مرت فترة على المسلمين ضعفت فيه دولتهم، بل اضمحلت وهوت، فتأخروا في كل شؤون
الحياة الدينية والاقتصادية والعلمية-علم الشرع وعلم المادة-والسياسية
والعسكرية والاجتماعية، وتقدم غير المسلمين في الحضارة المادية، فأصيب
المسلمون بالهوان وكبر في صدورهم تقدم غيرهم، وانقسموا قسمين:
القسم الأول:
رأى أن تقدم البلدان الإسلامية مرهون باتباع خطوات الغرب حذو القذة بالقذة،
وذلك بتنحية الدين الإسلامي عن أن يكون منهج حياة للشعوب الإسلامية، والفصل
التام بينه وبين تدبير شؤونها، بحيث يكون الدين أمرا يتعلق بالأفراد بأشخاصهم
فيما بينهم وبين ربهم، يصلون ويصومون ويحجون ويقرؤون القرآن، دون أن يتدخل
الإسلام في الشؤون السياسية والاجتماعية والاقتصادية والعسكرية وغيرها من
مناهج الإعلام والتعليم وهلم جرا... –ولا يستثنون من ذلك إلا بعض الأحوال
الشخصية-وذلك على غرار ما فعله أهل الغرب بالدين النصراني المحرف، حيث نحوه
عن شؤون الحياة التي وضعت لها الدساتير والقوانين البشرية، اتقاء التصرفات
الكنسية ورجالها الذين كانوا يزاولون تدبير شؤون الشعوب تدبيرا ظالما،
وينسبون تصرفاتهم تلك إلى الله، ويتلخص ذلك كله فيما يقال له: "العلمانية"
التي تعني فصل الدين عن الدولة.
وقد أوهم أهل الغرب هذا القسم من أبناء المسلمين، أن الدين هو سبب التأخر
عندما يتدخل في حياة البشر، بدليل أن الغرب عندما فصل الدين عن الدولة تقدم
حضاريا وأصبح يقود العالم،وأنه لا يمكن للمسلمين أن يتقدموا إلا إذا فعلوا
كما فعل الغرب، ففصلوا الدين الإسلامي عن الدولة.
وتتلمذ أبناء المسلمين هؤلاء على أساتذة الغرب في العلوم المتنوعة: الإنسانية
والتطبيقية واقتنعوا بتلك الفكرة، بسبب جهلهم بالإسلام الذي جعلهم يساوون
بينه وبين الدين النصراني، ويقفون من دينهم كما وقف أهل الغرب من الدين
النصراني، وبسبب فقدهم العلماء الذين يجمعون بين فقه النصوص الواردة في
القرآن والسنة الصحيحة والمقاصد الشرعية من جهة وبين فقه العصر والواقع من
جهة أخرى، فانطلق هذا القسم من أبناء المسلمين، وقد أحرز شيئا من الثقافة
التي تؤهله لقيادة الشعوب الإسلامية وإدارتها مغرورا بنفسه وبثقافته، متجاهلا
أولئك العلماء، بل مذلا لهم ضاربا بآرائهم وراء الحائط، وسبب هذا سبق غير
المسلمين الى عقول أبناء المسلمين وكسبهم في صفهم.
والقسم الثاني:
رأى في حضارة الغرب المادية وما
رافقها أفكارا فاسدة وأخلاقا سيئة وعقائد ملحدة وهجوما على الإسلام وأهله،
فانزوى عن علوم الغرب كلها، ودعا الشعوب إلى مقاطعتها والبعد عنها والاكتفاء
بما تجود به كتاتيب المعلمين الذين يلقنون التلاميذ تلاوة القرآن الكريم،
ويعلمونهم بعض مبادئ الفقه والتوحيد والكتابة وشيئا من الحساب، فكان نصيب هذا
القسم البعد عن ممارسة إدارة شؤون الأمة والمشاركة فيها، فاستبد القسم الأول
بالحكم والإدارة وغيرها، وأخذ يكبت كل صوت يخالف منهجه ومسيرته، يسنده في ذلك
ما تحت يده من إمكانات الدولة في الداخل ومؤازرة الدول والمؤسسات الغربية في
الخارج.
