هل تسمعون لهذا الرجل صوتا في وسائل الإعلام المتنوعة؟
هل تقرأون له بيانات منشورة؟
هل قرأتم أو سمعتم ما يدل على مواقفه مما يجري في المحافظات العراقية من
أحداث خطيرة متتالية؟
هل يظهر ناطق باسمه على الشاشات الفضائية يجيب عن أسئلة الصحفيين؟
ألا توجد أسباب تستدعي معرفة العالَم مواقفه من كل ما يجري في العراق، الذي
أصبح يحتل فيه أعظم قصور الحكم في عاصمة الخلافة، باسم سفير الولايات
المتحدة الأمريكية، وفي أعظم سفارة وأقواها وأخطرها في العالم؟
أليس غريبا أن تجري المقابلات الإعلامية مع بعض قادة الجيش الأمريكي في
العراق أو بعض جنوده، الذين يحرقون مدنه وقراه، ويهدمون مساجده وبيوت سكانه
على رؤوسهم بطائراتهم وصواريخهم، وبأفتك أسلحتهم ودباباتهم، فيكون جوابهم:
أنهم يفعلون ذلك بطلب من حكومة العراق المستقلة ذات السيادة الكاملة،
للقضاء على الخارجين على القانون والديمقراطية؟
ثم أليس غريبا أن تصدر التصريحات الرسمية عن المواقف الأمريكية من البيت
الأبيض، ومن وزارة الدفاع ووزارة الخارجية الأمريكيتين في واشنطن، ولا تصدر
بيانات عما يجري من دمار عسكري وتخبط سياسي ... من السفارة الأمريكية في
بغداد؟
هل السبب في ذلك أن السفير الأمريكي دبلوماسي، لا صلة له بالشئون العسكرية،
بل صلته بالحكومة العراقية كصلة سائر السفراء في العالم، تتعلق بالمصالح
المشتركة بين بلاده وبين هذه الحكومة؟
هل ما يجري في العراق من جيش بلاد السفير في محافظات العراق ومدنه وقراه من
قتل وتدمير، ناشئ عن اتفاق بين الحكومة العراقية المؤقتة، وبين الجيش
الأمريكي المحتل وليس للسفير في ذلك ناقة ولا جمل؟
و هل ما يقوم به الجيش الأمريكي من خراب ودمار في العراق، مبني فعلا على
موافقة الحكومة العراقية، كما يقول رئيس وزرائها؟
وهل المقصود من هذه الضربات الموجعة للمعارضين للاحتلال إخضاعهم لاستبداد
جديد مدعوم من قوة الاحتلال الطاغية، باسم الديمقراطية واحترام القانون
والنظام؟
وهل الهدف الرئيس لهذه الحملات الظالمة على المعارضين للاحتلال الأجنبي، مع
القضاء عليهم تسويغ استبعادهم من المشاركة في حكم البلاد، بحجة أنهم
إرهابيون أو يؤوون إرهابيين أجانب، كما نقل عن رئيس الوزراء العراقي:
"… أكد إياد علاوي رئيس الوزراء العراقي، أن القوات الأمريكية تشن هجماتها
علي مدينتي النجف والفلوجة بموافقة الحكومة العراقية, مؤكدا أنه سيتم
استثناء الفلوجة من التصويت في الانتخابات المقرر إجراؤها مطلع2005 في
حالة عدم السيطرة عليها, وتطهيرها من الإرهابيين الأجانب.
http://www.ahram.org.eg/Index.asp?CurFN=fron1.htm&DID=8244 "
ما الذي يجري في ما يسمى بالسفارة الأمريكية في
بغداد؟
هل "ديميتري نيجروبونتي" سفير أمريكي يرأس بعثة دبلوماسية حقا، أم
هو الحاكم الفعلي في العراق؟
ما سبب اشتداد الحملات العسكرية العدوانية الأمريكية على محافظات العراق
ومدنه وقراه، بعد أن حل السفير الأمريكي الدبلوماسي في قصور الحكم في
بغداد، محل من كان يسمى بالحاكم المدني "بريمر" قبله؟
وهل جميع التفجيرات التي تتم ضد الشرطة العراقية، والمدنيين العراقيين في
منازلهم وشوارعهم وأسواقهم ومدارسهم، بالسيارات المفخخة أو الصواريخ
والقنابل التي لا يعرف لبعضها مصدر، هي من فعل المقاومة العراقية، أو أن
هناك أيادي مشبوهة من المحتلين وإخوانهم الصهاينة وعملائهم المحليين
والعالميين، تتولى القيام بكثير من تلك الأعمال، لإثبات استمرار الإرهاب
وفقد الأمن اللذين تتخذهما قوات الاحتلال حجة لبقائها، حتى تحقق أهدافها
المرسومة لتغيير خريطة المنطقة تغييرا يمنح الدولة اليهودية الهيمنة
الكاملة على دولها وشعوبها؟
وهل كل ما يحصل من خطف للمدنيين وقتل بعضهم أو طلب مفاداتهم بالمال، هو من
فعل المقاومين الصادقين للاحتلال، أو أن تلك الأيادي المشبوهة وراء الكثير
من ذلك؟
لقد أصبحت قصور الحكم في بغداد وكرا لمجموعات الخبراء الأمريكيين، في جميع
التخصصات: من علماء السياسة، والدبلوماسية، وعلماء الاقتصاد، وعمالقة
الاستخبارات، وخبراء الإعلامي، و علماء التاريخ والجغرافيا والاجتماع،
وعلماء النفس، وعلماء التربية والتعليم، وفي كل من هذه التخصصات خبراء بكل
بلد من البلدان الإسلامية وبخاصة العربية منها... ولليهود الصهاينة الحظ
الأوفر في هذه المجموعات، لأنهم حجر الأساس في هذه الحملة الظالمة على
المنطقة...
