اطبع هذه الصفحة


التكبير وأيام التشريق ...

عادل بن عبدالعزيز المحلاوي
@adelalmhlawi


الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على الرسول الذاكر الشاكر الأمين أمّا بعد

فيُشرع للمسلمين هذه الأيام الإكثار من ذكر الله في كل حال ووقت وعلى الخصوص هذه الأيام ، ففي الحديث :
" أيام منى أيام أكل وشرب وذكر الله "

والتكبير يكاد يكون أكثر ما ينطق به المسلم في يومه ، ففي الصلوات تكبيرة الإحرام وتكبيرات الإنتقالات التي تقرب من مئة تكبيرة ، ومن الأذكار بعد الصلاة التكبير ، وقبيل النوم يشرع التسبيح والتحميد والتكبير ..
ونحوها من الأحوال والأوقات .

والحاج والمعتمر يُهلّل ويُكبّر من حين إحرامه
وأثناء أداء نسكه فيُكبّر في الطواف ، ويُكبّر في السعي ، ويُكبر في طريقه لعرفة وبعد عودته ، ويُكبّر ليلة مزدلفة وبعد صلاة فجرها ، ويُكبر عند رمي الجمرات ، ويُكبر أيام منى كثيراً في مسكنه في ذهابه ومجيئه...

إنّ هذا العدد الكبير والكم الكثير الذي شُرع لهذه العبادة ليجعل المرء يقف عندها متأمّلاً متفكّراً في معانيها .

هذا التكبير الذي يُخاطِب القلب :
أنّ الله أكبر ذاتاً وقدراً وقدرة وقوة وغلبة وإرادة فهو :
" العلي الكبير "

فالله أكبر من كل شرك وشركاء ، والله أكبر من كل إرادة قامت بقلب عابد ، والله أكبر وأعظم وأجلّ من كل شهوة ومخالفة لأمره ، والله أكبر من كل خوف ، والله أكبر من كل همّ ، والله أكبر من كل شيطان رجيم ووسوسة يقذف بها في قلوب الخلق .

التكبير يخاطب القلب ليقول له :
أنّ الله أكبر من كل شيء " فكبّره تكبيراً "
فهو أكبر من الدنيا ومن عليها وما عليها ، فلا تغرّ مسلم ولا يصرف لها جُلّ همه وإرادته .

والله أكبر من تدبيرات العالَم لك وكيدهم ، بل إنّ إرادتهم كالذر وأقل قدراً من إرادته سبحانه فنم قرير العين فالله عظيم .

والله أكبر من كل عدو للإسلام والمسلمين فهو القوي الكبير القدير أن يقصمه ويهلكه ، فكم حاول الأعداء الإطاحة بالإسلام وأتباعه من لدن بعثة النبي صلى الله عليه وسلم إلى يومنا فعادوا قاعاً صفصفاً لا تسمع لهم همساً ولا رِكزاً وبقي دين الله " الكبير " شامخاً باقياً .
فيا دعاة التوحيد اربعوا على أنفسكم ولا تُهلكوها فدين
" الكبير المتعال سبحانه " باق بقاء الليل والنهار .

والله أكبر من جميع الأماني والرغبات فلا تستعظم أمنية تتمناها ، فالله قادر على تحقيقها ولكنّه قد يؤخرها لحكمة يعلمها .

وياصاحب الهمّ لا تيأس ولا تسيطر عليك الكروب ، فالله فارج الهموم ومنفّس الكروب ، وقاضي الحاجات .

اللهم ارزقنا إجلالك حق الإجلال ، وتعظيمك حق التعظيم ، وتكبيرك حق التكبير .

كتبه /
عادل بن عبدالعزيز المحلاوي
‎ من مشعر منى في ثاني أيام التشريق لحج عام ١٤٤٠ من الهجرة النبوية على صاحبها أفضل صلاة وأزكى سلام .

 

 

عادل المحلاوي
  • رسائل دعوية
  • مقالات موسمية
  • كتب
  • مقالات أسرية
  • خطب الجمعة
  • الصفحة الرئيسية