اطبع هذه الصفحة


هل يمكننا حمل كلام أهل السنة على ما يريدون لا على ما نفهم ؟!

بدر بن علي بن طامي العتيبي

 
الحمد لله رب العالمين ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
أما بعد :
فقد اطلعت في جريدة عكاظ هذا اليوم الخميس 11 صفر 1428هـ : على ما كُتب تعقيباً على تعقيبي المنشور في عدد الجريدة المنشور في 4 شهر صفر 1428هـ ، وتمنيتُ أن يكون تعقيب الأخ أكثر حلاً للقضية لا أكثر تعقيداً لها مع أملي لو أنه ابتعد عن لغة الرموز وفتحه لمواضيع خارجة عن صلب المقصود ، ومع ذلك فأقول :
رداً على عنوان الكاتب عندما قال : ( هل يمكننا عرض العقيدة بدون تجريح ) أقول : نعم ، ولكن مع طالب الحق لا مع المعاند والمخادع ! ، فالله تعالى قال عن المنافقين وفيهم الذي يظهر الصلاة والزكاة والصيام ولكنه يبطن الكفر والفسوق والعصيان ، قال لنبيه صلى الله عليه وسلم : (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ) (التوبة:73) ، والمنافقون لم يُحمل السلاح ضدهم وإنما كانت الغلظة بأمور أخرى من الكلام والمعاملة ، وعليه فلا يطلق القول بإعمال التجريح ولا إهماله مطلقاً وإنما لكل مقام مقال ، ولكل حالٍ حال ، وهذا ينقض قول الكاتب في أول مقاله : في طلب التأدب والتلطف – هكذا – مع النصارى مع اعترافه بأنهم نسبوا لله الصاحبة والولد ! ، وأخذ الكاتب بآية وترك آيات ! ، بل ترك أول الآيات في أول سورة نقرأها في كل يوم أكثر من مرة وهي الفاتحة في وصف النصارى بالضلاّل واليهود بالمغضوب عليهم ! ، أليس هذا تجريحاً لهم ؟! .

والله تعالى قد وصف الكفار من اليهود والنصارى والمشركين بأكثر من ذلك في كتابه ، فوصفهم بالكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث ، وقال : (ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ)(الأعراف: من الآية176) ، ومثل الذين حمّلوا التوراة ثم لم يحملوها بالحمار يحمل أسفارا ، وهذا تجريح رباني لمن خالف أمره ، وكفر به سبحانه وتعالى .

وهذا كله لا يعارض الدعوة إلى الله تعالى بالحكمة والموعظة الحسنة ، بل الغلظة مع المخالف عند الحاجة إليها حكمة وعدل ، ولهذا شُرع في ديننا أنواعٌ من العقوبات الغليظة الشديدة القولية والفعلية والنفسية في صورٍ يطول شرحها الآن .

ثم لا إنكار لوجود عددٍ من الطوائف في بلادنا من قديم الزمان وحديثه ، ولكن كفى الحقيقة صراحة ما نطقت به من أنهم ( ليسوا على منهج أهل السنة والجماعة ) بنص قولك بلسانك ، ومن لم يكن على منهج أهل السنة والجماعة فهو داخل في الوعيد في قول النبي صلى الله عليه وسلم عن الفرق المخالفة : ( كلها في النار إلاّ واحدة ، قيل : من هم يا رسول الله ؟ ، قال : من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي ) فقوله ( على مثل ما أنا عليه اليوم ) هو معنى أهل السنة ، وقوله ( وأصحابي ) هو معنى الجماعة فالعبرة بجماعة الصحابة وإجماعهم ، وهم الفرقة الناجية ، وغيرهم متوعد بالهلاك لما وقعوا فيه من مخالفات .

والأشاعرة ليسوا من أهل السنة ، ولم يكن خلافهم مع أهل السنة في باب الأسماء والصفات فقط ، بل خالفوهم في أبواب عدة من أبواب العقيدة ، كالإيمان ، والقدر ، وغير ذلك ، وقد صرّح بذمهم أبو الحسن الكرخي ، وأبو إسحاق الإسفراييني ، وابن هبيرة ، وعبدالقادر الجيلاني ، وابن قدامة المقدسي وجماعة من أهل العلم الثقات ، ومع ذلك ليس الأشاعرة ومتأولة النصوص من الكفار ، ومنتهى مقالتهم من تعطيل صفات الله تعالى هو من موروث كلام اليهود والنصارى ، كما هو معلوم لدى من لديه أدنى نظرٍ وإطلاع في كتب التاريخ والعقائد السلفية الأثرية لا كتب أهل الدجل والكلام وتغيير الحقائق .