إن كل ما يذكر من أهداف الاحتلال الأمريكي الظالم للعراق، من تجارة السلاح
والاستيلاء على مخزون البترول والهيمنة الإمبراطورية في القرن الحادي
والعشرين، كل ذلك صحيح لا نشك فيه.
ولكن يجب أن نعلم علم اليقين، بأن هدف الأهداف وأساسها كلها، هو التمكين
لليهود في المنطقة وسيطرة دولتهم سيطرة كاملة عليها، لأن هذا الهدف سيحقق
سائر الأهداف التي تطمع أمريكا في تحقيقها في المنطقة وفي العالم...
ومن هنا يجب أن نعلم أن مخططا مشتركا يجري في قاعات قصور الحكم في بغداد،
بين الصهاينة الأمريكيين برئاسة السفير الأمريكي اليهودي الصهيوني "ديميتري
نيجروبونتي" وبين المحتلين للأرض المباركة من اليهود.
وإن كثيرا من آلاف أعضاء بعثة هذا السفير، لا بد أن يكونوا قد اختيروا من
كبار يهود أمريكا الصهاينة الذين لا تعرف يهوديتهم بسبب حملهم للهوية
الأمريكية، يضاف إلى ذلك مندوبو الدولة اليهودية في فلسطين من سياسيين
وجواسيس وغيرهم، ممن فتحت أمامهم أبواب العراق بعد الاحتلال الأمريكي.
وهل اختيار أول سفير في بغداد من اليهود، جاء صدفة أو جاء بتنسيق واتفاق
بين الأمريكان واليهود ليتمكن هؤلاء من تنفيذ مآربهم وتحقيق أهدافهم
ويزداد الخطر على العراق وعلى المنطقة بأكملها، تعاون العملاء من العراقيين
مع السفير الأمريكي، و الذين حملتهم الدبابات الأمريكية، ومكنتهم من تولي
الحكم الصوري، الذي ينفذ في حقيقة الأمر السياسة الأمريكية التي كلف السفير
المذكور القيام بتنفيذها.
ومعلوم أن للأمريكان عملاء من كافة دول العالم، يرتبطون غالبا بالمخابرات
الأمريكية (C.I.A) سواء بقوا في بلدانهم أم غادروها إلى غيرها من البلدان
وكثير من هؤلاء العملاء لا يظهرون للناس إلا عندما يحين الوقت لتنفيذ
المهام التي أعدوا للقيام بها، فيصبح هذا رئيس جمهورية، وذلك رئيس وزراء،
وهذا قائد قوات مسلحة، وأخوه وزير أمن...وهكذا .
وهاهو قيح الترتيبات الصهيونية اليهودية في قصور الحكم في بغداد يطفح جزء
منه بزيارة رسمية لتل أبيب، حرفت إلى زيارة شخصية، قام بها مثال الألوسي
-العضو القيادي في المؤتمر الوطني الذي يترأسه أحمد الجلبي، والعضو المشارك
في المؤتمر الوطني العراقي، وهو ورئيس حزبه ممن حملتهم الدبابات الأمريكية
إلى بغداد.
http://www.islammemo.cc/news/one_news.asp?IDNews=43905
ولهذا يجب على أهل الحل والعقد من الشعوب العربية، أن يحذروا مما يدور في
السفارة الأمريكية أشد من حذرهم من الجيش الأمريكي، لا سيما ما عرف من ماضي
هذا السفير الذي تقلب في مناصب دبلوماسية وأمنية، لما لا يقل عن أربعين
عاما، في فيتنام، والفلبين، واليونان، و هندوراس مارس فيه النظام الحاكم
فيها المدعوم من الولايات المتحدة ومن سفيرها آنذاك "ديميتري نيجروبونتي"
حتى أطلق عليه بسبب ذلك أنه "رجل المهمات القذرة"
وكان آخر أعماله الدبلوماسية وظيفة مندوب الولايات المتحدة الأمريكية في
هيئة الأمم المتحدة، التي استعمل فيها نقض قرارات مجلس الأمن التي يشم منها
شيء من مصلحة الفلسطينيين، وحاول إقناع المجلس بمشروعية الحرب على العراق
ففشل.
