اطبع هذه الصفحة


من عجائب القصص

أحمد خالد العتيبي
@Ahmadarts9

 
بسم الله الرحمن الرحيم

 
ما أجمل التواصي على الخير بين المسلمين ورفع الهمم والسير نحو المجد في طريق الخير للهدف المطلوب والغاية الكبرى هي الجنة - اللهم أجعلني وإياكم من أهل الجنة - وجميل جداً كتابة الخواطر والقصص التي تمر بنا حتى يستفيد منها الجميع، ولعل الفائدة الكبرى نقل التجارب المشرقة بيننا وأسال الله سبحانه أن يجعلنا مفاتيح للخير جميعاً مغاليق للشر .

القصة الأولى :

كنا في زيارة إلى الداعية عبد الله بانعمة وفقه الله ورأينا عنده رجل بجانبه من الجنسية الإندونيسية فقال لنا: تدرون يا إخوان هذا الرجل السائق الخاص بي عجيب جداً، هذا الرجل يصوم يوماً ويفطر يوماً وله عندي تقريباً أربع سنوات على هذا الحال يقول: يذكرني بصيام نبي الله داود عليه السلام.
وقفة : قال صلى الله علية وسلم: (من صام يوماً في سبيل الله باعد الله وجهه عن النار سبعين خريفاً ) رواه البخاري .

القصة الثانية :

يقول الشيخ موفق كدسة وفقه الله: جاري رجل كبير في السن عمره تجاوز السبعين والله ما رأيته إلا في الصف الأول بجميع الصلوات ولديه كرسي خلف الإمام مباشرة والقرآن رفيقه دائماً يقرأ منه ولسانه لا يفتر عن ذكر الله سبحانه.
يقول الشيخ سألته عن همته وحرصه في حضوره للمسجد مبكراً فقال: بفضل الله يا شيخ أنا أختم القرآن كل ثلاث أيام ولا أريد أن أتخلف عن وردي اليومي كل يوم عشرة أجزاء .
وقفة : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (خير صفوف الرجال أولها، وشرها آخرها، وخير صفوف النساء آخرها، وشرها أولها ) رواه مسلم .

القصة الثالثة :

حدثني أحد الدعاة بهذه القصة يقول: دعاني صديقي لألقي كلمة بمسجده الصغير فرحبت بذلك وذهب وألقيت كلمة عن " صلة الأرحام " وعدد المصلين ثمانية أشخاص فقط في المسجد، وكان هناك رجل كبير في السن وبعد إنهاء الكلمة دعاني الرجل وقال: أنت قلت الذي لا يصل أرحامه ملعون من الله وما ترفع أعمال الذين بينهم خصومه وقطيعة؟! قلت: نعم يا والد. قال: لي تسع سنوات أنا في قطيعة مع أخي لا أزوره ولا أكلمه.
فتواعدت معه أن أذهب بعد يومين ومعي بعض المصلحين لأخيه وفي اليوم المحدد اتصلت به قلت: لا تنسى موعدنا اليوم بإذن الله يا والد. قال: والله ما جاني نوم تلك الليلة واليوم الثاني في الصباح ذهبت إلى بيت أخي وقابلته واعتذرت منه وأبشرك تم الصلح بيننا الحمد لله وعزمني على وجبة العشاء اليوم عنده بمنزلة .
وقفة: قال صلى الله عليه وسلم : (إن أعمال بني آدم تعرض كل خميس ليلة الجمعة، فلا يقبل عمل قاطع رحم ) رواه أحمد.

القصة الرابعة :

كنت مع صديقي في طلعة في أحد المخططات ورأينا شاب يعزف العود فستأذناه بالجلوس معه فرحب بذلك وسلمنا عليه ودعونا له وتبادلنا الحديث معه ونصحناه وأهديناه شريط ومعه أذكار وأعطيناه رقم الجوال.
وبعد أيام بفضل من الله أرسل رسالة على الجوال يقول: أبشرك إني كسرت العود، ادعو الله لي بالثبات والله أني تائب إلى الله وأحتاج إلى صحبة تعينني على الخير .
وقفة : قال صلى الله عليه وسلم : ( التائب من الذنب كمن لا ذنب له ) صححه الألباني.