وعبارة ( بئس السلف لبئس الخلف ) لم أنسها ولم أتناسها ، ومعناها يوضحها تعقيبي السابق من أوله إلى آخره ، فالكلام عام عن جنس مذهب المعتزلة والأشاعرة ، ولم يأتِ الكلام إلى أفراد كل مذهبٍ ، ولو جاء الكلام إلى الأفراد لكان الكلام عن خصوص ما تحمله هذا المخالف من عقيدة سقيمة لا عن عموم دينه وتوحيده الصحيح المتبقي معه ، والكلام هنا عمن لم تخرجه مقالته من الإسلام .

ولم أبعد النجعة ولم أنحرف عن الواقع !! عندما قلت بأن أهل التعطيل تبع للمشركين في طريقتهم ، وليس كفر الكفار كله كفر : عناد وجحود ، بل من كفر الكفار ما هو كفر : جهل وتأويل غير مقبول ، كما قال الله تعالى عنهم : ( الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً) (الكهف:104) ، وقال : ( فَرِيقاً هَدَى وَفَرِيقاً حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلالَةُ إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ) (الأعراف:30) ، و وصفهم الله بالجهل والجاهلية في أكثر من آية ، وتأويلات المعتزلة والأشاعرة والجهمية غير سائغة عند أهل العلم حتى لو كان دافعهم التأويل ، أو الاستناد إلى مقدمات عقلية ، فمنتهى كلامهم كلام من ينكر وجود الله تعالى ، ولست أنا الذي يقول هذا ، وإنما قاله أئمة الدين وعلماء المسلمين ، قال حماد بن زيد عن أيوب السختياني وهو من أئمة أهل الحديث لما ذكر المعتزلة قال : ( إنما يدورون على أن يقولوا ليس في السماء إله – يعني الجهمية ) رواه الذهبي في كتاب " العلو " [ 1/129 ] وقال : إسناده صحيح كالشمس وضوحاً وكالأسطوانة ثبوتاً .

وروى الذهبي [ 1/149 ] بإسناد صحيح عن جرير بن عبدالحميد وهو من أئمة الدين أيضاً قال عن الجهمية : ( كلام الجهمية أوله عسل وآخره سم ! ، إنما يحاولون أن يقولوا ليس في السماء إله ) ومثل ذلك قاله غير واحد من السلف .

وزلل بعض أفراد المسلمين لا ينسب إلى الإسلام ، لا إلى عموم مسماه ولا إلى عموم أفراده ، فلا حق في قولك بأن من ذم الأشاعرة والمعتزلة قد وضع المشركين والمسلمين في سلة واحدة ، فالإسلام والمسلمون براء من مقالة التعطيل ولو قال بها مسلم أشعري ، كما أن الإسلام والمسلمين براء من أكل الربا والزنى وإن فعله مسلم فاسق ! .

فالحكم على بعض الأفعال لا يعمم الحكم – لزاما ودوما – اعلى الفاعل ، فقد يسري الحكم على جميع دين الفاعل عموماً فيكون به كافراً كحال الردة مع الإسلام ، وقد يقتصر على بعض جوانب دينه فيشمل الذم مواطن الذم ، ويبقى له من أصول الإسلام ما له ، فلا ينسب خطؤه إلى الإسلام ، كما لا يدفع انتسابه إلى الإسلام عنه العقوبة كما يعاقب بعض فساق الملة في الحدود وغيرها ، وهذا هو معنى كلامي ( تحقيق المناط ) و ( تنقيحه ) وتفسيره جاء بعده في مقالي السابق فحبذا لو راجعه الكاتب .

