(97)
الفصل الثاني: أقسام الجهاد في سبيل الله
القسم الأول: الجهاد المعنوي
تمهيد:
سبق في تعريف الجهاد أنه: (بذل الوسع،
وهو القدرة في حصول محبوب الحق ودفع ما يكرهه الحق) وهو أشمل التعاريف
وأجمعها، لأنه يشمل كل نشاط الإنسان الذي يبذله في طاعة الله تعالى، سواء كان
ذلك: في تطويع نفسه لأداء الواجبات والمستحبات، وترك المحرمات والمكروهات لله
تعالى، أو تطويع غيره لربه بالدعوة إلى الله تعالى بالحكمة والموعظة الحسنة
والترغيب والترهيب، ببيان محاسن هذا الدين وما فيه من خير عظيم للبشرية في
الدنيا والآخرة، وبيان مساوي الكفر بالله ومعصيته، وما في ذلك من بلاء وضنك
في الدنيا والآخرة.
وكذلك القيام بجهاد أعداء الله بالنفس والمال لرفع راية الإسلام، وغير ذلك
مما يدخل في هذا التعريف الجامع المانع.
وقد استدل بعض العلماء على شمول الجهاد لكل هذه المعاني وغيرها بقوله تعالى:
{وجاهدوا في الله حقَّ جهاده} [الحج: 87] قال القرطبي في تفسيره: "قيل:عنى به
جهاد الكفار، وقيل: هو إشارة إلى امتثال جميع ما أمر الله به، والانتهاء عن
كل ما نهى الله عنه، أي جاهدوا أنفسكم في طاعة الله وردها عن الهوى، وجاهدوا
الشيطان في رد وسوسته، والظلمة في رد مظالمهم، والكافرين في رد كفرهم"
[الجامع لأحكام القرآن (12/99)]، واختار هذا المعنى أبو السعود أيضاً في
تفسيره، فقال: {وجاهدوا في الله} أي لله تعالى ولأجله أعداءَ دينه الظاهرة،
كأهل الزيغ، والباطنة كالهوى والنفس، وعنه عليه الصلاة والسلام أنه رجع من
غزوة تبوك، فقال: (رجعنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر) [تفسير أبي
السعود (4/46)].
وهذا الحديث ذكره السيوطي في الجامع الصغير بلفظ: (قدمتم خير مقدم، وقدمتم من
الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر: مجاهدة العبد هواه) من حديث جابر ورمز له
بـ(ض) يعني أنه ضعيف [فيض القدير شرح الجامع الصغير (4/511) "والحديث ذكره
الثعلبي بغير سند وأخرجه البيهقي في الزهد من حديث جابر، قال ابن حجر: هو من
رواية عيسى بن إبراهيم عن يحيى بن يعلى عن ليث بن أسلم، والثلاثة ضعفاء" اهـ
من تعليقات أستاذي المشرف على البحث الشيخ مناع خليل قطان]
وقال الشارح المناوي: (من الجهاد الأصغر) وهو جهاد العدو المباين (إلى الجهاد
الأكبر) وهو جهاد العدو المخالط، قالوا: وما الجهاد الأكبر، قال: (مجاهدة
العبد هواه) فهي أعظم الجهاد وأكبره، لأن قتال الكفار فرض كفاية، وجهاد النفس
فرض عين على كل مكلف في كل وقت {إنَّ الشيطان لكم عدوٌ فاتَّخذوه عدواًّ...}
[فاطر: 6]
وفي هذا إشارة إلى أن الحديث وإن كان ضعيفاً من حيث السند، فإن نصوصاً أخرى
من القرآن الكريم تدل على صحة معناه، وقد انتقده بعضهم من حيث المعنى أيضاً،
لإشعاره في نظرهم بالتهوين من شأن قتال العدو، وهذا الانتقاد غير وارد،
وسيأتي أن قتال العدو فرع عن جهاد النفس، لأن الذي لم يستطع جهاد نفسه، لا
يرجى منه أن يضحي بها أو بغيرها من الأموال والأهل وغيرهما.
وبهذا يظهر أن الجهاد ينقسم قسمين:
القسم الأول: الجهاد المعنوي.
القسم الثاني: الجهاد المادي، وتحت كل قسم منهما أقسام أيضاً.
وحيث أن الجهاد المعنوي هو أساس الجهاد المادي فإنه يحسن البدء به.
(98)
المبحث الأول: جهاد النفس
وفيه فرعان:
الفرع الأول: ذكر مخاطر النفس وأدوائها وأعوانها.
الفرع الثاني: جهاد النفس وأعوانها.
