اطبع هذه الصفحة


خير أعمال المسلم الصدقة

أحمد خالد العتيبي
@Ahmadarts9

 
بسم الله الرحمن الرحيم


قسم الله خلقه إلى غني وفقير، ولا تتم مصالحهم إلا بسد خلة الفقير، فأوجب في فضول أموال الأغنياء ما يسد به عوز الفقراء.

والسخي المؤمن قريب من الله ومن خلقه ومن أهله، قريب من الجنة بعيد عن النار، والبخيل بعيد من خلقه بعيد من الجنة قريب من النار. فجود الرجل يحببه إلى أضداده، وبخله يبغضه إلى أولاده، وأحب الخلق إلى الله من اتصف بمقتضيات صفاته مما لم يختص به الرب جل وعلا، فهو سبحانه كريم يحب الكريم من عباده، وعالم يحب العلماء، ورحيم يحب الرحماء. قال ابن القيم: (الكريم المتصدق يعطيه الكريم مالا يعطي غيره جزاء له من جنس عمله). الوابل الصيب ص 56


ومن خير أعمال المسلم الصدقة على الفقراء وذوي الحاجات والكربات، قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: (ذكر لي أن الأعمال تتباهى فتقول الصدقة أنا أفضلكم). وهدي النبي صلى الله عليه وسلم كان يدعو إلى الإحسان والصدقة والسعي في تفريج هموم المسلمين.


وأفضل الصدقة ما صادفت حاجة من المتصدق عليه، وكانت دائمةً مستمرة، والصدقة تفدي العبد من عذاب الله، فإن ذنوبه وخطاياه تقتضي هلاكه فتجيء الصدقة تفديه من العذاب، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم لما خطب النساء يوم العيد: (يا معشر النساء تصدقن ولو من حليكن فإني رأيتكن أكثر أهل النار). متفق عليه وفي الصحيحين (فاتقوا النار ولو بشق تمره).


والصدقة تطفئ شؤم المعصية، يقول النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ رضي الله عنه: (ألا أدلك على أبواب الخير؟ الصوم جنة والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار). رواه الترمذي


الصدقة تقي مصارع السوء، وتدفع البلاء، وتحفظ المال، وتجلب الرزق، وتفرح القلب، وتوجب الثقة بالله وحسن الظن به، وتزكي النفس وتنميها، وتحبب العبد إلى ربه وتستر عليه كل عيب، وتزيد في العمر، وتدفع عن صاحبها عذاب القبر، وتكون عليه ظلاً يوم القيامة، وتشفع له عند الله، وتهون عليه شدائد الدنيا والآخرة، وتدعوه إلى سائر أنواع البر فلا تستعصي عليه.


الصدقة وقاية بين العبد وبين النار، والمخلص المسر بها يستظل بها يوم القيامة، ويدعى من باب الصدقة، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (ومن كان من اهل الصدقة دعي من باب الصدقة). متفق عليه


والمتصدق كلما تصدق بصدقة انشرح لها قلبه وانفسح بها صدره. قال ابن القيم: (ولو لم يكن في الصدقة إلا هذه الفائدة وحدها لكان العبد حقيقاً بالاستكثار منها والمبادرة إليها، وقد قال تعالى: (وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ). [الحشر:10]


والبخيل محبوس النفس عن الإحسان، ممنوع عن البر، ممنوع من الانشراح، ضيق الصدر، صغير النفس قليل الفرح، كثير الهم والغم والحزن، لا يكاد تقضى له حاجة، ولا يعان على مطلوب.


فتصدق في يومك ولو بشيء يسير، فأفضل الصدقة جهد المقل، وفي صبيحة كل يوم ينزل ملكان فيقول أحدهما اللهم أعط منفقاً خلفاً، ويقول الآخر اللهم أعط ممسكاً تلفاً.


والصدقة قرض مسترد مضاعف قال عليه الصلاة والسلام: (ما نقصت صدقة من مال). رواه مسلم وقال جلا وعلا: (مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) (البقرة/245
(فابذل للفقير بسخاء نفس، وجود يد، وحسن ظن بالله بمضاعفة الثواب والمال.

المصدر: كتاب خطوات إلى السعادة – د. عبد المحسن بن محمد القاسم – إمام وخطيب المسجد النبوي.

 

 
  • قصص دعوية
  • مقالات
  • الصفحة الرئيسية