اطبع هذه الصفحة


نِعمَ المُصَلَّى " 29 " مسؤوليتنا تجاه الأقصى

أيمن الشعبان
@aiman_alshaban

 
 بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله والصلاة والسلام على عبده ومصطفاه، نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه، وبعد:
فهذه سلسلة حلقات مختصرة للتعريف بمكانة " المسجد الأقصى" من خلال القرآن والسنة الصحيحة، وارتباطه العقدي الإيماني التاريخي، بالوحي ورسالة التوحيد ودعوة الأنبياء، وإحياء تلك الحقائق في نفوس المسلمين، سميتها " نِعمَ المُصَلَّى " أسوة بحبيبنا وقدوتنا صلى الله عليه وسلم، الذي أطلق عليه هذه التسمية الجميلة.
الحلقات ستكون بطرح سؤال في كل حلقة، ثم نجيب عليه لتكون أرسخ وأثبت وأحفظ وأوعى، من حيث المعلومة والفهم وديمومة الأُثر.

س29/ ما هي مسؤولية كل مسلم تجاه المسجد الأقصى؟؟


بعد أن ذكرنا وبينا طيلة الحلقات الماضية، أهمية المسجد الأقصى وفلسطين من الناحية الشرعية والعقدية، وأنها من المقدسات المعظمة في ديننا، وعرفنا أنها قضية كل مسلم مع إذابة كل الفوارق؛ وأنها أمانة في عنق كل مسلم، لزم علينا أن نتعرف في هذه الحلقة على أهم وأبرز المسؤوليات المترتبة على كل مسلم، وماذا ينبغي أن يقوم به.
إن الواجب والمسؤولية في نصرة الأقصى تتعاظم علينا، مع تعاظم المخططات والمخاطر التي تحيط بمقدساتنا، لا سيما مع الفرقة والضعف الذي تعيشه الأمة، وتكالب الأعداء عليها من كل حدب وصوب.
- من أعظم المسؤوليات وأهمها؛ إحياء روح الولاء الشرعي العقدي لتلك القضية، وتربية الأبناء التربية الإيمانية، وغرس محبة المسجد الأٌقصى في قلوبهم، فإن أخطر قضية تواجه المسلمين اليوم هي انتزاع الولاء الشرعي من نفوسهم وحب الأقصى!
- ضرورة استحضار القضية بكل الظروف والأوقات، وعدم اليأس والقنوط والاستكانة، مهما ضعفت الأمة وتفرقت، ولننظر إلى موقف نور الدين زنكي في حلب كيف قرر يعمل المنبر بعد سبعين سنة من احتلال الأقصى بيد الصليبيين، وكان حالهم أسوأ حالا مما نحن فيه الآن، حتى أن المارة يمرون به ويسخرون منه، ويرد عليهم ( إن تسخروا منا فإنا نسخر منكم كما تسخرون )، وتوفي رحمه الله قبل أن يراه في الأقصى ووضعه بعده صلاح الدين.
- الدعاء هو سلاح عظيم يغفل عنه الكثير، فلابد من استذكار الأٌقصى وتخصيص جزء من أوقاتنا وصلواتنا للدعاء له وأهله المستضعفين فيه.
- معرفة فضائل المسجد الأقصى وأهميته الدينية، ونشرها بين الأجيال ومذاكرتها والتذكير بها وتثقيف جميع الفئات.
- معرفة تاريخ القدس من مصادر موثوقة، وما جاء فيها من أخبار وأحداث وآثار إسلامية، ليتحصن المسلم مما يثار حول التشكيك بمكان ومكانة المسجد الأقصى، من قبل المستشرقين والباحثين اليهود، بل وبعض المفكرين والمثقفين العرب!
- معرفة الأعداء والمغتصبين لأرضنا ومخططاتهم ومكرهم وإجرامهم، وعقائدهم وتاريخهم كما أخبر الله سبحانه وتعالى ورسوله عليه الصلاة والسلام عنهم، بذلك نجمع بين النقل والواقع.
- استثمار وتحريك كافة الفئات والطاقات، لنصرة المسجد الأقصى وجعل ذلك أولوية لدى الجميع.
- توظيف كافة الامكانيات المالية والتقنية والتكنولوجية والعلمية والإعلامية الرسمية والشعبية، وتسخيرها لخدمة المسجد الأقصى.
- العمل على إعمار المسجد الأقصى، بالمصلين والمعتكفين والمرابطين، ودعم حلقات العلم وتحفيظ القرآن والدورات الشرعية فيه.
- دعم كافة احتياجات المسجد الأقصى من ترميم وبناء وإعمار، وصيانة وتأهيل.