وبعد أن مضت فترة ليست بالقصيرة على هذه الحالة المزرية، هيأ الله للمسلمين
من صحا منهم من نومه، وتنبه من غفلته، فرأى بنور من الله وبصيرة تلك الهاوية
التي تردى فيها المسلمون والأسباب التي أدت إلى ذلك التردي، والواجب الذي لا
بد من القيام به لانتشال الأمة الإسلامية من وهدتها، إلى قمة مجدها وعزها،
فظهرت دعوات المفكرين الإسلاميين بصفة فردية هنا وهناك، ولم يمض وقت غير طويل
نسبيا حتى أثمرت تلك الدعوات، ونتج عنها قيام حركات إسلامية تعتمد التعليم
والتربية وبيان شمول الإسلام، وأنه منهج لحياة البشر يجب أن يعود ليحكم
حياتهم، فأزعج ذلك تلاميذ الغرب الذين كان الجو قد خلا لهم، فتربعوا على
كراسي الحكم وأمروا ونهوا دون منازع لهم إلا من أمثالهم، كما أزعج ذلك الغرب
الذي طن أن الإسلام قد مات وقبر، فاتفق السيد في الغرب والعبد في الشرق، على
القضاء على الإسلام دون هوادة ولا رحمة، فكان أن حصل من أعداء الإسلام
المنتسبين إليه مثل ما حصل من أعداء الإسلام من اليهود والنصارى والملحدين
والوثنيين، من الهجوم على الإسلام وتشويهه، ومحاولة القضاء على دعاته بالسجون
والمعتقلات والتعذيب الوحشي والتشريد، وانتهاك الأعراض ومصادرة الأموال
والتضييق عليهم في لقمة العيش وإيذاء أسرهم وأقربائهم وأصدقائهم، وبالقتل
والاغتيالات، حصل ذلك في أغلب بلدان الإسلام في شمال إفريقيا، وفي الصومال،
واليمن، والعراق، وسوريا، وباكستان، وأفغانستان، وإندونيسيا، وتركيا،
وبنغلادش، وألبانيا وغيرها.
قسوة
أعداء الإسلام من المنتسبين إليه أشد من قسوة غيرهم !
ولعل قسوة أعداء الإسلام من المنتسبين
إليه من أبناء المسلمين، أشد من قسوة غير المسلمين على المسلمين وذلك لأمور
ثلاثة:
الأمر الأول:
أن عدو الإسلام المنتسب إلى الإسلام، يعد من أبناء البلد وليس أجنبيا عنه،
وتصرفاته الظالمة لا ينظر إليها عامة الناس-وبخاصة الجهلة-نظرتهم إلى تصرفات
العدو الأجنبي الظالم، ولذلك تجد العدو الأجنبي غير المسلم يخفف من طغيانه
وظلمه، إذا لم يتعرض العلماء والدعاة لمصالحه تعرضا مباشرا، بخلاف الطاغية من
أبناء البلد، فإنه يوسع دائرة ظلمه وقسوته، لتشمل المعارض الصريح والساكت
الذي لم يظهر تأييده لظلمه وقسوته.
الأمر الثاني:
أن عدو الإسلام المنتسب إليه من أبناء المسلمين، يجد المؤيدين له ولظلمه
وقسوته، من أبناء البلد من أقربائه وقبيلته والمنتفعين بحكمه، ما لا يجده غير
المسلم الظالم، لأن تأييد غير المسلم يعد منقصة يعير بها المؤيد، بخلاف من
يؤيد الظالم من أبناء البلد، وبخاصة عندما يدعي الوطنية والقومية والتقدمية
والثورية-مع ادعائه الإسلام!-.
