المسلمون والعيد!


وَالآنَ يَا إِخْوَتَنَا ***** أَطَلَّ يَوْمُ عِيدِنَا
فَلْنَلْبَسِ الْجَدِيدَا  ***** وَنُنْشِدِ النَّشِيدَا
وَلْيَأْتِ فِي الْمُقَدِّمَهْ  ***** أَكْلُ لَذِيذِ الأَطْعِمَهْ
وَلْنَرْكَبِ الْخُيُولاَ  ***** وَلْنَطْرُدِ الْخُمُولاَ
فَالْيَومُ يَوْمُ فَرَحِ  ***** وَطَرَبٍ وَمَرَحِ
وَهَاهُنَا قَالَ الْكَبِيرْ  ***** عَبْدُ الْمُهَيْمِن الْخبِيرْ
لَكِنْ أَخُونَا الْحَسَنُ ***** يَبْدُو عَلَيْهِ الْحَزَنُ
قُومُوا إِلَيْهِ لِنَرَى ***** إِنْ كَانَ خَطْبٌ قَد عَرَا
فَقَالَ عَبْدُ الْبَرِّ ***** مُسْتَوْضِحاً للأمْرِ
مَالِي أَرَاكَ مُتْعَبَا ***** وَغَاضِباً مُكْتَئِبَا
فِي يَوْمِ عِيدِ الْمُسْلِمِ  ***** وَلِمْ تَكُنْ بِالْمُعْدِم
فَقَالَ يَا إخْوَانِي ***** جَدَّدْتُمُ أَحْزَانِي
كَيْفَ يُسَرُّ الْمُسْلِمُ ***** بِالْعِيدِ وَهْوَ يَعْلَمُ
بِالْقَتْلِ وَالتَّشْرِيدِ ***** فِي يَوْمِ هَذَا الْعِيدِ
لِلإِخْوَةِ الأَطْهَارِ ***** مِنْ قِبَلِ الْكُفَّارِ
وَبَعْضُهُمْ مِنَ الظَّمَا ***** وَالْجُوعِ رُوحاً أَسْلَمَا
بَلْ كَيْفَ يَلْهُو الْمُسْلِمُ ***** مَا دَامَ كُفْرٌ يَحْكُمُ
وَلَيْسَ لِلْقُرْآنِ ***** هُنَاكَ مِنْ سُلْطَانِ
أَلَيْسَ عِيدُ الْفِطْرِ ***** قَدْ جَاءَ بَعْدَ بَدْرِ
وَكَانَ فِيهَا النَّصْرُ ***** لَنَا وَذَلَّ الْكُفْرُ؟
وَأَخَذَ الْمُكْتَئِبُ ***** أَمَامَنَا يَنْتَحِبُ
وَكُلُّنَا قَدْ أَدْرَكَا ***** السِّرَّ فِي هَذَا الْبُكَا
قَالَ الْحُسَيْنُ عَجَبُ ***** لأَمْرِنَا أَنَطْرَبُ
وَالْمُسْلِمُونَ فِي حَزَنْ ***** لَقَدْ نَصَحْتَ يَا حَسَن
وَخَيَّمَ الْوُجُومُ ***** وَعَمَّتِ الْهُمُومُ
وَذَابَتِ الأَفْرَاحُ ***** وَرَسَتِ الأَتْرَاحُ
وَسَالَتِ الدُّمُوعُ ***** وَانْتَحَبَ الْجَمِيعُ
فَقَامَ فِينَا الْحَسَنُ ***** يَنْصَحُنَا وَيُعْلِنُ
دَعُوا الْبُكَاءَ الْبَائِسَا ***** خَابَ الَّذِي بِهِ ائْتَسَى
قُلْنَا أَلَسْتَ الْبَادِيَا ***** قَالَ وَلَكِنْ حَادِيَا
إِلَى الْجِهَادِ الدَّائِمِ ***** وَالْحَفْزِ لِلْعَزَائِم
لِنَصرِ إِخْوَانٍ لَنَا ***** أَذَلَّهُمْ أَعْدَاؤُنَا
فَعَاهِدُوا بِأَنَّكُمْ ***** جُنْدٌ لِنَصْرِ دِينِكُمْ
بِالنَّفْسِ وَالأَمْوَالِ ***** وَكُلِّ أَمْرٍ غَالِ
قُلْنَا نَعَمْ نُعَاهِدُ ***** وَأَنْتَ فِينَا الْقَائِدُ
فَسِرْ بِنَا فِي حَرَكَهْ ***** لِخَوْضِ أَيِّ مَعْرَكَهْ
وَلِمُصَلَّى الْعِيدِ ***** سِرْنَا مَعَ التَّرْدِيدِ
لِلْحَمْدِ وَالتَّكْبِيرِ ***** لِرَبِّنَا الْقَدِيرِ
وَصَارَ كُلُّ هَمِّنَا ***** إِرْضَاؤُنَا لِرَبِّنَا
نَخُصُّهُ بِالرَّغَبِ ***** وَخَشْيَةٍ وَالرَّهَبِ
هُنَا انْبَرَى مُحَمَّدُ ***** وَحَمْزَةٌ وَأَحْمَدُ
وَمَعَهُمْ أَسَامَةُ ***** وَاتّفَقَ الأَرْبَعَةُ
أَنْ يَرْفَعُوا الإنْشَادَا ***** وَيَتْبَعُوا الْمِقْدَادَا
وَرَدَّدَ الإِخْوَانُ ***** لَبَّيْكَ يَا رَحْمَانُ
حَيَّ عَلَى الْجِهَادِ ***** لِكُلِّ بَاغٍ عَادِ
وَلْيَسْقُطِ الطُّغَاةُ ***** وَلْيَثْبُتِ الدُّعَاةُ
ولْيَعْلَمِ الْيَهُودُ ***** أَنَّا هُنَا جُنُودُ
نُحَطِّمُ السُّدُودَا ***** وَنَطْرُدُ الْقُرُودَا
مِنْ اَرْضِنَا الْمُبارَكَهْ ***** إلَى الْبِحَارِ الْمُهْلِكَهْ
وَكُلُّ مَنْ وَالاَهُمُ ***** سَيَحْتَسِي كَأْسَهُمُ
وَنَصْرُنَا مُحَقَّقُ ***** وَمَنْ سِوَانَا مُخْفِقُ (1)

““““““““““““““““““““““““““““““
[1] -أجرى الناظم هذا الحوار على لسان أبنائه التسعة المذكورين.
(وهي قطعة من منظومته: جوهرة الإسلام)

د . عبد الله قادري الأهدل