّ وَظَهَرَ أَمْرُ اللّهِ وَهُمْ كَارِهُونَ ) ( التوبة : 48 ) ، ( فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ) ( البقرة : 137 ) .

وأقول :
يا أنصار الدين ، و حماة الملة :
استبشروا بوعد الله خيراً ، فإن الدين منصور ، وإن كلمة الله هي العليا ، وإن الله كتب لغلبن هو ورسوله ، وإن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين ، وإن الله موهن كيد الكافرين .
فالحق يريد :
قلوباً تضمه .
وألسناً تنطق به .
وأموالاً تدعمه .
وأنفساً تبذل رخيصة في سبيل نصرته .
وأقلاماً تنساق بجميل الكلام رعاية له .
وجــــمـــــاعـــة واحـــــدة : ربها واحد ، ونبيها ومتبوعها واحد ، وشريعتها واحدة ، وجماعتهم واحدة .
ولا يأتي الحق يطير مع الرياح ، ولا تحمله الأشباح ! .
وإنما يحمله الرجال الصادقون ، وحملة الدين المرابطون .
فالله هو الغني ونحن الفقراء ، فإن تولينا يستبدلنا الله بقومٍ غيرنا يُنصر بهم الدين ! : ( إِلاَّ تَنفِرُواْ يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلاَ تَضُرُّوهُ شَيْئًا وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) ( التوبة : 39 ) ( وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ ) ( محمد ::ص :38 ) .
فنعوذ بوجه الله أن يهزم الدين وأنفسنا تتردد بين جنوبنا ! .
ونعوذ بوجه الله أن تنقض حصون العقيدة ، ودعائم التوحيد وفينا عرقٌ ينبض ! .
فإن كان كذلك : فباطن الأرض أرحم من ظاهرها ، ولا حول ولا قوة إلا بالله .

****

فبالله يا صاحب المال : أنفق مالك في نشر القرآن : وكفى بربك هادياً ونصيراً .
وبالله عليك يا صاحب المنصب : أبرم لهذه الأمة أمر عزٍّ وطاعة ولا تكن من الذين نشروا الفساد : ( لِيَحْمِلُواْ أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُم بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلاَ سَاء مَا يَزِرُونَ ) ( النحل :25 ) .
وبالله عليك يا معلم الناس الخير : عليك بالأهم ثم الأهم ، وعالج الجرح الأخطر ثم الأخطر ! ، فاهتمّ بتوحيد الله تعالى ، وسنة سيد المرسلين ::ص قبل كل كلام ، وأمام كلّ نظام ، واصدع به في كل المحافل والنوادي ، وسر به على أهل المدن والقرى والبوادي .
وبالله عليك يا طالب العلم : دع الفرقة فيما يتسع فيه الخلاف ، وتستغلظ فيه الشبه ، فالفتن تُذهب الإحن ، وعقلاء الرجال تعتبر بصنوف الأحوال ، ولا تضع السيف في موطن العصا ! ، وتسلط السيف - سيف الحجة والبيان والقوة والسلطان - على من هم أولى بأن تجلد رقابهم به .
فكن يا طالب العلم : المجدد .
نعم : كن المجدد .
في نفسك : فجدد فيها التوحيد والسنة ، ولزوم طريقة السلف الصالح .
في بيتك : وطهره من المنكرات ، ولقن الصغير والصغيرة قبل الكبار : أصول الدين ، ومكارم الأخلاق ، وحذرهم من سبل الردى وخذ عليهم العد بذلك .
في حيّك ، في عملك ، في سوقك ، في الشارع ، في كل مكان ولو كان عسيراً ، هذا نبي الله يوسف عليه السلام ، في حَزَن السجن وهمومه ، وكرباته وغمومه ، يسأله سائلان عن رؤيا ! ، فأبت نفسه المصطفوية ، وديانته الإلهية أن تطرق أسماعهم منه مقالة قبل أن يقرر لهم أهم المهمات ، وأوجب الواجبات ، فداعهم إلى التوحيد ، فقال : ( يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُّتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ * مَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِهِ إِلاَّ أَسْمَاء سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَآؤُكُم مَّا أَنزَلَ اللّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ أَمَرَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ ) ( يوسف :39-40 ) .

وأنت يا أختاه ! :
أختاهُ يا ذاتَ الحجابِ تمهلّي **** وامْشِي عَلَى قَلْبِ الحَقُودِ وزلْزِلِي
امْشِي بِعزٍ وافْتَخَارٍ عِنْدَمَا **** حُرَمَتْ عُيونُ الحاسدينَ الخُذّلي
أنتِ الجمالُ بحُسْنِهِ وكَمَالِهِ **** أنتِ العفافُ بفَخْرِهِ لا تُخْذَلي
إن الحِجَابَ لحُسْنِ وجْهُكِ سُنـ **** ـةُ المختارِ ذاكَ الهاشميِّ المُرْسَلِ
إن الحجابَ عن العيونِ كَرَامةٌ **** لبناتِ جِنْسِكِ فافرحي وتدلّلي
إن الحجابَ عليكِ درعُ حمايةٍ **** مِنْ كلِّ ذئبٍ صائلٍ مستفحلِ
هو شرعُنَا صِدقاً وعَدلاً مثلما **** هو طبعُنَا من أولٍ فالأولِ
جاءتْ به الآياتُ والسننُ التي **** صَحَتْ بإسنادِ الثقاتِ العُدَّلي
........
إن الدعاةَ إلى السُّفُورِ مرامُهُم **** أن تَنْثُرِي ماءَ الحياْ فتُذلّلي
وتصيَّرِينَ كدُمْيةٍ بين المــلا **** ألعوبةٌ تُشرى ببِضْعِ الأريلِ
وتصورينَ على المِجَلةِ بعدمـا **** كنتِ كجوهرةٍ تُصانُ بأقْفُلِ
وترَقَّصين على المعازفِ بَيْنَهُم **** أو تَطْرَحينَ بدينكِ وتُمَثلي
.......
وحلُ الفنونِ مذلةٌ ومهانةٌ **** إياكِ يا أُختـاهُ لا تَـتَوحَّلِي
لا تُبهرينَ بِضِحْكِ ربَّاتِ الغِنَاْ **** و فواسقِ التمثيلِ .. ذا لا ينْطَلِي
واللهِ إنَّ صدروهُنَّ تَضيقُ مِنْ **** فَرْطِ الذنوبِ بلوعةٍ وتمَلْمُلِ
هي بالهمومِ وبالغمومِ حياتُها **** وبغيرِ دينِ اللهِ ذا لا يَنْجَلِي
بها حُرقَةٌ مِنْ نارِ عارٍ أُضْرَمِتْ **** في جَوفِهَا مع كلِّ يومٍ تغتلي*

فيا رب اجعلنا من أنصار دينك
 

--------------------------------
* من قصيدة طويلة لصاحب هذه الأسطر غفر الله له

 

بدر العتيبي
  • رسائل
  • مقالات
  • الصفحة الرئيسية