إخواني الكرام في المنتديات.
إنكم تشكرون على حماسكم لدينكم
ومتابعاتكم لما يكتب، وتأييد ما يبدو لكم أنه الحق، ونقد ما يظهر لكم أنه
يحتاج إلى نقد.
ولكن ذلك يحتاج إلى أمور مهمة لا بد
من مراعاتها:
الأمر الأول:
مواصلة الاجتهاد في طلب العلم وتحصيله من الكتاب والسنة وما استنبطه علماء
المسلمين منهما من قواعد وضوابط وأصول، مع الاهتمام بعلوم الآلة من لغة عربية
– بفروعها المتنوعة – ومن علوم الحديث، وعلوم التفسير، وأصول الفقه، ومباحث
الإيمان ( العقيدة ) السلفية المبسطة الفطرية المأخوذة من القرآن والسنة
…ودراسة ذلك كله على مشايخ العلم الأكفاء الذين يتبعون الرسول صلى الله عليه
وسلم في تعليمه وتزكيته ويكون سنة حسنة لطلابه.
الأمر الثاني:
معرفة أدب الخلاف، الذي دل عليه القرآن والسنة، وحض عليه علماء الإسلام في
كتبهم، كما في كتاب رفع الملام عن الأئمة الأعلام لشيخ الإسلام ابن تيمية
رحمه الله.
الأمر الثالث:
عدم إضاعة الوقت في الجدال الذي لا ينتهي إلى نتيجة إيجابية، لما فيه من ضياع
الوقت، والاشتغال بغير النافع المفيد. ومعلوم ثواب من ترك المراء وهو محق.
الأمر الرابع:
أن شبكة الاتصال العالمية وسيلة مشاعة، يطلع عليها كل من أراد الاطلاع من أهل
الأرض، وكثير من الناس – مسلمين وغير مسلمين – يتابعون المواقع الإسلامية،
وهم يجهلون حقيقة الإسلام، ولو وجدوا في هذه الوسيلة ما يجذبهم إلى هذه
الحقائق لاهتدى من يريد الهدى.
فإذا وجد فيها كثرة النزاع والخصام
والتنازع بين من يتصدون للكتابة فيها باسم أنهم طلاب علم – بل يعتقدون بأن كل
الكتاب علماء – نفروا من الإسلام وتحقق عندهم ما تردده وسائل الإعلام
المعادية للإسلام من أن المسلمين طبعوا على كثرة الكلام والخصام والتنازع،
وقلة العمل.
الأمر الخامس:
أن السخرية والاستهزاء ليسا من الآداب الإسلامية، وكذلك السباب والشتائم، فمن
صفات الرسول صلى الله عليه وسلم أنه لم يكن سبابا.
الأمر السادس:
أن الصحابة وعلماء الأمة الإسلامية كانوا يختلفون في كثير من الأمور
الاجتهادية في فروع العقيدة، والأحكام الفقيهة: الحلال والحرام والمندوب
والمكروه والمباح، ولم يكن خلافهم يفسد ذات بينهم.
وقد بين ذلك علماء الإسلام، ومنهم الإمام الشافعي وشيخ الإسلام ابن تيمية
رحمه الله في مواضع عدة من كتبه، ومنها مجموع الفتاوى، وكذلك ابن القيم في
كتاب إعلام الموقعين وغيره.
الأمر السابع:
أننا في حاجة إلى نشر ما يفيد المسلمين من الأمور الواقعة في هذا العصر
وتوعيتهم بها وحثهم على السعي الجاد في التعاون على البر والتقوى، والوقوف
صفا واحدا أمام أعداء هذا الدين، بالدعوة إلى الله وبيان محاسن الإسلام، ودفع
الشبهات بالحجج والبراهين، وإعداد العدة المعنوية والمادية لرفع راية
الإسلام، والذب عنه.
وقد هيأ الله تعالى هذه الوسائل
المتاحة للاتصال في هذا العصر، ولو استغلت استغلالا إيجابيا من قِبَلنا في
نشر الإسلام ودعوة الناس إليه بالحجة والحكمة والموعظة الحسنة والقدوة
الطيبة، لأنقذنا كثيرا من الناس وأخرجناهم من الظلمات إلى النور.