لا يشك أحد يتتبع مسيرة الأوضاع في فلسطين، في أن أهم أهداف اليهود
والأمريكان وكل الدول الغربية التي أسهمت من اتفاقية أوسلو، كان القضاء على
"الحركة الجهادية" التي سموها "الانتفاضة"
هربا من المصطلح الشرعي الذي يعلمون تأثيره في نفوس الأمة المسلمة المعتدَى
عليها.
ولهذا انتقلوا من التسمية المحرفة "الانتفاضة"
التي لا زالت تشم منها رائحة شرعية دفاع الشعب الذي اغتصب اليهود أرضه،
ظلما وعدوانا، إلى تسمية جديدة
"الإرهاب" الذي يجعل عدوان المعتدِي
المغتصِب، على المعتدَى عليه المغتَصَب، مشروعا يجب دعمه.
فقد أزعجت تلك الحركة الجهادية المباركة اليهود، وهزت الأرض تجث أقدامهم،
برغم ضعفها المادي، ماليا واقتصاديا وإعلاميا وعسكريا، وعدم من يمدها من
أبناء جلدتها بما هو ضروري من السلاح الذي تدافع به عن ضرورات حياتها.
وبرغم ما يملكه اليهود من قوة اقتصادية وعسكرية ودعم سياسي ودبلوماسي ومالي
واقتصادي وعسكري من القوى الكبرى في العالم، وبخاصة الإدارة الأمريكية
البرتستنتية الصهيونية الأمريكية.
وقد حقق اليهود وأعوانهم ذلك الاتفاق، ظنا منهم أن الحركة الجهادية ستصطدم
بالزعماء الفلسطينيين الذين وقعوا الاتفاق، ولم يخيب أولئك الزعماء ظن
شركائها في اتفاق أسلو، فقد مارسوا ضد المجاهدين أنواعا من الإيذاء الذي
كان المجاهدون قادرين على الرد عليه بالمثل.
ولكنهم صبروا على ممارسة السلطة ضدهم أشد من صبرهم على عدوان أعدائهم من
اليهود، حرصا منهم على عدم إراقة دماء أبناء شعبهم، وتفويتا لفرصة تحقيق
هدف أعدائهم، الذين أرادوا ضرب بعضهم ببعض، ليصفو لهم الجو ويأمنوا من
الهجمات الجهادية الموجعة...
وقد أُجمِلَ بعضُ إيذاء زعماء السلطة الفلسطينية
للمجاهدين في الأمور الآتية:
أولاً – الاعتقالات [حملات الاعتقال
الجماعية التي قامت بها الشرطة الفلسطينية ضد حركات المقاومة الفلسطينية]
ثانياً – المداهمات
ثالثا - عملبات التعذيب
رابعاً - عمليات الاغتيال
خامساً ـ محكمة أمن السلطة
سادساً - التنسيق مع أجهزة الاستخبارات
الصهيونية
http://www.palestine-info.info/arabic/hoqoq/mumarsat.htm
لقد كان صبر المجاهدين الفلسطينيين على أذى أبناء جلدتهم من زعماء سلطة
أوسلو نوعا من أنواع الجهاد، الذي لا يقدر عليه إلا أولو العزم من الرجال
الذين باعوا أنفسهم لله مخلصين له الدين، ورجحوا احتمال المفاسد الصغرى،
وإن كانت شديدة على نفوسهم، على المفاسد الكبرى الأشد...
سبق ذلك اعتصام رجال الحركة الجهادية بحبل الله واجتماع كلمتهم على الحق،
وبعدهم عن الفساد الإداري والمالي، وإيثار بعضهم بعضا في حطام الدنيا،
وتنافسهم في جهاد عدوهم، وتتابع قوافلهم في ميادين الشهادة، يتقدمهم فيها
كبار قادتهم الذي سجلوا لأتباعهم القدوة الحسنة، فلم يعودوا يفكرون إلا في
رضا ربهم بجهاد عدوهم وتحرير أرضهم والدفاع عن ضرورات حياة شعبهم...
