العلماء والمفكرون والجماعات والأحزاب الإسلامية في جميع البلدان العربية
والإسلامية، أنكروا ولا زالوا ينكرون حمل السلاح وتصويبه إلى صدور المسلمين
في البلدان الإسلامية، أو إلى المتعاقدين من غير السلمين للقيام بأعمال
يحتاج إليها المسلمون.
وينكرون تعكير الأمن في بلد مسلم، مثل المملكة العربية السعودية، ومع ذلك
لا زال الشباب الذين ينقصهم الفقه في الدين، وتسيرهم العواطف أو العناد،
مستمرين في مسيرتهم المعاكسة لما أنكرته جماهير الأمة.
وكان الواجب على شبابنا التأمل والتفكير في مخالفتهم لجماهير هذه الأمة،
أيمكن أن يكونوا هم على الحق والأمة كلها بما فيها علماء الشريعة على
الباطل؟
وكان بعض الناس يعللون ذلك الاستمرار [ولا يسوغونه] أن هذا الشباب أصبح
يائسا من الحياة، لأنهم لو وضعوا السلاح وسلموا أنفسهم للحكومة، فمصيرهم هو
الجمع بين التعذيب و الموت، وهم يفضلون أن يموتوا بعيدين عن زنزانات
التعذيب وما يدور فيها من إهانات...
ونحن لا نريد تكرار ما نادينا به شبابنا من الرجوع عن إصرارهم على حمل
السلاح في بلد مسلم، لم يحتله جيش الأعداء، ذاكرين لهم ما دل عليه كتاب
الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، على خطئهم في ما قاموا به من
تفجيرات...
http://www.saaid.net/Doat/ahdal/83.htm
http://www.saaid.net/Doat/ahdal/91.htm
http://www.al-rawdah.net/r.php?show=home&menu=a0_menu&sub0=allbooks&sub1=a5_hadath&p=7
واليوم وقد صدر الإعلان الذي تلاه ولي عهد المملكة العربية السعودية، نيابة
أخيه الملك فهد، فقد انتفى ذلك التعليل في استمراركم أيها الشباب على حمل
السلاح وتعكير الأمن في بلاد الأمن...
فاتقوا الله وضعوا السلاح عن كواهلكم وعودوا إلى آبائكم وأمهاتكم وأزواجكم
وأولادكم وأسركم الذين ملأتم قلوبهم حزنا، وأسلتم دموعهم فقدا، ودعوا شعبكم
ينعم بأمنه واستقراره، وارجعوا إلى الحق الذي ناداكم به علماؤكم وعقلاؤكم،
فالرجوع إلى الحق خير من التمادي في الباطل...
وإنا نذكركم إضافة إلى ما سبق بالأمور الآتية:
الأمر الأول: أن استمراركم على خطتكم
هذه، هي من البغي الذي قال الله تعالى فيه:
﴿وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ
اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى
الأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ
اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا
إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (9) إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ
إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ
تُرْحَمُونَ (10)﴾ الحجرات
الأمر الثاني: أن خطتكم هذه تحققون بها
[علمتم أم جهلتم] هدف من تعلنون أنكم تقاتلونهم، وهم اليهود والصليبيون
الذين يسرهم زعزعة الأمن في هذا البلد وكثرة الاضطراب فيه وعدم استقراره...
الأمر الثالث: أن الله تعالى أمر بالجنوح إلى
السلم، إذا جنح له العدو الكافر، كما قال تعالى: ﴿
وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ
إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (61)﴾ [الأنفال]
فكيف والذي دعاكم إلى إلقاء السلاح وأعلن لكم الأمان حاكم مسلم قدرتكم على
حربه لا تساوي شيئا بجانب قدرته، بجيشه ورجال أمنه وسلاحه وتعاون رعيته
معه؟ أليس أليست الاستجابة لدعوته أوجب وأولى؟
إننا يا شبابنا حريصون على حياتكم كحرصنا على حياة أمتكم التي أهدرتم
دماءها بدون حق، وحريصون على استغلال طاقاتكم في خدمة دينكم وأمتكم، بدلا
من إزهاق أرواحكم وتبديد طاقاتكم في غير طاعة الله تعالى...
ولو أن أرواحكم رفعت إلى بارئها تحت راية جهاد الأعداء الذين احتلوا
بلداننا وانتهكوا أعراضنا و استغلوا خيراتنا، في فلسطين والعراق وغيرهما من
البلدان الإسلامية، لكان في ذلك سرورنا وبرد قلوبنا، أما أن تراق دماؤكم
ودماء إخوانكم في بلدكم وتختلط أشلاؤكم وأشلاؤهم، وتتبدد طاقاتكم في
الإخلال بالأمن في بلدكم الآمن، فهذا مالا يرضاه الله ورسوله والمؤمنون
لكم...
نسأل الله أن يشرح صدوركم للاستجابة لما ندعوكم إليه مما نعتقد جازمين أنه
الحق، وبخاصة بعد إعلان تأمين من استسلم منكم طائعا مختارا...