الفرع الأول: ذكر مخاطر النفس وأدوائها وأعوانها
وفيه ثلاثة مطالب:
المطلب الأول
بيان أن النفس الإنسانية هي موضوع
الكتاب والسنة
إن الله عز وجل الخالق الخبير، هو
وحده الذي يعلم أغوار النفس الإنسانية والتواءاتها، وإن الإنسان ليجهل من
نفسه أكثر مما يعلم منها، قال تعالى: {ألا يعلمُ من خَلَقَ وهو اللطيفُ
الخبيرُ} [الملك: 14] وإن الإنسان ليتمنى-بعد أن تحققت له أمنيته من الضلال
في الدنيا-أن يسلك الطريق المستقيم بعد أن عاين مقر عذابه الدائم بسبب بعده
عن الله وتكذيبه بآياته، ولكن الخالق يعلم منه ما خفي على نفسه، كما قال
تعالى: {ولو ترى إذ وُقفوا على النار فقالوا يا ليتنا نُرَدُّ ولا نكذِّبَ
بآيات ربنا ونكونَ من المؤمنين، بل بدا لهم ما كانوا يُخْفون من قبل، ولو
رُدُّوا لعادوا لما نهوا عنه، وإنهم لكاذبون} [الأنعام: 27-28]
وقد أنزل الله هذا القرآن من أجل هذه النفس التي يصفها تارة بالإيمان والعمل
الصالح الذي يترتب عليه الفلاح والفوز في الدنيا والآخرة، كما قال تعالى:
{ألم. ذلك الكتابُ لا ريب فيه هدى للمتقين. الذين يؤمنون بالغيب، ويقيمون
الصلاة، ومما رزقناهم ينفقون. والذين يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك
وبالآخرة هم يوقنون. أولئك على هدى من ربهم، وأولئك هم المفلحون} [البقرة:
1-5]
وتارة بالاطمئنان بالإيمان بالله وبذكره والعمل الصالح له، وبما أعد الله لها
من الكرامة في الدار الآخرة، والرضا بكل ذلك كما قال تعالى: {يا أيتها النفسُ
المطمئنة ارجعي إلى ربك راضيةً مرضيَّة، فادخلي في عبادي وادخلي جنَّتي}
[الفجر: 27-30].
وتارة بالعناد والصدود وعدم الاستجابة للحق، مهما كانت الدعوة إليه واضحة
مقنعة، وذلك حين يختم عليها، فلا يدخل إليها خير، ولا يخرج منها شر: {إن
الذين كفروا سواءٌ عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون. ختم الله على
قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوةٌ ولهم عذابٌ عظيم} [البقرة: 6-7]
وتارة بأنها أمارة بالسوء، أي دأبها الإكثار والإلحاح على صاحبها في أن يعمل
المنكر القبيح: {وما أبرئ نفسي، إنّ النفس لأمارة بالسوء} [يوسف: 53]
وتارة يصفها بالخداع والغش والمراوغة والنفاق والمرض والفساد: {ومن الناس من
يقول آمنا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين. يُخادعون الله والذين آمنوا
وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون. في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضاً، ولهم
عذاب أليمٌ بما كانوا يكذبون. وإذا قيل لهم لا تُفسدوا في الأرض قالوا إنما
نحن مصلحون. ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون...} الآيات إلى قوله تعالى
{إن الله على كل شيء قدير} [البقرة: 8-20]
وتارة يصفها بأنها كثيرة التحرج من فعل الشر وترك الخير، وأنها تلوم صاحبها
على ذلك باستمرار، كما قال تعالى: {لا أقسم بيوم القيامة ولا أقسم بالنفس
اللوامة} [القيامة: 1-2]
وتارة يُذَكِّرها بحقارتها وكبريائها {أوَلَمْ يَرَ الإنسان أناَّ خلقناه من
نطفة فإذا هو خصيم مُبين} [يس: 77].
وتارة يذكر تعالى أنه قد أقام عليها الحجة، فلم يبق لها عذر في تمردها
وعصيانها: {إناَّ هديناه السبيلَ إماَّ شاكراً وإماَّ كفورا} [الإنسان: 3]،
{ونفس وما سواها، فألهمها فجورها وتقواها} [الشمس: 7-8]
وتارة يصفها بالظلم والجهل {إناَّ عرضنا الأمانة على السماوات والأرض
والجبال، فأبين أن يحملها، وأشفقن منها، وحملها الإنسان إنه كان ظلوماً
جهولاً} [الأحزاب: 72].
