بسم الله الرحمن الرحيم

هل علمكم زعماؤكم تعظيم القبور وحرق المساجد؟!


هل رباكم زعماؤكم على تعظيم القبور والاستغاثة بها وحرق أماكن العبادة؟!

وقفت مشدوها أمام شاشات الفضائيات والمحطات الإندونيسية المحلية، وهي تنقل الصور المحزنة، لحرق المساجد والكنائس من قبل أنصار الرئيس الإندونيسي (عبد الرحمن بن عبد الواحد) انتصارا له، وتهديدا لخصومه من الأحزاب الذين يسعون على الإطاحة به، ولكني سرعان ما طردت عن نفسي العجب مما فعل القوم، فالغالبية العظمى منهم جهلة بحقيقة الإسلام، وغالبهم يعظمون القبور ويستغيثون بالموتى، ويؤمنون بالخرافات التي يؤمن بها الوثنيون، بل إن بعض زعمائهم يستعينون بالوثنيين وخرافاتهم، من أجل الانتصار على أعدائهم.

ما ذنب أماكن العبادة من المساجد والكنائس، التي قمتم بإحراقها؟

هل كان ذلك نتيجة لفقهكم دين الله الذي قامت جمعيتكم على أساسه ـ حسب ما نص عليه نظامها _ وهل قرأتم قول الله تعالى: (أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا آمنا ولولا دَفْعُ الله الناس بعضًهم ببعض لَهُدِّمت صوامعُ وبيَعٌ وصلوات ومساجدُ يذكر فيها اسم الله كثيراً، ولينصرنَّ الله من ينصره إن الله لقوي عزيز، الذين إن مكنَّاهم في الأرض أقاموا الصلاة، وآتوا الزكاة، وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر، ولله عاقبة الأمور ) [ الحج : 40-41 ]
هل قرأتم هاتين الآيتين ثم انطلقتم تنصرون الله بحرق بيوت الله (المساجد) والمعابد الأخرى (الكنائس) لأن الله مكن زعيمكم في الأرض، ولم يقم بأمر بمعروف ولا نهي عن منكر، بل لا زال يصرح بأن شريعة الله لا يمكن تطبيقها في هذا البلد المسلم، متبعا في ذلك أساتذة الاستشراق وأذنابهم؟!
ألا تخجلون من هذا العمل المشين الذي يظهر الإسلام في صورة منفرة تقشعر منها الأبدان، وتنفر منها العقول؟؟!!
إن هاتين الآيتين تدلان على أن المؤمنين الذين ينصرون الله فينصرهم يدافعون عن أماكن العبادة، لا أنهم يهدمونها ويحرقونها كما فعلتم.
ما موقف زعمائكم من أفعالكم؟ هل يسرهم أن تحرقوا المساجد والكنائس انتصارا لهم، ومحاولة لبقائهم على كراسي الحكم بما فعلتم وتفعلون؟!
ألا إنها لكارثة من كوارث الزعامات التي تدعي الإسلام، وهي تطعنه علنا طعانت!

كتبه
د . عبد الله قادري الأهدل