(52)
التحاكم إلى كتاب الله :
إن من صميم الإيمان بكتاب الله، اعتقاد
وجوب التحاكم إليه، وعدم جواز تحكيم غيره من قوانين البشر المخالفة له. [أما ما
لم يخالف حكم الله، فالأصل فيه الإباحة] والإيمان بوجوب التحاكم إلى كتاب الله
يدخل في معنى كلمة التوحيد (لا إله إلا الله)، فالإله المعبود بحق هو الحاكم،
ومن أجاز التحاكم إلى غير كتاب الله، فقد أخل بمعنى (لا إله إلا الله)، وذلك من
الشرك الأكبر المخرج من ملة الإسلام، وينطبق هذا على جميع الكتب السماوية
السابقة التي أنزلها الله على رسله قبل نزول القرآن الكريم،فقد عجب الله تعالى
ممن يزعم الإيمان بما أنزل على الرسول وما أنزل من قبله، وهو يريد التحاكم إلى
الطاغوت بدلا من التحاكم إلى ما أنزل الله، كما قال تعالى: {ألم تر إلى الذين
يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى
الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالا بعيدا وإذا قيل
لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول رأيت المنافقين يصدون عنك صدودا}.
النساء: 60،61.
ونفى سبحانه الإيمان عمن لم يحكم الرسول صلى الله عليه وسلم في القضايا التي
يخاصم فيها، فقال تعالى {فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا
يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما} النساء: 65. وقد نص الله تعالى
على أن من لم يحكم بما أنزل الله فهو كافر، ظالم، فاسق، كما قال تعالى: {ومن لم
يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون-ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم
الظالمون-ومن لم يحكم بما أنزل الله فألئك هم الفاسقون}. المائدة:44-45،47.
وقد أمر الله رسوله بأن يحكم بين الناس بما أنزل الله وحذره من اتباع أهوائهم،
لما في ذلك من فتنته عن بعض ما أنزل الله عليه، وجعل الحكم بغير ما أنزل من حكم
الجاهلية، فقال تعالى: {وأن احكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم واحذرهم
أن يفتنوك عن بعض ما أنزل الله إليك فإن تولوا فاعلم أنما يريد الله أن يصيبهم
ببعض ذنوبهم وإن كثيرا من الناس لفاسقون أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله
حكما لقوم يوقنون}. المائدة 49-50
فاعتقاد وجوب التحاكم إلى ما أنزل الله ووجوب الحكم به من صميم الإيمان، وتجويز
التحاكم إلى غير ما أنزل الله مما يخالف شرع الله من صميم الكفر، ووجوب الحكم
بما أنزل الله فرض، والحكم بغير ما أنزل الله في بعض الجزئيات مع اعتقاد عدم
جواز ذلك من الكبائر لأنه كفر عملي، ويجب حمل كلام بعض السلف الذين قالوا: إن
الحكم بغير ما أنزل الله كفر دون كفر وظلم دون ظلم وفسق دون فسق، على هذا
المعنى، وهو أن يحكم الحاكم الذي يؤمن بوجوب الحكم بما أنزل الله، في بعض
القضايا بغير شرع الله، بسبب قرابة أو أخذ رشوة، أو ما أشبه ذلك أما من حكم
بغير ما أنزل الله، ولو في قضية واحدة، معتقدا أن ذلك جائز فهو كافر كفرا أكبر
مخلد في نار جهنم. [راجع الجامع لأحكام القرآن: 0 6/190) للقرطبي]
قال ابن القيم، رحمه الله: (والصحيح أن الحكم بغير ما أنزل الله يتناول
الكفرين، الأصغر والأكبر بحسب حال الحاكم، فإنه إن اعتقد وجوب الحكم بما أنزل
الله في هذه الواقعة، وعدل عنه عصيانا، مع اعترافه بأنه مستحق للعقوبة، فهذا
كفر أصغر، وإن اعتقد إنه غير واجب وأنه مخير فيه، مع تيقنه أنه حكم الله [كما
يفعله من يسمون بالمشرعين في هذا العصر]، فهذا كفر أكبر، وإن جهله وأخطأه، فهذا
مخطئ له حكم المخطئين) [مدا رج السالكين: (1/336)]الإيمان دروس في الإيمان-
الدعوة إلى العمل بالقرآن لتكثر أنصاره (52)
إ ن المبادئ لا تثبت، ولا تبقى إلا إذا حملها رجال يفقهونها، ويحمونها، ويدعون
إليها ويظهرون محاسنها، ويقيمون البرهان على أنها صالحة للتطبيق، وجرت العادة
أن أصحاب كل مبدأ يرغبون في نشر مبدأهم، وتكثير سوادهم، بدعوة غيرهم إلى
الإيمان بمبدئهم والعمل به، والانضمام إليهم في دعمه ونصره ولو التفت يمنة
ويسرة اليوم، لوجدت هذه القاعدة مطبقة لدى أهل كل مبدأ من يهود، ونصارى،
وملحدين، و هندوس، وبوذيين، وغيرهم.
