أرى خطرا يحدق بالأمة، يتمثل في التنازع بين المؤمنين، بغير حق..
أناس يزنون الأمور بما يقع في نفوسهم، لا بالعرض على الأصول الشرعية..
ويبنون على ما يزنون مواقف لا تمثل إلا نفوسهم، وينسبونها إلى الشرع ،
ويحكمون وفقها، فيضللون، ويجزمون بهلاك من لم يكن مثلهم..
ومن قال: هلك الناس؛ فهو أهلكهم..
وما بني على باطل فهو باطل...
وما البلاء إلا من عاطفة لا يحكمها عقل، وفي عقل لا تخالطه عاطفة نصيب من
البلاء كذلك..
والتوفيق في عقل وعاطفة يجتمعان، فهذا يرشد هذه، وهذه تحرك هذا..
لأجل هذا كتبت المقال التالي..
والله ولي المؤمنين..
العلم، والدعوة، والجهاد..
جمع بين المحكمات وفصل بين المتشابهات
(1) العلم، والدعوة، والجهاد.. بهذه الثلاثة
ننشر الإسلام..
- قال
الله تعالى: {قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان
الله وما أنا من المشركين}.
-
وقال تعالى: {ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من
المسلمين}..
-
وقال تعالى: {وما لكم لا تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين من الرجال والنساء
والولدان الذين يقولون ربنا أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها واجعل لنا من
لدنك وليا واجعل لنا من لدنك نصيرا}..
تبليغ الإسلام بالعلم:
-
يكون بالمجادلة بالدليل والبرهان وإقامة الحجة على الخصم..وهذه مهمة العلماء
الراسخين في العلم، مع أهل العلم والفكر والبحث من غير المسلمين..
وتبليغ الإسلام بالدعوة:
-
يكون بعرض الإسلام على الناس، ببيان أصوله ومحاسنه وغاياته، وعلوه على غيره
من الملل والنحل والأديان.. وهذا السبيل مع العوام من غير المسلمين، الذين
لايحتاجون إلى كبير حجة لإقناعهم، لذا فهو مهمة كل مسلم عنده الحد الأدنى من
العلم والفهم.
وتبليغ الإسلام بالجهاد:
-
يكون بالقتال، ببذل النفس والمال.. وهذه مهمة كل مسلم عاقل بالغ قادر، عالما
كان أو عاميا.. وهذا السبيل مع عموم المحاربين من الكفار، الذين يمنعون تبليغ
الإسلام.
(2) كل هذه السبل مهمة، وكلها لازمة لانتشار
الدين في الأرض، وبعضها يتقدم على بعض..
•
فالعلم والدعوة أولاً.. ثم الجهاد ثانيا..
في البدء يدعى الناس إلى الإسلام، يعرض عليهم الدخول فيه، وإن احتاجوا للجدال
والمناظرة، فلهم ذلك، فإن أسلموا فبها ونعمت، وإلا فما لهم إلا دفع الجزية،
والبقاء على دينهم، فإن أبوا فالجهاد..
•
فالجهاد آخر المراتب في التبليغ، ولا يلجأ
إليه إلا بعد نفاد كل الوسائل المقنعة للدخول في الإسلام، أو الكف عن معاداة
واعتراض طريقه.. عن بريدة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( اغزوا باسم
الله، في سبيل الله، قاتلوا من كفر بالله.. وإذا لقيت عدوك من المشركين
فادعهم إلى ثلاث خصال أو خلال، فأيتهن ما أجابوك فاقبل منهم، وكف عنهم. ثم
ادعهم إلى الإسلام، فإن أجابوك فاقبل منهم وكف عنهم..فإن هم أبوا فسلهم
الجزية، فإن هم أجابوك فاقبل منهم وكف عنهم، فإن هم أبوا فاستعن بالله
وقاتلهم) .
(3) والعلم له شروطه، والدعوة لها شروطها،
والجهاد له شروطه..