الأمر الثالث:
أن عدو الإسلام المنتسب إليه، يستغل إمكانات البلد البشرية والمادية
والإعلامية والتعليمية والاقتصادية والسياسية والعسكرية، في ضرب الإسلام
والمسلمين، وهو ينعت بالوطني القومي والثوري والراعي والحامي، وليس بالمستعمر
المغتصب والعدو والمحتل.
لذلك تجد قسوة هذا العدو على دعاة الإسلام من أبناء بلده تفوق قسوة اليهود
والنصارى والملحدين والوثنيين أحيانا.
ولو أردنا أن نذكر نماذج لقسوة أعداء الإسلام من المنتسبين إليه على دعاة
الإسلام وعلمائه في كل بلد ومن كل طاغية لاحتاج ذلك إلى كتاب مستقل.
نموذجان لقسوة أعداء الإسلام من المنتسبين إليه.
ولنكتف بالإشارة العاجلة إلى نموذجين
نوضح بهما شدة قسوة من حارب الإسلام من المنتسبين إليه:
الأول :
الأنموذج الثوري الناصري!.
وهو القدوة الحسنة الأولى للثوريين
والقوميين العرب على تنوع مسمياتهم، وهو ما فعله عبد الناصر في مصر بالمسلمين
الذين نذروا أنفسهم للدعوة إلى الله وإقامة حكمه في الأرض، ويكفي أن أنقل بعض
النصوص للذين ذاقوا وبال تعذيبه للدلالة على قسوة الطاغية وأعوانه وخلو
قلوبهم من الرحمة، قال أحد المعذبين: (الأمكنة التي وضعنا فيها لا يمكن أن
تكون إلا مقابر، إن كلمة زنازين التي تستعمل في السجون، لا يمكن أن تعطيك
فكرة صحيحة عن الأمكنة التي رأيتها في ذلك الليمان [وهو سجن جهنمي يعد أحد
الإنجازات الثورية الناصرية.] عندما دفع بي العسكري في العنبر لم أجد مكانا
أضع فيه قدمي، لقد كان المكان مليئا بالأجساد البشرية المتكدسة، بحيث لا يجد
المرء فيه مكانا للجلوس أو الوقوف.. فما بالك بالنوم؟!.
إن مساحة العنبر-كما تبين لي بعد قياسه بواسطة بلاط الأرض-خمسة وأربعون
مترا.. كان به عندما دخلته ثمانية وثمانون معتقلا، أي كل مخلوق بشري له نصف
متر فقط لجلوسه ونومه وطعامه وشرابه وملابسه وحذائه وكل شؤونه) [هذا وصف لبعض
أماكن السجن، وهناك أماكن وصفها آخرون أسوأ من ذلك. نافذة على الجحيم ص56]
وتحت عنوان: الرياضة الجهنمية قال المعذب:
(ينادي جاويش السجن: كل الناس بره [أي اخرجوا جميعا] الزنازين. وهذا النداء
يستعمل دائما إذا أرادوا أن يلقوا أمرا عاما على الجميع ويقول الجاويش:
إحنا-نحن-حننزل-سننزل-دي الوأت-ذا الوقت-علشان-من أجل-تشموا هواء يا أولاد
الكلب! ويقول: انزل بسرعة يا بن الكلب، وما هي إلا لحظات فتتدفق الجموع
الغفيرة سريعا.. وبها ما بها من الآلام.. وهم مع ذلك صفوة أبناء الشعب ومن
أنبل أبنائه، فيهم الوزير ووكيل الوزارة، والطبيب والمهندس، والمحامي،
والتاجر والصانع، والمزارع، والطالب، والمدرس، والقاضي، والفراش، والضابط، ثم
ينتظم الجميع عدة طوابير في مكان واسع كبير، ويبدأ سير الطابور سريعا.. ويسير
الطابور في شبه دائرة أو مستطيل.. والطابور يتكون من عدة صفوف ويقف على جانبي
كل صف رجال الجيش[الذي الأصل فيه أن يعد للجهاد في سبيل الله وطرد العدو
اليهودي من بلاد المسلمين في أرض الإسراء والمعراج!] وهم ممسكون بالسياط
والكرابيج والمدافع الخفيفة في أكتافهم، ويسير الطابور تحت الضرب، فكل شرطي
يكلف أن يضرب من يمر عليه بصفة مستمرة، وبمرور الوقت تهوي الضحايا على
الجانبين، لطول الزمن الذي قد يمتد إلى ثلاث ساعات متواصلة من الجري الشديد
المصحوب بالضرب العنيف، وكلما ازدادت سرعة الطابور تزايد عدد الضحايا، بين
فاقد الوعي ومقعد تماما لا يقوى على الحركة، والشيء الملفت للنظر أن من يقع
على الأرض، يتجمع الشرطة حوله وينهالون عليه ضربا بالكرابيج، فإما أن يقوم
إذا استطاع وإما أن يمزق جسمه فوق ما به من تمزيق، وفي موكب الطابور تتساقط
العروق مصحوبة بالدماء من أجساد البشر) [نافذة على الجحيم ص80.]
