اطبع هذه الصفحة


قصص المعاصرين لخدمة الدين

أحمد خالد العتيبي
@Ahmadarts9

 
بسم الله الرحمن الرحيم


من الكبار الذين لم يرحلوا من الدنيا حتى صنعوا فيها واقعاً بهيجاً، ومدوا في مساحتها:

1ـ عبد الرحمن السميط (رحمه الله) في مشروعه الدعوي:

ترك لأجل مشروعه الوطن، ورحل إلى بلاد إفريقية، حتى قيل في وصفه: (الرجل الذي غيّر القارة).

ومضت الأيام وها هو يعانق بطموحه المجد، ويقف مشروعه ماثلاً بعد أن استوى اليوم على سوقه، ولعله بلغك أن إحدى النتائج لذلك المشروع اليوم إسلام ما يزيد على سته عشر مليوناً، من غير البرامج والمشروعات العلمية، والطبية، والاجتماعية، وغداً بين يدي الله تعالى تبين الفوارق بين العالمين.

 

2ـ الألباني (رحمه الله):

ومشروعه (تحقيق حديث النبي ﷺ) أعظم المشاريع في العصر الحاضر، وأزكاها أثراً في حياة الأمة.

وقد عاش مشروعه كل لحظات عمره، وتحوّل به من صاحب محل لا يتجاوز مترين يُصلح فيه بضع ساعات، إلى الدنيا قاطبة يكتب فيها أعظم الذكريات!

ولا تكاد اليوم تسمع درساً أو خطبة أو كلمة في أصقاع الأرض إلا وهو حاضر فيها باسط الذكريات!.

 

3ـ مشروع (قنوات المجد الفضائية):

والذي يعد باكورة المشاريع الإعلامية الرائدة على مستوى الأمة، وتُقدم من خلال هذا المشروع قيم الدين، وتبني توجهات الأجيال، وتعين على بلوغ الناس لغاياتهم الكبرى في الحياة.

 

4ـ محمد يوسف سيتي (رحمه الله):

باكستاني الجنسية، بدأ مشروعة (جمعيات تحفيظ القرآن الكريم) في بلاده، ثم قدم مكة ليستكمل فيها رحلة المشروع، وأنشأ أول جمعية لتحفيظ القرآن الكريم بمكة المكرمة عام (1382هـ)، وجلب لهذه الجمعية معلمين من باكستان، ثم توجه بعد عامين من نشوء الجمعية في مكة المكرمة إلى المدينة المنورة وأنشأ بها جمعية تحفيظ القرآن الكريم بالمدينة عام (1384هـ)، ثم بعد مضي عامين توجه إلى مدينة الرياض وأنشأ بها جمعية تحفيظ القرآن الكريم عام (1389هـ)، ورحل محمد يوسف سيتي ولقي ربه، وتواصل بعد ذلك المشروع في مدن المملكة العربية السعودية، وبلاد العالم الإسلامي، ما تراه اليوم من هذا الجموع المباركة من علماء وأئمة وخطباء وطلاب علم وروّاد إصلاح هي بعض ثمار مشروعه الكبير.

 

5ـ محمد توفيق (رحمه الله):

الرجل المؤسسة كما يصفه بعض الكتاب، مشروعه (دعوة غير المسلمين إلى الإسلام).

امتد مشروعه إلى ما يزيد على السبعين عاماً.

بدأت فكرة المشروع لدى رجل مما رآه من افتتان العرب المسلمين بالأجانب، يقول: فإذا استطعت أن أقنع هؤلاء الأجانب بالإسلام أجبرنا المفتونين للالتفات إلى عظمة ديننا والالتزام به.

انطلق مشروعه، وكانت سياسته ألا يترك من يبدأ في دعوته إلا بعد أن يعلن الشهادتين، وكانت أقصر مدة للدعوة شهرين، وأطول مدة خاضها سبعة عشر عاماً.