فاليهود يدعون إلى مبادئهم التي تكثر سوادهم [اليهود ليسوا نشطين في الدعوة إلى
الدخول في اليهودية، مثل النصارى، ولكنهم وضعوا لهم مبادئ وكونوا لها أحزابا
تخدم مصالحهم، و تدمر مصالح الأمم والشعوب الأخرى،ويقتنصون للانضمام إلى تلك
الأحزاب، كبار ساسة البلدان وأغنيائها، ويغرونهم بالشهوات: شهوات المناصب
وشهوات الفسق، ويوقعونهم في حبائلهم، ويسجلونها بوثائق لا يقدرون على إنكارها،
ويرهبونهم بها وبغيرها مما قد يصل إلى الاغتيال والقتل إن هم تقاعسوا عن تنفيذ
أوامرهم، وهذا يفسر للمتأمل مسارعة كثير من حكام الشعوب الإسلامية وغيرها إلى
موالاتهم، ومناصر تهم بالطرق المباشرة أو غير المباشرة]، والنصارى-على اختلاف
فرقهم ومذاهبهم-مجدون غاية الجد في الدعوة إلى دينهم المحرف، وبخاصة في البلدان
الإسلامية التي يرغبون في تنصير أهلها أكثر من تنصير غير المسلمين حسدا منهم
لهذا الدين ونكاية بأهله. والشيوعيون الملاحدة يتخذون كل الوسائل الممكنة لنشر
إلحادهم-وبخاصة بين المسلمين-ولو اقتضى الأمر منهم الغزو العسكري لإجبار الشعوب
وإكراهها على إعلان الإلحاد وتطبيقه في حياة الناس، ومن الأمثلة الواضحة على
ذلك احتلال الملحدين الروس الشعب الأفغاني بقوة الحديد والنار وتدمير البلاد
والعيث فيها فسادا، وحصد مليون ونصف المليون من المسلمين، غير الجرحى والمعاقين
والأرامل واليتامى والشقاق الذي خلفوه، بعد خروجهم-هذا مع مخالفة الإلحاد للفطر
والعقول والأديان السماوية والأرضية. [ هذا، ومع أن دولتهم التي قامت على
الإلحاد قد انهارت، وذهب بريق الإلحاد الذي كانوا يزينونه لعمي البصائر، فإنه
لا يزال للإلحاد أنصاره في دوله المفككة، و بعض زعماء المسلمين في تلك البلدان
لازالوا يحاربون الإسلام والمسلمين الذين يدعون إلى التمسك به] والوثنيون لا
يألون جهدا في نشر وثنيتهم ومحاربة دين الإسلام، كما هو شأن الهندوس
والبرماويين.
وهكذا يصنع أرباب السياسة والاقتصاد، يكرسون جهودهم لنشر مذاهبهم السياسية
والاقتصادية، وتزيينها وحشد الدول والشعوب لتأييدها، يظهر ذلك في الدول
الغربية-الولايات المتحدة الأمريكية وأوربا،التي نادت بالحرية المطلقة أولا، ثم
اضطرت لإدخال مئات القيود عليها، فهم يتخذون كافة الوسائل لنشر مبادئهم، حتى لو
اقتضى الأمر التدخل في حرية الشعوب، وإجبارها على التخلي عن رغباتها وعن تطبيق
دينها، واختيار حكامها، الذي هو حق لها في مبادئ أولئك المتسلطين المنادين
بالديمقراطية وحقوق الإنسان، وإذا لم ينجحوا في التدخل غير المباشر ولم يجد إلا
استعمال القوة لم يتورعوا عن استعمالها باختلاق الحيل والذرائع
الكاذبة،والأمثلة على ذلك معروفة لا تخفى على أحد [كما هو الحال في الجزائر،
وغيرها].
هذا، مع أن كل تلك المبادئ والأديان لا يوجد منها دين أو مبدأ صالح ليكون منهجا
لحياة البشر، يحقق لهم السعادة في الأرض، بدليل ما تعانيه البشرية اليوم، من
محن وكوارث وقلق واضطراب وحروب وظلم وعدوان، مع كثرة المؤسسات العالمية:
السياسية، والثقافية والاجتماعية والعسكرية-كما هو الشأن في ما يسمى بهيئة
الأمم المتحدة ومجلس أمنها، وغيرها من المؤسسات المنتشرة في الأرض-.
