اطبع هذه الصفحة


بشارت للمحافظين على الصلوات

أحمد خالد العتيبي
@Ahmadarts9

 
بسم الله الرحمن الرحيم

إن من أعظم النعم بعد نعمة الإسلام، هي المحافظة على الصلاة، والمسلم عندما يعظم مكانة الصلاة في قلبه، وأنها صلة بين العبد وببن ربه، وأنها عمود الإسلام، وهي الركن الثاني من أركانه، وأنها من أحب الأعمال إلى الله تعالى إذا أُديت في وقتها، وهي كفارةٌ للخطايا، وأنها من أسباب دخول الجنة ومرافقة النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة، تكون همته عالية في المحافظة عليها، نسأل الله أن نكون منهم.

وفي هذا المقال بإذن الله بعض الحوافز والبشارات، للمحافظين على الصلوات، وسوف نذكرها بالترتيب، ونسأل ربي يبارك فيها وأن ينفع بها :


أولاً: قبل ذهابك إلى المسجد توضأ واحتسب هذا الأجر في ذلك.

جاء في الحديث قَالَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ يَتَوَضَّأُ فَيُبْلِغُ أَوْ فَيُسْبِغُ الْوَضُوءَ ثُمَّ يَقُولُ : أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ إِلَّا فُتِحَتْ لَهُ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ الثَّمَانِيَةُ يَدْخُلُ مِنْ أَيِّهَا شَاءَ ) . رواه مسلم (234) وأبو داود (169)

ثانياً: لا تنسَ الدعاء الوارد عند خروجك من البيت.

جاء في الحديث قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَنْ قَالَ - يَعْنِي إِذَا خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ - بِسْمِ اللَّهِ تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ يُقَالُ لَهُ كُفِيتَ وَوُقِيتَ وَتَنَحَّى عَنْهُ الشَّيْطَانُ ) رواه الترمذي في سننه / 3348
ورواه أبو داوود في سننه / (4431) وزاد : ( فيقول له شيطان آخر : كيف لك بِرَجُلٍ قد هُدِيَ وكُفِيَ ووُقِيَ ) .

ثالثاً: وأنت تسير في طريقك إلى المسجد تنال بكل خطوه حسنة وتُمحى عنك سيئة.

جاء في الحديث قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَنْ تَطَهَّرَ فِي بَيْتِهِ ثُمَّ مَشَى إِلَى بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللَّهِ لِيَقْضِيَ فَرِيضَةً مِنْ فَرَائِضِ اللَّهِ كَانَتْ خَطْوَتَاهُ إِحْدَاهُمَا تَحُطُّ خَطِيئَةً , وَالأُخْرَى تَرْفَعُ دَرَجَةً ) رواه مسلم (666)

رابعاً: وعند سماعك لصوت الأذان ترددُ مع المؤذن إلا في قول حي على الصلاة حي على الفلاح تقول لا حول ولا قوة إلا بالله وتنال شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم.

جاء في الحديث قال صلى الله عليه وسلم : ( إِذَا سَمِعْتُمْ الْمُؤَذِّنَ فَقُولُوا مِثْلَ مَا يَقُولُ ، ثُمَّ صَلُّوا عَلَيَّ ، فَإِنَّهُ مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلاةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا ، ثُمَّ سَلُوا اللَّهَ لِي الْوَسِيلَةَ ، فَإِنَّهَا مَنْزِلَةٌ فِي الْجَنَّةِ لا تَنْبَغِي إِلا لِعَبْدٍ مِنْ عِبَادِ اللَّهِ ، وَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَنَا هُوَ ، فَمَنْ سَأَلَ لِي الْوَسِيلَةَ حَلَّتْ لَهُ الشَّفَاعَةُ ). رواه مسلم (577) .
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( مَنْ قَالَ حِينَ يَسْمَعُ النِّدَاءَ : اللَّهُمَّ رَبَّ هَذِهِ الدَّعْوَةِ التَّامَّةِ وَالصَّلاةِ الْقَائِمَةِ آتِ مُحَمَّدًا الْوَسِيلَةَ وَالْفَضِيلَةَ وَابْعَثْهُ مَقَامًا مَحْمُودًا الَّذِي وَعَدْتَهُ حَلَّتْ لَهُ شَفَاعَتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ ). رواه البخاري (579) .

خامساً: وعند وصولك إلى المسجد ادخل برجلك اليمنى وقل دعاء دخول المسجد ثم صلي في الصف الأول وتنال هذا الفضل بإذن الله.

جاء في الحديث أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال : (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى الصُّفُوفِ الْأُوَلِ). رواه أبو داود (664) ـ ومعنى يُصلون : أي يستغفرون على الصفوف المتقدمة في الصلاة.

سادساً: ثم تصلي ركعتين (تحية المسجد) وبعد الفراغ منها أستفد من وقتك بين الأذان والإقامة وادعو الله عز وجل لأنه وقت إجابة الدعاء ثم قرا ما تيسر من القرآن.