وواصل مشروعه واستمر فيه، وأسلم على يديه آلاف، من هؤلاء قسيس يعمل أستاذاً للأدب في جامعة الفاتيكان، وقاضي جزيرة سان موريس، والقائد الهولندي (كلنجر) الذي أسمى نفسه (محمد توفيق كلنجر) تيمناً باسم صديقه محمد توفيق.

وناهز التسعين عاماً من عمره وهو لا يزال ينوء بمشروعه، ويحلم بتحقيق آماله في الحياة.

 

6ـ عبد الحميد بن باديس (رحمه الله):

في مشروعه الدعوي أيام الاحتلال الفرنسي للجزائر.

خاض مشروعه بعد احتلال الجزائر بستين سنه من خلال دروس العلم، والدعوة، ومشاريع الإصلاح على تنوعها.

ولم يرحل حتى كوّن لبنات، هي التي ساهمت في استعادة البلاد أرضها، وبدأت رحلة الحرية في وقعها من جديد.

 

7ـ أحمد ديدات (رحمه الله):

من خلال مشروعه (الدعوة للإسلام) من خلال المناظرات والندوات والمحاضرات والكتب والمعاهد الشرعية لتخريج الدعاة للإسلام.

وفتح الله تعالى على يديه من خلال هذا المشروع آفاقاً واسعة، ولو لم يكن من أثره إلا طالبه اليافع الداعية الهندي (ذاكر) الذي يمد في رقعة هذا الدين من خلال ذات المشروع لكان كافياً في المقام.

 

8ـ عبد الله القرعاوي (رحمه الله):

في مشروعه الدعوي والعلمي، والذي كوّن به طلاباً كحافظ حكمي، وعبد الله البسام، وعبد الله بن عقيل، رحمهم الله تعالى، وفتح به آفاقاً للدعوة من خلال فتح المدارس وبناء المساجد وتعليم الناس من القصيم مروراً بالحجاز إلى اليمن.

وكم من أجيال تروي أثره وتمد في قصة مشروعه، وتبعث في أحلامه، وتعيد ذكرياته في الواقع الجديد.

 

9ـ د. علي بن عبد الله الفقيه (رحمه الله):

والذي حول حملات الملاريا التي تقيمها وزارة الصحة في المملكة العربية السعودية إلى مشروع صحي ضخم (جمعية زمزم للخدمات الصحية التطوعية)، والتي هي اليوم شامة في العمل الخيري في هذه البلاد، وصنع من محافظة القنفذة من خلال العمل على تأهيل طاقاتها حكاية من أمل كانت أمنية في مساحة ضيقة، وهي اليوم أفسح ما تكون في الأرض.

ورحل رحمه الله عن الدنيا وهو في باكر شبابه، وخلّف حُمّالاً للرسالة، وصناعاً للمشايع، وكم من أثر يحكي قصة! وتاريخ يمد في مساحة، وشواهد تدفع بآمال ذلك المشروع من خلال هذه الذكريات!.

 

10ـ حفظي سائق شاحنة في أوربة (رحمه الله):

أراد أن يشارك في بناء أمته، ويحقق حلمه من خلال مشروع الإذاعة، فصنع إذاعة في النمسا يبث منها دين الله تعالى إلى أقطار الأرض. بدأ مشروعه من خلال صناعة مقاطع نشيد، ثم تحولت الفكرة إلى إذاعة يسجل فيها محاضرات العلماء ثم يبثها للعالم ويستجلب دعاة يشاركون في الإذاعة بشكل مباشر، ثم توسعت هذه الإذاعة، وأصبحت تبث للعالم ما يثير شجون صاحبها وآمال أمته. واستطاع سائق الشاحنة أن يدخل صفوف الكبار، ويفقه لغة المشاريع، ويعيش في جزء من الأرض ينوء بأحمال مشروع، وهموم أمة، وتحديات الواقع.

 

المصدر كتاب: مشروع العمر ـ د. مشعل الفلاحي.

 

 

 
  • قصص دعوية
  • مقالات
  • الصفحة الرئيسية