بسم الله الرحمن الرحيم

يا روادَ منتديات الحوار


الحمد لله وبعد ،
فقد أحزنني كثيرا ما رايته من الإقبال الشديد على الموضوعات المضحكة أو الهزلية، أو المسائل الخلافية التي لا يتوصل المتحاورون فيها إلى نتيجة سليمة، بل كثيرا ما أرى بعض المتحاورين يغلب عليه الدفاع عن شخصه، والاهتمام في حواره بتحقير من يحاوره، وأحيانا اتهامه في قصده، مع العلم أن القصد لا يعلم حقيقته إلا الله تعالى.
وليس معنى هذا الدعوة إلى ترك الحوار وبيان الحق الذي يعتقده المحاور، ولكن المقصود الالتزام في الحوار بالأمور الآتية:

الأمر الأول: أن يكون المحاور على بصيرة وعلم بما يجري فيه الحوار، ولا يقحم نفسه فيما يجهله، ففي ذلك انزلاق إلى القول على الله بلا علم، وكشف الجاهل جهله لمحاوره.

الأمر الثاني: الالتزام بأدب الحوار، وذلك أن تكون أساليبه وألفاظه التي يختارها في خطاب من يحاوره اساليب وأفاظ مؤدبة، ليس فيه سباب ولا تهكم ولا سخرية، فإن هذه الأساليب السيئة لا يلجأ إليها في الغالب إلا العاجز عن إقامة الحجة والبرهان على آرائه

الأمر الثالث:
أن يدع المحاور الحوار، إذا أحس بأن حواره أصبح انتصارا لشخصه، لا للحق، أو إذا رأى أن الحوار قد أصبح عديم الجدوى، فالذي يدع الجدال، وهو محق له أجره عند الله، كما دلت على ذلك الأحاديث.

الأمر الرابع: أن يجعل المشترك نفسه في هذه المنتديات قارئا كان أو كاتبا، طالب علم مستفيد،، دون تعالم وتفاخر على الآخرين، فالتواضع يحبه الله، والكبر يبغضه الله. وليعلم من ظن نفسه أعلم من الآخرين أن فوق كل ذي علم عليم. وتعلمون أيها الإخوة أن كثيرا من المستركين في هذه الشبكة، لا يفصحون عن أسمائهم الحقيقية، وإنما يذكرون أسماء مستعارة، ولا يفصحون عن تخصصاتهم، وقد يكون من تحاوره ذا علم وثقافة يفوقك فيهما، وقد ترى رأيا يخالفه وتتهكم به، وقد يكون الحق معه، فينبغي أن يجعل كل واحد منا نفسه متعلما من غيره، وأن تعلم منه غيره.

الأمر الخامس: الصبر على قراءة الموضوعات الجادة وتدبرها، لتثبت معانيها في نفس القارئ، ولا ينبغي أن يضيع الإنسان وقته في المزاح والهزل وتوافه الأمور، فما أحوجنا إلى حفظ أوقاتنا وعد إهدارها، ولا مانع أحيانا من الترويح عن النفس بما هو مباح، ولكن لا نضيع أوقاتنا كلها في ذلك. ألا ترون ما نحن فيه يا إخوة من ذلة وهوان، ومن تربص أعدائنا بنا واحتلالهم أرضنا وتدنيس مقدساتنا، فهل يليق بنا أن يأخذ أعداؤنا أنفسهم في الجد الذي يهزمنا به، ونأخذ نحن أنفسنا بالهزل الذي يعتبر عونا لعدونا علينا.

الأمر السادس: لتعلموا إخواني أن هذه الشبكة وسيلم من الوسائل التي تمكننا من إيصال معاني الإسلام إلى من يجهلها من المسلمين وغير المسلمين، فلنغتنم هذه الوسيلة لهداية الناس وهداية أنفسنا، وأن نكون قدوة حسنة للناس، يتأثرون بنا ويستفيدون منا، ولا نكون قدوة سيئة نفتن الناس  .

هذه كلمة أحببت أن أختم بها آخر يوم من ضيافتي لمنتداكم، وأرجو الله تعالى لي ولكم التوفيق والسداد، وهو ولي التوفيق. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أخوكم في الله
عبد الله قادري الأهدل
23/ من شهر صفر لعام 1422هـ ـ 17/6/2001م