ولهذا كافأته دولته بتعيينه سفيرا في أكبر سفاراتها في العالم كله، وهي
السفارة الأمريكية في بغداد التي سيكون عدد موظفيها أكثر من ثلاثة آلاف
موظف، والتي يدير فيها الآن مهماته، ليحقق للصهاينة الأمريكيين وأبناء جنسه
المحتلين في الأرض المباركة، الأهداف التي من أجلها احتل العراق، وهي تشمل
ترتيب العراق وترتيب خارطة المنطقة بأكملها.
http://www.alkhaleej.ae/articles/show_article.cfm?val=94184
هل "ديميتري نيجروبونتي" سفير في بغداد أو حاكم
جديد؟
أجاب عن هذا السؤال أحد الكتاب في الأهرام العربي:
(لقد قال نيجروبونتي كلامه هذا خلال جولة قام بها في بعض مدن الشمال
العراقي أمام قادة سياسيين أكراد، والأغرب من ذلك أن السفير الأمريكي عقد
عدة اجتماعات خلال تلك الجولة مع زعيمي الحزبين الكرديين الرئيسيين
البارزاني والطالـباني، والمسئولين في البرلمـان الكردي، وما يسمي بالحكومة
الإقليمية فـي أربيل ومحافظة السليمانية، وممثلي الأحزاب السياسية
والمنظمات غير الحكومية الكردية هناك.
ومعني هذا أن نيجروبونتي قام بما لم يقم به حتى الآن لا رئيس الجمهورية
المؤقت الشيخ غازي الياور، ولا رئيس الوزراء المؤقت إياد علاوي.
وإمعانا في( المسئولية الوطنية الفيدرالية) طالب الأكراد السفير
الأمريكي مساعدتهم في إلحاق مدن كركوك وخانقين وسنجار ذات القوميات
المتعددة بالإقليم الكردستاني المهيأ للانفصال في أي وقت.
وإذا لم يكن في الذي فعله السفير الأمريكي تدخلا في الشئون لداخلية لدولة
مستقلة ذات سيادة كما تقول بيانات الأمم المتحدة وخروجا عن حدود عمله
الدبلوماسي فماذا يمكن أن يكون؟
لا تفسير غير أن نيجروبونتي سفير الولايات المتحدة في بغداد يعتبر نفسه
ممثل دولة تحتل العراق بمعني الكلمة، وأنه يتصرف علي هذا الأساس. فالقوات
الأمريكية تصول وتجول في أنحاء العراق, والدبابات والمدرعات الأمريكية،
تتمخطر في شوارع المدن العراقية أكثر مما تتمخطر في الولايات المتحدة
نفسها, والطائرات الأمريكية لا تزال حتى هذه اللحظة تقصف المدن العراقية،
بالقنابل الثقيلة والصواريخ بموافقة رئيس الوزراء العراقي المؤقت أو بدون
موافقته, ومازال أكثر من مائة وخمسين مستشارا أمريكيا يحددون اتجاهات
وقرارات الوزارات العراقية السيادية وغير السيادية, ومازالت صادرات النفط
العراقي تحت الوصاية الأمريكية التي تحدد أين تذهب وما هو سعرها، وكيفية
التصرف بعائداتها.
الذي تغير هو الاسم فقط: القوات متعددة الجنسيات بدلا من القوات
الأمريكية. وسفير الولايات المتحدة نيجروبونتي بدلا من رئيس الإدارة
المدنية الأمريكية السفير بول بريمر.)
الأهرام العربي:
http://arabi.ahram.org.eg/arabi/ahram/2004/8/21/MKAL3.HTM
هذا هو السفير الأمريكي الذي يندر أن يذكر في الفضائيات العربية، كما يذكر
زعماء الحكومة العراقية، أو بعض قادة الجيش الأمريكي وأفراده.
فهل هو بريء مما يحدث اليوم في العراق من فوضى، وقتل وتدمير، أو هو الذي
يحرك ذلك ليسوغ لدولته البقاء في العراق بحجة عدم الأمن وانتشار الفوضى
والإرهاب؟
ليت خبراء السياسة العرب الأمناء على أوطانهم، ورجال الاستخبارات منهم،
وأجهزة الإعلام، ومن عنده وسائل لما يجري هناك، يبصرون أمتهم بما يدور في
قصور الحكم في العراق، ليؤكدوا لها الحقيقة عن هذا الرجل بمزيد من الأدلة
الموثقة، أهو سفير أم حاكم أشد خطرا على العراق والمنطقة من الحاكم المدني
السابق؟