أولئك آبائي فجئني بمثلهم،،،،،،، إذا جمعتنا يا جرير المجامع
فأين زعماء سلطة أوسلو من هذه المعاني؟
فأين زعماء سلطة أوسلو من هذه المعاني الربانية السامية التي مضى عليها
سلفنا الصالح في عهد الرسالة النبوية والخلافة الراشدة، وما تلاها من عصور
العزة والكرامة؟
لقد ركنت سلطة أوسلو إلى الذين ظلموا الشعب الفلسطيني، من اليهود والصهاينة
الأمريكان، وخضعوا لهم خضوعا لا يليق بعزيز نفس وآبي ضيم، وتنافسوا في
مناصب وهمية، ترتب عليها تنازلات متتابعة عن حقوق الشعب الفلسطيني للعدو
اليهودي، وفساد إداري وخيانات مالية، وانفلات أمني بلغ ذروته هذه الأيام،
حيث اختطف بعضهم بعضا، واعتدى بعضهم بإطلاق النار على بعض.
ولم تتمكن جميع أجهزة هذه السلطة: التشريعي
منها والتنفيذي والأمني، ردم ما انفجر من قيح أسلو، لعدم وجود هدف ثابت
يجمعهم، إذ لكل ثلة منهم مصالح تسير هواها، ولكل زعيم مصلحة تسير هواه،
وتتعدد أسباب النزاع بينهم بتعدد تلك المصالح والأهواء، لفقدهم ما يملكه
المجاهدون، وهو ما أمر الله به هذه الأمة، بقوله: ((واعتصموا بحبل الله
جميعا ولا تفرقوا))
http://www.hrinfo.net/palestine/pchr/pr040717.shtml
تياران يتصارعان
وقد أعاد بعض الكتاب تنازع السلطة إلى تيارين اثنين، فقال:
"ولم تكن أحداث غزة الأخيرة سوى حلقة من حلقات هذا الصراع المحتدم الذي
تتشكل أدواته من طرفين أو تيارين رئيسيين:
التيار الأول: وهو ما اصطلح على تسميته الحرس
القديم أو قيادة تونس، أي رجالات السلطة القادمين من الخارج والقيادات
والكوادر والقاعدة التنظيمية الفتحاوية التي تساندهم. ويتزعم هذا التيار
الرئيس عرفات، ويضم إلى جانبه عددا من الوزراء وأعضاء اللجنة التنفيذية
والمجلس المركزي للمنظمة والمجلس الثوري لحركة فتح، الذين يمسكون بأزمّة
القرار السلطوي ويهيمنون على مفاصل الحياة السياسية الفلسطينية بحكم
تجربتهم النضالية ورمزيتهم الثورية التاريخية.
ويكافح هؤلاء لإبقاء الأمور على حالها دون أي تغيير أو تنازل عن مواقعهم
ومناصبهم وامتيازاتهم السياسية والتنظيمية.
التيار الثاني: ويتمثل في الجيل الجديد أو
أهل الداخل كما يطلق عليهم في بعض التوصيفات، أي العناصر الميدانية
والكوادر المحلية في حركة فتح التي استشعرت الحيف والظلم جراء تغول الحرس
القديم على مقدرات السلطة، وسيطرتهم على أهم مواقعها وأركانها ومفاصلها،
فأرادت التغيير، وتعديل الموازين المختلة، والوصول إلى مواقع صنع القرار،
إلا أنها كانت تصطدم –في كل مرة- بصدود الحرس القديم، وانعدام إرادة
التغيير لديه."
ويعتبر وزير الأمن الداخلي الأسبق العقيد محمد دحلان القائد الفعلي والمنظر
الأساسي لهذا التيار في قطاع غزة، فيما يتولى العقيد جبريل الرجوب دفته في
الضفة الغربية، إلى جوار عدد من الشخصيات مثل العقيد رشيد أبو شباك رئيس
جهاز الأمن الوقائي بالقطاع والعقيد سمير المشهراوي والوزير السابق زياد
أبو زياد وسفيان أبو زايدة وغيرهم."
