الحالة في فلسطين لا تخفى على أحد، أهلها يستغيثون، وينادون في الفضائيات
طالبين النجدة من إخوانهم المسلمين في الأرض، فلم يجدوا من ينصرهم على عدوهم،
بل وجدوا عامة زعماء البلدان الإسلامية-وبخاصة العرب الذين تحيط عواصمهم
بفلسطين-يحرسون اليهود على حدودهم، ويتعاملون معهم سياسيا، ودبلوماسيا،
واقتصاديا، بما يقويهم على المستضعفين في الأرض المباركة، ويحمون العلم
اليهودي الذي يرفرف مرفوعا في وسط تلك العواصم بالسلاح العربي الذي يوجهونه
إلى صدور الغاضبين على العدو من أبناء الشعوب الإسلامية.
والله تعالى يقول : ((وما لكم لا تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين من الرجال
والنساء والولدان الذين يقولون ربنا أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها واجعل
لنا من لدنك وليا واجعل لنا من لدنك نصيرا)) [النساء75]
ومعلوم أن الجهاد يكون فرض عين في
ثلاث حالات:
إحداها:
أن ينزل الكفار ببلد تعين على أهله قتالهم ودفعهم، فإذا لم يستطع أهل البلد
دفعهم تعين على من هم أقرب إليهم، فإن لم يستطيعوا تعين على الأقرب فالأقرب
حتى يعم المسلمين في الأرض كلها.
ونحن نعرف أن كثيرا من المسلمين مستعدون لمناصرة إخوانهم في فلسطين، كما
فعلوا في أفغانستان، وفي الشيشان، وفي البوسنة والهرسك، وفي مقدونيا... ولكن
الجيوش العربية التي يتعين عليها الجهاد ضد اليهود أكثر من غيرها، تحول بينهم
وبين جهاد العدو، بأوامر قادتهم الذين رضخوا لأوامر الصليبيين المعاصرين
واليهود.
وهنا سيتساءل من وضعت أمام رغبتهم في
الجهاد في الأرض المباركة العقبات، ما ذا علينا أن نفعل؟
والجواب
أن أبواب جهاد اليهود مفتحة أمامهم خارج الأرض المباركة، وعلى كل منهم أن يلج
إليه من الباب الذي يستطيعه:
فغالب اليهود في خارج الأرض المباركة، هم الذين يتعاطون الأسباب التي تمكن
اليهود في فلسطين من البقاء، وتقويهم بالمال والاقتصاد والسياسة
والدبلوماسية، والسلاح، وهم الذين يضغطون على الصليبيين المعاصرين –وعلى
رأسهم أمريكا- ليناصروا اليهود بكل ما أوتوا من قوة.
واليهود منتشرون في كل البلدان الإسلامية –ومنها بعض الدول العربية-
والأجنبية، على هيئة بعثات دبلوماسية، وشركات اقتصادية، وملحقين عسكريين
وثقافيين، وفنانين، وتجار سلاح ومخدرات، وسائحين... وكلهم حرب على الإسلام
والمسلمين، وبخاصة في الأرض المباركة(فلسطين)
فعلى جميع الشعوب الإسلامية أن تقاطع اقتصاد اليهود وتجارتهم، وشركاتهم،
وثقافتهم، وفنانيهم، وعدم التعامل معهم مطلقا، وهذا الباب يقدر عليه كل مسلم،
لأن أمامه من طرق الاستثمار وقضاء حاجاته المادية ما يغنيه عن اليهود
وأعوانهم.
وعلى المسلمين كذلك مقاطعة البلدان التي تناصر اليهود من الدول الغربية، فلا
يسافرون إلى تلك البلدان ولا يستعملون مواصلاتهم، إلا لضرورة أو حاجة بمنزلة
الضرورة، لأن السياحة في تلك البلدان تدر على أهلها من الأموال ما يعينها على
تقوية اليهود، والمقاطعة السياحية تضعفهم اقتصاديا، وتجعلهم يفكرون في
مواقفهم المعادية للمسلمين، والمناصرة لليهود.
وكذلك يعاملون الدول العربية التي اعترفت باليهود، وتبادلت معهم السفراء
وفتحت لهم مكاتب تجارية واقتصادية، هي في حقيقتها بمنزلة السفارات، بل هي
أوكار للجاسوسية اليهودية في عواصم تلك البلدان.
وعلى الهيئات والمجالس الشعبية التي بدأت نشاطها ضد ما يسمى بالتطبيع مع
اليهود، أن تواصل نشاطها، وتوسع دائرته في كل البلدان الإسلامية.
وليست مقاطعتنا لليهود وأعوانهم ببدع، فالكفار قاطعوا المسلمين منذ بدء
الرسالة المحمدية، كما حاصر المشركون الرسول وأصحابه في شعب أبي طالب ثلاث
سنوات.
