نحن لا نؤيد تفجير القنابل ولا السيارات الملغمة لقتل المدنيين، الأبرياء من
مناصرة المعتدين على البلدان الإسلامية أو غيرها من البلدان، سواء كانت تلك
التفجيرات في أبراج أو قطارات أو غيرها، وسواء كان المفجرون من المسلمين أو
من غيرهم يهودا أو نصارى أو وثنيين، وقد أبدينا رأينا في ذلك يوم وقعت
أحداث التفجيرات في نيويورك وواشنطن، ووقفنا أمام الشباب الذي أيد ذلك
وتحمس له، لأن الاعتداء على غير المعتدين ظلم وقتل للأنفس بدون حق، والله
تعالى قد حرم الظلم في كتابه، كما قال تعالى:
((وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ
يُقَاتِلُونَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ
الْمُعْتَدِينَ)) [البقرة (190)]
وقال تعالى:
((لا يَنْهَاكُمْ اللَّهُ عَنْ الَّذِينَ لَمْ
يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ
تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ
الْمُقْسِطِينَ (8) إِنَّمَا يَنْهَاكُمْ اللَّهُ عَنْ الَّذِينَ
قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا
عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُوْلَئِكَ
هُمْ الظَّالِمُونَ)) [الممتحنة (9)]
فالذين لم يقاتلون ولم يظاهروا المعتدين على قتالنا، قتلهم وقتالهم عدوان
وظلم ، كما هو واضح من آية البقرة وآيتي الممتحنة.
والذين يظاهرون المعتدين، قد لا تكون مظاهرتهم مباشرة، كعامة الشعوب التي
تدفع الضرائب المفروضة عليهم قانونا، وعندما يعلمون أن رؤساءهم الذي يدفعون
لهم الضرائب يعتدون بها على الشعوب الأخرى، يطالبونهم بالكف عن العدوان،
كما حصل من المتظاهرين الأمريكان والبريطانيين ضد حكامهم المعتدين، فلا
ينبغي قصدهم بالتفجيرات.
ويقول رسولنا ورسول العالم كله: (الظلم ظلمات يوم القامة)
ويمكن من يحب الاطلاع على رأينا تصفح ما تضمنته الرابطين الآتيين:
http://www.al-rawdah.net/r.php?show=home&sub0=allbooks&sub1=a5_hadath&p=2
http://www.al-rawdah.net/r.php?show=home&sub0=allbooks&sub1=a5_hadath&p=3
فقد حاولنا إقناع بعض شبابنا منذ بداية محنة بعدم شرعية تلك التفجيرات كما
هو واضح.
ولكنكم أنتم السبب
ولكن يجب أن لا ننسى أن قادة أمريكا قد تسلطوا على المسلمين تسلطا لا مسوغ
له، قبل الحدث وبعده، فهم يقفون دائما ضد المسلمين سياسيا ودبلوماسيا
وإعلاميا واقتصاديا وعسكريا.
وتبعهم بل سبقهم قادة المملكة المتحدة الذين هم السبب الأول في حدث ويحدث
في المنطقة، من يوم احتلوا البلدان الإسلامية ومنها العربية.
ومن أظهر اعتدائهم على المسلمين زرع الدولة اليهودية في قلب الوطن العربي
الإسلامي، ومناصرة اليهود على المسلمين والتنكيل بالشعب الفلسطيني المسلم.
ثم تولت ذلك دولة الطغيان البروتستانتي "أمريكا"التي لم تأل جهدا في مد
اليهود بكل وسيلة لاستمرار عدوانهم وسيطرتهم على الأرض المباركة فلسطين، بل
العدوان على البلدان العربية المجاورة الأخرى، ضاربة بكل توجيهات الأديان
السماوية، والقرارات والقوانين والأعراف الدواية، وراء ظهرها.
فما صدر قرار من هيئة الأمم المتحدة بما فيها ما يسمى بـ"مجلس الأمن" فيه
رائحة لنصر حقوق المسلمين والعرب، إلا تصدت له بما أعطيته من صلاحية ظالمة
فيه "حق النقض" تؤيدها في ذلك قدوتها الأولى في الظلم "بريطانيا"
وهي تملي بما آتاها الله من خيرات وقوة ابتلاء منه لها ولغيرها، تملي على
غيرها من الدول ما تشاء من سيطرة و انتقاص لسيادة الشعوب الإسلامية، وتنهب
خيراتها وتجمد أموالها إذا شاءت، وتحطم اقتصادها، وتتدخل في كل شأن من
شئونها، بما في ذلك العدوان على ضرورات حياتها، وبخاصة دينها وشريعتها.
