اطبع هذه الصفحة


فضائل الإكثار من الصيام

أحمد خالد العتيبي
@Ahmadarts9

 
بسم الله الرحمن الرحيم


يعد الصيام من العبادات التي لم يتقرب فيها إنسان لأي معبود سوى الله عز وجل وقد وصى النبي ﷺ أبا أمامه رضي الله عنه بالصوم حينما سأله : أي العمل أفضل؟ قال: (عَلَيْكَ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لَا عَدْلَ لَهُ).صححه الألباني (165)

وقال ﷺ : (إنَّ فِي الْجَنَّةِ غُرَفًا يُرَى ظَاهِرُهَا مِنْ بَاطِنِهَا ، وَبَاطِنُهَا مِنْ ظَاهِرِهَا ، أَعَدَّهَا اللَّهُ لِمَنْ أَلانَ الْكَلامَ ، وَأَطْعَمَ الطَّعَامَ ، وَتَابَعَ الصِّيَامَ ، وَصَلَّى بِاللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَامٌ ). رواه الترمذي (2537)

ومتابعة الصيام تكون بكثرة الصيام، خصوصاً الأيام التي خصها النبي صلى الله عليه وسلم بكثرة صيامها أو بذكر فضلها، والتي أهمها :


اولاً : صيام الإثنين والخميس

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ قال : ( تُعرض الأعمال يوم الاثنين والخميس ، فأحب أن يعرض عملي وأنا صائم ) رواه الترمذي (747) وصححه الألباني في "صحيح الترغيب" (1041).
كان رسول الله ﷺ أكثر ما يصوم الإثنين والخميس قال: فقيل له: قال : (تُفْتَحُ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ وَيَوْمَ الْخَمِيسِ فَيُغْفَرُ لِكُلِّ عَبْدٍ لَا يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا إِلَّا رَجُلًا كَانَتْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَخِيهِ شَحْنَاءُ فَيُقَالُ أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا). رواه مسلم (2565)
لذلك ينبغي للمرء تفقد نفسه في هذين اليومين خاصة، ليرفع عمله على وجه حسن ويجعل المسلم في مراقبة مستمرة.

ثانياً: صيام أيام البيض

وأيام البيض هي الثالث عشر، والرابع عشر، والخامس عشر، من كل شهر عربي، قال ﷺ: (صيام ثلاثة أيام من كل شهر صيام الدهر ، وأيام البيض : صبيحة ثلاث عشرة ، وأربع عشرة ، وخمس عشرة ) . رواه النسائي (2420) وصححه الألباني في "صحيح الترغيب" (1040).
وقد جاء عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان رسول الله ﷺ: لا يدع صوم أيام البيض في سفر ولا حضر .صححه الألباني (4848)

ثالثاً: الصيام في شهر شعبان

عن عائشة رضي الله عنها قالت : كان رسول الله ﷺ يصوم حتى نقول لا يفطر ويفطر حتى نقول لا يصوم ، فما رأيت رسول الله ﷺ استكمل صيام شهر إلا رمضان وما رأيته أكثر صياما منه في شعبان . رواه البخاري ( 1868 ) ومسلم ( 1156 . (

رابعاً: صيام ست من شوال

صيام ست من شوال متعلق بإتمام صيام رمضان على الصحيح ، ويدل ذلك قول النبي ﷺ : ( مَنْ صَامَ رَمَضَانَ ثُمَّ أَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ كَانَ كَصِيَامِ الدَّهْرِ ) ، رواه مسلم (1164)

خامساً: صيام يوم عرفة ويوم عاشوراء

عن أبي قتادة رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ سئل عن صوم يوم عرفة فقال : ( يكفر السنة الماضية والسنة القابلة ) رواه مسلم .
وهذا إنما يستحب لغير الحاج ، أما الحاج فلا يسن له صيام يوم عرفة ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم ترك صومه
وصيام يوم عاشوراء يكفر السنة الماضية لقول النبي ﷺ: ( صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ وَصِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ ) رواه مسلم (1162).
وهذا من فضل الله علينا أن أعطانا بصيام يوم واحد تكفير ذنوب سنة كاملة والله ذو الفضل العظيم .

سادساً: صيام شهر الله المحرم

أفضل الصيام بعد رمضان صيام شهر محرم فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (أَفْضَلُ الصِّيَامِ بَعْدَ رَمَضَانَ شَهْرُ اللَّهِ الْمُحَرَّمُ وأفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل). رواه مسلم (1163)
وقوله : ( شهر الله ) إضافة الشّهر إلى الله إضافة تعظيم

سابعاً: صيام تسع ذي الحجة

عن هُنَيْدَةَ بن خالد رضي الله عنه عن امرأته عن بعض أزواج النبي ﷺ رضي الله عن الجميع قالت : ( كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يَصُومُ تِسْعَ ذِي الْحِجَّةِ وَيَوْمَ عَاشُورَاءَ وَثَلَاثَةَ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ ) ، قال الشيخ الألباني رحمه الله : " إسناده صحيح " في صحيح سنن أبي داود (2437)
وثبت في صحيح البخاري : أن رسول الله ﷺ قال : (ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله منه في هذه الأيام العشر). يعني العشر الأوائل من ذي الحجة

ثامناً: الصيام في الشتاء

عن عامر بن مسعود الجمحي رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ : (الصومُ في الشتاءِ الغنيمةُ الباردةُ). رواه الترمذي (797)
فكأنما الحديث يحث على الاستكثار من صيام الأيام الباردة لعدم كلفة الصيام فيها.

تاسعاً: صيام داود

عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما : قال : قال لي رسول الله ﷺ : (أَحُبُّ الصِّيَامِ إِلَى اللهِ صِيَامُ دَاوُدَ، كَانَ يَصُومُ يَوْمًا وَيُفْطِرُ يَوْمًا). رواه البخاري (3420)

ـ (رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)

المؤلف : محمد بن إبراهيم النعيم (رحمه الله)
كتاب : أعمال أكثر منها النبي ﷺ .




 

أحمد خالد العتيبي
  • قصص دعوية
  • مقالات
  • الصفحة الرئيسية