http://www.aljazeera.net/special_coverages/Gaza_security_struggles/2004/7/7-20-1.htm
اليهود يرجحون بعض أفراد التيار الثاني
ومعلوم أن اليهود وأعوانهم من الأمريكان، يرجحون بعض أفراد التيار الثاني،
بل يشترطون أن يكونوا هم الذين يتولون الشئون الأمنية الفلسطينية، لقوة
الثقة بين الفريقين، كما يتضح من الرسالة الآتي نصها:
”رسالة من العقيد محمد دحلان (وزير الأمن لدى السلطة
الفلسطينية)
إلى شاؤول موفاز (وزير الحرب الصهيوني)
حضرة وزير الدفاع الإسرائيلي شاؤول موفاز المحترم
تحية طيبة وبعد:
بداية يجب أن تعلموا أننا نعمل ضمن تبعات وليس تنفيذاً لأوامر أحد
ونحن نؤمن تماما أن مصلحة شعبنا تقتضي القضاء على عصابات "المافيا" هذه
التي تنشر الفوضى في صفوف شعبنا وتثير النزاع والأحقاد بيننا وبينكم من اجل
أهدافهم الشخصية أو أهداف عبثية.
ولهذا تأكدوا تماما أننا لن نسمح لهؤلاء المتطفلين علينا وعلى شعبنا
بالبقاء في صفوف شعبنا، بل إننا سنستأصلهم ونستأصل آثارهم وأفكارهم حتى لا
يبقى في صفوف شعبنا إلا من يقبل التعايش معكم، وتأكدوا أيضا أن السيد ياسر
عرفات أصبح يَعُد أيامه الأخيرة ولكن دعونا نُذيبه على طريقتنا وليس على
طريقتكم، وتأكدوا أيضا أن ما قطعْتُهُ على نفسي أمام الرئيس بوش من وعود
فإنني مستعد لأدفع حياتي ثمنا لها.
السيد وزير الدفاع الإسرائيلي شاؤول موفاز:-
إننا نعلم أنكم دولة حضارية وديمقراطية مثلما أمريكا دولة حضارية
وديمقراطية، ونعرف أنكم لا تستطيعون أن تتعاملوا مع عصابات "مافيا" وهذا من
حقكم تماماً، ولكن تأكدوا أن هذه المرحلة انتهت بلا رجعة وابتدأ عصر
القانون والمحاسبة والسلطة الواحدة ولكن كل هذا يتطلب منا ومنكم التعاون
الكامل من اجل تحقيق هذه الأهداف التي تصب في مصلحة شعبنا وشعبكم، ولهذا
أناشدكم أن تكونوا أكثر مرونة في تعاملكم معنا وذلك من أجل مصلحة الهدف
الذي نعمل من أجله وهو السلام، ويجب أن لا تضطرنا باتخاذ خطوات غير محسوبة
قد تكلفنا فشل مخططنا أو إعاقته.
فالخوف الآن أن يُقدِم ياسر عرفات على جمع المجلس التشريعي ليسحب الثقة من
الحكومة وحتى لا يُقدِم على هذه الخطوة بكل الأحوال لا بد من التنسيق بين
الجميع لتعريضه لكل أنواع الضغوط حتى لا يقدم على مثل هذه الخطوة.
ونحن قد بدأنا بمحاولة استقطاب الكثير من أعضاء المجلس التشريعي من خلال
الترهيب والترغيب حتى يكونوا بجانبنا وليس بجانبه لكننا نخشى من المفاجئات.
أما بالنسبة لبقية المؤسسات التابعة لمنظمة التحرير مثل: المجلس الوطني
والمركزي فهذه أسماء يجب أن تنتهي وأن تُفرَغ تماماً من مضمونها وأتمنى أن
تمنعوها من الانعقاد داخل الضفة أو غزة مهما كلف الثمن وهذا يصب في مصلحتكم
قبل مصلحتنا.
السيد وزير الدفاع الإسرائيلي شاؤول موفاز:-
في النهاية لا يسعني إلا أن أنقل امتناني لكم ولرئيس الوزراء شارون
على الثقة القائمة بيننا ولكم كل الاحترام.
غزة
13/7/2003
التوقيع : محمد دحلان
وزير شؤون الأمن
المفوض لوزارة الداخلية
http://www.palestine-info.info/arabic/palestoday/reports/report2003/dhlan.htm
كما يرجحون تولي بعض رجال ما يسمى بالحرس القديم رئاسة الحكومة، لعزمهم على
تحقيق الهدف الأبرز من اتفاقية أوسلو، وهو الاقتتال بين الفلسطينيين الذي
يريح اليهود من الحركة الجهادية التي ألحقت بهم من الخسائر، ما لم تستطع
إلحاقه بهم الجيوش العربية مجتمعة:
"وكان محمود عباس/ أبو مازن قد ألقى سلسلة من المحاضرات في الفعاليات
الشعبية في الضفة الغربية وغزة دعا فيها إلى التخلي عن كل أشكال المقاومة
المسلحة في الضفة والقطاع كما في الأراضي المحتلة عام 1948، سواء كانت
أهدافها "مدنية" أو عسكرية. وقد نشر من هذه المحاضرات نص تلك التي ألقاها
أمام رؤساء اللجان الشعبية في قطاع غزة في صحيفة "الحياة" يوم 26/11/2002 .