هذه المواقف الصليبية اليهودية، ألهبت عواطف الشباب، فلم يعد – وإن كنا لا
نؤيد نتائج تلك العواطف – لم يعد يتحمل هذا الظلم وهذا العدوان على
المسلمين وعلى مقدساتهم، ففعل ما فعل، سواء كان في دولة الطغيان الصليبي
الجديد أمريكا، أو في ذيلها: بريطانيا.
ونحن مع حثنا هذا الشباب المتحمس على الكف عن نشاطاته التي عجلت لنا بعدوان
المعتدين ومصائبه التي أكلت الأخضر واليابس، نقول لأولئك القادة الظالمين:
إذا أردتم لشعوبكم أن تنعم بالأمن والسلام وتنجوا من الهلع والخوف الذي
أنزل بها، فعليكم أن تعودوا إلى أنفسكم وتدرسوا الأسباب التي أفقدت شعوبكم
أمنها، وأنزلت بها ما أنزلت بها وبغيرها من الشعوب من القلق والهلع،
وأقلعوا تلك الأسباب وكفوا عن ظلمكم وعدوانكم على الشعوب الإسلامية،
والتزموا بما تنادون به كذبا وزورا من الحرية والمساواة والديمقراطية وحقوق
الإنسان، فإذا أقلعتم عن تلك الأسباب الظالمة وأشعرتم الناس بأنكم تريدون
لهم الأمن كما تريدونه لأنفسكم ولشعوبكم، أقلع الشباب عن تهديد أمن شعوبكم،
لأنه لم يعد يجد لفعله مسوغا.
أما إذا بقيتم على ما أنتم عليه من الظلم والعدوان و الإهانة والإذلال
للشعوب الإسلامية والمناصرة لليهود المعتدين، فإن كثيرا من شباب المسلمين
سيصرون على مواقفهم منكم، ولا يستجيبون لنداءات آبائهم وعلمائهم ودولهم
بالكف عما مضوا فيه من محاربتكم، وتكونون أنتم السبب في هلع شعوبكم وفقد
أمنهم، وقد لحق الضرر الذي تسببتم فيه أنتم ببلدان المسلمين أنفسهم.
ولهذا فإننا نناشد الشعوب الغربية وبخاصة الشعبين الأمريكي والبريطاني،
الذين لا نريد لهما ضررا ونريد لهما الأمن والاستقرار، أن يقفا أمام
قادتهما موقفا حازما ليكفوا عن عدوانهم على المسلمين ويسحبوا جيوشهم
المعتدية على الشعب العراقي والشعب الأفغاني ويسحبوا قواعدهم من بلدان
المسلمين، فقد قتلوا أبناء هذه الشعوب، وأحرقوا الأخضر واليابس فيها، ولم
ينج كثير منهم من القتل، فلم السكوت على القادة المتهورين الذين تبعوا
أمثال فرعون وهتلر وموسيليني، وغيرهم ممن أوردوا قومهم شر مورد؟!
ويجب أن تعلموا أن كثيرا ممن يتعاونون من الحكام مع قادتكم في العالم إنما
يتعاونون معهم اضطرارا يريدون الحفاظ على مناصبهم، والحقيقة أنهم يكرهون
أولئك القادة، وأما الشعوب فإنها تكرهم وتلعنهم وقد تشتد كراهتهم لكم لأنهم
يعتقون أنكم تناصر قادتكم عليهم أو تسكتون على عدوانهم راضين به.
وإذا كنتم اليوم أقوياء والمسلمون ضعفاء، فقد يأتي يوم تتبدل الأحوال
وتتغير، والأيام دول يوم لك ويوم عليك، فاحفظوا نعمة الله التي سيغيرها
عليكم إن لم تغيروا ما بكم.
وفيمن سبقكم ما الأممم الظالمة عبرة، فاعتبروا