اطبع هذه الصفحة


📍 في رحاب العظمة

عادل بن عبدالعزيز المحلاوي
@adelalmhlawi


الحمد لله المتفضِّل الوهّاب ، الكبير المتعال ، غافر الذنب وقابل التوب ، ذي الطول والإنعام .
وصلاة وسلام على من عرف ربه حق المعرفة ، فلهج بالشكر للرحمن .

✍️ الحديث عن الله عظيم .
والتعبير عن الجليل له رهبته .
والإخبار عن القدوس ذو شأن .
فمن أين تبدأ ؟
وإلى أين ستنتهي ؟
وماذا عساك أن تقول أو تعبر عنه ؟

📍 فضلٌ كبير أن يُسمح لبشرٍ من ماء مهين أن يتكلم عن ربٍّ جليلٍّ عظيم ، ولكنّها الرحمة والفضل واللطف والعطاء من الرحمن .

عندما تريد أن تتكلم عن الله - عز في علاه وتقدّس في كبريائه - تقفُ حائراً ذليلاً بليداً عيياً في الحديث عنه ، تتوقف بعد كل سطر ، وتتردد بعد كل جملة ، وتستحي بعد كل عبارة لأنّك تتكلم عن الله .
وتبقى حائراً لا تدري كيف تكتب !؟
ومن أين تبدأ !؟
وربما يزول بعض رهبة هذا الشيء لأنّك ترجو بِرّ هذه الكلمات ، وثواب هذه الجُمل .

📍أعظم طريق وأقصره وأبلغه في تعريف الخلق بالخالق - هو طريق أسمائه الحسنى وصفاته العلى وأفعاله الكاملة -
وكل طريق مسدودٍ على العباد في معرفتهم لربهم حتى يلجوا من هذا الباب العظيم بفهم الصحابة رضوان الله عليهم والسلف الصالح ، ولذا أكثر الله منه في كتابه بل القرآن كله من أوله إلى آخره في التعريف بالله وأفعاله وأحكامه .

📍 الله - عزّ في علاه - حكيمٌ مع علم ، جوادٌ رازق ، لطيفٌ في حكمه وأقداره ، عفوٌ مع قدرته ، خبيرٌ ببواطن الأمور في كمال مطلق ، عزيزٌ مع رأفة ، غفورٌ مع كثرة المذنبين .

اللهٌ كريمٌ قد كمُل كرمه .
جليلٌ قد عظمت صفاته .
متعال قد انتهى في علوه .
عليم قد تنوّع وتعاظم علمه .
لطيف قد بلغ لطفه كل خلقه .
عفوٌ غفور قد وسع عفوه ومغفرته الخلائق كلهم .
أحد قد تفرّد بالأحدية .
قديرٌ قد استغنى بقدرته عن غيره .
خافض قد أذل كل جبّار .
رافعٌ لمن ظن الخلائق أنّه لن يرتفع .
معزٌ لمن أطاعه وإن تعجّب الناس كيف عز .
مذلٌ لمن تعجب الناس كيف ذل .
شهيدٌ لكل غائب .
حفيظٌ لكل عامل .
صمدٌ قد افتقر له جميع الخلق .
قويٌ قد تفرّد بالقوة وعز .
قاهرٌ لمن تغطرس .
وهّابٌ لكل صاحب حاجة .
سميع لكل صوت وحس .
بصير لكل موجود وإن دق .
فسبحانه لا منتهى لصفاته ، ولا أحاطة لعظمته .

فاللهم املأ قلوبنا بعظمتك ومحبتك .

كتبه /
عادل بن عبدالعزيز المحلاوي
١٤٤١/١/١٥ هجري
.

 

عادل المحلاوي
  • رسائل دعوية
  • مقالات موسمية
  • كتب
  • مقالات أسرية
  • خطب الجمعة
  • الصفحة الرئيسية