اطبع هذه الصفحة


أثر مشاهدة الأفلام الجنسية على الفرد والمجتمع

أحمد خالد العتيبي
@Ahmadarts9

 
بسم الله الرحمن الرحيم

المقدمة

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على الهادي البشير المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد وعلى آله وصحبة وسلم أجمعين. وبعد:

تعد الإساءة الجنسية على الأبناء والبنات واحدة من أخطر الظواهر التي تحتاج إلى مجتمع، ولا يخفى على ذي بصيرة بالتربية مالها من أهمية بالغة في تنمية الشعوب والأمم، والرقي بأخلاقها، وتزداد هذه التربية أهمية بتحقيق أهدافها بنجاح الأسرة وقيامها بدورها في تربية الأبناء والبنات وغرس القيم والمبادي فيهما حتى لا يفعل منهم الحرم ولا ينظر منهم إلى الحرام وتشكيل سلوكه وفق مبادئ وعقيدة الأمة، فالأسرة تقوم بدور تربوي واجب ومهم في زمن تواجه فيه التحديات العقدية والفكرية والجنسية والأخلاقية، وهي مطالبة أكثر من أي وقت مضى بأن تصنع المستحيل لصيانة أبنائها وبناتها من الأنحراف، حتى لا يتساهل البعض منهم بمشاهدة الأفلام الجنسية التي تجعلهم ينحرفون إلى الزنا والمعاكسات نسأل الله أن يصلح أبناءنا وبناتنا يا رب العالمين.


الأدلة من القرآن والسنة بشأن هذا البحث:


1ـ قال تعالى: (قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ (*) وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ) [النور:30-31]
قول النبي صلى الله عليه وسلم لعلي رضي الله عنه: «يَا عَلِيُّ لاَ تُتْبِعِ النَّظْرَةَ النَّظْرَةَ، فَإِنَّ لَكَ الأُولَى وَلَيْسَتْ لَكَ الآخِرَةُ» (رواه أحمد)
.
3ـ عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ مَنْ اسْتَطَاعَ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ» (متفق عليه)
.

العوامل والأسباب:


لعل من الأسباب والعوامل التي تجعل كل من الفرد بشكل خاص والمجتمع بشكل عام على مشاهدة الأفلام الجنسية هي كالتالي:


1ـ الانفتاح الاجتماعي: فعلى سبيل المثال مفهوم الحرية الشخصية، أصبح معناه أن يتجاوز الشخص على العادات والقيم وتقاليد المجتمع حسب ما يلائم هواه، بلا خوف ولا وجل مما افقدنا تربوياً هاماً كان يردع المخالفين والمنحرفين ويوجه السلوك العام بالاتجاه السليم إضافة الى مفهوم حرية المرأة وتمكنها من الخروج مع الرجل الذي لا يحل لها مما أدى إلى مفاسد كثيرة.

2ـ كثرة مصادر التلقي وضعف الرقابة مثل الشبكة العنكبوتية (الإنترنت) وكذلك المسرح ودور السينما والتلفاز والصحافة ودور النشر، لها وقع كبير في نشر التعري وقصص الحب التي تجعل كل من الطرفين يبحث عن الحب المزيف الذي أساسه حرام ويثير الغرائز في كل من الجنسين إلى مشاهدة الأفلام الجنسية.

3ـ الوالدين: فقد غُيب دورهما في الثقافة الجنسية ودورهما في التربية والمراقبة والتوجيه مما أدى التنور الخاطئ من الخارج حتى يميل هذا الشخص إلى مشاهدة الجنس والتعمق في مشاهدة الأفلام والصور.

