هل ننجح في الامتحان
1 - نجاح السلف.
لقد امتحن الله سلفنا الصالح عندما
كلفهم حمل هذا الدين، عقيدة وشريعة وعملا صالحا، وتعلما وتعليما ودعوة إلى
الله وجهادا في سبيله، فنشروا دين الله في كل صقع من أصقاع الأرض استطاعوا
الوصول إليه، فأسعدوا البشرية بدين الله، وأضاءوا بنوره الأرض، فمكن الله لهم
فيها، فأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر وعمروا
الأرض بطاعة الله، وقادوا العالم إلى رضا الله.
2 - فشل الخلف:
ثم أخذ الإيمان يضعف في نفوس المسلمين
شيئا فشيئا، فضعف تبعا لذلك التطبيق العملي لأوامر الله ونواهيه، ُثم فشا
فيهم الجهل، وحل بهم التنازع والتفرق وأعقب ذلك كله الفشل والذلة والخضوع
لأعداء الإسلام الذين سلطهم الله على المسلمين، فاحتلوا بلدانهم بقوة السلاح،
وعقولهم بفاسد الأفكار، وربوا كثيرا من أبنائهم على ذلك واستغلوا خير اتهم،
وأصبحوا سادتهم، يأمرونهم فيأتمرون، وينهونهم فينتهون، بعد أن قضوا على آخر
رمز لوحدتهم، وهي الخلافة الإسلامية، كان ذلك كله تأديبا من الله للمسلمين
على ما فرطوا فيه من إقامة دينه وإعلاء كلمته.
3 - صحوة وجهاد:
ولقد صحا رجال في الشعوب الإسلامية،
تحرك في نفوسهم الإيمان القوي والغيرة الربانية على دينهم وأوطانهم، فحملوا
بيارق الجهاد ورايات كلمة التوحيد، وقادوا جماهير المسلمين لإعلاء كلمة الله،
ضد أعداء الله الذين احتلوا بلادهم وأفسدوا أدمغة شبابهم، فطردوا جحافل
جيوشهم المدججة بالسلاح الفتاك، وقدموا ملايين الشهداء في بلدانهم من
إندونيسيا وما جاورها في أقصى الشرق إلى المحيط الأطلسي في أقصى الغرب، ومن
عدن في الجنوب إلى بلدان الشام والعراق وتركيا في الشمال.
4 - مكر وإفساد:
ولكن أعداء الإسلام لم يجروا إذيال
الهزيمة العسكرية، إلا بعد أن استعبدوا كثيرا من شباب الأمة الإسلامية،
بتفريغ ما في عقولهم من معاني الإسلام، وملئها بوساوس الشيطان، وبتفريغ ما في
قلوبهم من عواطف الإيمان، وملئها بحب الشهوات والفسوق والعصيان، ومكنوهم من
السيطرة على الشعوب الإسلامية، لينوبوا عنهم في حكمها وتنفيذ مخططاتهم فيها،
بكل الوسائل المتاحة في تلك الشعوب: التعليم والإعلام والسياسة والاقتصاد
والجيش والشرطة والقوانين والمحاكم، وغير ذلك، فنفذ حكام الشعوب الإسلامية
الذين مكن لهم أساتذتهم المعتدون في تلك الشعوب، ما لم يكن أولئك السادة
يطمعون في تنفيذه فيها بأنفسهم.
5 - رب ضارة نافعة:
وشاء الله تعالى أن يفد إلى بلدان
المعتدين أعداد كثيرة من المسلمين، من طالبي الرزق المادي، أو بعض العلوم
المفقودة في البلدان الإسلامية، وأن يستوطن أولئك الوافدون في بلاد الغرب،
حتى لا توجد دولة من الدول الغربية تخلو من المسلمين، قل عددهم أو كثر.