اطبع هذه الصفحة


هو متأسي وسيحاسب على تقصيره

علي بن صالح الجبر البطيّح

 
يلحظ على بعض أهل الاستقامة شئ من التقصير الذي لايغتفر في عالم الناس اليوم , وهم تحت المجهر لا لشئ إلا لأنهم صنّفوا من أهل الاستقامة والالتزام .. فعلى سبيل المثال نجد رجلاً ملتحياً قد قصّر ثوبه وظهرت عليه علامات الاستقامة غفل عن نفسه في موقف من المواقف فصدر منه مايعاب عليه - وهو بشر ليس بمعصوم من الخطأ والزلل – وخطؤه هذا وقع أمام مرأى فئة من عامة الناس ودهمائهم الذين يحسبون أهل الاستقامة ملائكة لايعصون الله ما أمرهم ويفعلون مايؤمرون , فيضخّمون خطأه ويشهّرون به ويتفوهون بكلام سيحاسبون عليه .. حتى قال أحد هؤلاء الناس يوم أن رأى زللاً يسيراً من رجل مستقيم – نحسبه كذلك ولانزكي على الله أحداً – انظروا إليه هذا وهو ملتحي .. إذا كان الملتحي هذا يتصرف هذا التصرف فكيف بنا نحن ..! وكأنه يسوّغ لنفسه مالا يسوغ لذاك , وكأنه بمنأى عن مراقبة الله ومحاسبته !!

ولذا يتساهل الكثير من الناس ممن لاتظهر سنة المصطفى – صلى الله عليه وسلم – على وجوههم وثيابهم ولديهم من التقصير مالديهم .. أقول : يتساهلون بحجة أن ( المطاوعة ) في قاموسهم - أيضاً – مقصّرون فإذا ساغ لهم ساغ لنا .. ألم يعلموا أن الناس سواء في ميزان الحساب والعقاب وعند الله تعالى ؟ ألم يعلموا أنه لاتزر وازرة وزر أخرى ؟ ألم يعلموا أنه لاتنفعك طاعة الطائع ولاتضرك معصية العاصي ؟ فقدّم لنفسك ..ودع تصنيف الناس , ولاتسوّغ لنفسك ارتكاب معصية بحجة أن أهل الاستقامة فعلوها ..! وإن قصروا في جانب فهم على أقل الأحوال لازالوا متمسكين بجوانب أخرى كسنة المصطفى – صلى الله عليه وسلم – في وجوههم بإعفاء لحاهم وكسنته – صلى الله عليه وسلم – في أزرهم وفي غالب شؤونهم .. وقد حاورت عدداً من حليقي اللحى لماذا لاتعفون لحاكم أسوة بالنبي – صلى الله عليه وسلم – فكانت معظم إجاباتهم تدور حول أمرين :

1 – حتى لانؤاخذ بما نفعل بخلاف أهل اللحى فهم تحت المجهر .. وهذا من الشيطان ولاشك , ولذا فتحوا على أنفسهم أبواباً من الشرور من حيث لايشعرون .وولغوا في المعاصي بحجة أنهم ليسوا بملتزمين .

2 – ولأن بعض أهل اللحى قد صدر منهم مايعابون عليه فلذا آثرنا الحلق وإسبال الثياب .. وهذا من الخلط الذي نحذّر منه بشدة لأنه من تلبيس الشيطان .. وإذا سئلت عن تقصيرك يوم القيامة ماذا ستقول لربّك ؟ هل تجيب بأن المطاوعة مقصرون فما ساغ لهم ساغ لنا أم أن كل نفس بما كسبت رهينة ؟ انتبه يارعاك الله , ولاتقع في هذا المزلق الخطير فتندم حين لاينفع الندم .. والتقصير وارد حتى وإن كنت ملتحياً , فكونك تقابل الله بتقصير يسير أهون من تقصير كثير يطال شتى مناحي حياتك ..!!
 

محبك / علي بن صالح الجبر البطيّح
Asb1388@gawab.com
جوال / 0504286623
 

علي البطيّح
  • مقالات دعوية
  • قف وتأمل
  • استشارات
  • الصفحة الرئيسية