التصريحات السياسية التي سمعناها في اليومين الأخيرين، تدل على أن (C.I.A)
ستتزعم بعض الاستخبارات العربية، –ومنها أجهزة أمن الشرطة الفلسطينية-إضافة إلى
قادة اليهود بفئاتها: العسكرية، والمخابرات ... ولها حق النقض (الفيتو) لإيقاف
الحركة الجهادية التي قاربت السنة.
والهدف من ذلك: هو حشد جميع القوى المذكورة، ضد المجاهدين الصادقين المصابرين،
وبخاصة (حماس، والجهاد)
هذا الهدف لا بد له من وسائل، ومن أهمها
ما يأتي:
الوسيلة الأولى:
التنسيق والتعاون التامين، بين اليهود والسلطة الفلسطينية، بإشراف (C.I.A) على
مطاردة المجاهدين وتضييق الخناق عليهم، والحَوْل بينهم وبين الحصول على المال
.....
الوسيلة الثانية:
فتح السجون والمعتقلات الفلسطينية لملئها بالنشطين من المجاهدين.
الوسيلة الثالثة:
الحملات المشتركة، أو المنفردة من اليهود
والسلطة الفلسطينية على مقرات المجاهدين، لنزع ما يملكون من سلاح، واتهامهم
بأنهم إرهابيون مخالفون للقانون.
الوسيلة الرابعة:
الدعوة إلى مؤتمر دولي –على غرار مؤتمر شرم الشيخ الذي تزعمه الرئيس السابق
كلنتون الذي استجاب له الزعماء العرب، وإن مثل بعضهم وزراء كبار-لمحاربة
الإرهاب، وقطع كل الإعانات عن الإرهابيين( وبخاصة حماس والجهاد)
ووسائل أخرى، قد يظهر لنا بعضها، وقد يخفى بعضها الآخر، حتى يتم تنفيذها.
هل هذا من نسج الخيال، أو رجم بالغيب؟ لا. ولكنه مبني على مواقف وأحداث سابقة،
وتجارب متكررة من جميع الأطراف المذكورة.
ومعلوم أن اليهود قد اشترطوا على الشرطة الفلسطينية-في اتفاقية أوسلو-أن تقوم
هذه السلطة بكبح جماح الحركة الجهادية، وهذا من الشروط الأساسية التي يكررها
زعماء اليهود، عندما يخاصمون الرئيس الفلسطيني.
ومعلوم كذلك أنه عندما يتفق على شهر عسل بين الشرطة الفلسطينية واليهود، تشتد
المراقبة والتضييق على المجاهدين، فتقل العمليات الاستشهادية، ويزج بزعمائهم في
السجون، وتصادر أسلحتهم، فيصبح المجاهدون غرضا للشرطة الفلسطينية واليهود،
وعملائهم من الفلسطينيين.
ومن أهم أهداف اليهود والأمريكان من تحريش الشرطة الفلسطينية على المجاهدين،
إيجاد انشقاق بينهم، حتى يوجه كل طرف منهم رصاصه إلى صدور الآخر، ليتنفس اليهود
الصعداء بذلك، ولكن المجاهدين صبروا (صبر أيوب كما يقال) وتحملوا الإهانات من
أبناء عمهم وأبناء جلدتهم ليفوتوا هذا الهدف الخبيث.
في الختام أريد أن أوجه أربع رسائل
لأربعة أطراف:
الرسالة الأولى:
أيها المجاهدون اثبتوا على الصبر والمصابرة، وقوموا في جهادكم بما تقدرون عليه،
ولكل حالة شأنها، وسيبارك الله في أعمالكم وجهودكم، ولو قلت إمكاناتكم، وإذا لم
يتم النصر اليوم، فسيتم غدا، والله لا يخلف وعده. وأنتم يا أبناء الشعب
الفلسطينى عليكم أن تقفوا في خندق إخوانكم المجاهدين، فهم الذين سيكتب الله
النصر على أيديهم، فاعتصموا معهم بحبل الله وأبشروا بنصر الله لكم.
الرسالة الثانية:
إلى السلطة الفلسطينية: إن اليهود لا يوفون
بوعد، ولا يحافظون على عهد، وتاريخهم كله فساد وإفساد، ومواقفهم من الله ومن
رسله، ومن عباد الله معروفة بأنها عصيان وتمرد وخداع وتعالٍ على خلق الله، فلا
تأمنوهم على أنفسكم وشعبكم ومقدساتكم، فلا فرق عند اليهود بينكم وبين
المجاهدين، إلا أنهم يطمعون قيامكم بتنفيذ أوامرهم في القضاء على رجال الجهاد،
ثم يقوموا هم بالقضاء عليكم، ليطردوكم إلى الأردن، وأنتم تعلمون أن هذا من أهم
أهدافهم، كما فصل ذلك نتنياهو في كتابه (بلدة تحت الشمس) وهو سيتولى السلطة
قريبا بعد شارون. إن اليهود يريدون أن تقولوا غدا: (أكلت يوم أكل الثور
الأبيض!)
الرسالة الثالثة:
الزعماء المسلمين، وبخاصة العرب. يجب أن تحمدوا
الله أن جعل المجاهدين يشغلون اليهود في عقر دارهم، بدلا من الإعداد لاحتلال
المزيد من أراضيكم وغزوكم في دياركم، وهم لا يرضون بدون دولتهم الكبرى، من
النيل إلى الفرات، ولهم مناطق تاريخية يزعمون أن من واجبهم تحريرها، وفي الكتاب
السابق (بلدة تحت الشمس) تفسير واضح لهذا الهدف عند اليهود. فانصروا إخوانكم
المجاهدين، بالمال إن لم تفعلوا بالسلاح والرجال، ولا تخذلوهم ففي خذلانكم لهم
خسارة فادحة ستعود عليكم بالوبال في الدنيا والآخرة، وإلا تفعلوا كل ذلك فكفوا
أذاكم عنهم ولا تنصروا أعداء الله اليهود والصليبيين المعاصرين عليهم.
الرسالة الرابعة:
إلى الشعوب الإسلامية: لا تنسوا إخوانكم
المجاهدين، الذين ينوبون عنكم نيابة غير كافية، بجهاد أعداء الله وأعدائكم،
وإذا كنتم لا تقدرون على الجهاد بالنفس في صفوفهم، بسبب حراسة الدول العربية
المحيطة بفلسطين ليؤمنوا اليهود من دخولكم إلى الأرض المباركة، فلا تتركوا ما
تقدرون عليه من نصركم لإخوانكم بالمال، وهو فرض عليكم، وليس صدقة، وبالدعاء لهم
وتثبيتهم، ومطالبة زعمائكم بعدم الوقوف ضدهم هم، مع أعدائهم