•
فلا يناظر ويجادل إلا راسخ، وليس كل وقت ينفع
فيه الجدال، فإذا وقعت المكابرة امتنعت المجادلة..
•
ولا يدعو ويرصد نفسه للدعوة إلا فقيه يعرف
كيف يدعو؟، وإلى ماذا يدعو؟، ومتى يدعو؟..
•
ولا يجاهد إلا قادر، وليس الجهاد في كل وقت،
بل يشترط له إعداد العدة، وتوفر العدد، وغير ذلك. وليس المقصود استقصاء شروط
كل واحدة منها، بل التذكير بأن كونها واجبة، مهمة، فريضة على المسلمين، لكن
ذلك لايعني الدخول فيها كيفما اتفق، بل لابد من شروط، لايحصل الدخول فيها إلا
بها، وهذا كما أن الطعام مهم للجسد، لكن ذلك لايعني أكل كل الطعام، وفي أي
وقت..
(4) هذه الثلاثة لها حد أدنى ، واجب على جميع
المسلمين أن يأتوا به..
•
فالعلم له حد أدنى، لا يصلح الإسلام من دونه،
وهو معرفة أركان الإسلام، وأركان الإيمان، وما فيها من فروض، لا تقوم الشريعة
بدونها..
•
والدعوة لها حد أدنى، فيجب على عموم المسلمين
الدعوة إلى الإسلام والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فإذا تركوه جميعا
أثموا، وإذا قام به بعضهم سقط الإثم عن الآخرين، فهو فرض على الكفاية.
•
والجهاد له حد أدنى، مثل الدفع عن أرض
المسلمين إذا اعتدى عليها معتدٍ، والاستجابة إذا استنفر الإمام، ونحو ذلك،
فهذا واجب على كل قادر.
فكل واحدة من هذه الثلاثة لها حد أدنى، ثم بعد ذلك من أراد التوسع فله ذلك،
وهو محمود في حقه. فالله تعالى مايز بين الناس، فأعطى كل إنسان ما لم يعط
غيره:
فهذا وهبه العلم ويسره له، فهو في دراسة وبحث وحفظ للعلم، وفي تعليم وتدريس
وتأليف..
وهذا وهبه فقه الدعوة ويسره له، فهو يجوب الأرض، يدعو إلى الإسلام، يلاحق
الناس بدعوته..
وهذا وهبه حب الجهاد ويسره له، لا همّ له إلا فيه، إذا سمع هيعة طار إليها..
هذا التخصص موهبة من الله تعالى، فكل ميسر لما خلق له، لكن ذلك لا يعني ألا
يضرب كل من هؤلاء بسهمه في الأبواب الأخرى، كلا، بل يجب على كل طائفة أن تأخذ
بالحظ الواجب من كل عبادة من هذه الثلاثة، ثم ما زاد على ذلك من مستحب، فهو
مخير في التزود منه.
وقليل جدا من يقدر على الجمع بين هذه العبادات الثلاثة، فيكون عالما داعيا
مجاهدا، على التمام والكمال، باستيفاء الواجب والمستحب منها، هذا لايتحقق إلا
في الأنبياء، وفي ندرة من غيرهم، وهو مقام كبير، ولم يأمر الله تعالى عباده
بتحصيله، لعلمه بضعفهم أن يبلغوه، إنما أمرهم بالحد الأدنى..
تجد إنسانا مبرزا في العلم، ليس كذلك في الدعوة والجهاد.. وآخر مبرز في
الدعوة، ليس كذلك في العلم والجهاد.. وثالث مبرز في الجهاد، ليس كذلك في
العلم والدعوة.. وهكذا..