وأما زعم الكاتب بـأن الطبري ذكر أكثر من سبب نزول لقول الله تعالى : ( قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيّاً مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى)(الإسراء: من الآية110) فهذا غير صحيح فهو بل لم يذكر إلا سبباً واحداً هو بمعنى ما رواه أبو الجوزاء عن ابن عباس رضي الله عنهما ، ولولا ضيق المقام لنقلت كامل كلامه هنا ، فقد ذكر في سبب النزول أثر ابن عباس رضي الله عنهما ، وآخر عن مكحول ، وبقية الأخبار لا ذكر لسبب النزول فيها غير تفسير معناها أو سبب نزول تتمة الآية من قوله تعالى : (وَلا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَلا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً)(الاسراء: من الآية110) ، هذا الكلام عن خصوص كتاب ابن جرير الطبري لا عن غيره .

فتبين بذلك أن من أعد كتاب التوحيد لم يختر من أسباب النزول ما يناسب توجهاً معيناً وإنما اختار ما ورد في تفسير ابن جرير بجملته ، وأقول للكاتب ما قاله بلسانه :
فأين التحقيق والتدقيق والبحث العلمي ؟! .
وإني أعجب من قول الكاتب الكريم : ( وقد قال البخاري مضعفاً إياه : فيه نظر ) بينما قول الكاتب حقيقة فيه نظر ؟ ، فإن كان يعني أن البخاري قال هذا في صحة الخبر فعليه بالإثبات ، وإن كان يعني أن البخاري قال هذا في أبي الجوزاء ! فيقال :
أولاً : البخاري قال : في إسناده نظر ! ، ولم يقل : فيه نظر ، وفرق بين العبارتين .
ثانياً : البخاري لا يريد شخص أبي الجوزاء بهذه الكلمة ، وإليك توجيه كلام البخاري من كلام ابن حبان وابن عدي فيما نقله عنهما الحافظ ابن حجر في " التهذيب " ، قال : ( وقال ابن حبان في "الثقات": وقول البخاري: في إسناده نظر ويختلفون فيه إنما قاله عقب حديث رواه له في التاريخ من رواية عمرو بن مالك النكري ، والنكري ضعيف عنده ، وقال ابن عدي: حدث عنه عمرو بن مالك قدر عشرة أحاديث غير محفوظة وأبو الجوزاء روى عن الصحابة وأرجو أنه لا بأس به، ولا يصح روايته عنهم، أنه سمع منهم وقول البخاري في "إسناده نظر" يريد أنه لم يسمع من مثل بن مسعود وعائشة وغيرهما لا أنه ضعيف عنده ، وأحاديثه مستقيمة ) فهذا تفسير كلام الإمام البخاري من أئمة الجرح والتعديل ، والفرق بين العبارتين واضح عند من لديه دراية بالصنعة سواء في كلام الإمام البخاري أو في كلام غيره من أهل الجرح والتعديل .
ثالثاً : ليعلم أن أبا الجوزاء ثقة روى له الجماعة ومنهم البخاري ومسلم ، وقد أخرج له البخاري في التفسير عن ابن عباس رضي الله عنهما ، وهذا يؤيد قبول الإمام لروايته ، ويؤيد التوجيه السابق.

فأين التدقيق والتحقيق والبحث العلمي ؟! .
ثم ليراجع الكاتب الكريم النظر في تلك النفخة التي هول بها من أننا نبني أحكاماً ومسلماتٍ على روايات ضعيفة ، فالكلام في تفسير آية ، وقد تكلم في تفسيرها جماعة من أهل العلم وذكروا هذا المعنى في سبب نزولها كالواحدي وغيره ، وصريح الآية يغني عن كثيرٍ من التفاسير .

ولا نريد قسمك على أنك كنت تعتقد أن المعتزلة كفار والأشاعرة كفار ، ولكن نريد قسمك بأصل الموضوع الذي طرحته !! : هل كنت تعتقد أن البيهقي ابن الجوزي والنووي وابن حجر كفار ؟ ، أو هذا ما فهمته من كتب التوحيد في مدارسنا ؟ ، هذا محل كلامنا: خصوص الأفراد لا عموم المذاهب ؟.
ومستواك الدراسي لا علاقة له بفهمك في جزئية من المقرر، كما أن فهمك ولو كنت الأول لا يلزم أن يكون هو فهم بقية الناس فإن كنت الأول فليس كل الناس بالأوائل !!، فلهم فهمهم ولك فهمك ! .

مع أنني درستُ هذا المقرر طالباً ، ودرَّسته معلماً ، وعايشته مشرفاً تربويا ، ولم يخطر ببالي يوماً من الأيام تكفير هؤلاء العلماء ، إضافة على دراستي لكتب العقيدة على علماء السنة في هذه الدولة حرسها الله ، بل وتأليفي العديد من المؤلفات في بيان ضلال الأشاعرة والمعتزلة .