- الدعم المادي لأهل القدس خصوصا وفلسطين عموما بكافة احتياجاتهم، التعليمية والصحية والمعيشية، لإعانتهم على الثبات والصمود وضمان بقائهم، نظرا لما يقوم به اليهود من المخططات لتهجيرهم.
- الحصانة العلمية والمعرفية والرد على المشككين في مكانة المسجد الأقصى وأكاذيبهم، ودحض شبههم وردها الرد العلمي، فهذا باب من أعظم الدفاع عن المقدسات، ضد ما يحاك لها من زعزعة وتشكيك لإضعاف الجانب الشرعي والمكانة التاريخية في نفوس الأمة، وبالتالي يسهل الاستحواذ على مقدساتنا لأطول فترة من الزمان.
- من أعظم المسؤوليات التي تناط بالمؤسسات التعليمية، التي ينبغي أن يكون لها دورا كبيرا ومسؤولية عظمى، في توجيه النشأ والأجيال، وتعريفهم بمقدساتهم وفضائلها ومحبتها، وتاريخها المجيد، فلابد من مساقات متخصصة في جميع المراحل الدراسية ابتداء من المرحلة الابتدائية والاعدادية والثانوية وحتى الجامعية بمختلف مراحلها، على أن تكون مساقات متدرجة بحسب الفئات العمرية، على عكس ما يقوم به اليهود من مساقات منذ الصف الأول الابتدائي حتى المراحل النهائية في الثانوي، وتكون لهم رحلات ترفيهية لكل مناطق البلاد، وتزوير تاريخ وأسطورة لكل مكان!
- المؤسسات الإعلامية ينبغي أن تتحمل مسؤوليتها تجاه المسجد الأقصى، من خلال تخصيص مساحات كافية ووافية ضمن خريطتها البرامجية، وعدم الاكتفاء بردود الأفعال أو في حالات الحرب بنشر الأخبار وبعض الأحداث، فالناس الآن يتأثرون جدا بالإعلام ولابد أن يأخذ دوره ومكانته الفعلية الحقيقية تجاه هذه القضية المهمة.
- على العلماء والدعاة وطلاب العلم والخطباء، تذكير الناس بالمسجد الأقصى دون الانتظار لمناسبات سنوية، ذكرى كذا وذكرى كذا، بل لابد تكون هنالك برامج وفعاليات وملتقيات ومؤتمرات ضمن الضوابط الشرعية، تحيي روح الولاء وتبقي القضية في الصدارة والحضور الدائم.
- نشر ثقافة البذل والعطاء ودعم المشاريع الخيرية والوقفية والإغاثية، في المسجد الأٌقصى والقدس خصوصا، وسائر مناطق فلسطين عموما، مما يخفف من الظلم والاضطهاد الذي يتعرض له أهلنا هناك.
- يجب تحمل المؤسسات الخيرية والتجار مسؤولياتهم، تجاه الأٌقصى ومتابعة احتياجاتهم لصمودهم وتثبيتهم ورباطهم، ومواجهة كافة مخططات الصهاينة التي لا تنقطع.
- إدخال مساقات خاصة في الجامعات، وشهادات عليا تتعلق بالمسجد الأٌقصى وتاريخه وفضائله، وفتح أكاديميات متخصصة بهذا المجال.
- نشر الثقافة المقدسية بين الأسر بجميع الفئات، فلو كان هنالك لقاء عائلي كل أسبوع، يتم الحديث فيه عن جزئية وفضيلة وتاريخ، حتى تبقى القضية حاضرة في نفوس الجميع.
- السعي لكفالة أيتام وأرامل فلسطين، وإغاثة الأسر المتعففة، وأسر الأسرى والشهداء، وهذا أقل الواجب.
- السعي لعمل مشاريع تنموية ووقفية وتقوية الجانب الإقتصادي للفلسطينيين وخصوصا المقادسة.
- عمل مسابقات بحثية ومرئية لمختلف الفئات، بخصوص المسجد الأٌقصى.
- دعم كافة المؤسسات والمشاريع والبرامج التي تعمل لأجل الأقصى، ومساندتها وتقويتها وتثبيتها، وزيادة عدد المؤسسات الأهلية العاملة في هذا المجال.
- استثمار التقنيات ووسائل التواصل في كل ما يتعلق بالأقصى ومعاناة أهل فلسطين.
- تفعيل الدور الاقتصادي في تنمية وتقوية الاقتصاد الفلسطيني، وبالمقابل مقاطعة كافة الشركات التجارية التابعة للصهاينة.
- قطع كافة التعاملات الثقافية والتجارية والسياحية مع أي جهات صهيونية أو داعمة لها، وهو ما بات يعرف " بالتطبيع" وحقيقته " الاستسلام".

29/3/2017م


 

أيمن الشعبان