اطبع هذه الصفحة


الإكثار من الصلاة في الحرمين الشرفين

أحمد خالد العتيبي
@Ahmadarts9

 
بسم الله الرحمن الرحيم


إن كثيراً من الناس يعرفُ فضل الصلاةِ في الحرمين الشريفين، ولكن هذا الفضلِ مفهومٌ خاصٌ تحت موضوعناَ هذا، وهو أن الركعة في الحرمِ المكي بمائةِ ألفِ ركعةٍ فيما سواهُ، رواه أحمد وابن ماجه (1406) عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (صَلَاةٌ فِي مَسْجِدِي أَفْضَلُ مِنْ أَلْفِ صَلَاةٍ فِيمَا سِوَاهُ إِلَّا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ، وَصَلَاةٌ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَفْضَلُ مِنْ مِائَةِ أَلْفِ صَلَاةٍ فِيمَا سِوَاهُ). وصححه الألباني في صحيح الجامع رقم (3838)

لو داومت أخي القارئُ في بلدك على أداء السنن الرواتب كلها ـ اثنتي عشرة ركعةً يومياً ـ لبلغَ عددُ هذهِ الركعاتِ في السنةِ أربعةَ آلافٍ وثلاثمائةٍ وعشرين ركعةً (12×360= 4320)، أمّا الركعتانِ في الحرمِ المكيّ فتعدلُ بفضل الله تعالى مائتي ألف ركعةٍ، فإذا أردت أن تكسب ثوابَ مائتي ألفِ ركعةٍ من السننِ الرواتبِ في بلدكَ، فستحتاجُ إلى فترةِ ستًّ وأربعين سنةً وثلاثةَ أشهرٍ تقريباً (200,000 ÷ 4320= 46,30)  تصلّي فيها النوافل كاملةً كلّ يومٍ، أليسَ ركعتانِ في الحرمِ لا تستغرقانِ دقائق معدودةً تضيفانِ لك ثوابَ صلواتٍ منَ المفترضِ أن يستغرقَ أداؤها ستاً وأربعينَ سنةً في غيرها منَ البلادِ؟

ولو صليت عشرَ ركعاتٍ في الحرمِ المكي لا يستغرقُ أداؤهُا ثلثَ ساعةٍ، كتبَ لكَ بإذن الله ثوابُ مليونِ ركعةٍ يستغرقُ أداؤُها ثلثِ ساعةٍ، كتبَ لك بإذن الله ثوابُ مليونِ ركعةٍ يستغرقُ أداؤُهَا في بلدكَ حوالي مائتينِ وواحداً وثلاثينَ سنةً ونصفَ سنة (46,3 × 5= 231,5)، على منوالِ محافظتكَ على السننِ الرواتبِ.


فهذا عطاءٌ من الله جزيلٌ لا يستغلُهُ كثيرٌ ممن يشدونَ الرحالَ إلى تلك الديارِ المقدسةِ، لذلك علينَا استغلالُ هذه المزيةِ بتكثيفِ سياحتِناَ إلى تلكَ الديار بدلاً منَ السياحة في دولِ الشرقِ والغربِ، ومن غفلةِ بعض المسلمينَ عن هذا الخيرِ أنهم إذا سافُروا في إجازاتِهم إلى مكةِ المكرمةِ أو المدينةِ المنورةِ تجدُهم لا يصلونَ سوى الفرائض، وقليلٍ من النوافلِ، ثم يجعلون جلَّ أوقاتِهم في الأسواقِ، بحجةِ شراءِ الهدايَا لأقاربِهم وذويهم وما علمُوا أنهم أهدرُوا عمراً إضافياً من حياتِهم كانَ بالإمكانِ أن يفوزُوا به.

المصدر: كتاب (كيف تطيل عمرك الإنتاجي) – د. محمد بن إبراهيم النعيم (رحمه الله) 


 

 
  • قصص دعوية
  • مقالات
  • الصفحة الرئيسية