اطبع هذه الصفحة


المواظبةُ على صلاة الضحى

أحمد خالد العتيبي
@Ahmadarts9

 
بسم الله الرحمن الرحيم


من المعلوم أنَّ الإنسانَ فيهِ ثلاثمائةٍ وستونَ مفصلاً، وأنَّ المصطفى عليه الصلاةُ والسلام حثنا على تقديمِ صدقةٍ يوميةٍ عن كلَّ مفصلٍ من هذهِ المفاصلِ تعبيراً عن شكرنا لله على هذهِ النعمةِ، فعن ابنِ عباس رضي الله عنهما أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (ابنُ آدمَ ستُّون وثلاثمائةِ مِفصَلٍ، على كلِّ واحدٍ منهما في كلِّ يومٍ صدقةٌ، فالكلمةُ الطيِّبةُ يتكلم بها الرجلُ صدقةٌ، وعَونُ الرجلِ أخاه على الشيءِ صدقةٌ، والشربَةُ من الماءِ يسقيها صدقةٌ، وإماطةُ الأذى عن الطريقِ صدقةٌ). صححه الألباني في صحيح الجامع رقم (42)

كم من الوقتِ ستحتاجُهُ لكسبِ مثلِ هذا العددِ من الصدقاتِ ـ ثلاثمائةٍ وستين صدقةً ـ وهي دينٌ عليك يومياً؟ وهل تستطيع أن تؤديَها؟ آملُ ذلكَ، ولكنكَ لو صليت كل يومٍ ركعتينِ الضحَى ستكفيكَ لسدادِ دَينِك
اليوميَّ وتوفرُ عليكَ وقتكَ وجهدكَ، وتكونُ تلك الصدقاتُ زيادةً لك في الثوابِ لو علمتها إضافةً إلى أنك ستكسبُ ثوابَ عمرةٍ بأدائكَ صلاةَ الضحى.

فعن أبي ذرَّ الغفاري رضي الله عنه قال:
قال صلى الله عليه وسلم: (يُصْبِحُ عَلَى كُلِّ سُلامَى مِنْ أَحَدِكُمْ صَدَقَةٌ، فَكُلُّ تَسْبِيحَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَحْمِيدَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَهْلِيلَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَكْبِيرَةٍ صَدَقَةٌ، وَأَمْرٌ بِالْمَعْرُوفِ صَدَقَةٌ، وَنَهْيٌ عَنْ الْمُنْكَرِ صَدَقَةٌ، وَيُجْزِئُ مِنْ ذَلِكَ رَكْعَتَانِ يَرْكَعُهُمَا مِنْ الضُّحَى). رواه مسلم (720)  

إنها لفرصةٌ عظيمةٌ لمن وجد من وقتهِ وقتاً لأداءِ هذهِ الصلاةِ، وهي صلاةُ الأوابين، ليحوزَ هذا الثوابَ وبالأخصَّ النساءُ اللاِتي معظمُهُن قواعدُ بيوتهِن.


وأفضل وقتٍ لأدائها عند اشتدادِ الحر وارتفاعِ الضحى، روى زيدً بن أرقم رضي الله عنه أنه رأى قوماً يصلون من الضحى فقال: أما لقد علموا أنَّ الصلاةَ في غيرِ هذهِ الساعةِ أفضلُ، إنِّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (صلاةُ الأوابين حينَ ترمضُ الفِصالُ). رواه مسلم


ـ والفصالُ: جمعُ فصيلٍ وهو الصغيرُ من الأبلِ.

ـ وترمَضُ الفصالُ أي حينمَا تبرُكُ الفصالُ من شدةِ الحرّ لاحتراقِ أخفافِها.


المصدر: كتاب (كيف تطيل عمرك الإنتاجي) – د. محمد بن إبراهيم النعيم
(رحمه الله)

 


 

 
  • قصص دعوية
  • مقالات
  • الصفحة الرئيسية