جَلَّ المصابُ
رثاء لفضيلة الشيخ عمر محمد فلاتة رحمه الله ( 1 )


أفنيت عمرك في الخيرات يا عمر ======== ولم تزل ساعيا حتى أتى القدر
شمرت تطلب علم الشرع محتسبا ======== فنلت منه الذي قد كنت تنتظر
ثم اتجهت لنشر العلم مجتهدا ======= تهدي الشباب الذي في الأرض ينتشر
وكنت في الدار للطلاب خير أب ======== وخير شيخ يواسيهم ويصطبر
وروضة الخير كم أصغت بها أذن ======= وأنت تشرح ما يُقضَى به الوطر
وكنت للباز عونا في قيادته ========= سفينة العلم، والتاريخ مُستَطَر
وجلت في مشرق الدنيا ومغربها ======== تسقي القلوب هدى كالمزن ينهمر
لقد عرفتك في الأسفار عن كثب ======= أبدى خلالَك لِي يا شيخنا السفرُ
حلم ولين وإيثار ومرحمة ========== وذلة أصلها القرآن والأثر
كانت رياضك والقرآن بغيتنا ========= تسعين فجرا فطاب الغيث والثمر
سالت دموعك في الحمرا وقرطبة ========== على مآذن بالصلبان تختمر
جل المصاب وعم الخطب طيبتنا ======== والأرض تنعاك والأفلاك والقمر
وروضة المصطفى يا شيخنا فقدت ======= ما كنت تبسط من علم وتختصر
والدار قد أظلمت أرجاؤها حزنا ======== وطالبو الدار كالأيتام قد وُتِروا
وأطرق الغرب مثل الشرق في أسف ======== على فراقك إذ وافى به الخبر
ونحن ننعاك للدنيا وواجبنا =========== أن نرتضى ما به قد أنزل القدر
فالموت حق وما في الخلق من أحد ========= بمفلت منه لا جن ولا بشر
والله نسأل أن تغشاك رحمته ========= وأن تنال الرضا والفوز يا عمر
===========================
( 1 ) داعية إسلامي ، ومدرس بالمسجد النبوي ، ومدير دار الحديث المدنية ، وكان أمينا عاما للجامعة الإسلامية في المدينة المنورة ، ورئيسا لمركز الدعوة في الجامعة ، ثم مديرا لمركز السنة فيها ، وقد جمعني به العمل في الجامعة ، كما رافقته في رحلتين دعويتين استغرقتا تسعين يوما …….

د . عبد الله قادري الأهدل