فإن هم أخذوا بالحد الأدنى، ثم توسعوا فيما تخصصوا فيه فهم مثابون، وليس
عليهم سبيل، وإن هم قصروا في الحد الأدنى، فهم ملومون.. وهذا موجود:
تجد عالما ليس له همّ إلا العلم، وليس له أدنى مشاركة في الجهاد، لابالمال
ولابالنفس، وكذا في الدعوة.. وتجد داعية ليس له همّ إلا الدعوة، وليس له أدنى
مشاركة في العلم، ولا في الجهاد..
وتجد مجاهدا ليس له همّ إلا في الجهاد، وليس له أدنى مشاركة في العلم، ولا في
الدعوة..
فهؤلاء هم أهل التعبد المقيد، بحسب تعبير ابن القيم في "المدارج"، الذين
قيدوا أنفسهم في عبادة معينة، واستغنوا عن غيرها، مع كونها مهمة ومطلوبة،
فإذا خرج أحدهم عن النوع الذي هو فيه إلى غيره من الطاعات، اتهم نفسه بالنقص
والتقصير، فهو يعلي من شأن عبادته على بقية العبادات، ويرى كل الإيمان والقرب
في ذلك، كمن يرى أعلى المقامات في العلم، أو من يرى أعلى المقامات في الدعوة،
أومن يرى أعلى المقامات في الجهاد، ثم يقلل من شأن بقية العبادات!!..
أما أهل التعبد المطلق، فهم الذين ليس لهم غرض في عبادة معينة، بل غرضهم
عبادة الله تعالى في كل ما أمر به، ولو كان حظ نفوسهم في غيرها، تراهم مع
العلماء في حلق العلم، ومع الدعاة في أبواب الدعوة، ومع المجاهدين بالنفس
والمال، يضربون بسهم في كل طاعة قدر الاستطاعة، ويجتهدون ويجدون فيما تخصصوا
وأتقنوا، لكن لا يهملون ولا يضيعون سواه..
فالكمال:
الغنيمة من كل العبادات قدر الإمكان..
والواجب:
الأخذ بالحد الأدنى منها..
والمفترض:
وضع كل إنسان في مكانه اللائق به، ليعطي وينتج أحسن ما لديه:
وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعل ذلك، فقد أرسل خالد بن أنيس إلى خالد
الهذلي لما بلغه أنه جمع العرب لقتال المسلمين، ولم يرسل أبا بكر، وأرسل
معاذا وأبا موسى الأشعري إلى اليمن للتعليم والدعوة ولم يرسل خالد بن الوليد
وعمرو بن العاصي، وأرسل خالدا وعمرا على رأس السرايا والجيوش ولم يرسل عمر
ولا عثمان رضي الله عنهم، فهذا هو الفقه في التعامل مع مواهب البشر..
(5) السمة الجامعة: التآلف والتعاون..
السمة الجامعة بين هذه الفئات الثلاثة هي: التآلف، والتعاون، والمحبة،
والنصرة، والإكرام.. مهما تباينت وجهات النظر، إذا كانت ضمن دائرة النص
والاجتهاد..
فالعالم يوقر المجاهد والداعية.. والداعية يوقر العالم والمجاهد.. والمجاهد
يوقر العالم والداعية..
فكلهم على ثغرة من ثغور الإسلام، وكلهم على عمل عظيم، وكلهم في حاجة إلى
بعضهم بعضهم.. فإذا علم أن من الندرة أن تجتمع هذه الثلاثة: العلم والدعوة
والجهاد؛ في شخص واحد، علم أن التكامل مرتبط بالاجتماع لا بالفردية، وعلى ذلك
فهم بدون اجتماع في نقص وضعف، ولا كمال ولاقوة إلا باجتماعهم، والإسلام
لايعلو إلا بهذه الثلاثة، فهي أساسه وقوامه..
وكل هؤلاء له مقام كبير في الدين:
•
فالعلماء ورثة الأنبياء، هم الذين يعلمون
الناس الخير، وهم أهل القرب من الله والخشية لله تعالى..
•
والدعاة هم رسل القلوب، وهم الذين يمدون
أيديهم لإنقاذ الناس، فهم أهل محبة الله تعالى..