وتبع ذلك عدد من المقابلات الصحفية مع أبي مازن بالاتجاه نفسه نذكر منها
تلك التي نشرت في "الراية" القطرية يوم 1/12/2002، وفي "الشرق الأوسط" يوم
8/12/2002، وقبلها في "الأهرام" يوم 1/12/2002.
ولكن نص المحاضرة المنشورة في "الحياة" في 26/11/2002 يبقى الأكثر خطورة
وإثارةً للجدال، لأنه النص الذي تفوح منه رائحة الفتنة والدعوة للاقتتال
الفلسطيني- الفلسطيني، كبديل لمقاومة الاحتلال. ولا يمكن لوقف كل أشكال
المقاومة المسلحة إلا أن يكون شعار التفكك والاقتتال الداخلي الفلسطيني،
فهذا هو الدور الأمني المطلوب تنفيذُه من السلطة كي تثبت حسن نيتها للطرف
الأمريكي-الصهيوني: السعي لإنهاء المقاومة بالقوة."
http://www.freearabvoice.org/arabi/maqalat/AbuMazen.htm
ومن أهم مهمات رجال أوسلو القضاء على الحركة
الجهادية:
"في ضوء الحملة الأمريكية- الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني والرئيس ياسر
عرفات، للقضاء على الانتفاضة ونزع سلاح المقاومة، أصبح محمود عباس "أبو
مازن" مطلبـًا أجمعت عليه كل القوى العالمية الفاعلة على الساحة الفلسطينية
سواء الحكومة الإسرائيلية أو الإدارة الأمريكية أو دول الاتحاد الأوروبي،
أو حتى بعض الدول العربية المجاورة لفلسطين، والقوى التي ليس لديها تأثير
على الساحة الفلسطينية، كشخصية قيادية بديلة عن الرئيس عرفات مقبولة
صهيونيـًا ودوليـًا، يؤمل منها القدرة على اتخاذ إجراءات عملية لوقف
المقاومة والانتفاضة، وتجريد حركات المقاومة الفلسطينية وخصوصـًا "حماس" من
أسلحتها، وفرض سلطة قوية تتعهد بحماية أمن الإسرائيليين كمدخل لعودة مسار
التسوية بشرط صهيونية أكثر إجحافـًا، وبسقف فلسطيني أقل انخفاضـًا من
السابق، ومن ثم تصفية القضية الفلسطينية.! "
http://www.alaraby.net/ay/modules.php?name=News&file=article&sid=486
أما قريع، فهو الذي أشرف على المفاوضات الفلسطينية اليهودية منذ انطلاقتها
في مدريد إلى أن تمت اتفاقية أوسلو التي كان هو رئيس الوفد الفلسطيني
فيها...
http://www.aljazeera.net/news/arabic/2003/9/9-8-20.htm
ما الفرق بين التيارين؟
وقد دلتنا التجارب على أن ذوي الأهداف المادية والمصالح الشخصية،
الذين يخضعون لضغوط الأعداء المحتلين، ويتنازلون عن حقوق شعبهم الفلسطيني
مرة تلو الأخرى، سواء كانوا من الحرس القديم أو الجديد، سوف يواصلون مسيرة
النزاع والخلاف الذي يحقق به عدو فلسطين هدفه الأبرز.
وأن رجال الحركة الجهادية الذين يبذلون أنفسهم وأولادهم وديارهم وأموالهم
في سبيل الله، لدفع عدوان المعتدين، هم الذين تجتمع كلمتهم على الحق، ولا
يزالون يرفعون راية الجهاد حتى ينصرهم الله على عدوهم.
إلا أن التيار الثاني سيكون أشد حربا على المجاهدين الفلسطينيين، وأشد
التصاقا باليهود والصهاينة الغربيين...
