اطبع هذه الصفحة


هل سعيت في علاجهما ؟

علي بن صالح الجبر البطيّح

 
يذكر أحدهم عن أبيه المسنّ , والآخر عن أمه الكبيرة , أنهما عندما يقابلانهما يشمان منهما روائح كريهة تنبعث منهما بسبب التهابات اللثة أوغير ذلك من العلل الصحية التي ينشأ بسببها روائح مستقذرة , ولكن البرّ والأدب أمام الوالدين منعهما من ذكر ذلك بحضرتهما وانتقادهما وتنبيههما خشية إيذائهما , ولذا ربما لا يفضلان الجلوس بالقرب منهما , وإذا قبّل الرأس قبّله على عجل , ولايخفى على الجميع مايجده الكبيران المسنّان من المشقة في متابعة الجانب الصحي وجانب النظافة وغير ذلك , وما كان متيسراً عليهما في زمن مضى , قد يصعب ويتعسر عليهما حال كبرهما , ولا أظن أباً أو أمّاً في مثل هذا السنّ يرغب في أن يكلّف أولاده بمتابعة الجانب الصحي وجانب النظافة وما إلى ذلك , وربما عرضنا عليهما تقديم الخدمة لكن يرفضان لسبب أو لأخر , ومانريده هنا هو : هل نكتفي بالحال التي نحن عليها الآن ؟ وهل نوّعنا في عرضنا لتقديم خدماتنا بأسليب محبّبة ؟ وهل سعينا في علاج مامنه يتأذيان ؟ وهل حرصنا على متابعة مواعيدهم في العيادات الطبية والعلاج ؟ وهل نبّهنا إخواننا وأخواتنا بالصبر والتواصي على حسن التعامل مع ماقد يبدر منهما أيّأً كان ؟

أحدهم يقول : لم يقرّ لي قرار , وفعلت أكثر من سبب حتى اقتلعنا المرض من جذوره – بفضل الله تعالى - من والدتي المسكينة التي كانت تعيش وحشة بين أبنائها وبناتها وجليساتها, بسبب مايفوح من أثر الجروح والدمامل في رأسها , والآن تجلس عزيزة مكرّمة , والكل يرغب بالقرب منها بسبب مايفوح من دهن العود في رأسها , وتحس هي بفرحة غامرة , بعد أيام المرض وتدعو لي قائمة قاعدة , وكم هو جميل أن نفعل بهم مثل ذلك , لأننا ربما نعاني مستقبلاً كما كانوا يعانون , وبرّوا آباءكم تبرّكم أبناؤكم , وأبشروا بالخير من رب العالمين , ولئن مدّ في عمرك لتتذكرنّ ما قلته لك .

 

علي البطيّح
  • مقالات دعوية
  • قف وتأمل
  • استشارات
  • الصفحة الرئيسية