ولعل بعض المقاطع من قصيدة أحد المعذبين، وهو من العلماء الأفذاذ في هذا
العصر تظهر بعض صور القسوة لزعيم الثورة العربية والقومية العربية وأعوانه:
قال في مطلع قصيدته:
ثار القريض بخاطري فدعوني """"""" أفضي لكم بفجائعي وشجوني
فالشعر دمعي حين يعصرني الأسى"""""""" والشعر عودي يوم عزف لحوني
ألهمتها عصماء تنبع من دمي """"""""""" ويمدها قلبي وماء عيوني
نونية والنون تحلو في فمي """""""""" أبدا فكدت يقال لي ذو النون
في ليلة ليلاء من نوفمبر """"""""""""" فزِّعت من نومي لصوت رنين
فإذا كلاب الصيد تهجم بغتة """""""""""" وتحوطني من شمأل ويمين
فتخطفوني من ذويّ وأقبلوا """"""""""" فرحا بصيد للطغاة سمين
وعزلت عن بصر الحياة وسمعها """""""" وقذفت في قفص العذاب الهون
أسمعت بالإنسان ينفخ بطنه """"""""""""" حتى يرى في هيئة البالون
أسمعت بالإنسان يضغط رأسه """""""""""" بالطوق حتى ينتهي لجنون
أسمعت بالإنسان يشعل جسمه """"""""""""""" نارا وقد صبغوه بالفازلين
أسمعت ما يلقى البريء ويصطلي """"""""""""" حتى يقول أنا المسيء خذوني
أسمعت بالآهات تخترق الدجى """""""""""" رباه عدلك إنهم قتلوني
إن كنت لم تسمع فسل عما جرى """""""""""" مثلي ولا ينبيك مثل سجين
وسل السياط السود كم شربت دما """""""""" حتى غدت حمرا بلا تلوين
وسل العروسة قبحت من عاهر """""""""" كم من جريح عندها وطعين
كم فتيـة زفوا إليها عنوة """"""""" سقطوا من التعذيب والتوهين
[من
القصيدة أو الملحمة التي أنشأها الدكتور يوسف القرضاوي في السجن وكادت تضيع
لولا أن هيأ الله لها من حفظها من إخوانه في السجن، نافذة على الجحيم ص 135.
أما العروسة فهي خشبة تعذيب يصلب عليها المسجونون شرحها أحد السجناء كما في
نافذة على الجحيم ص100 وراجع كتاب: أيام من حياتي لزينب الغزالي لترى أنواع
التعذيب التي لا تخطر على البال لها ولإخوانها في السجن، ولماذا أعدم سيد قطب
وإخوانه، ودفاع لم يسمع وغيرها من الكتب التي كتبت في هذا الموضوع]
الثاني:الأنموذج الشيوعي الصومال!
