اطبع هذه الصفحة


تواضع للخلق ولا تحتقر الآخرين

أحمد خالد العتيبي
@Ahmadarts9

 
بسم الله الرحمن الرحيم


حقيقة العلو إنما هو القرب من الله، والتمايز إنما يكون بالتقوى (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ). [الحجرات:13]. والتزخرف في الملبس والصورة لا تغني عن الله شيئاً، قال عليه الصلاة والسلام: (إِنَّ اللَّهَ لا يَنْظُرُ إِلَى صُوَرِكُمْ وَأَمْوَالِكُمْ وَلَكِنْ يَنْظُرُ إِلَى قُلُوبِكُمْ وَأَعْمَالِكُم ْ). رواه مسلم.

واحتقار الآخرين لقة ذات أيديهم أو جاههم أو عدم حسن صورتهم ضعف في العقل، ونقص في كمال الإدراك، وقلة في الإيمان، فالحياة وزينتها وغناها وجاهها وزخرفها دول بين الخلق، فكم من فقير اغتنى، وكم من وضيع شرف، والمحتقر على وجل من زوال نعمة غناه أو جاهه أو مكانته أو صورته.


والتواضع للخلق آية على صحة الإيمان، وكمال في العقل، ورأفة في القلب، قال ابن رجب في جامع العلوم والحكم 276/1 (وقد يكون كثير ممن له صورة حسنة أو مال أو جاه أو رياسة في الدنيا قلبه خراباً من التقوى، ويكون من ليس له شيء من ذلك قلبه مملوءاً من التقوى، فيكون أكرم عند الله، بل ذلك هو الأكثر وقوعاً كما في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (
أَلَا أُخْبِرُكُمْ بأَهْلِ الجَنَّةِ؟ كُلُّ ضَعِيفٍ مُتَضَعِّفٍ، لو أقْسَمَ علَى اللَّهِ لَأَبَرَّهُ، ألَا أُخْبِرُكُمْ بأَهْلِ النَّارِ؟ كُلُّ عُتُلٍّ جَوَّاظٍ مُسْتَكْبِرٍ). متفق عليه

وفي التواضع رفعة الدنيا والآخرة، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (
وَمَا تَوَاضَعَ أَحَدٌ لِلَّهِ إِلَّا رَفَعَهُ اللَّهُ). رواه مسلم.

وكان شيخ المحدثين أبو موسى المديني يُقرئ الصبيان القرآن في الألواح مع جلالة قدره وعلو منزلته. والمتواضع من إذا رأى أحداً قال: هذا أفضل مني. يقول الشافعي: (أرفع الناس قدراً من لا يرى قدره وأكبر الناس فضلاً من لا يرى فضله).


المصدر: كتاب خطوات إلى السعادة – د. عبد المحسن بن محمد القاسم - إمام وخطيب المسجد النبوي.


 

 
  • قصص دعوية
  • مقالات
  • الصفحة الرئيسية