وإذا كان الله هو خالق هذه النفس وهو أعلم بها منها، وقد أراد لها شرعاً أن
تقوم بالخلافة في الأرض، وبين لها طريق الخير وطريق الشر بما فطرها عليه من
معرفة الحسن والقبيح، فإنه لم يدعها لذاتها تتخبط في هذه الحياة دون هداية
وبيان، بل أرسل إليها الرسل وأنزل الكتب لبيان ما يصلحها، ويجعلها مصلحة
مرشدة تعمر الأرض بالتوحيد والإيمان والعمل الصالح وآخر كتاب نزل هو أكمل
الكتب المهيمن على كل الكتب السماوية السابقة، وهو (القرآن) وآخر رسول، وهو
(محمد) رسول الله صلى الله عليه وسلم، أفضل من نزل عليه جبريل في الأرض، وفي
هذا الكتاب هداية لأقوم سبيل، وفي هذا الرسول نور وهداية وخير، قال تعالى:
{إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم} [الإسراء: 9] {يا أيها النبيُّ إناَّ
أرسلناك شاهداً ومبشراً ونذيراً، وداعياً إلى الله بإذنه، وسراجاً منيراً}
[الأحزاب: 45-46] ولذلك أمرها ونهاها ورغبها ورهبها وبين لها ما ينفع وما
يضرها في الدنيا والآخرة.
فالقرآن الكريم والسنة المطهرة في حقيقة الأمر، ما موضوعهما إلا النفس
الإنسانية، في حال انفرادها أو اجتماعها، في سلمها وحربها، في عسرها ويسرها،
في حال رضاها وسخطها، وفي ثوابها وعقابها، وفي كل حالة من حالاتها.
وليفتح من يريد أن يعلم ذلك علم اليقين كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه
وسلم، ليرى أن هذه النفس هي المقصودة بكل كلمة، وكل أمر ونهي، وكل ترغيب أو
ترهيب، وثواب أو عقاب، أو غير ذلك.
لذلك فإن خطر هذه النفس عظيم وأمرها جسيم.
(99)
المطلب الثاني
أهل القرآن يصفون القرآن يصفون النفس وعظم خطرها
وإن الذي علم أن هذا القرآن إنما أنزل
لهذه النفس: يصفها، ويرشدها ويثيبها ويعاقبها، لهو أولى من يصفها -بعد كتاب
الله وسنة رسوله- وهو كذلك أدرى – بعد الله ورسوله – بعللها وأدوائها
وعلاجها، وتأمل هذه الجمل التي يصفها فيها أحد خبراء النفس هذه النفس:
"فالنفس جبل عظيم، شاق في طريق السير إلى الله عز وجل، وكل سائر لا طريق له
إلا على ذلك الجبل، فلا بد أن ينتهي إليه، ولكن منهم من هو شاق عليه، ومنهم
من هو سهل عليه، وإنه ليسير لمن يسره الله عليه، وفي ذلك الجبل أودية وشعاب
وعقبات ووهود، وشوك وعوسج وعليق وشرق، ولصوص يقطعون الطريق على السائرين لا
سيما أهل الليل المدلجين، فإذا لم يكن معهم عُدَد الإيمان ومصابيح اليقين
تتقد بزيت الإخبات، وإلا تعلقت بهم تلك الموانع، وتشبثت بهم تلك القواطع،
وحالت بينهم وبين السير، فإن أكثر السائرين فيه رجعوا على أعقابهم لما عجزوا
عن قطعه واقتحام عقباته.
والشيطان على قُلَّة ذلك الجبل، يحذر الناس من صعوده وارتفاعه ويخوفهم منه،
فيتفق مشقة الصعود وقعود ذلك المخوف على قتله، وضعف عزيمة السائر ونيته،
فيتولد من ذلك الانقطاع والرجوع والمعصوم من عصمة الله.
وكلما رقِيَ السائرُ في ذلك، اشتد صياح القاطع وتحذيره وتخويفه، فإذا قطعه
وبلغ قلته، انقلبت تلك المخاوف كلهن أماناً، وحينئذ يسهل السير وتزول عنه
عوارض الطريق ومشقة عقباتها، ويرى طريقاً واسعاً آمناً يفضي به إلى المنازل
والمناهل، وعليه الأعلام وفيه الإقامات قد أعدت لركب الرحمن، فبين العبد وبين
السعادة والفلاح قوة وعزيمة وصبر ساعة وشجاعة نفس وثبات قلب، والفضل بيد الله
يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم" [مدارج السالكين بين إياك نعبد وإياك
نستعين (2/7) لابن القيم].
