اطبع هذه الصفحة


أنت أمة وإن كنت وحدك

أحمد خالد العتيبي
@Ahmadarts9

 
بسم الله الرحمن الرحيم


قضت سنة الله أن ذوي العصيان أكثر عدداً ممن يطيع الرحمن، قال تعالى: (وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ). [المائدة:49] وقال تعالى: (وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الأرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ). [الأنعام:116] ويقول جل وعلا: (وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ). [سبأ:13]

فإذا رأيت أن أهل المعاصي هم الكثرة الغالبة، فلا يكن هذا صاداً لك عن تمسكك بهذا الدين، وانظر إلى الحق ولا تنظر إلى العدد من الأشخاص، فالله وصف إبراهيم بأنه أمة وهو وحده قال تعالى: (
إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتاً لِلَّهِ حَنِيفاً وَلَمْ يَكُنْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ). [النحل:120]

وابن مسعود رضي الله عنه يقول: (أنت أمة وإن كنت وحدك).

وكثرة الانحراف تدعوك للتمسك بدينك لا الضعف في التمسك به، لأن ذلك يدعوك إلى شكر نعمة الله عليك بأن اصطفاك للهداية من بين خلقه وأضل غيرك مما يوحي إليك بتذكر هذه النعمة العظيمة والمنحة الإلهية الجليلة عليك.


وهذا مما يزيدك هدايةً ودعوة لغيرك، يقول الفضيل بن عياض: (لا تغتر بالباطل لكثرة الهالكين ولا تستوحش من الحق لقلة السالكين).

فإذا سلكت طريق الحق، فاعلم أن الخلق يودون أنهم على الحق مثلك، ولكن الهداية لا تتحقق بالأماني، فاحمد الله أن منّ عليك بالاستقامة.


المصدر: كتاب خطوات إلى السعادة – د. عبد المحسن بن محمد القاسم – إمام وخطيب المسجد النبوي.
 

 
  • قصص دعوية
  • مقالات
  • الصفحة الرئيسية