اطبع هذه الصفحة


أول مرة تفوتني صلاة الفجر

أحمد خالد العتيبي
@Ahmadarts9

 
بسم الله الرحمن الرحيم


الصلاة ركن من أركان الإسلام ، وهي أعظم الأركان بعد الشهادتين ، وجاءت الوصاية بها وبالمحافظة عليها في مواضع كثيرة متعددة من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، وهي أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة ، فإن صلحت صلح سائر عمله ، وإن فسدت فسد سائر عمله .

ومع جلالة شأنها وعظم منزلتها نجد بعض من المسلمين يتهاون بشأنها : في طهارتها ، أو قيامها ، أو ركوعها ، أو سجودها ، أو خشوعها ، أو قراءتها وأذكارها ، أو أوقاتها
، وهذه بعض القصص في علو الهمه على الصلاة وخاصةً صلاة الفجر .

القصة الأولى :

ذكر بعض أصحاب الشيخ عبد العزيز بن باز ـ رحمه الله ـ أن الشيخ كان متعباً في إحدى الليالي ولم ينم إلا متأخراً، وبعد أن قام للتهجد اظطجع فأخذه النوم، ولم يكن حوله أحد يوقظه أو يضبط له المنبه، ولم يستيقظ الشيخ إلا بعد خروج الناس من المسجد فجاءه بعض الطلبة
فقال لهم: هذه أول مرة تفوتني صلاة الفجر – أي مع الجماعة. (كتاب جوانب من سيرة الإمام عبد العزيز بن باز، ص79). الله أكبر.. كم عمر الشيخ، وكم قضاء من شبابه وشيبه، يقول إنها أول مره تفوته صلاة الفجر في الوقت، فكيف بحالنا من تفوته الصلوات ولا يبالي.

القصة الثانية :

يقول أحد الدعاة من مدينة جدة بفضل الله تعالى نسقت مع صاحبي مؤذن في أحد المساجد أن يوقظني عند قيامة لصلاة الفجر بالاتصال بي على الجوال وإذا أعطيته أن الخط مشغول يعلم أني استيقظت بحمد الله
واحياناً إذا استيقظت قبله اتصلت عليه واستمرينا على هذا الحال تقريباً ست سنوات بفضل الله ولا زلنا نتعاون على هذا الخير، اللهم زدهم كثره يا رب العالمين.

ومن الأدلة من الكتاب والسنة على فضلها :

1ـ المقصود بـ " قرآن الفجر " في قوله تعالى : (أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا) (الإسراء/78 )، هو القراءة في صلاة الفجر ، كما قال ابن عباس ومجاهد وقتادة وغيرهم من السلف
.

2ـ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : (فَضْلُ صَلَاةِ الْجَمِيعِ عَلَى صَلَاةِ الْوَاحِدِ خَمْسٌ وَعِشْرُونَ دَرَجَةً ، وَتَجْتَمِعُ مَلَائِكَةُ اللَّيْلِ وَمَلَائِكَةُ النَّهَارِ فِي صَلَاةِ الصُّبْحِ ، يَقُولُ أَبُو هُرَيْرَةَ : اقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ : (وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا) رواه البخاري (4717) ومسلم (649)


3ـ روى مسلم (657) عن جندب بن عبدالله رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( مَن صَلَّى الصُّبحَ فَهُوَ فِي ذِمَّةِ اللَّهِ ، فَلا يَطلُبَنَّكُمُ اللَّهُ مِن ذِمَّتِهِ بِشَيْءٍ فَيُدرِكَهُ فَيَكُبَّهُ فِي نَارِ جَهَنَّمَ )
.

4ـ وفي صحيح مسلم (656) من حديث عثمان رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( مَن صَلَّى العِشَاءَ فِي جَمَاعَةٍ فَكَأَنَّمَا قَامَ نِصفَ الَّليلِ ، وَمَن صَلَّى الصُّبحَ فِي جَمَاعَةٍ فَكَأَنَّمَا صَلَّى الَّليلَ كُلَّهُ )
.

5ـ وقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( لَيْسَ صَلاَةٌ أَثْقَلَ عَلَى المُنَافِقِينَ مِنَ الفَجْرِ وَالعِشَاءِ ). رواه البخاري (657) ومسلم
(651) .


ـ (رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ).
ـ (يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ).


 

أحمد خالد العتيبي
  • قصص دعوية
  • مقالات
  • الصفحة الرئيسية