(53)
أضاعوني وأي فتى أضاعوا؟!
فأين أهل الدين الحق الذي أنزل الله به
هذا القرآن ليكون دين العالمين كلهم: {تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون
للعالمين نذيرا}. الفرقان: 1.
{وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين}. الأنبياء: 107.
إنه المنهج الحق المحفوظ الصالح لأن يكون منهجا للبشر مهما اختلفت ثقافاتهم
وارتقت معارفهم، وهو وحده الذي يحقق السعادة للناس في الأرض، إن هم آمنوا به
واتبعوه، ولقد قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم عمره كله-بعد بعثته-داعيا إلى
الإيمان بهذا القرآن، والعمل به، ممتثلا في ذلك أمر ربه الذي قال له: {يا أيها
الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته} المائدة:67.
وقال:{ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن}.
النحل: 125.
فبلغ صلى الله عليه وسلم بنفسه مباشرة من استطاع الوصول إليه، وبعث بالرسائل
إلى ملوك العالم يدعوهم فيها إلى الله، كما بعث الدعاة إلى الأقطار يبلغون عنه
رسالة الله، وتبعه على ذلك أصحابه من بعده وتابعوهم بإحسان، وكان الخلفاء
الراشدون يقتدون بالرسول صلى الله عليه وسلم في تبليغ الملوك والزعماء دين الله
وجاهدوا في الله حق جهاده حتى بلغ الإسلام مشارق الأرض ومغاربها في برهة قصيرة
من الزمن، ممتثلين في ذلك قول الحق جل جلاله: {قل هذه سبيلي أعو إلى الله على
بصيرة أنا ومن اتبعني}. يوسف: 108.
وكان من أثر ذلك أن انتشر هذا الدين وكثر أنصاره وقادت الأمة الإسلامية أمم
الأرض إلى رحاب الله، وأسعدتها بدينه، وما فيه من عدل وسماحة ونظافة، ولكن
الأمة الإسلامية أخذت تبتعد عن هذا القرآن قليلا قليلا فضعف إيمان كثير من
أبنائها وقل عملهم به، وفترت دعوتهم إليه، فخف وزن الأمة، وقاد قافلتها من ليس
أهلا لقيادتها إلى غير قبلتها، وحارب دعاة الباطل من أبنائها دعاة الحق منهم،
فسلط الله بعضهم على بعض، وأغرى بينهم العداوة والبغضاء، كما فعل بمن سبقهم ممن
انحرفوا عن منهج الله.
قال تعالى: {ومن الذين قالوا إنا نصارى أخذنا ميثاقهم، فنسوا حظا مما ذكروا به
فأغرينا بينهم العداوة والبغضاء إلى يوم القيامة وسينبئهم الله بما كانوا
يصنعون}. المائدة: 14.
فخسرت بذلك الأمة الإسلامية حريتها ومجدها، وخسرت بخسارتها أمم الأرض كلها [وقد
ألف في هذا المعنى الأستاذ أبو الحسن علي الندوي كتابا، سماه: (ما ذا خسر
العالم بانحطاط المسلمين)]. وشكوى رسول الله إلى ربه تلاحق هذه الأمة في كل وقت
تهجر فيه هذا القرآن والعمل به والدعوة إليه: {وقال الرسول يا رب إن قومي
اتخذوا هذا القرآن مهجورا}. الفرقان: 30.