ومثل هذا الفهم الحتمي عندك الذي تقرره هنا يستحيل نسبته إلى الكل أو الجل إلا بدراسة إحصائية ، فهل عندما قلت بأن طلابنا سيفهمون بمثل فهمك كان ذلك عن دراسة إحصائية أم عن تخرص وتحكم لحاجة في النفس ؟! .

وأما الأحاديث التي أوردتها فهي من كلام النبي صلى الله عليه وسلم لا من تنبؤاته ، والنبي صلى الله عليه وسلم لا يتنبأ ، وإنما يُنبأ من الله تعالى بما شاء الله تعالى من وحيه ، فلا يليق من الكاتب أن يصف النبي صلى الله عليه وسلم بالتنبؤ ، فالتنبؤ من الزعم ، فيكون هو مصدر النبأ ، بينما النبي صلى الله عليه وسلم منبئٌ من ربه عز وجل فهو عليه الصلاة والسلام لا ينطق عن الهوى ( إن هو إلا وحي يوحى ) ، فلو قال : التي نُبئ بها النبي صلى الله عليه وسلم لكان أولى .

ولما سألتني : هل نقول بأن المشركين سلف لهم في تلك المخالفات ، فأقول : نعم ، قالها النبي صلى الله عليه وسلم وليس أنا الذي أقولها ، فالمشركون سلف لكل من وقع فيما هو من دينهم وشريعتهم قل ذلك أم كثر ، والنصوص النبوية صريحة في ذلك .
وكلام عبدالله بن المبارك أشد وضوحاً وصراحة من كلام كتاب التوحيد ! ، فهو يرى أن قول المعتزلة والجهمية أشد قولاً من اليهود والنصارى إلى درجة أنه يستطيع أن يذكر كلامهم ولا يستطيع ذكر كلام المعتزلة والجمهية ! ، وإن كان مقرر التوحيد يقرأه آلاف التلاميذ ، فكذلك كلام عبدالله بن المبارك يقرأه ملايين المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها ، بل وعمر كلام ابن المبارك أكبر من عمر مقرر التوحيد في مدارسنا فله الآن ما يزيد على ألف ومائتين سنة !! ، فأيهما أشد تأثيراً ، وأوسع نفوذا ؟! .

وأختم بشاردتك عن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وتلميذه ابن القيم ، وأنهما يقولان بفناء النار ، فأقول على وجه الإيجاز :
أولاً : قولك بأن الإمامين يقولان بأن الكفار يخرجون من النار ويدخلون الجنة ، هذا غير صحيح ، ولم يقل أحدٌ من المسلمين بذلك ، وهذا يفيد أنك لم تحقق المسائل وإنما تأخذ بعض أطرافها ، وشيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم لهما قول في فناء النار على فرض استقرار مذهبهما عليه ، وإن قالوا به فليسوا بأول من انفرد به ، فإن كنت قرأت تفسير الطبري لسورة هود عند قوله تعالى : ( خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ) (هود:107) ، وكذلك البغوي وغيره فستجد من قال من الصحابة والتابعين بفناء النار ، وليس قولهم هو قول الجهمية والزنادقة ، وذلك لاختلاف منشأ القول ، فالجهمية والزنادقة قالوا ذلك طرداً لأصل قولهم في فناء كل محدث ، وأما من قال بفنائها من أهل السنة فإنما قال ذلك في النار خاصة للآثار المروية في ذلك ولعموم أدلة شرعية أخرى ، ومن ألزم شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم بمقالة الجهمية لم يصب حيث لم يعرف منشأ أقوال القوم وأدلتهم ، وأما من رد عليه فالصنعاني فلا يضاهى رده برد الحصني ، لما في رد الحصني من تحامل مذهبي فاسد ، وقد كشف هذه التهمة وغيرها من سائر التهم الشيخ الفاضل الدكتور عبدالله بن صالح الغصن في كتابه النافع " دعاوى المناوئين لشيخ الإسلام ابن تيمية " فليراجع ، والسلام .

 

أبو ريان الطائفي
  • رسائل
  • مقالات
  • الصفحة الرئيسية