جاء في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إِذَا دَخَلَ أَحَدُكُمْ الْمَسْجِدَ فَلَا يَجْلِسْ حَتَّى يُصَلِّيَ رَكْعَتَيْنِ) رواه البخاري (1167) ومسلم (714) .
وجاء في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (الدعاء بين الأذان والإقامة لا يرد). رواه الترمذي (212) وأبو داود (521)
وجاء في الحديث أن رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ( مَنْ قَرَأَ حَرْفًا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ فَلَهُ بِهِ حَسَنَةٌ ، وَالحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا، لَا أَقُولُ الم حَرْفٌ، وَلَكِنْ أَلِفٌ حَرْفٌ وَلَامٌ حَرْفٌ وَمِيمٌ حَرْفٌ ). رواه الترمذي (2910) وصححه الألباني

سابعاً: وحين تُقام الصلاة ويبدأ الإمامُ بقرأة سورة الفاتحة وعند الانتهاء منها بقوله آمين.
. تقولُ أنت آمين، حتى تنال هذا الفضل ، ثم تبدأ تقرأ الفاتحة و تستشعر المعاني العظيمة التي بينك وبين ربك عز وجل.
جاء في الحديث قال صلى الله عليه وسلم : ( إِذَا أَمَّنَ الْإِمَامُ ، فَأَمِّنُوا ، فَإِنَّهُ مَنْ وَافَقَ تَأْمِينُهُ تَأْمِينَ الْمَلَائِكَةِ ، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ ). رواه البخاري (780) ، ومسلم (410)
جاء في الحديث عن أَبِي هُرَيْرَةَ قالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ : ( قَالَ اللَّهُ تَعَالَى قَسَمْتُ الصَّلاَةَ بَيْنِى وَبَيْنَ عَبْدِى نِصْفَيْنِ وَلِعَبْدِى مَا سَأَلَ ، فَإِذَا قَالَ الْعَبْدُ ( الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ) قَالَ اللَّهُ : تَعَالَى حَمِدَنِى عَبْدِى ، وَإِذَا قَالَ ( الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ) قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : أَثْنَى عَلَيَّ عَبْدِى ، وَإِذَا قَالَ ( مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ) قَالَ : مَجَّدَنِي عَبْدِي ، فَإِذَا قَالَ ( إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ) قَالَ : هَذَا بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ ، فَإِذَا قَالَ ( اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ ) ، قَالَ هَذَا لِعَبْدِى وَلِعَبْدِى مَا سَأَل (.رواه مسلم ( 395 )

ثامناً: ثم إذا سجدت لله عز وجل تكون أنت في موضع القرب من الله سبحانه وتعالى وأكثر من الدعاء.

جاء في الحديث قَالَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( أَقْرَبُ مَا يَكُونُ الْعَبْدُ مِنْ رَبِّهِ وَهُوَ سَاجِدٌ فَأَكْثِرُوا الدُّعَاءَ ) رواه مسلم ( 482 ) .

تاسعاً: ثم بعد الانتهاء من الصلاة تقول الأذكار الواردة عند النبي صلى الله عليه وسلم وتنال هذا الخير العظيم ومنها.

جاء في الحديث قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم :( من قَرَأَ آيَة الْكُرْسِيّ فِي دبر كل صَلَاة مَكْتُوبَة لم يمنعهُ من دُخُول الْجنَّة إِلَّا أَن يَمُوت ) . رَوَاهُ النَّسَائِيّ. في كتاب الترغيب والترهيب (2/ 299)
جاء في الحديث قال رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :( مَنْ سَبَّحَ اللَّهَ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلاةٍ ثَلاثًا وَثَلاثِينَ وَحَمِدَ اللَّهَ ثَلاثًا وَثَلاثِينَ وَكَبَّرَ اللَّهَ ثَلاثًا وَثَلاثِينَ فَتْلِكَ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ وَقَالَ تَمَامَ الْمِائَةِ لا إِلَهَ إِلاّ اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ غُفِرَتْ خَطَايَاهُ وَإِنْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ) . رواه مسلم (939)

عاشراً: أعلم أن الذي وفقك للحرص على الصلاة هو الله سبحانه وأن الذي وفقك على هذه الفضائل جميعها هو الله عز وجل فحمد الله على توفيقه لك أن جعلك من المصلين في المسجد.

جاء في الحديث قال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقولُ : ( إنَّ العبدَ إذا قام يُصلِّي أُتِي بذُنوبِه فوُضِعَتْ على رأسِه أو عاتقِه فكلَّما ركَع أو سجَد تساقَطَتْ عنه ) . صححه الألباني في صحيح الجامع
وقال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقولُ : ( من خرج من بيتِه مُتطهِّرًا إلى صلاةٍ مكتوبةٍ ، فأجرُه كأجرِ الحاجِّ المحرمِ ، ومن خرج إلى تسبيحِ الضُّحى ، لا ينصِبُه إلا إياه ، فأجرُه كأجرِ المعتمرِ ، و صلاةٌ على إثرِ صلاةٍ لا لغوَ بينهما ، كتابٌ في عِلِّيِّينَ). أخرجه أبو داود (558)

ـ اللهم اجعلنا من المحافظين على الصلوات، ومن المكثرين من الطاعات، ومن المسارعين إلى الخيرات، وممن زادت عندهم، الحسنات ونحطت عنهم السيئات، برحمتك يا أرحم الراحمين .
 


 

أحمد خالد العتيبي
  • قصص دعوية
  • مقالات
  • الصفحة الرئيسية