واليوم أمريكا تحاصر الشعوب الإسلامية حصارا شديدا، بدون وجه حق، كما فعلت مع
السودان، ومع أفغانستان، ومع الباكستان، ومع إيران، ومع الشعب العراقي.(وهي
الآن تقصف الشعب الأفغاني المسلم بأحدث أسلحتها الفتاكة)
فهل يحل لأعدائنا ما يحرم علينا يا
أمة محمد!
وعلى كل قادر على مناصرة إخوانه
المجاهدين بالمال أن يدفع ما يقدر عليه لمن يوصله إليهم، فهم في أشد الحاجة
إلى المال، كما هو معلوم.
وعلى كل قادر من المسلمين على مضايقة اليهود وطردهم من أي بلد من بلدان
العالم أن يفعل ما يقدر عليه، من قتل أو ضرب أو إهانة وإذلال، لأنهم أعداء
محاربون.
وعلى كل قادر على ملاحقة اليهود ومضايقتهم، أن يلاحقهم في أسفارهم ومواصلاتهم
واتصالاتهم، وفي أماكن إقاماتهم، وفي متاجرهم، وفي بنوكهم، وفي فنادقهم
ومطاعمهم، ومراقصهم ومسارحهم، فلا تتركوهم يهنؤن بعيش، ما داموا ينغصون معيشة
إخوانكم في الأرض المباركة.
لقد أمر الله المسلمين أمرا جازما، بقتل عدوهم المحارب الذي نقض العهد، وخان
الأمانة، أينما وجدوه، وأمرهم بحصره والترصد له إلى أن يتوب من عدوانه ويعود
إلى رشده، كما قال تعالى: (( فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث
وجدتموهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد فإن تابوا وأقاموا الصلاة
وءاتوا الزكاة فخلوا سبيلهم إن الله غفور رحيم)) [التوبة: 5]
وإن ما يفعله اليهود اليوم في الأرض المباركة، لهو أشد وأنكى مما فعله
المشركون، وإفساد اليهود في بلدان المسلمين أشد من الإفساد الذي صنعه
المشركون.
ومعلوم أن الرسول صلى الله عليه وسلم، اعترض عير قريش وتجارتهم كما حصل في
بدر، وضرر تجارة اليهود وشركاتهم على المسلمين اليوم، أشد من ضرر تجارة
المشركين على الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه.
وأنا أعلم علم اليقين أن اليهود والصليبيين المعاصرين، وعملاء اليهود
والصليبيين المعاصرين، من بعض العلمانيين، والإعلاميين، ومن غسل اليهود
وأعوانهم أدمغتهم وعقولهم، فلم تعد تقبل نداء الحق الذي فيه عز المسلمين
وكرامتهم، ونصرهم على عدوهم، وإنما وقر في نفوسهم الخنوع والمذلة لأعدائهم،
وأصبحوا يخافونهم أشد من خوفهم من ربهم، أعلم علم اليقين أن هؤلاء سيطلقون
علينا ما اعتادوا على إطلاقه من الأوصاف على من ينادي بالحق: إرهابي! متزمت!
متطرف! .....
وسأقولها بملء فمي، وبأعلى صوتي، دون مخافة ولا وجل من أحد غير الله: نعم!
يجب عليَّ وعلى كل مسلم في الأرض، أن نجتهد في النكاية بأعدائنا اليهود،
وليقولوا عنا ما شاءوا من مصطلحات: إرهابيون، متطرفون، متزمتون، فنحن أحق
بإرهابهم من أن يرهبونا، أليس أعداء الله اليهود هم الذين قتلوا إخواننا
واحتلوا أرضنا، ودنسوا مقدساتنا، ورملوا نساءنا، وهدموا ديارنا، وأفسدوا
مزارعنا، وأذلوا علماءنا، وروعوا أطفالنا، ألسنا أحق بإرهاب من اعتدى علينا؟!
هل يحل لعدونا أن يرهبنا ويحرم علينا إرهابه؟!
ألم يشرع لنا الله في كتابه إرهابنا لعدونا؟
هل ما شرعه الله لنا في القرآن مما فيه عزنا وكرامتنا عيب علينا، وما شرعه
أعداؤنا مما فيه خزينا وذلنا خير لنا؟
ألم يتفوق أعداؤنا على قادتنا بوسائل إرهابهم، حتى أصبح عندهم القوة التي لا
تقهر؟!
ألم يقل الله تعالى: ((وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون
به عدو الله وعدوكم وءاخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم وما تنفقوا من
شيء في سبيل الله يوف إليكم وأنتم لا تظلمون)) [الأنفال: 60]
إذا كان الدفاع عن النفس والعرض والأرض إرهابا فعلى المسلمين جميعا أن يكونوا
إرهابيين.
أيها العقلاء إما أن ترهبوا عدوكم،
وإما أن يرهبكم عدوكم، فاختاروا ما يليق بكم!
http://www.alkoon.com/vb/showthread.php?s=&threadid=10137
شبكة الكون
http://www.islam-online.net/Arabic/news/2001-08/07/Article77.shtml