•
والمجاهدون هم حماة الدين وحفظته، وعز
الإسلام، فهم جند الله.
فهي أركان ثلاثة، وأهلها هم أركان الإسلام، وإذا سقط ركن سقط الإسلام، فلم
يقم في الأرض، ولايمكن لركنين أن يقوما بدون ثالث، أبدا.
والأمة في حاجة إلى العلماء والدعاة والمجاهدين، فإذا غابت فئة اختل ميزان
الأمة ومال، وفي ذلك نقصان الأمة وزوالها من مرتبة الريادة وإمامة البشرية.
فمعرفة قدر هذه الأركان يمنع من التهاون في إقامتها، أو التهاون في توقير
أهلها، كما يفعل من لم يفهم حقيقتها، كالذي يهون من جانب الدعوة والجهاد،
ويطعن وينتقص من أهلها، لاشتغاله بالعلم، أو الذي يهون من جانب العلم
والجهاد، ويطعن ينتقص من أهلها، لاشتغاله بالدعوة، أو الذي يهون من جانب
العلم والدعوة، ويطعن وينتقص من أهلها، لاشتغاله بالجهاد.
(6) كل هذه الثلاثة فيها أصول لا تقبل
الجدال.. ومسائل تقبل الاجتهاد..
•
فأما أصل العلم قيامه على الكتاب
والسنة وفقه السلف، وما عداه فباطل..
•
وأصل الدعوة قيامها على بيان صحة
الإسلام، وبطلان ما سواه من الأديان: يهودية أو نصرانية أو غير ذلك، وكذلك
بيان أن الصحيح هو ما عليه الفرقة الناجية: ما كان عليه النبي صلى الله عليه
وسلم وأصحابه، وما عدا ذلك فباطل ..
•
وأصل الجهاد جهاد الكفار المحاربين،
وهو دفع وطلب، وعز الإسلام فيه، وهو ذورة سنامه..
ثم تأتي بعد ذلك المسائل الخلافية التي هي
محل الاجتهاد، لكونها تدور على فهم النص، والنص يحتمل الخلاف فيه:
•
ففي العلم، فروع الفقه، والعقيدة؛ يسوغ
فيها الخلاف، ولايسوغ فيها التنازع والإنكار.
• وفي
الدعوة، وسائل الدعوة توقيفية أم لا؟، يسوغ فيها الخلاف، ولا يسوغ التنازع
والإنكار.
•
وفي الجهاد، هل تحققت شروط الجهاد أم لا؟،
يسوغ فيها الخلاف، لا التنازع والإنكار.
فإذا وقع خلاف في الأصول وجب الإنكار والرد بالتي هي أحسن، وبيان الخطأ في
هذا الأصل، وتحذير الناس من الوقوع فيه، ومن اتباع فاعله، فمن غير المقبول
المساس بالأصول..
أما إذا وقع الخلاف في الفروع، التي هي محل اجتهاد، والنصوص تحتمله، جاز
النقد والرد بالتي هي أحسن، لكن ليس على المتخالفين أن يقعوا في بعضهم بعضا،
وأن يحذر بعضهم من بعض، ولايجوز لهم التنازع والفشل، والمعاداة والعدوان
وتسليط اللسان، واتهام النيات، والحكم بالهلاك، فهذا كله جور وظلم ونقص في
الحكمة وضيق في الرؤية، وفي مثل يقول الله تعالى:
- {ولاتنازعوا
فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين}..
- {ولاتكونوا
كالذين تفرقوا واختلفوا من بعدما ما جاءهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم}..
-
{إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون}..
فهذا هو البلاء، وبدخول المؤمنين فيه تنزع الرحمة، ويحل الفشل، وينزل
العذاب..
فالخلاف في مسائل الفروع، في العقيدة والفقه، لا يسوغ التنازع والتدابر
والتقاطع..