4ـ تأخر سن الزواج: يعد من أسباب مشاهدة الأفلام الجنسية فمن المعلوم بالضرورة أن الزواج حصن للإنسان بشكل عام، وللمسلم بشكل خاص، من الوقوع في المنزلقات الأخلاقية والانحرافات ذات العلاقة بالجنس، كما جاء في الحديث النبوي: (أغض للبصر وأحصن للفرج)

5ـ الأصدقاء والقرناء: على سبيل المثال الاطلاع المبكر على الأمور الجنسية في إرسال المقاطع عبر الجوال وإرسال الروابط في اليوتيوب التي تبث الأفلام الجنسية التي تجعل الشاب يدمن من هذه المشاهدات وقد يكون عرضة إلى الانحراف الى الأمور المحرمة التي تختزنها الشبكة العنكبوتية.


6ـ الفراغ الروحي والايماني لدى المراهق وتقصي الوالدين في عدم في عدم المتابعة والأهتمام به.

7ـ حب التقليد ولفت النظر لمن حوله بتصرفاته أثر مشاهدة المقاطع وتقبل بعض الثقافات والتصرفات المخالفة لثقافة مجتمعه.

8ـ الفراغ الذي يمر به المراهق في اغلب وقته يجعل المراهق يشغله فيما يعود عليه بالضرر.

9ـ وسائل الاعلام الهابطة ووسائل التقنية الحديثة والغزو الثقافي بظهور دراما ومسلسلات اثرت في المراهق بحيث يقوم بالسلوك المنحرف

10ـ اهمال المؤسسات التربوية لدورها في توجيه المراهق التوجيه الصحيح

11ـ رفقة السوء وعدم اهتمام الوالدين بمن يصاحب ابنهم وهذه الصحبة لها تأثير بالغ في حالة حرمان المراهق من الجانب العاطفي مما يؤدي الي اشباع هذا الجانب من خلال الأصدقاء.

12ـ صمت المجتمع والاعلام والتعاميم عن انتشار هذه المشكلة التي شاعت وانتشرت بين ابناءنا وبناتنا.


ـ الأثار المترتبة على هذه المشكلة (الأضرار) اجتماعية وأخلاقية:


من أكثر المشاكل التي يواجها الأباء والأمهات في سن المراهقة هي هي الاضطرابات الجنسية والميل إلى الجنس الأخر التي تحدث عندهم في هذا السن وتكون تزداد تلك المشكلة عندما يشاهد الأبناء المقاطع الجنسية عبر الأفلام أو تلك الصور الفاضحة عبر وسائل التواصل، وكذلك في هذه المرحلة يعاني المراهق من عدم معرفته لحقيقة الجنس وطبيعة مشكلاته، فيلجأ إلى أقرانه في كثير من الحالات للحصول على معلومات حول الجنس.

ولعل من الأضرار الاجتماعية والأخلاقية مايلي:


1ـ إثارة الغريزة الجنسية في كل من الجنسين للبحث عن تطبيقها مع الجنس الآخر وهذا يؤدي إلى الزنا والعياذ بالله.

2ـ يقلل من الوازع الديني ومراقبة الله في قلوبهم والأستمرار في مشاهدة تلك المقاطع والصور الجنسية.

3ـ عدم الرغبة في الزواج لأنه قد يكون كون علاقات محرمة سواء بالقاء أو عبر الأتصال بسبب هذه المقاطع الجنسية.

4ـ قد يميل كل من الجنسين إلى بعضهم عند تحريك الشهوة بعد مشاهدة الأفلام فترا بعض الرجال تنقلب فطرته فيفعل الواط مع الرجل الأخر وكذلك الأنثى تفعل الشذوذ مع نفس جنسها.

5ـ تزداد حالات الطلاق فيرى تلك المرأة تفعل تلك الحركات الجنسية وقد يزين له الشيطان بجمالها فيبحث الرجل عن أمراة تكون بنفس الجمال ويبغض زوجته بعد تلك المشاهدات فيفكر في طلاقها والتخلص منها.

6ـ تزداد حالات الاغتصاب والزنا في المجتمع لعدم الوعي بأضرار تلك الأفلام الجنسية على ابناءنا وبناتنا وظن منهم أن فعلهم صحيح وهذه ما تسمى بالحرية الشخصية.


