|  | 
   
  جرت العادة أن يسافر الكثير من الناس إلى مواقع مختلفة من هذا العالم الفسيح , 
	بحسب الهدف من السفر , فقد يكون سفر طاعة كرحلة الحج والعمرة مثلاً , أو سفر 
	نزهة وسياحة كزيارة المواقع الجميلة للتمتع برؤية الأنهار والغابات وماإلى ذلك 
	, أو سفر عمل لتحقيق متطلبات الوظيفة كحضور دورة أوبرنامج ...إلخ وتمرّ 
	بالمسافر مواقف كثيرة , وصور عديدة من الخبرات , وتعجبه أشياء بعينها , وربما 
	لاتناسبه أشياء أخرى , وهو بين هذا وذاك المستفيد الأول , لأنه انتقل بسفره 
	ورحلته نقلةً نوعيةً , وعاد محمّلاً بالخبرات والقناعات ... لكن مانقترحه على 
	المسافر هو : توثيق وتدوين مايمرّ به من خبرات لنفسه ولأولاده ولأصحابه 
	ولمجتمعه , ولانبالغ إن قلنا : ياليته وثّقها في كتيّب صغير يرى النور , كما 
	رأت كتب الرحلات على مرّ التاريخ ذلك , ولاتقل – أخي – من أنا حتى أكتب كما 
	كتبوا , وأحسن في الصياغة والعرض كما أحسنوا , أخي : درّب نفسك وذلك بكتابة 
	أبرز ماتراه في سفرتك من مواقف ورؤى , وبعد زمن ستصل إلى مرادك , ألم تعلم – 
	أخي – أننا حرمنا من خبرات كثيرة بسبب عدم التدوين ؟ اكتب مذكرات قصيرة عن كل 
	يوم يمرّ بك في السفر , ولتقل مثلاً : لقد عقدنا العزم – بعون الله تعالى – على 
	أداء مناسك الحج لهذا العام وصادفنا في ترتيب أمور الرحلة العقبات التالية ( 
	... ) واذكرها إن شئت , وبفضل الله تعالى تم تجاوزها حيث قمنا بتذليلها عن طريق 
	(... ) وبينما نحن في الطريق وجدنا شيئاً غريباً وهو ( ... ) لكنني أنصح من 
	يمرّ بمثل هذا الموقف أن ( ... ) وعندما وصلنا البيت الحرام , ورأيت الكعبة 
	شدّني مارأيت من (... ) وهكذا يزداد القارئ شوقاً إلى الرحلة ومواقفها , جرّب – 
	أخي – ودوّن ولو لنفسك , قد تقول : وأين الوقت للتدوين وأنا مشغول بأمور السفر 
	؟ أقول لك : دوّن في الأوقات الهامشية كفترات الانتظار في صالات المطار , وفي 
	الطائرة والباص , وقبل النوم , وفي أوقات فراغك , وفي كل لحظة تجد الوقت 
	مناسباً ولاتحرمنا من الإفادة من خبراتك , ولعلك لمست المتعة في قراءة كتب 
	الرحلات وقصصها الشيّقة ومواقفها الطريفة , وهي ذكرى جميلة , يزداد طعمها بمرور 
	الزمن , وستتذكر ما نبّهتك إليه , ربما ليس الآن , ولكن بعد أن تعود إلى 
	مذكّراتك بعد عشر سنوات أو أكثر , والله الله في السفر الهادف , والتدبر خلق 
	الله تعالى , وأخذ العبر والدروس , وفقك الله .