القصة الخامسة:

في أحد المخططات وجدنا أحد عشر شخصاً في جلسة عزف عود وطرب فتوجهنا إليهم وطلبنا منهم الجلوس معهم خمس دقائق فتوقفوا عن العزف ورحبوا بنا وأدخلوا العود في السيارة واستقبلونا بحسن الاستقبال والقينا كلمة مختصرة فستأذناهم بالذهاب على حسب وعدنا لهم خمس دقائق فقالوا: نطلبكم أن تجلسوا معنا، والله إننا طفشانين خذوا الوقت كله !! .
ويعلم الله تعالى جلسنا معهم وسألناهم عن حالهم مع الصلاة فكانت الأجوبة محزنة لم يصلِّ أحد منهم العشاء والبعض لم يصل منذ ثلاث أيام والآخر يقول: الصراحة لي تقريباً شهر ما صليت.
وذكرنا لهم فضل منزلة الصلاة فتكلم أحدهم وقال: يا شيخ هل نستطيع أن نصلي الآن؟! فطلبوا منا إحضار ماء للوضوء وبالفعل بفضل الله أحدنا جلس معهم والآخر ذهب يشتري لهم الماء فتوضأ الجميع وصلوا في نفس المخطط.
ووالله أن الذي صلى بهم يقرأ من أواسط سور القرآن بترتيل جميل وبعد انتهاء الصلاة أخذوا أرقام الجوال ووعدونا بتغيير الحال والانضباط على الصلاة .
وقفة : قال صلى الله عليه وسلم: ( إن أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة من عمله صلاته، فإن صلحت فقد أفلح وأنجح، وإن فسدت فقد خاب وخسر، فإن انتقص من فريضته شيئاً. قال الرب تبارك وتعالى: انظروا هل لعبدي من تطوع فيكمل بها ما انتقص من الفريضة، ثم يكون سائر عمله على ذلك. رواه الترمذي.

القصة السادسة :

ذكر لنا أحد مشرفين المقرأة القرآنية الثانية بجدة أن الشيخ موسى الجاروشة حفظه الله مدير المقرأة القرآنية ومؤسسها ورده في اليوم عشرة أجزاء غيباً يومياً لم يتخلف عنها إلا أيام قليلة بظرف طارئ وهو على هذا الحال منذ أكثر من ثلاث عشرة سنة .
وقفة : قال صلى الله عليه وسلم : ( يقال لقارئ القرآن : اقرأ ورتل وارتق كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية كنت تقرؤها). رواه أبو داود.

القصة السابعة :

حدثني أحد الدعاة في مدينة جدة يقول كنت أوزع على الشباب أشرطة و مطويات وكان هناك ملتقى شبابي دعوي فأخبر الشباب للحضور وأستمر بالتوزيع وفجأة أوقفني شاب وطلب مني رقم الجوال فأعطيته الرقم ودعوته لحضور الملتقى فوعدني بذلك وبعد مرور أسبوع اتصل بي رقم في آخر الليل فدعا لي بدعوات جميلة وقال: أنت فعلت في بيتنا خير كبير فقلت: كيف ذلك ومن أنت؟.
فقال: أخي من المنطقة الجنوبية وحضر للزواج في مدينة جدة وكان بعد الزواج يقول على موعد لا يرضي الله وبعد نصحك له وحضوره الملتقى تغير حاله وأصبح الآن معي محتسب في المكتب التعاوني وتوعية الجاليات في مدينة الباحة، والله أن الوالدة تدعو لك والوالد فرح بذلك استمروا يا دعاة فلعل كلمة تأثر منك أو من غيرك وأنت لا تعلم .
وقفة : قال صلى الله عليه وسلم: ( لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق، لا يضرهم من خذلهم، حتى يأتي أمر الله وهم كذلك) أخرجه مسلم والبخاري.

القصة الثامنة :

ذهبت إلى زيارة الملتقى الشبابي الصيفي بجدة فكان هناك جانب في الملتقى اسمه " البداية والنهاية " يتحدث عن الصحبة الصالحة والسيئة والجنة والنار والقبر والنعيم – منوع – وكان المشرف المتحدث عليه شيخ فاضل، فدار الحديث بيننا فقال لي : بفضل الله والله أن سبب توبتي زيارتي لهذا المعرض قبل أربع سنوات وأبشرك الآن بحمد الله أنا المشرف والملقي على هذا المعرض .
وقفة : قال صلى الله عليه وسلم : (من دعا إلى هُدى كان لهُ من الأجر مثل أجور من تبعهُ لا ينقصُ ذلك من أجورهم شيئاً، ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعهُ لا ينقصُ ذلك من آثامهم شيئاً). رواه مسلم.

الفوائد من القصص :

- استعن بالله في كل أمورك ودع الله بالتوفيق وأن يجعلك مباركاً أينما كنت .
- أن صاحب الهمة العالية شغله الدائم كيف يرضي رب العالمين وكيف يخدم هذا الدين .
- انشر الخير عبر كلمة أو شريط أو ابتسامة أو زيارة فلا تعلم أي عمل يدخلك الجنة .
- أعمالك التي تفعلها في الدنيا ستجدها في موازين حسناتك فأختر ما تحب أن تلقاه .
- عليك باختيار الصاحب الذي يعينك على الخير وأبشر بكل خير .


 

أحمد خالد العتيبي
  • قصص دعوية
  • مقالات
  • الصفحة الرئيسية