اطبع هذه الصفحة


أبيات رثاء للوالد رحمه الله تعالى (محمد بن قاسم غزال الضميري)

 
هل كان نعيك إذ نعتك الأنجمُ
أم أن عيني في السما تتوهمُ

ما بالها الدنيا تغير لونها
ما بالها الأركان حولي تُهدَمُ

أبتاه ..... فلتبقى وتذهبُ مهجتي
أَبَتِ الحياةُ تَطيبُ بعدكَ أُقسمُ

وكأَنَّ قلبي في يديَّ أهزهُ
أتلمَّسُ النبضات لا أستسلمُ

وأتت أمامي الذكريات تسابقت
ضحكاته همساته لا ترحمُ

وهناك أضحى كل غر سائلاً
ماذا أعدَّ ؟ وما الذي يستعظمُ !؟

ورحلت يا أبتي وعم بلائنا
ولِحُكْمِ ربي مذعنٌ ومُسَلِّمُ

لو أنها كشفت قلوبٌ ما بها
فلدمعُ قلبي من عيوني أعظمُ

يا آل ضَمْرِيٌّ لمثل فقيدنا
فلتسكبوا العبرات ولتترحموا

صلى عليه المسلمون بطيبةٍ
لله من وُسِدَ التراب وأسلموا

يا ربنا ها قد أتاك محمدٌ
يا خير من تُؤتى وضيفُكَ يُكرَمُ

شَبِهَ النبيَّ باسمهِ وبِخُلقهِ
شَبِهَ الخلائقَ أنهم لم يُعْصموا

يارب خلقكَ يشهدون بفضلهِ
وإذا يُجيرُ فجارهُ لا يُظلمُ

والأرض تشهدُ حين أضحى ماشياً
والمسجد النبوي دوماً يُكْرِمُ

صلى بمحراب الرسول بمسجدٍ
سبحان من أسرى بها يتقدمُ

لله در شجاعةٍ أضحى بها
علَماً يفر إذا رآه الضيغمُ

يارب تعلم كم أتاك ملبياً
ورِعاً وللقرآن دوماً يختمُ

فقضيت ربي أن يطول عناؤهُ
وترادفت تلك السنين تعلقمُ

فتراه يصبر رافعاً سبَّابةً
ومكبراً يا من يجير ويرحمُ

لو أنه يُفْدَى لكنت له الفدا
لكن ربي حاكماً ومُحكِّمُ

يارب واجبر كسر سيدةٍ سعتْ
في شأنه قامت ونعم البلسمُ

أكرم بها أُمّاً وبارك سعيها
وامدد لنا في عمرها نتنعمُ

ياربِ يا من قد سمعت دعاءنا
جهراً وإنك بالخفايا أعلمُ

يارب بالرحمات تسقي قبرهُ
أنت اللطيف بحاله والأرحمُ

يارب في الفردوس أعلى منزلاً
لأبي الحبيب فأنت نعم المُكْرِمُ

مالك الضميري
١٤٤٠/١٠/٣ هـ
 


 

محمد الضميري
  • المقالات
  • المؤلفات
  • الرثاء
  • الصفحة الرئيسية