ويصفها في مكان آخر بالجهل والظلم، وأنها منبع كل شر ومأوى كل سوء، وأن العبد
لا خلاص له من شرها إلا باللجوء إلى خالقها، قال:
"ويفيده نظره إليها – أي يفيد الإنسان نظره إلى النفس الأمارة بالسوء –
أموراً: منها أن يعرف أنها جاهلة، ظالمة، وأن الجهل والظلم يصدر عنهما كل قول
وعمل قبيح، ومن وصفه الجهل والظلم، لا مطمع في استقامته واعتداله البتة،
فيوجب له ذلك بذل الجهد في العلم النافع الذي يخرجها عن وصف الجهل، والعمل
الصالح الذي يخرجها عن وصف الظلم، ومع هذا فجهلها أكثر من علمها، وظلمها أعظم
من عدلها، فحقيق بمن هذا شأنه أن يرغب إلى خالقها وفاطرها أن يقيها شرها، وأن
يؤتيها تقواها ويزكيها فهو خير من زكاها، فإنه ربها ومولاها، وألا يكله إليها
طرفة عين، فإنه إن وكل إليها هلك، فما هلك من هلك إلا حيث وُكِلَ إلى نفسه...
فمن عرف حقيقة نفسه وما طبعت عليه، علم أنها منبع كل شر ومأوى كل سوء، وأن كل
خير فيها، ففضل من الله من به عليها، لم يكن منها، كما قال تعالى: {ولولا فضل
الله عليكم ورحمتهُ ما زَكَا منكم من أحد} [النور: 21] وقال تعالى: {ولكن
الله حبب إليكم الإيمان وزينه في قلوبكم وكره إليكم الكفر والفسوق والعصيان
أولئك هم الراشدون} [الحجرات: 7] فهذا الحب وهذه الكراهة لم يكونا في النفس
ولا بها، ولكن هو الله الذي من بهما..." [مدارج السالكين 1/220)].
ويصف ابن تيمية خطر هواها على صاحبه، وأنه لا يثبت على حال واحدة، بل إن ما
يزعم أنه حق يدعو إليه، ينقلب عنده باطلاً يعارضه ويحاربه، وما يزعم أنه باطل
يدعو إلى تركه ويظهر قبحه، ينقلب عنده حقاً يدعو إليه ويحارب من يكره.
قال رحمه الله: "والناس هنا ثلاثة أقسام: قوم لا يقومون إلا في أهواء أنفسهم،
فلا يرضون إلا بما يُعْطَونه، ولا يغصبون إلا لما يحرمونه، فإذا أعطي أحدهم
ما يشتهيه من الشهوات الحلال والحرام، زال غضبه وحصل رضاه، وصار الأمر الذي
كان عنده منكراً – ينهى عنه ويعاقِب عليه ويَذُم صاحبَه ويغضب عليه – مرضيا،ً
وصار فاعلاً له وشريكاً فيه، ومعاوناً عليه ومعادياً لمن نهى عنه وينكر عليه،
وهذا غالب في بني آدم يرى الإنسان ويسمع ما لا يحصيه. وسببه أن الإنسان ظلوم
جهول فلذلك لا يَعدِل، بل ربما كان ظالماً في الحالين، يرى قوماً ينكرون على
المتولي ظلمه لرعيته واعتدائه عليهم، فيرضي أولئك المنكرين ببعض الشيء،
فينقلبون أعواناً له، وأحسن أحوالهم أن يسكتوا عن الإنكار عليه، وكذلك تراهم
ينكرون على من يشرب الخمر ويزني ويسمع الملاهي، حتى يدخلوا أحدهم معهم في
ذلك، أو يرضوه ببعض ذلك، فتراه قد صار عوناً لهم، وهؤلاء قد يعودون بإنكارهم
إلى أقبح من الحال التي كانوا عليها، وقد يعودون إلى ما هو دون ذلك أو نظيره"
[الفتاوى (28/147)].
ويصف النفس بأنها أعظم خطراً من غيرها، لأنها ملازمة لصاحبها متصلة به لا
تفارقه، فهي تأمره من داخله، وتحول بينه وبين الخير من داخله كذلك، فلا فكاك
له منها.
قال: "ولهذا يبقى الإنسان عند شهوته وهواه، أسيراً لذلك مقهوراً تحت سلطان
الهوى أعظم من قهر كل قاهر – أي من المخلوقين – فإن هذا القاهر الهوائي
القاهر للعبد هو صفة قائمة بنفسه لا يمكنه مفارقته البتة.. بخلاف كل قاهر
ينفصل عن الإنسان، فإنه يمكنه مفارقته مع بقاء نفسه على حالها، وهذا إنما
يفارقه بتغير صفة نفسه" [الفتاوى (10/587)].
ويصف الإنسان في موضع آخر بأنه عبد هوى نفسه، يوالي من أجلها ويعادي من أجلها
كذلك، قال: "فالنفس مشحونة بحب العلو والرياسة، فتجد أحدهم يوالي من يوافقه
على هواه، ويعادي من يخالفه في هواه، وإنما معبوده ما يهواه ويريده، قال
تعالى: {أرأيتَ من اتخذ إلهه هواه؟! أفأنت تكون عليه وكيلاً}" [الفتاوى
(14/324) والآية من سورة الفرقان:43].