اطبع هذه الصفحة


أيها المعلّم

عادل بن عبدالعزيز المحلاوي
@adelalmhlawi

 
سيدي المعلم /

بأي قلم أكتب وأنت من علمني كيف أمسك القلم !
وبأي لسان أُعبّر وأنت من علمني أصول التعبير !
وبأي لسان أشكرك وأنا مدينٌ لك بكل معاني الشكر !

معلمي الفاضل /

ائذن لي أنا أقف بين يديك مرة أخرى بعد أن كنت أنت معلمي الأول ، وموجهي الأسبق ، وقدوتي الأمثل .

ائذن لي أن أشكرك بكل لغة وبكل لسان يمكن لي أن أشكرك بها .
ها أنا ذا أخط الحروف التي علمتني إياها .
وها أنا ذا أمسك القلم لأكتب لك كلمات الشكر - هذا القلم الذي أتعبتك وأجهدتك لكي تعلمني كيف أمسكه - .
وها أنا ذا أبوح لك بخلجات نفسٍ تُرسل لك عبير الثناء ، وتجمع لك مفردات العرفان بالجميل التي أنت أهلٌ لها ، ويشرُف بالإنتساب إليك .

معلمي الفاضل /

ماترى في ناظريك اليوم من تقدّم وتطوّر وعلو كعب لأفراد وأمم ودول إنّما هو ثمرةُ غرسك ، وبذرةُ زرعك ، وآثارُ جهدك .
فأنت من أنرت لهؤلاء الناجحين الطريق ، وبصرّتهم الجادة ، ومهّدت لهم سبيل النجاح ، فهنيئاً لك هذا الفوز ، ومباركٌ عندك هذا العطاء ، وما أجمل انتظارك للثواب من رب العالمين .

كم ترى في حياتك من شاكر .
وكم يمرّ بك من قاصد للسلام عليك لأنّك كنتَ يوماً من الأيام صاحب فضل عليه فلم ينس هذا الفضل لأنّه هو ذاته صاحب فضل ولا يعرف الكفران ولا يُنكر الجميل .
وكم تفرح وتبتهج نفسك وأنت ترى طالبَك النجيب ، وتلميذك َالفذ وقد تسنم منصباً يخدم فيه أمتَه ووطنَه والناسَ .
وكم يسكن فؤادك الطاهر من فرح وسرور وأنت ترى من آثار ذاك الغرس لطلابك فتفرح وتسعد .

أيها المعلم الجليل /

لقد بلغنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم " أنّ الله وملآئكته وأهل السموات وأهل الأرض حتى الحيتان في البحر وحتى النملة في جحرها ليصلون على معلمي النّاس الخير "
فسبحان الله كم هو كريم على الله ذاك المعلم حتى أنّه سبحانه ليُثني عليه ويسخّر الكون كلَه بسمائه وأرضه وبحره للثناء والدعاء لك .
فأنت معلم النّاس الخير .
أنت من علمتهم كيف يعبدون ربهم ويحققون المقصد الأعظم من وجودهم .
أنت من ربيتهم على سمو الأخلاق ، وكرائم الشيم ، وجميل العادات .
أنت من رغبتهم وحفزتهم كيف ينفعون غيرهم في كل مجال .
وقد كنتَ مستحضراً حسن النية في تعليمك حتى وإن كان مجالك التعليمي دنيوي بحت ، فالإسلام جاء لصلاح الدنيا والآخرة ، وهو دينٌ عالمي لا يمكن أن يغفل جانباً من جوانب الحياة ، وكل سبيل ينفع الفرد والمجتمع .

معلمي الفاضل /

من جميل أحدوثتك ، وفضل وظيفتك ، أنّ خيرك ممتداً سنين عدداً ، تتعاقب عليه الأجيال ويبقى أثره زمناً مديداً ، فكم نرى من طلابك من غدوا معلمين لغيرهم وورثوا علمك لمن تحت أيديهم فما أجمل هذا الأثر ، وما أرفع هذا الفضل .
فطبت معلمي الفاضل حياً وميتاً .
ونشرت الدنيا محاسنُك وجميل أعمالك في العالمين .
وسلامٌ عليك يوم ولدت ، ويوم علّمت وربيت ، ويوم تموت ويوم تُبعث حياً .

بقلم / تليمذك المخلص المحب

مساء العودة للمدارس الموافق للثاني والعشرين من شهر ذي الحجة لعام تسع وثلاثين وأربع مائة وألف من هجرة نبينا المصطفى عليه الصلاة والسلام .

 

عادل المحلاوي
  • رسائل دعوية
  • مقالات موسمية
  • كتب
  • مقالات أسرية
  • خطب الجمعة
  • الصفحة الرئيسية