في الصومال عندما أظهر حاكم الصومال
الانضمام إلى المعسكر الشيوعي، وأراد إثبات ولائه للشيوعيين الروس، فحارب
الإسلام، وأنكر ما هو معلوم من الدين بالضرورة، وادعى في بعض خطبه أن نصف
القرآن منسوخ، ومنع العلماء والخطباء من القيام بالدعوة في المساجد، وعندما
أنكر عليه بعضهم زج بالكثير منهم في السجون، وقتل عشرة من خيارهم حرقا بالنار
وعاث في الأرض فسادا، ولا زالت بلاد الصومال وشعبها يتجرعون غصص تصرفاته إلى
اليوم [راجع مجلة المجتمع الكويتية: عدد 240 بتاريخ 28صفر سنة 1395هـ-ص17
وعدد 239 بتاريخ 21صفر من نفس السنة ص20. المجلد العاشر.]
هذه القسوة والوحشية التي انتهت إلى حرق علماء المسلمين والدعاة إلى الله
تعالى بالنار في شعب مسلم، بسبب دفاعهم بالكلمة فقط عن كتاب الله وشريعة
الإسلام، تدل دلالة واضحة أن كل من وقف ضد الإسلام وشريعته، سواء كان من
المنتسبين إليه اسما دون مسمى، أو من أعداء الله الكافرين من يهود ونصارى
وملحدين ووثنيين، قد نزعت الرحمة من قلوبهم.
والذي تنزع الرحمة من قلبه من أعداء الإسلام، لا ينتظر منه في سباقه إلى
العقول بباطله، إلا إعنات الناس وإنزال الحرج والضيق بهم وجلب التعاسة
والشقاء لهم، تحقيقا لغاياته الباطلة وأهدافه الخبيثة.
وبعد فقد أطلت كثيرا بذكر الأمثلة الدالة على قسوة غير المسلمين ووحشيتهم
وفقدهم الرحمة من قلوبهم، سواء أكانوا من أهل الكتاب: اليهود والنصارى، أو
الملحدين-الشيوعيين-أو الوثنيين من هندوس وبوذيين وغيرهم، أو من المنتسبين
إلى الإسلام-بعد أن بينت اتصاف المسلمين بالرحمة حتى بأعدائهم، ليتبين للقارئ
أن سباق المسلمين إلى العقول هو سباق رحمة ورحماء، مع أن الغايات التي يريدون
تحقيقها بسباقهم إلى العقول كلها غايات تسعد البشرية كلها، وأن سباق غير
المسلمين إلى العقول هو سباق قسوة وشدة وغلظة-وإن حاولوا أن يظهروا بعض
أعمالهم بما قد يبدو فيه رحمة- مع أن الغايات التي يحاولون السباق من أجلها
إلى العقول هي غايات فاسدة تشقى بتحقيقها البشرية في الأرض كما هو حاصل الآن.
وبهذا يتضح أن من أهم أهداف أهل الحق وغاياتهم في السباق إلى العقول: غرس
الأخلاق الفاضلة في نفوس الناس، وأن من أهم أهداف أهل الباطل في سباقهم إلى
العقول محاربة الأخلاق الفاضلة وتمكين الأخلاق الفاسدة، وأن أهل الحق قدوة
حسنة في تطبيق الأخلاق الفاضلة، وأن أهل الباطل قدوة سيئة في تطبيق الأخلاق
الفاسدة.
وأكتفي بما ذكرت من الأخلاق الفاضلة التي يسعى أهل الحق إلى غرسها في نفوس
الناس من باب التمثيل لا الحصر، ولو أُرِيدَ التوسع في ذكر كل خلق من الأخلاق
الفاضلة وما يضادها،لاقتضى ذلك تأليف كتاب مستقل، وليس هذا هدفنا من هذا
الكتاب وإنما الهدف بيان أن من غايات سباق أهل الحق إلى العقول غرس الأخلاق
الفاضلة في نفوس البشر.