ومعلوم أن من المجاهدين كتائب شهداء الأقصى وهم منتمون إلى منظمة فتح، وقد
نأوا بأنفسهم عن الصراع المادي الحادث بين منظمتهم، ونفوا قيامهم بشيء من
الاختطافات الأخيرة، لأن مهمة المجاهدين قتال عدوهم وليس الصراع مع أبناء
شعبهم، وإن اختلفوا معهم:
وقد نفت كتائب شهداء الأقصى -الجناح العسكري لحركة فتح التي يترأسها عرفات-
ضلوعها في المواجهات التي جرت أمس في رفح مع عناصر الاستخبارات الفلسطينية.
http://www.islamweb.net/php/php_arabic/readArt.php?id=67037
المجاهدون يدعون إلى الإصلاح
وهنا نجد رجال الحركة الجهادية لا ينأون بأنفسهم عن التشفي ممن آذاهم فحسب،
بل يحققون نوعا من أنواع الجهاد، وهو السعي في إصلاح ذات البين، بدعوة
المتنازعين إلى اجتماع كلمتهم على ما يحقق لشعبهم مصالحه، ويدفع عنه
مفاسده، والوقوف صفا واحدا ضد العدو المعتدي الذي اغتصب الأرض، وأهلك الحرث
والنسل:
رئيس المكتب السياسي لحماس يهاتف عرفات وأبا مازن بشأن التطورات في الأراضي
الفلسطينية المحتلة
خاص
صرّح مصدر مسؤول في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بأن الأخ
المجاهد/ خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس بادر بالاتصال الهاتفي
بالأخ/ ياسر عرفات رئيس السلطة الفلسطينية، والأخ/ محمود عباس رئيس الوزراء
السابق، حيث أكّد لهما حالة القلق التي يعيشها الشعب الفلسطيني، وكل محبّيه
والحادبين عليه من الاحتكام إلى السلاح والقوة في معالجة المشكلات
الداخلية، محذّراً من خطورة استمرار هذا النهج على الشعب الفلسطيني وقضيته
العادلة.
وقد دعا الأخ مشعل إلى ضرورة المعالجة الحكيمة للخروج من هذه الفتنة،
والاحتكام إلى الحوار كوسيلة لحلّ الخلافات بين أبناء الشعب الواحد، وتوجيه
السلاح باتجاه العدو الصهيوني فقط، مشيراً إلى أنه لا ينبغي أن نعطي الكيان
الصهيوني الفرصة للخروج من المأزق السياسي الذي يعيشه حالياً، خصوصاً في
هذا الظرف الذي تتعرّض فيه علاقات هذا الكيان للانتقادات الدولية، وبعد
صدور قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة بأغلبية ساحقة بتأييد قرار محكمة
العدل العليا بعدم شرعية الجدار الفاصل، ومطالبتها بهدمه.
http://www.palestine-info.info/arabic/palestoday/dailynews/2004/july04/21_7/details3.htm#1
ولو كان هذا النزاع قد حصل بين زعماء الحركة الجهادية [جنبهم الله إياه]
لما تأخر زعماء سلطة أوسلو، في غالب الظن، عن السعي الجاد في توسيعه سرا
وجهرا، ولرأيناهم يتبادلون الابتسامات والتهاني، تشفيا من زعماء الحركة
الجهادية المباركة!
المجاهدون يسعون إلى توحيد صفهم وصف خصومهم لجلب
مصالح شعبهم ودفع مفاسده:
[((لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ
أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ
ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً (114)]
فأي الفريقين أحق بنصر الله، وبعون هذا الشعب المظلوم: المجاهدون في سبيل
الله، أم الكادحون في سبيل المناصب الوهمية والفساد الإداري والمالي، الذين
يجوع الشعب وهم يشبعون، ويعرى الشعب وهم يكتسون، ويشرد الشعب وتهدم منازله
وهم يتمتعون بالسكنى المريحة والمعيشة الناعمة؟
[((أنزَلَ مِنْ السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا
فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَداً رَابِياً وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي
النَّارِ ابْتِغَاءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِثْلُهُ كَذَلِكَ
يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ
جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ كَذَلِكَ
يَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ (17))] الرعد.