ـ كيف التعامل مع هذه الحالات والأرشاد والتدخل المهني (العلاج):


عندما نتحدث مع أبنائنا سواءً في البيت أو المعلم في مدرسته في موضوع حساس مثل الجنس أو مشاهدة الأفلام الجنسية، لابد أن يكون للحديث طابع خاص، لأنه هام وحساس، ونهدف من وراء ذلك إلى الأمور التالية:


1ـ أن ديننا الإسلامي، يحثنا على كل ما هو فيه خير للمسلمين بالابتعاد عن مشاهدة هذه المقاطع الجنسية المحرمة والمضرة وتكتمل معه العبادة والتذكير بمراقبة الله والخوف منه لتوجيه لغرسها في قلوبهم.

2ـ الحديث عن الأخلاقيات والمبادئ والتي يغرسها الوالدين في نفوس الأبناء منذ الصغر ومراقبة الأهل للأبناء خصوصاً في سن المراهقة.

3ـ أن الجلوس والحديث مع الشباب عن مشاهدة الأفلام الجنسية وحماية لهم من الأمراض النفسية والجنسية المختلفة بخطر هذه الأفلام.

4ـ إذا لاحظ أحد الوالدين أن ابنه يشاهد مثل هذه المقاطع الإباحية نقول لهُ أدعُ لهُ بالسر والعلن فليس الظرب وسيلة إلى تعديل السلوك الخاطئ.

5ـ توجيه الأبناء منذ الصغر إلى كيفية اختيار الصديق الصالح، والاتبعاد عن رفاق السوء، واختيار الأصدقاء المناسبين.

6ـ إشغال الوقت (وقت الأبناء) بكل ماهو نافع ومفيد وتهيئة الأدوات التي يحتاجونها.

7ـ تعويد الأبناء على التستر منذ الصغر وترشيدهم من التعري أو العبث بأعضائهم التناسلية.

8ـ الزواج المبكر للأبناء والبنات قد المستطاع، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج.


ـ التوصيات:


1ـ تعظيم قيم العفة وإعلاء شأنها، وأنها انتصار للذات، وتحقيق للرجولة أو الأنوثة الحقة بعيد عن الأفلام الإباحية.

2ـ تنمية التقوى والإرادة والعزيمة، التي تعين على مواجهة المثيرات والمغريات في نفوس الأبناء.

3ـ الجلوس مع الأبن أو البنت والتحدث معهم عن ضرر هذه المقاطع الجنسية التي تهدم الأخلاق ولا ترضي الله.

4ـ وصية إلى من المربين والمربيات توجيه طلابهم إلى عواقب تلك الأفلام التي تخدش الحياء وتنشر السفور وتحدث على الزنا.

5ـ الابتعاد عن أصدقاء السوء الذين ينشرون المقاطع المخلة في الشرف والدين

ـ الخلاصة من البحث:

رسالة من القلب إلى المربي الفاضل في هذا البحث الذي يحوي على بعض الرسائل الهادفة والتوجيهات في موضوع مشاهدة الأفلام الجنسية على الفرد والمجتمع، لابد من العناية للأبناء بضرر تلك المشاهد التي تفسد قلبه وتجعل تفكيره في البحث عن الحرام لتطبيق ما راه من المقاطع التي لا ترضي الله وتسقط القيم الإسلامية في دينه ووطنه.

 
ـ المراجع:
1ـ كتاب التربية الجنسية ضرورة أم ضرر – د. عبد الحميد القضاة
2ـ عوامل الإنحراف الجنسي – عبد الرحيم صالح عبدالله
3ـ الجنس والنفس في الحياة الإنسانية – علي كمال
4ـ المراهقة وسن البلوغ – محمد رفعت
5ـ الثقافة والتربية الجنسية من منظور إسلامي ـ محمد حسين

 


 

 
  • قصص دعوية
  • مقالات
  • الصفحة الرئيسية