اطبع هذه الصفحة


عدم التأثر بكلام الناس

أحمد خالد العتيبي
@Ahmadarts9

 
بسم الله الرحمن الرحيم


الرجل الموفق هو الذي لا يتأثر بمدح الناس فإذا أثنوا عليه خيراً إن فعل طاعة لم يزده ذلك إلا تواضعاً وخشيةً من الله وأيقن بأن مدح الناس له فتنه له، فدعا ربه أن ينجيه من هذه الفتنه، فليس أحد ينفع مدحه ويضر ذمه إلا الله، وأنزل الناس منزلة أصحاب القبور في عدم جلب النفع لك ودفع الضر عنك، يقول ابن الجوزي: (ترك النظر إلى الخلق ومحو الجاه من قلوبهم بالعمل وإخلاص القصد وستر الحال هو الذي رفع من رفع.

واعلم أن الهداية بيد الله والقلوب بين أُصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء، فالجأ
إلى من بيده الهداية وأظهر إليه حاجتك وفقرك، واسأله دوماً الإخلاص وقد كان أكثر دعاء عمر بن الخطاب رضي الله عنه (اللهم اجعل عملي كله صالحاً، واجعله لوجهك خالصاً، ولا تجعل لأحد فيه شيئاً).

وكلما شرع العمل مما يشرع فيه الإخفاء كان أرجى للقبول وأعز في الإخلاص، والمخلص الصادق يحب إخفاء حسناته كما يحب أن يخفي سيئاته، يقول بشر بن الحارث: (لا تعمل لتذكر، أكتم الحسنة كما تكتم السيئة. وقد فضلت نافلة صلاة الليل على نافلة صلاة النهار واستغفار السحر على غيره، لأن ذلك أبلغ في الإسرار وأقرب إلى الإخلاص.

المصدر: كتاب خطوات إلى السعادة – د. عبد المحسن بن محمد القاسم – إمام وخطيب المسجد النبوي.

 

 

 
  • قصص دعوية
  • مقالات
  • الصفحة الرئيسية