الانتخابات التشريعية في فلسطين تجري لأول مرة في الأرض المباركة، تظهر فيها
فئات متعددة متنافسة، وقد كانت من قبل خاصة بـ(الممثل الشرعي الوحيد –
منظمة التحرير الفلسطينية) التي انتهت باتفاقية أوسلو التي أدخلت المنظمة
في سجن محكم (زنزانة) أعدت لها بدقة ليكون قادتها وأتباعهم تحت السيطرة
اليهودية، بدلا من تهديدها لليهود من الخارج، وقد ظهر ذلك واضحا في
التنازلات المتتابعة التي تقدمها المنظمة لليهود كل يوم دون أن تنال منهم
شيئا يذكر.
وخروجهم من غزة، ما كان سببه إلا الضربات الجهادية التي لم يعودوا
يتحملونها رغم قوتهم المادية.
وغني عن البيان أن اليهود – في الأصل – لا يريدون لا المنظمة ولا غيرها مما
تسمى بالفصائل الفلسطينية، ولكن المنظمة هي الأقل شرا على اليهود من غيرها،
لأنها قد استؤنست وأصبحت غير قادرة على الخروج من المأزق الذي حشرت فيه في
اتفاقية أوسلو، ولهذا يعتبر اليهود وجود المنظمة درعا من دروعها التي تتقي
بها الهجمات الجهادية التي لم تتوقف إلا لتستعد للرجوع إليها، والتي لا
يعرف اليهود ما يخضعم للحق سواها.
وكل ما عدا المقاومة الجهادية هو مقبول عند اليهود بناء على مقدرتهم على
التحايل عليه والمكر بأهله، داخليا وخارجيا، أما المقاومة الجهادية فلا
طاقة لهم بها مهما استفحلت قوتهم المادية، لأن أصحاب هذه المقاومة لا
يقبلون غير العزة لله ولرسوله وللمؤمنين والذلة لأعداء الله، مهما طال
الزمن.
لذلك سمح اليهود للمنظمة في الدعاية الانتخابية في القدس، واعتقلوا أعضاء
المقاومة الجهادية وطرحوهم أرضا أمام العالم في الفضائيات التلفازية.
وجاء مندوبو قادة الصليبية الأمريكية قبل أيام من الدعاية الانتخابية،
رافعين صوتهم بالتحذير من دخول المقاومة الجهادية في العملية الانتخابية.
وفضحت وسائل إعلام الدولة الصليبية الأموال التي دفعتها أمريكا لإعانة
المنظمة على هزيمة المجاهدين من منظمة حماس.
ولهذا يتساءل الناس: لمن سيصوت الشعب الفلسطيني، للمقاومة التي قدمت قادتها
الواحد تلو الآخر مجاهدين في سبيل الله من أجل الدفاع عن الشعب وعزته، وعلى
رأسهم المجاهد الكبير المقعد "أحمد يس" ورفيق دربه "الدكتور الرنتيسي" أو
للمثلث المتمثل في البيت الأبيض وتل أبيب وفي رام الله المتعاون على تلك
المقاومة؟ سياسة وإعلاما ومالا.
http://www.aljazeera.net/NR/exeres/299F5A3E-33DA-4C2C-B4A6-C58813B22E01.htm
لمن سيصوت؟! الحكم والاختيار للشعب