والخلاف في وسائل الدعوة، لا يسوغ التنازع والتدابر والتقاطع..
والخلاف في تحقق شروط الجهاد، لا يسوغ التنازع والتدابر والتقاطع..
إذا كان الخلاف مبينا على الدليل الصحيح، الذي يقبل كل هذه الأوجه المختلفة..
والحق لاريب أنه واحد، لكن الآفة في الأفهام، قد توفق فتصيبه، وقد لا تصيبه،
فإن اجتهد المرء صادقا في إصابة الحق فهو مأجور مرتين إن أصاب، ومرة إن أخطأ،
فكان لاجتهاد أجر، ولو لم يصب، وهذا دليل على رضا الله تعالى عن صنيعه، وإلا
ما أثابه، أفيرضى الله تعالى عن هذا المجتهد ويثيبه أجرا، ثم يأتي من يدعي
الإيمان وحب الله ورسوله فيسخط عليه، وينازعه، ويعاديه ويظلمه؟!!.
وقد أقر النبي صلى الله عليه وسلم عن أصحابه حينما اجتهدوا في فهم أمره: (لايصلين
أحدكم العصر إلا في بني قريظة) فمنهم من صلى في الطريق، ومنهم صلى في بني
قريظة، فأقرهما على الاجتهاد، مع أن المصيب واحد لا غير.. وهذا بيان منه صلى
الله عليه وسلم بجواز الخلاف في فروع الفقه..
وانسحب خالد بن الوليد بالجيش في معركة مؤتة، خشية عليه من الهلاك، إذ كان
عدد جيش العدو مئتي ألف، وعدد المسلمين ثلاثة آلاف، ولما دخل المدينة حثى
الناس التراب في وجه الجيش قائلين:
يا فُرار، فررتم في سبيل الله ؟!، فقال النبي صلى الله علي وسلم:
(ليسوا بالفرار ولكنهم الكرار إن شاء الله). الروض الأنف 7/19
فدل على أن الخلاف في مسائل الجهاد، من حيث توقيت الجهاد والهجوم، أو
التراجع، واختيار وقت آخر، من مسائل الفروع التي يسوغ فيها الخلاف، ولا يسوغ
في هذا التنازع والعداء..
وبعد هذا:
فإذا وجدت أحدا يعادي في مسائل الخلاف، ويقاطع ويدابر، فاعلم أنه:
إما جاهل لا يدري ولا يفرق بين ما يسوغ وما لا يسوغ فيه الخلاف، ومثل هذا
كثير، وهؤلاء أصحاب نيات حسنة في الدين، لكن آفتهم عدم البصيرة والعلم..
ودواؤهم التعليم والتبصير..
وإما صاحب هوى، يريد فتنة، ومثل هؤلاء موجودون، ويهمهم الإيقاع بين المؤمنين،
كما أوقعوا بين علي بن أبي طالب ومعاوية رضي الله عنهم، فيتخذون من مسائل
الخلاف والمشتبهات دخلا لإفساد ذات بين المؤمنين، وتفريق كلمتهم، وحصول
التنازع والفشل، متسترين بحب الدين والحرص عليه، وما أضر على الدين منهم،
فعلى المؤمنين الحذر منهم، ولن ينجيهم إلا التقوى والبصيرة، قال تعالى: {يا
أيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم لايألونكم خبالا ودوا ما عنتم قد
بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر قد بينا لكم الآيات إن كنتم
تعقلون * ها أنتم أولاء تحبونهم ولا يحبونكم وتؤمنون بالكتاب كله وإذا لقوكم
قالوا آمنا وإذا خلوا عضوا عليكم الأنامل من الغيظ قل موتوا بغيظكم إن الله
عليم بذات الصدور * إن تمسسكم حسنة تسؤهم وإن تصبكم سيئة يفرحوا بها وإن
تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئا إن الله بما يعملون محيط}..