ولكأن القرآن يردد على مسامع هذه الأمة:
أضاعوني وأي فتى أضاعوا *** ليوم كريهة
وسداد ثغر
(54)
حجة قائمة
ومع هذا الضعف وهذا الفتور في هذه
الأمة، فقد أبقى الله فيها من يقيم عليها وعلى غيرها حجته، من علماء الإسلام
ودعاته ومفكر يه، فلم يخل جيل من الأجيال من قائم لله بأمر الله، علما وعملا
ودعوة، تحقيقا لقول الرسول صلى الله عليه وسلم، كما في حديث المغيرة بن شعبة عن
النبي صلى الله عليه وسلم، قال: (لا يزال طائفة من أمتي ظاهرين حتى يأتيهم أمر
الله وهم ظاهرون) [البخاري: (8-149)] وكما في حديث جابر رضي الله عنه يقول:
سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق
ظاهرين إلى يوم القيامة. قال: فينزل عيسى بن مريم صلى الله عليه وسلم، فيقول
أميرهم: تعال صل لنا، فيقول: لا، إن بعضكم على بعض أمراء، تكرمة الله هذه
الأمة). [مسلم: (1-137)]
حرب ظالمة:
ولكن الطغاة الذين يحاربون حكم الله
وشريعته، والدعوة إليه كانوا للدعاة إلى الله بالمرصاد، منعا لهم من قول كلمة
الحق، وطردا وسجنا وتعذيبا وقتلا لمن صبر واحتسب وأصر على القيام بواجب الدعوة
إلى الله تعالى، وهذا أمر معروف في غالب الشعوب الإسلامية. [هنا قد يشكل على
بعض الناس ما يلاقيه هؤلاء الدعاة من أذى، مع الوعد الذي جاء على لسان الرسول
صلى الله عليه وسلم للطائفة التي قال صلى الله عليه وسلم فيها: (إنهم لا يضرهم
من خذلهم أو خالفهم.) إلخ
والجواب:
أن بقاء هذه الطائفة صابرة على أذى الطغاة الذين بيدهم القوة والسلطة،وهم
يجندون كل شيء ضد أولئك الدعاة الذين لا يملكون شيئا يدفعون به عن أنفسهم، ولا
يجدون نصيرا من البشر، ولا يستطيع أن يثنيهم الجبارون عن دعوتهم التي لولا
توفيق الله لهم بالقيام بها لخلت الأرض من مبلغ للحق ، إن ذلك الصبر وبقاء
البلاغ بالحق مستمرا إلى يوم القيامة، هو في الحقيقة نصر كبير، والضرر الذي
يلحقهم بجانب ذلك النصر ليس بشيء. فالمبدأ هنا هو المنتصر ونصره نصر لأهله ولو
أوذوا ا يضاف إلى ذلك أن هؤلاء الدعاة تثمر دعوتهم ثمرات هائلة بسب إيذائهم أو
قتلهم، وذلك نصر لهم، ونحن نشاهد انتشار أفكار هؤلاء الدعاة ودعوتهم واتباع
الناس لهم بعد تعذيبهم أو قتلهم ما لم يكن ذلك متوقعا قبل ما حصل لهم]
ولقد حقق قادة الشعوب الإسلامية الذين حاربوا الدعوة الإسلامية الصافية التي
تمنح الناس العبودية لله وحده، وتحررهم من عبودية الطواغيت، ما كان يتمنى أعداء
الإسلام من اليهود والنصارى وغيرهم وقوعه في العالم الإسلامي، ولم يكونوا يجرؤن
عندما استعمروا البلدان الإسلامية-برغم كل ما فعلوا من فساد فيها-على التفكير
فيما نفذه تلاميذهم المنتسبون إلى المسلمين، لم تفكر الدول الأوربية في كل
البلدان الإسلامية التي استعمرتها في إلغاء الأذان من المساجد باللغة العربية
واستبدال لغة أخرى بها، ولكن هذا ما فعله كمال أتاتورك في مآذن مساجد تركيا
عندما تولى الحكم فيها. [لا حاجة لضرب الأمثلة ويمكن مراجعة بعض الكتب التي
تعرضت لهذه الموضوعات، وهي كثيرة جدا. مثل كتاب الاتجاهات الوطنية في الأدب
المعاصر، للدكتور محمد محمد حسين] فكان من أثر ذلك قلة المسلمين كيفا وإن كثروا
كما، كثرة نسبية. وقلة عدد المسلمين-كما وكيفا- [وهذا ما يفسر لنا سعيهم
المتواصل إلى تحديد النسل في البلدان الإسلامية، وكذلك تحريشهم بين الشعوب
الإسلامية بوسائل شتى وإيقاد نار العداوة وإشعال الحروب بينهم حتى يقتل بعضهم
بعضا، كما حصل بين العراق وإيران، وقد يفتعلون هم ما يتذرعون به لغزو بلاد
المسلمين ليحصد وهم بأسلحة الدمار، كما حصل في أفغانستان، وكما يحصل الآن في
البوسنة والهرسك والشيشان، وكما يحصل في الهند بين آونة وأخرى] من مقاصد أعداء
الإسلام، حتى تسهل لهم السيطرة عليهم وعلى مواردهم، فإن لم يتمكنوا من تقليلهم
كما وكيفا، سعوا إلى تقليلهم كيفا، وذلك عن طريق إضعاف إيمانهم وصلتهم بربهم،
وتمسكهم بدينهم، وعدم وعيهم بما يحيكون ضدهم من مؤامرات، وهذا ما حققه لهم طغاة
المسلمين مما لم يكونوا يقدرون هم على تحقيقه بأنفسهم